المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع العلامة سيد مرتضى الحلي



كميل الفضلي
04-18-2008, 11:53 AM
حوار مع العلامة السيد مرتضى العسكري
حاوره : محمد سعيد الطريحي
س : من المسؤول عن حالة التشرذم والإختلاف داخل الكيان الإسلامي الشيعي؟
ج : المسؤول يكون من يستطيع أن يعمل ، يقول المثل : "ليت الأمير يقدر" وهل هناك جماعة تكون بمثابة استماع وإطاعة بحيث إذا أمرت بشيء يُطيعونها ، أنا لا أرى ذلك ، وقد جربتُ ذلك في موضوع السيد الحكيم الذي جاء إلى بغداد لمواجهة البعث وأنا معه وفي خدمته وقمنا بمواجهة البعث وكان الأمر لا يقتضي أكثر من أن تأتي الوفود إلى البيت الذي نزل فيه السيد ولما ذُكر اسم السيد مهدي (نجل السيد الحكيم) في الساعة الثامنة مساءاً في إذاعة تلفزيون بغداد – بتهمة التجسس (1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn1) تفرق الناس عن السيد الحكيم كما تفرق الناس عن مسلم بن عقيل في الكوفة فبقي السيد الحكيم وحده في البيت مع أولاده ونحن خمسة من المعممين من غير أولاده . فهذا الذي تفكرون للمرجع من القابليات أو من المكانة عند الناس بحيث يطيعونه هذا لا يوجد ، للمرجع عند الناس حبٌّ واحترام ولا طاعة للمرجع عند الناس إذا اختلف رأيُه مع آراءهم السياسية ، في الصلاة والصوم والزكاة والحج والأعمال العبادية الأخرى يأخذون من المرجع ولكن في ما عدا ذلك لا يأخذون من المرجع . أنا عاشرت المراجع منذ زمن السيد أبو الحسن الإصفهاني وحتى يومنا الحاضر
–ذى تجربتي – فإذا لم يكن للمرجع وجودٌ فاعل إلى هذه الدرجة لا نتمكن أن نحمله مسؤولية العالم الشيعي لأن الشيعة يحبونه ويحترمونه وقد يقدّم له بعضهم بعض المال لكن لا يطيعونه في الأمور السياسية – حسب رؤيتي - .
وأقول أيضاً "كلكم راعٍ وكلكم مؤولٌ عن رعيته" إذا فرضت إنني قصرت مع الشيعة فهل تقصيري يكون سبباً لتقصيرهم في أعمالهم ؟ كل يعمل وفق قدراته وامكاناته لخدمة الفكر الإسلامي الشيعي ، الذي يقال عنه بالفكر الشيعي ، والوجود الإسلامي الصحيح الذي يقال له بالوجود الشيعي .
س : إذا كانت المرجعية تفتقر إلى التنظيم في شؤونها العامة , ما هي بنظركم الثوابت التي يجب أن ينطلق منها هذا التنظيم ويجري به رأب الصدع ودرء الأخطار المتربصة بالكيان الشيعي وقيادته الروحية ؟
ج : سبق وأن قلت سابقاً أن المرجعية الدينية عندنا تُحترم ويُؤخذ منها أجوبة المسائل الدينية وحسب .
تلاحظ الآن مرجعنا في النجف سجين !! ما ذا فعل له الشيعة حتى يستطيع هو أن يفعل شيئاً للشيعة ؟
لا توجد عنده إمكانيات أكثر مما ذكرنا وكما قال الفرزدق عندما لاقى الإمام الحسين وهو متجه إلى الكوفة وسأله (الإمام) عن الناس – وليس الناس اليوم هكذا – قال : "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" وهذا المعنى غير موجود اليوم – سيوفهم ليس عليه – ولكن المرجع لا يملك غير القلب نحن ما تعودنا أن نطيع المرجع في كل قضايانا إذا اختلف رأي المرجع مع رأينا نحن نخرج من طاعته هذا ما رأيته من خلال معاشرتي القريبة من المراجع وبين المراجع والناس منذ عصر السيد أبو الحسن الإصفهاني حتى اليوم ، المرجع يستطيع أن

يتصرف في النقود التي تدفع إليه

وأين يصـرفها ، وفي الحوزة العلمية


التي تــأخذ برأيه في درسه (الدرس الخارج) وليس أكثر من هذا .

