كميل الفضلي
04-18-2008, 11:53 AM
حوار مع العلامة السيد مرتضى العسكري
حاوره : محمد سعيد الطريحي
س : من المسؤول عن حالة التشرذم والإختلاف داخل الكيان الإسلامي الشيعي؟
ج : المسؤول يكون من يستطيع أن يعمل ، يقول المثل : "ليت الأمير يقدر" وهل هناك جماعة تكون بمثابة استماع وإطاعة بحيث إذا أمرت بشيء يُطيعونها ، أنا لا أرى ذلك ، وقد جربتُ ذلك في موضوع السيد الحكيم الذي جاء إلى بغداد لمواجهة البعث وأنا معه وفي خدمته وقمنا بمواجهة البعث وكان الأمر لا يقتضي أكثر من أن تأتي الوفود إلى البيت الذي نزل فيه السيد ولما ذُكر اسم السيد مهدي (نجل السيد الحكيم) في الساعة الثامنة مساءاً في إذاعة تلفزيون بغداد – بتهمة التجسس (1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn1) تفرق الناس عن السيد الحكيم كما تفرق الناس عن مسلم بن عقيل في الكوفة فبقي السيد الحكيم وحده في البيت مع أولاده ونحن خمسة من المعممين من غير أولاده . فهذا الذي تفكرون للمرجع من القابليات أو من المكانة عند الناس بحيث يطيعونه هذا لا يوجد ، للمرجع عند الناس حبٌّ واحترام ولا طاعة للمرجع عند الناس إذا اختلف رأيُه مع آراءهم السياسية ، في الصلاة والصوم والزكاة والحج والأعمال العبادية الأخرى يأخذون من المرجع ولكن في ما عدا ذلك لا يأخذون من المرجع . أنا عاشرت المراجع منذ زمن السيد أبو الحسن الإصفهاني وحتى يومنا الحاضر
–ذى تجربتي – فإذا لم يكن للمرجع وجودٌ فاعل إلى هذه الدرجة لا نتمكن أن نحمله مسؤولية العالم الشيعي لأن الشيعة يحبونه ويحترمونه وقد يقدّم له بعضهم بعض المال لكن لا يطيعونه في الأمور السياسية – حسب رؤيتي - .
وأقول أيضاً "كلكم راعٍ وكلكم مؤولٌ عن رعيته" إذا فرضت إنني قصرت مع الشيعة فهل تقصيري يكون سبباً لتقصيرهم في أعمالهم ؟ كل يعمل وفق قدراته وامكاناته لخدمة الفكر الإسلامي الشيعي ، الذي يقال عنه بالفكر الشيعي ، والوجود الإسلامي الصحيح الذي يقال له بالوجود الشيعي .
س : إذا كانت المرجعية تفتقر إلى التنظيم في شؤونها العامة , ما هي بنظركم الثوابت التي يجب أن ينطلق منها هذا التنظيم ويجري به رأب الصدع ودرء الأخطار المتربصة بالكيان الشيعي وقيادته الروحية ؟
ج : سبق وأن قلت سابقاً أن المرجعية الدينية عندنا تُحترم ويُؤخذ منها أجوبة المسائل الدينية وحسب .
تلاحظ الآن مرجعنا في النجف سجين !! ما ذا فعل له الشيعة حتى يستطيع هو أن يفعل شيئاً للشيعة ؟
لا توجد عنده إمكانيات أكثر مما ذكرنا وكما قال الفرزدق عندما لاقى الإمام الحسين وهو متجه إلى الكوفة وسأله (الإمام) عن الناس – وليس الناس اليوم هكذا – قال : "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" وهذا المعنى غير موجود اليوم – سيوفهم ليس عليه – ولكن المرجع لا يملك غير القلب نحن ما تعودنا أن نطيع المرجع في كل قضايانا إذا اختلف رأي المرجع مع رأينا نحن نخرج من طاعته هذا ما رأيته من خلال معاشرتي القريبة من المراجع وبين المراجع والناس منذ عصر السيد أبو الحسن الإصفهاني حتى اليوم ، المرجع يستطيع أن
يتصرف في النقود التي تدفع إليه
وأين يصـرفها ، وفي الحوزة العلمية
التي تــأخذ برأيه في درسه (الدرس الخارج) وليس أكثر من هذا .
ليـس مرجعنا فقط ، حتــى
بابـا الفـاتيكـان مع ما عنـده مــن
امكانات وثروات لا يطيعه الناس،هذا الواقع الذي نرى !!