ليـس مرجعنا فقط ، حتــى

بابـا الفـاتيكـان مع ما عنـده مــن


امكانات وثروات لا يطيعه الناس،هذا الواقع الذي نرى !!

س : ولـكن – في المـاضي القريب – أطــاع النـاس العلماء

الــذي أفتوا بالجهاد ضد الغزو الإنجليــزي ، ولبـّوا فتــاواهـم الجهادية في ثورة العشرين ،


فهل تغير الناس ؟ أم تغير العلماء برأيكم ؟

ج : أتذكّر في نفس السفرة الأخيرة للمرجع الحكيم (إلى بغداد) كنتُ أنا المخطط للعملية ، واخذت جماعة من العلماء إلى دار السيد الحكيم – رضوان الله تعالى عليه – في مساء الأربعاء وتكلم العلماء الذين كانوا معي ، كلٌّ تكلم بدوره وأنا ما تكلمت فسكت السيد الحكيم على أن يقبل ويأتي إلى بغداد ، فما أجابنا ، وفي الصباح ذهبتُ إليه وجلستُ عنده لآخذ الجواب منه فأخذت اُكبِّر مكانة المرجع – كما تراها أنتَ – وأعظم من هذا ذكرت – قلت له : لا توجد قوة في المنطقة كقوة مرجعنا وذكرت بالنص : أن جمال عبد الناصر لا يملك من الأتباع والمطيعين كما تملك المرجعية . عندنا الطاعة والنفوذ في مائتي مليون مسلم وقد تحدّيت وتعدّيت حدودي وقلت : إن الإسلام لم ينتفع من هذه القوة – أكثرُ منكَ وأقوى منكَ تكلمتُ(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn2) - ، فتألم المرجع الحكيم
– رضوان الله عليه – وأخذ يفرك بيديه وقال لي إذا أنا جئت وقابلوني بعرض عسكري في الطريق وجاءت الدبابات ومنعتني عن الذهاب إلى بغداد ، ماذا أصنع ؟ وأنا كنت أرى أن السيد لا يعلم كم يملك من قوة ، هل هناك قوة تستطيع مواجهة السيد الحكيم ، (يعني بنفس الحالة التي أنت عليها وبرؤيتك للمرجعية ) (2)، أخيراً وافق على المجيء إلى بغداد ولبَّى طلبنا على أنه جاء بشكل خفي ومع السيد هادي الحكيم وحده وتقدمنا … وأخيراً رأينا أن الناس بعد اجتماعهم تركوا داره وفي الساعة التاسعة ليلاً لم يبق في داره غير خمسة من المعممين أنا أحدهم وأما من سائر الناس فقد بقي الحاج عبد الأمير والحاج عبد الباري وهما بقيا ليأخذاني أيضاً !!
لقد فرغت الدار!! الحالة هكذا إذن عند المراجع إذ لا توجد تلك الطاعة لهم عند الناس في خلاف ما يريدون فلا تفكروا أن المراجع عندهم من التأثير في الناس أكثر من الحب والإحترام ودفع الحقوق – الأموال - ، وأما في الأمور السياسية والإجتماعية فكل واحد يعمل برأيه .
س : ما هو تقييمكم لدور الإمام الخميني والسيد الشهيد الصدر ؟
ج : أما ما يمتاز به السيد الإمام الخميني ، هو أنه في عصرنا قام رجال من الإسلاميين مثل المودودي وحسن البنا والنبهاني وغيرهم أسسوا حركات للوصول إلى إقامة حكم إسلامي ولكنهم لم ينجحوا في ذلك ، وفي علمائنا أيضاً من قام بمقارعة الإستعمار كالسيد حسن المدرس والسيد الكاشاني ومن أهل العلم نواب الصفوي ولكن احداً منهم لم يصل ، ولم يستطع من تشكيل حكم إسلامي وفي مراجعنا كثيرون من جاهدوا في سبيل الله غير أنَّ أحداً منهم لم يفكر قبل السيد الإمام الخميني في تشكيل حكومة إسلامية وكان السيد الخميني ، الإمام الوحيد الذي فكر في تأسيس حكومة إسلامية واستطاع أن يؤسس حكومة إسلامية وبذلك أثر على المساحات الإسلامية في خارج إيران وانتبهوا وقاموا ليوحدوا صفوفهم ويشكلوا حكومات إسلامية في بلادهم . هذا ما امتاز به السيد الإمام الخميني ، أما الشهيد الصدر فقد امتاز في العراق من بين المراجع بأنه خاض المعركة ضد البعث واستمر حتى استشهد رضوان الله تعالى عليهما .
س : الشيعة في العراق يتعرضون إلى الإبادة ، والشيعة في العالم يتعرضون إلى حملات عنيفة من التشهير والملاحقة والتهم المزيفة بالإرهاب وهناك جماعات تقوم بنشر مئات الكتب والصحف ضد الفكر الإسلامي الشيعي ، ماذا عمل أولوا الأمر من علمائنا في الطائفة لمواجهة ذلك ؟
ج : علماؤنا ليسوا بأولي الأمر وإنما هم أولوا العلم لأنهم لا يملكون من أمر المسلمين وإنما هم حملة العلم الإسلامي والأمة لا تطيعهم كما ذكرت عن قصة المرجع الحكيم ومجيئه إلى بغداد لما كان من أمره فدل على أن الأمة تحب المراجع وتدفع لهم الحقوق لكن الأمة لم تتمرس عملية الجهاد في العراق بصورة خاصة وفي أماكن أخرى عدا إيران لذلك العالم ما يستطيع يقوم بالشيء الذي يفكر فيه وفي كل سؤال تطرح هذا الشيء بشكل أو بشكل آخر ، إن العلماء لا يملكون غير العلم وبعض المراجع يدفع إليهم من الحقوق فينبغي أن نسألهم ماذا ، أمكنه من طرح الفكر الإسلامي أو من أداء الحقوق إلى أصحابها أو في الحوزات العلمية كيف أدى الطلبة أكثر من هذا أي مجال عمل ما عنده مع وجود عتاة طغاة كصدام وغيره من الحكومات التي بيدها السوط والسلاح والجيش – فأي عمل ما يستطيعون أن يعملوا مع هؤلاء وأنا كنت من العاملين مع هؤلاء في العراق كما تعلمون وكنا نقاتل حتى يبلغ الأمر إلى درجة أن السيد الحكيم كان يتكلم ويعطي ممثل الحكومة عنده ويقول شيء عنه في الصحف والإذاعات ضد ما يقوله السيد الحكيم وكنت أنا والسيد مهدي (نجل السيد الحكيم) نريد أن نكذب ما نسبوا إلى السيد الحكيم فلا تتاح لنا فرصة و لا نستطيع أن نعمل إلا ضمن أماكن مخصوصة !!
(نظرتكم إلى المرجع يبدو أنها نظرة غير واقعية في قدرات المرجع)(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn3)
س : كيف تنظرون إلى الخطابة الحسينية ، هل استطاعت أن تؤدي دروها الإعلامي المطلوب منها ؟ هل لديكم نصائح وإرشادات بهذا الشأن ؟
ج : بالأساس ما عندنا من ثقافة في أوساط شعبنا – أتباع مدرسة أهل البيت الكثير من نتيجة لما يقوم به العلماء والخطباء على المنابر هذا الأساس – غير أن خطباء المنبر الحسيني في العراق قبل نهضة العلماء في العراق وما سمي بجماعة العلماء في النجف الأشرف وجماعة علماء بغداد والكاظمية في الكاظمين كان مستواهم يناسب مستوى ثقافة الشعب التي كانت في مستوى غير رفيع .