س : ولـكن – في المـاضي القريب – أطــاع النـاس العلماء
الــذي أفتوا بالجهاد ضد الغزو الإنجليــزي ، ولبـّوا فتــاواهـم الجهادية في ثورة العشرين ،
فهل تغير الناس ؟ أم تغير العلماء برأيكم ؟
ج : أتذكّر في نفس السفرة الأخيرة للمرجع الحكيم (إلى بغداد) كنتُ أنا المخطط للعملية ، واخذت جماعة من العلماء إلى دار السيد الحكيم – رضوان الله تعالى عليه – في مساء الأربعاء وتكلم العلماء الذين كانوا معي ، كلٌّ تكلم بدوره وأنا ما تكلمت فسكت السيد الحكيم على أن يقبل ويأتي إلى بغداد ، فما أجابنا ، وفي الصباح ذهبتُ إليه وجلستُ عنده لآخذ الجواب منه فأخذت اُكبِّر مكانة المرجع – كما تراها أنتَ – وأعظم من هذا ذكرت – قلت له : لا توجد قوة في المنطقة كقوة مرجعنا وذكرت بالنص : أن جمال عبد الناصر لا يملك من الأتباع والمطيعين كما تملك المرجعية . عندنا الطاعة والنفوذ في مائتي مليون مسلم وقد تحدّيت وتعدّيت حدودي وقلت : إن الإسلام لم ينتفع من هذه القوة – أكثرُ منكَ وأقوى منكَ تكلمتُ(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn2) - ، فتألم المرجع الحكيم
– رضوان الله عليه – وأخذ يفرك بيديه وقال لي إذا أنا جئت وقابلوني بعرض عسكري في الطريق وجاءت الدبابات ومنعتني عن الذهاب إلى بغداد ، ماذا أصنع ؟ وأنا كنت أرى أن السيد لا يعلم كم يملك من قوة ، هل هناك قوة تستطيع مواجهة السيد الحكيم ، (يعني بنفس الحالة التي أنت عليها وبرؤيتك للمرجعية ) (2)، أخيراً وافق على المجيء إلى بغداد ولبَّى طلبنا على أنه جاء بشكل خفي ومع السيد هادي الحكيم وحده وتقدمنا … وأخيراً رأينا أن الناس بعد اجتماعهم تركوا داره وفي الساعة التاسعة ليلاً لم يبق في داره غير خمسة من المعممين أنا أحدهم وأما من سائر الناس فقد بقي الحاج عبد الأمير والحاج عبد الباري وهما بقيا ليأخذاني أيضاً !!
لقد فرغت الدار!! الحالة هكذا إذن عند المراجع إذ لا توجد تلك الطاعة لهم عند الناس في خلاف ما يريدون فلا تفكروا أن المراجع عندهم من التأثير في الناس أكثر من الحب والإحترام ودفع الحقوق – الأموال - ، وأما في الأمور السياسية والإجتماعية فكل واحد يعمل برأيه .
س : ما هو تقييمكم لدور الإمام الخميني والسيد الشهيد الصدر ؟
ج : أما ما يمتاز به السيد الإمام الخميني ، هو أنه في عصرنا قام رجال من الإسلاميين مثل المودودي وحسن البنا والنبهاني وغيرهم أسسوا حركات للوصول إلى إقامة حكم إسلامي ولكنهم لم ينجحوا في ذلك ، وفي علمائنا أيضاً من قام بمقارعة الإستعمار كالسيد حسن المدرس والسيد الكاشاني ومن أهل العلم نواب الصفوي ولكن احداً منهم لم يصل ، ولم يستطع من تشكيل حكم إسلامي وفي مراجعنا كثيرون من جاهدوا في سبيل الله غير أنَّ أحداً منهم لم يفكر قبل السيد الإمام الخميني في تشكيل حكومة إسلامية وكان السيد الخميني ، الإمام الوحيد الذي فكر في تأسيس حكومة إسلامية واستطاع أن يؤسس حكومة إسلامية وبذلك أثر على المساحات الإسلامية في خارج إيران وانتبهوا وقاموا ليوحدوا صفوفهم ويشكلوا حكومات إسلامية في بلادهم . هذا ما امتاز به السيد الإمام الخميني ، أما الشهيد الصدر فقد امتاز في العراق من بين المراجع بأنه خاض المعركة ضد البعث واستمر حتى استشهد رضوان الله تعالى عليهما .