كنت ترى ترابط بين الأمة وبين الخطيب الذي يبقي إليه ما يبقي – أن أمير المؤمنين في مسجد الكوفة وهو أمير المؤمنين وباصطلاح القوم – خليفة رسول الله يقول لهم – سلوني قبل أن تفقدوني – الله أكبر – فيقوم أنس ويقول استهزاءً به ، أخبرني كم شعرة في رأسي ولحيتي فيقول أمير المؤمنين ، إن رسول الله أخبرني بسؤالك هذا وأخبرني أن تحت كل شعرة من شعرات رأسك ولحيتك شيطان يغويك ودليل ذلك أن في بيتك (سخلٌ) يقتل ابني الحسين وكان ذلك سنان بن أنس .
هذا المجتمع الذي كان في الكوفة في عصر الإمام الصادق ولما – وصل العباسيون إلى الحكم في زمن السفاح يقول الراوي ذهبت إلى مسجد الكوفة لأصل إلى الإمام الصادق – وبقيت – ثلاثة أيام فما استطعت أن أصل إليه لأن المجتمع تغير – المجتمع الذي كان في عصر الإمام الصادق كان مجتمعاً حضارياً إلى حد ما يفهم الإمام فاذاً – هناك تناسب بين الخطيب وبين الأمة وقد أدركت ذلك من خلال ممارساتي الخطابية بين الناس فأنا لا استطيع أن أتكلم مثلاً في (الثورة)(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn4) وأتكلم بين جمع من أهل العلم في النجف الأشرف بنفس الخطاب .
واضرب لكم مثال بقضايا رأيتها في مدينة البياع عند ما كنت عالماً هناك في يوم عيد الأضحى وأنا ما عندي خبرة في هذا الأمر . طرقوا أبواب البيت ولم أكن في البيت لما فتحت الباب أدخلوا سكينة طويلة ليقرأ عليها الدعاء ، نريد نضحي أو كانوا يسألوني في الأضحية كانوا يقولون أن للأضحية مع الأضحية (شخص!!) يسمونه ، مجتمع كهذا بقي العسكري بينهم سنتين ولم يستطع أن يعمل أي شيء – عدا أنه يعظهم ويقربهم للصلاة والصوم – عندما انتقل إلى الكرادة – إذا به يؤسس المؤسسات – مدارس ، كلية ، مجلات – إذا هناك تناسب بين المجتمع وبين العالم – أنا بنفسي في الكاظمية بقيت سنوات لا استطيع أن أعمل ، وعندما انتقلت إلى الكرادة في ظرفية عشر سنوات تغير وضع بغداد ، إذاً أكرر أنك يجب أن تلاحظ وضع المجتمع ، هتلر لا يمكن أن ينجح في مجتمع كالمجتمع البريطاني – ينجح في مجتمع كمجتمع النازيين وان تشرشل لا يمكن أن ينجح في مجتمع كالمجتمع النازي الألماني ..

كميل الفضلي
04-18-2008, 11:59 AM
تكملة

هكذا جوابك تحليلياً لوضح المراجع ووضع الأمة ، حتى لو كان هذا المرجع إماماً معصوماً كأمير المؤمنين يدعوهم إلى الخروج للقتال ويذهب إلى النخيلة ثلاثة أيام ويتخلف القوم ، ومعاوية يدعوهم ويخرجون ، لنتفهّم هذا الموضوع ولا نحمّل المراجع ما لا نكلفهم أو لا ننتظر منهم ما لا يسأل الله عنهم ذلك لأنه ما عندهم في أوساط الأمة من قبول أو غيره . (1) (http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=663398#_ftn5)
س : بالنسبة للخطباء ؟
ج : الذي أرى أن على الخطباء أن يستفيدوا من الأسلوب القرآني وقد ذكرت في عدة محاضرات أن خطباء الجمعة يدعون الناس إلى التقوى ، إنهم يقولون عليكم بالتقوى أو من أمثال هذه الجمل لأنه من آداب الخطبة في صلاة الجمعة . في حين أن الدعوة إلى التقوى لا تكون بهذا وإنما يكون بطرح الآيات التي طرحها القرآن عن مشاهد يوم القيامة وعن القبر وعن العذاب وعن الصراط وعن الحساب بحيث يصبح الإنسان المسلم يعيه كأنه يرى يوم القيامة . يعلم علم اليقين ، هذا هو الأساس لكل عمل إسلامي ، هذا هو الأساس لأن يخشى الإنسان ربه ثم يتقيه ثم ينطلق من التقوى في كل عمل يعمل ، هذا هو الأساس والذي تركناه نحن وقد رأيت في أساتذتي من كان يدأب على ذلك في خطبه – رضوان الله تعالى عليهم – ولذلك هذا المجتمع يومذاك مجتمعاً في حدود ما يخطب ويتكلم العالم فيه مجتمعاً متقدماً إسلامياً والآن لما تركنا ذلك واختصرنا على الثرثرة السياسية التي ، تؤذينا ولا تنفعنا
نفطر على الثرثرة السياسية ونتغدى على الثرثرة السياسية ونتعشى على الثرثرة السياسية وما عندنا عملاً سياسياً صحيحاً ولا .. نعم أصبح عندنا شيء من الفكر الإسلامي بعد قيام جماعة العلماء في النجف وكربلاء والكاظمية وبغداد والبصرة وصار عندنا شيء من الوعي الإسلامي وأننا بحاجة اليوم وفي كل يوم وفي زمن الأنبياء وإلى اليوم بأن نتدبر آيات القرآن التي منها تخويف عن يوم القيامة – إذاً من واجب الخطباء أن يلقوا هذه الآيات على المسلمين ويذكرون المسلمين بمشاهد يوم القيامة عذاباً كان أو نعيماً في الجنة والأمر الثاني كنت أقول وأنا في كل مكان كنت أقول ان ازمتنا معاشر المسلمين في كل مكان أزمة أخلاقية يقول رسول الله (إني بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ونحن بعيدون كل البعد عن التحلي بمكارم الأخلاق ينبغي أيضاً على الخطباء والعلماء أن يهتمون بهذا الجانب ويمكن نشر الآداب الإسلامية من خلال بيان الآثار الأعمال في الدنيا قبل الآخرة من قبيل أن صلة الرحم منماة للعدد مجلبة الرزق وأن قطع الرحم أمر عظيم .. فإذا ذكرنا آثار الأعمال للناس للمسلمين لابد أنه يرغبون ويقومون ويتخلقون بالآداب الإسلامية .
س : ما هي كلمتكم للعاملين في الحقل الإعلامي ؟
ج : عرض الآداب الإسلامية وبحاجة إلى الوعي السياسي ولا ينبغي أن نترك العمل بذلك فنحن بحاجة إلى أن يكون المسلمون – المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص – وتختلف حاجة مجتمع عن مجتمع آخر ينبغي . هذه النشرة – أين تنشر – إذا كانت تنشر في بغداد ينبغي أن تعالج الأمراض المنتشرة في بغداد وإذا كانت تنشر مثلاً في الشام تعالج الأمراض المنتشرة في هذا المجتمع فإذاَ حاجة المجتمع ما هي ينبغي أن نغير فيها على كل حال وفي مقدمة ما أرى أن مطبوعتنا أو مجلات سيارة تقوم به – ينبغي أن تعرف الكتب التي تطبع حديثاً وفي نشرها فائدة للمسلمين لأن الكتب تنشر في هذا اليوم بشكل واسع والقارئ قد لا يعلم أي كتاب يقرأ فإذا قامت المجلة بتعريف الكتب النافعة وانتقدت الكتب غير النافعة قد خدمت خدمة جليلة أو يربي الجيل كالمغفور له السيد محسن الأمين رضوان الله عليه ، إذا كان عندنا واحد من هذا القبيل في أي مكان ينبغي أن المجلة تقوم بتعريفه بشكل