س : الشيعة في العراق يتعرضون إلى الإبادة ، والشيعة في العالم يتعرضون إلى حملات عنيفة من التشهير والملاحقة والتهم المزيفة بالإرهاب وهناك جماعات تقوم بنشر مئات الكتب والصحف ضد الفكر الإسلامي الشيعي ، ماذا عمل أولوا الأمر من علمائنا في الطائفة لمواجهة ذلك ؟
ج : علماؤنا ليسوا بأولي الأمر وإنما هم أولوا العلم لأنهم لا يملكون من أمر المسلمين وإنما هم حملة العلم الإسلامي والأمة لا تطيعهم كما ذكرت عن قصة المرجع الحكيم ومجيئه إلى بغداد لما كان من أمره فدل على أن الأمة تحب المراجع وتدفع لهم الحقوق لكن الأمة لم تتمرس عملية الجهاد في العراق بصورة خاصة وفي أماكن أخرى عدا إيران لذلك العالم ما يستطيع يقوم بالشيء الذي يفكر فيه وفي كل سؤال تطرح هذا الشيء بشكل أو بشكل آخر ، إن العلماء لا يملكون غير العلم وبعض المراجع يدفع إليهم من الحقوق فينبغي أن نسألهم ماذا ، أمكنه من طرح الفكر الإسلامي أو من أداء الحقوق إلى أصحابها أو في الحوزات العلمية كيف أدى الطلبة أكثر من هذا أي مجال عمل ما عنده مع وجود عتاة طغاة كصدام وغيره من الحكومات التي بيدها السوط والسلاح والجيش – فأي عمل ما يستطيعون أن يعملوا مع هؤلاء وأنا كنت من العاملين مع هؤلاء في العراق كما تعلمون وكنا نقاتل حتى يبلغ الأمر إلى درجة أن السيد الحكيم كان يتكلم ويعطي ممثل الحكومة عنده ويقول شيء عنه في الصحف والإذاعات ضد ما يقوله السيد الحكيم وكنت أنا والسيد مهدي (نجل السيد الحكيم) نريد أن نكذب ما نسبوا إلى السيد الحكيم فلا تتاح لنا فرصة و لا نستطيع أن نعمل إلا ضمن أماكن مخصوصة !!
(نظرتكم إلى المرجع يبدو أنها نظرة غير واقعية في قدرات المرجع)(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn3)
س : كيف تنظرون إلى الخطابة الحسينية ، هل استطاعت أن تؤدي دروها الإعلامي المطلوب منها ؟ هل لديكم نصائح وإرشادات بهذا الشأن ؟
ج : بالأساس ما عندنا من ثقافة في أوساط شعبنا – أتباع مدرسة أهل البيت الكثير من نتيجة لما يقوم به العلماء والخطباء على المنابر هذا الأساس – غير أن خطباء المنبر الحسيني في العراق قبل نهضة العلماء في العراق وما سمي بجماعة العلماء في النجف الأشرف وجماعة علماء بغداد والكاظمية في الكاظمين كان مستواهم يناسب مستوى ثقافة الشعب التي كانت في مستوى غير رفيع .
كنت ترى ترابط بين الأمة وبين الخطيب الذي يبقي إليه ما يبقي – أن أمير المؤمنين في مسجد الكوفة وهو أمير المؤمنين وباصطلاح القوم – خليفة رسول الله يقول لهم – سلوني قبل أن تفقدوني – الله أكبر – فيقوم أنس ويقول استهزاءً به ، أخبرني كم شعرة في رأسي ولحيتي فيقول أمير المؤمنين ، إن رسول الله أخبرني بسؤالك هذا وأخبرني أن تحت كل شعرة من شعرات رأسك ولحيتك شيطان يغويك ودليل ذلك أن في بيتك (سخلٌ) يقتل ابني الحسين وكان ذلك سنان بن أنس .
هذا المجتمع الذي كان في الكوفة في عصر الإمام الصادق ولما – وصل العباسيون إلى الحكم في زمن السفاح يقول الراوي ذهبت إلى مسجد الكوفة لأصل إلى الإمام الصادق – وبقيت – ثلاثة أيام فما استطعت أن أصل إليه لأن المجتمع تغير – المجتمع الذي كان في عصر الإمام الصادق كان مجتمعاً حضارياً إلى حد ما يفهم الإمام فاذاً – هناك تناسب بين الخطيب وبين الأمة وقد أدركت ذلك من خلال ممارساتي الخطابية بين الناس فأنا لا استطيع أن أتكلم مثلاً في (الثورة)(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn4) وأتكلم بين جمع من أهل العلم في النجف الأشرف بنفس الخطاب .
واضرب لكم مثال بقضايا رأيتها في مدينة البياع عند ما كنت عالماً هناك في يوم عيد الأضحى وأنا ما عندي خبرة في هذا الأمر . طرقوا أبواب البيت ولم أكن في البيت لما فتحت الباب أدخلوا سكينة طويلة ليقرأ عليها الدعاء ، نريد نضحي أو كانوا يسألوني في الأضحية كانوا يقولون أن للأضحية مع الأضحية (شخص!!) يسمونه ، مجتمع كهذا بقي العسكري بينهم سنتين ولم يستطع أن يعمل أي شيء – عدا أنه يعظهم ويقربهم للصلاة والصوم – عندما انتقل إلى الكرادة – إذا به يؤسس المؤسسات – مدارس ، كلية ، مجلات – إذا هناك تناسب بين المجتمع وبين العالم – أنا بنفسي في الكاظمية بقيت سنوات لا استطيع أن أعمل ، وعندما انتقلت إلى الكرادة في ظرفية عشر سنوات تغير وضع بغداد ، إذاً أكرر أنك يجب أن تلاحظ وضع المجتمع ، هتلر لا يمكن أن ينجح في مجتمع كالمجتمع البريطاني – ينجح في مجتمع كمجتمع النازيين وان تشرشل لا يمكن أن ينجح في مجتمع كالمجتمع النازي الألماني ..