أو بآخر إلى المجتمع – وأيضاً تذكير المجتمع إن كان هناك حاجة للمسلمين مثلاً في هذا البلد إلى تأسيس صندوق للقرضة الحسنة على سبيل الإفتراض ، يعني ينبغي أن ينظر إلى الحاجة الموجودة في المجتمع وينبه المجتمع إلى تلك الحاجة وينبه المجتمع إلى العالم أو إلى الخطيب الذي ينفع ، الخطيب الواعظ الذي يفيد المجتمع من خطباء المنبر الحسيني ويستطيع صاحب هذه المجلة أن يعرّف هذا الخطيب إلى الناس فليقم بذلك وهناك كان يجب أن يعرفه ولكني أوصي أهل الصحف إلا يبادروا إلى ذم أي إنسان من أهل العلم فإن في ذلك خطر عظيم على الساحة الإسلامية. إذا كان هناك خطيب ناجح ومفيد عرّفه ولكن إذا كان هناك خطيباً لا تعتقد به ، دعه ، واسكت عنه فكذلك الأمر بالنسبة إلى العالم ، أما في موضوع الكتاب إذا رأيت كتاباً نافعاً عليك أن تعرفه للناس وإذا رأيت كتاباً غير نافع والمفاهيم المطروحة فيه ضارة فان واجبك أن تري ذلك للملأ الذي يقرأ مجلتك.
س : الإتحاد الإسلامي الشامل ، كيف تنظرون إليه ؟ وما هو السبيل إلى تحقيقه ؟
ج : يجب على مليار ونصف مليار مسلم اليوم أن يتّحدوا فإنّنا لو اتحدنا لا تستطيع إي قوة في العالم أن تواجهنا . نحن اليوم بحاجة إلى إتحاد إسلامي ووحدة إسلامية أما الإتحاد الإسلامي الإتحاد الإقتصادي بإقامة أسواق إقتصادية كما فعله الغرب وكذلك الإتحاد السياسي والثقافي إلى غير ذلك من أنواع الإتحاد وإقامة هذه كلها من شأن الدول الإسلامية وليس من شأننا أما الوحدة الإسلامية فهي من شأن أهل العلم وفي سبيل تحقيق الوحدة الإسلامية فينبغي لنا أن ندرس ما بين مدرسة أهل البيت ومدرسة الخلفاء من وجوه الوفاق ووجوه الخلاف .
س : أشرتم الآن إلى مدرستي أهل البيت والخلفاء فلماذا تركتم التسمية بالسنة والشيعة وما هي وجوه الخلاف بين المدرستين ؟
ج : لقد تركت التسمية بالسنة والشيعة لأن فيها حزازات وسميتهما بمدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت ومن وجوه الخلاف بين المدرستين : أنه ممن نأخذ سنة الرسول (ص) ؟ هل نأخذ سنة الرسول من الصحابة فقط ، ومن جميعهم ، وكلهم عدول . وهذا ما يقوله ويراه ويؤمن به إخواننا أصحاب مدرسة الخلفاء . ويقابل هذا الرأي ما عليه مدرسة أهل البيت ، بأن سنة الرسول (ص) نأخذها من الصحابة العدول ومن أئمة أهل البيت . إذاَ فالخلاف بيننا فقهي ، وإنه ممن نأخذ سنة الرسول (ص) ؟ وفي هذا المقام يقدم هذا الفريق ما عنده من دليل سواء أقَبِلَهُ الجانب الآخر أم لم يقبله . وكذلك يفعل الجانب الآخر ، وبالإضافة إلى ذلك للوصول إلى هذه الوحدة العلمية نحن بحاجة إلى دراسة مصطلحات القرآن ومصطلحات العقائد الإسلامية ، لأننا في حوزاتنا العلمية وفي الأزهر والجامعة الإسلامية وجامعة الزيتونة ، في حوزة النجف وقم درسنا الإصطلاحات الفقهية وتركنا الإصطلاحات الإسلامية ، مثلاً : عندنا إن الله إسم جنس وأصله الإله وحذفت الهمزة وأدغمت اللام بينما (الله) : علم مرتجل ، وكذلك (خليفة الله) عندنا كل البشر ، بينما خلفاء الله في الأرض هم الأئمة الذين جعلهم الله أئمة لهداية الناس .
س : إذاَ فالوصول إلى هذا الهدف يقتضي القيام بنهضة شاملة لتجديد الحياة الإسلامية . ترى ما هي برأيكم الركائز التي يجب الإنطلاق منها لتحقيق ذلك ؟
ج : إن العالم الإسلامي بدأ ينهض فعلاَ بتجديد حياته الإسلامية ومن أجل تحقيق وحدة عالمنا الإسلامي يجب القيام بدراسة موضوعية لما ورثه جميع المسلمين من مصادر سنة الرسول (ص) سيرة وحديثاً وعدم البقاء على تقليد السلف الصالح لا في إستنباط الأحكام الشرعية ولا في دراية الحديث .
وأنا بنفسي أرجع إلى صحيح البخاري وآخذ من الحديث فيه ما أراه صحيحاً كما أرجع إلى أصول الكافي وآخذ منه الحديث الذي أراه صحيحاً فيه وبذلك يتحقيق الوصول إلى معرفة الإسلام من الكتاب والسنة ويتيسر توحيد كلمة المسلمين حولهما للقيام بتجديد الحياة الإسلامية .
س : نرجو أن تتفضلوا بشواهد واقعية من منهجكم في كتابة التاريخ ومن خلال خوضكم وبحثكم في كتب الفريقين أو المدرستين فيما تعتقدون أنها تؤدي عملياً إلى الوحدة المنشودة التي تدعون إليها ؟
ج : عندنا مثلاً في مدرسة أهل البيت أن (من لم يقرأ البسملة فصلاته باطله) ولا أستطيع أن أصلي خلفه ولكن بما أن أخي المسلم الحنفي لا يرى ذلك ويقرأ الحمد بدون بسملة ، جاء عن أئمتنا في كتاب (وسائل الشيعة) في ثلاثة أحاديث عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : "من صلى خلفهم كان كمن صلى خلف رسول الله" ، وفي حديث آخر : "إذا صليت معهم غُفر لك بعدد من خالفك – في قراءة البسملة – وحضر الصلاة في المسجد" .
ويشكو راوٍ آخر إلى الإمام الصادق (ع) ويقول : إن لنا إماماً مخالفاً وهو يبغض أصحابنا كلهم ، فقال : "ما عليك من قوله ، والله لئن كنت صادقاً لأنت أحق بالمسجد منه ، فكن أنت أول داخل وآخر خارج وأحسن خلقك مع الناس وقل خيراً " .
يظهر من كلام الإمام الصادق (ع) انه لم يرض بكلامه وانتقاده فقال له أحسن خلقك مع الناس "وقل خيراً " .
والراوي الآخر يقول له الإمام الصادق (ع) : "يا إسحاق ! أتصلي معهم في المسجد ؟ " قال ، قلت : نعم . قال : "صلّ معهم فإن المصلي معهم في الصف الأول كالشاهر سيفه في سبيل الله" . هكذا تتحقق الوحدة الإسلامية التي أصبو إليها .
وكان الإمام الصادق (ع) بنفسه يجلس مع أبي حنيفة ويناظره في العقائد والأحكام . وكان ذلك جارياً إلى عصر الشيخ المفيد في بغداد ، وكان الشيخ الطوسي ، أستاذ كرسي دار الخلافة لكن السلاجقة لما ذهبوا إلى بغداد أحرقوا كرسي الشيخ الطوسي وفرّقوا بيننا ، ثم صارت خلافات بين الصفوية والخلافة العثمانية ، والواقع هو ان هذه الأمور سياسية وليست من الدين .
س : ما تفضلتم به مفهوم ضمن الطبقة الواعية من الفريقين وهم قلّة على كل حال ، فكيف يعالج الأمر مع العامة وأقصد منهم الفئات المتشددة التي تتنابز ما بينها وتتجاوز حدود التلاعن إلى إستباحة الدماء كما يجري في الباكستان حيث المذابح التي تقوم بها ميليشيات ما يسمى (بجيش الصحابة) ضد الأقلية الشيعية هناك ؟
ج : نعم … في عصرنا الحاضر وبتأثير من أعدائنا إستطاعوا أن يدفعوا بعض الجهلة من المسلمين في الداخل أن يحملوا رشاشاتهم ويقتلوا المسلمين في المسجد أثناء الصلاة وأشرت فيما تقدم إلى ما ينبغي عمله .
أما ما ذكرتم من التلاعن فإنما يحز في النفوس مثل ما انتشر أن بعض الشيعة كان يلعن بعض الصحابة ، أقول لكم إن اللعن بدأ به معاوية منذ سنة (40) هجرية ، ولُعِنَ الإمام علي بن أبي طالب على جميع منابر المسلمين في خطب الجمعة واستمر ذلك إلى آخر عهد الأمويين ما عدا سنتين من خلافة عمر بن عبد العزيز ، يا ترى في كل هذه المدة ، ألم يقابلهم شيعة علي وآل بيت علي ؛ بلى قابلوهم وما نحن اليوم وذلك فلنترك هذا . ونترك الخلاف الآخر : الخلاف حول من كان خليفة رسول الله (ص) ، علي أو أبو بكر! لندع هذا الجدال العقيم اليوم وندرس فقط من أين نأخذ سنة الرسول (ص) ، وتفسير القرآن ، كلٌّ منا يقدم دليله على ما يراه ويسمع دليل أخيه سواء اقبله أم لم يقبله أما في مقابل العدو المشترك فإنا نحتضنك ونموت دونك كما فعلت الجمهورية الإسلامية مع المسلمين في فلسطين . إن جميع الدول العربية الإسلامية تريد أن تصافح إسرائيل عدا الجمهورية الإسلامية وهي التي كونت حزب الله من أبناء الشيعة في جنوب لبنان لتحارب بهم الإسرائيليين ويُقتلوا دون إخوانهم الفلسطينيين ، وتساند الإنتفاضة داخل فلسطين ، وأقام الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يوم القدس ، هكذا نحن وإلى هذا ندعو أبناء الأمة الإسلامية . وآخر حديثي : ((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)) .



(1)كان ذلك في 7/6/1969 ، وقد ظهر مدحت الحاج سري على شاشة التلفزي (http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=663398#_ftnref1)ون ، وأدلى باعتراف مفاده "ان السيد مهدي الحكيم" حضر بعض الاجتماعات التي كانت تتم بأوامر من المخابرات المركزية الأمريكية أن هذا الإعتراف انتزع من مدحت الحاج سري بالقوة فقد هددوه بعرضه وقد بين ذلك في كتابة كتبها على نسخة من القرآن الكريم أرسلها إلى أهله (سليم العراقي : لماذا قتلوه ص 83) وراجع التحرك الإسلامي في العراق / ص 88 . والسبب الرئيسي لخذلان المرجعية كما يذكر – الباحث صلاح الخرسان – هو حالة الخوف والإرهاب غير الطبيعي التي أشاعها النظام في أوساط الجماهير .. بإقامته لحفلات الإعدام الجماعي في الساحات العامة في بغداد والبصرة تحت ستار تصفية الجواسيس ، حيث مشاهد الجثث المتدلية بالعشرات وهي تنقل عبر شاشات التلفزيون (حزب الدعوة حقائق ووثائق /164) .
( (http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=663398#_ftnref2)1) و(2) الكلام موجّه لرئيس التحرير .
( (http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=663398#_ftnref3)1) الكلام موجه إلى رئيس التحرير .
( (http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=663398#_ftnref4)1) مدينة شعبية معروفة من ضواحي بغداد .
( (http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=663398#_ftnref5)1) واضح أن السيد العسكري متشائم من موضوع طاعة الناس لمراجعهم ربما يرجع السبب إلى
قدرات المرجع وامكانياته وآفاق تحركه والظرف الذي يعيشه ، وهناك ما يدحض رأي السيد
العسكري بصورة لا تقبل الشك ، بعد انتصار الثورة في إيران وتنفيذ جماهيرها لفتاوى وتعليمات
الإمام الخميني (المحرك الرئيسي للثورة ) وبالأمس القريب كان (ثورة التنباك) ضد الشاه القاجاري
بسبب سطور كتبها مرجع زمانه السيد محمد حسن الشيرازي وبقدر ما يتعلق الأمر بالعراق ، فإن
الجماهير التفت حول مراجع الدين وقاتلوا معهم في حرب غير متكافئة ضد المحتلين الإنكليز في
واقعة الشعبية عام 1911، ولم تنطلق ثورة النجف سنة 1918 ولا ثورة العشرين التحريرية في
العراق عام 1920 إلا بسبب فتاوى مراجع الدين .. نعم إن الجماهير بعد ذلك لم يحسن تربيتها
روحياً ولا توعيتها سياسياً ولا تثقيفها إجتماعياً بالإضافة إلى غموض العلاقة بين السلطة الحاكمة
والمرجعية من جهة ، وبُعد المرجعية عن أبنائها من جهة أخرى مع ازدياد الخواء الفكري والفراغ
العقائدي والجهل واستغلال الأحزاب والحركات الوافدة من الخارج لهذه الحالة ، فازدادت حالة
الأمة سوءاً وتدهوراً وهو ما أفضى إلى ما نحن عليه من الإحباط .

خادمة المهدي
04-20-2008, 01:55 PM
الله يعطيك العافيه
وفي ميزان الحسنات
ولا عدمناك

كميل الفضلي
04-20-2008, 06:01 PM
السلام عليكم

شكرا لكي اختي خادمة المهدي للمرور

تحياتي لكي وامنياتي بالتوفيق

وشكرا

ام الحلوين
04-21-2008, 05:13 PM
سلمت يداك خيي كميل

والله يعطيك الف عافيه

ورحم الله والديك بحق الصلاة على محمد وال محمد

كميل الفضلي
04-21-2008, 05:30 PM
السلام عليكم

شكرا لكي اختي ام الحلوين للمرور

تحياتي لكي وامنياتي بالتوفيق

وشكرا