حاوره : محمد سعيد الطريحي
س : من المسؤول عن حالة التشرذم والإختلاف داخل الكيان الإسلامي الشيعي؟
ج : المسؤول يكون من يستطيع أن يعمل ، يقول المثل : "ليت الأمير يقدر" وهل هناك جماعة تكون بمثابة استماع وإطاعة بحيث إذا أمرت بشيء يُطيعونها ، أنا لا أرى ذلك ، وقد جربتُ ذلك في موضوع السيد الحكيم الذي جاء إلى بغداد لمواجهة البعث وأنا معه وفي خدمته وقمنا بمواجهة البعث وكان الأمر لا يقتضي أكثر من أن تأتي الوفود إلى البيت الذي نزل فيه السيد ولما ذُكر اسم السيد مهدي (نجل السيد الحكيم) في الساعة الثامنة مساءاً في إذاعة تلفزيون بغداد – بتهمة التجسس (1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn1) تفرق الناس عن السيد الحكيم كما تفرق الناس عن مسلم بن عقيل في الكوفة فبقي السيد الحكيم وحده في البيت مع أولاده ونحن خمسة من المعممين من غير أولاده . فهذا الذي تفكرون للمرجع من القابليات أو من المكانة عند الناس بحيث يطيعونه هذا لا يوجد ، للمرجع عند الناس حبٌّ واحترام ولا طاعة للمرجع عند الناس إذا اختلف رأيُه مع آراءهم السياسية ، في الصلاة والصوم والزكاة والحج والأعمال العبادية الأخرى يأخذون من المرجع ولكن في ما عدا ذلك لا يأخذون من المرجع . أنا عاشرت المراجع منذ زمن السيد أبو الحسن الإصفهاني وحتى يومنا الحاضر
–ذى تجربتي – فإذا لم يكن للمرجع وجودٌ فاعل إلى هذه الدرجة لا نتمكن أن نحمله مسؤولية العالم الشيعي لأن الشيعة يحبونه ويحترمونه وقد يقدّم له بعضهم بعض المال لكن لا يطيعونه في الأمور السياسية – حسب رؤيتي - .
وأقول أيضاً "كلكم راعٍ وكلكم مؤولٌ عن رعيته" إذا فرضت إنني قصرت مع الشيعة فهل تقصيري يكون سبباً لتقصيرهم في أعمالهم ؟ كل يعمل وفق قدراته وامكاناته لخدمة الفكر الإسلامي الشيعي ، الذي يقال عنه بالفكر الشيعي ، والوجود الإسلامي الصحيح الذي يقال له بالوجود الشيعي .
س : إذا كانت المرجعية تفتقر إلى التنظيم في شؤونها العامة , ما هي بنظركم الثوابت التي يجب أن ينطلق منها هذا التنظيم ويجري به رأب الصدع ودرء الأخطار المتربصة بالكيان الشيعي وقيادته الروحية ؟
ج : سبق وأن قلت سابقاً أن المرجعية الدينية عندنا تُحترم ويُؤخذ منها أجوبة المسائل الدينية وحسب .
تلاحظ الآن مرجعنا في النجف سجين !! ما ذا فعل له الشيعة حتى يستطيع هو أن يفعل شيئاً للشيعة ؟
لا توجد عنده إمكانيات أكثر مما ذكرنا وكما قال الفرزدق عندما لاقى الإمام الحسين وهو متجه إلى الكوفة وسأله (الإمام) عن الناس – وليس الناس اليوم هكذا – قال : "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" وهذا المعنى غير موجود اليوم – سيوفهم ليس عليه – ولكن المرجع لا يملك غير القلب نحن ما تعودنا أن نطيع المرجع في كل قضايانا إذا اختلف رأي المرجع مع رأينا نحن نخرج من طاعته هذا ما رأيته من خلال معاشرتي القريبة من المراجع وبين المراجع والناس منذ عصر السيد أبو الحسن الإصفهاني حتى اليوم ، المرجع يستطيع أن
يتصرف في النقود التي تدفع إليه
وأين يصـرفها ، وفي الحوزة العلمية
التي تــأخذ برأيه في درسه (الدرس الخارج) وليس أكثر من هذا .
ليـس مرجعنا فقط ، حتــى
بابـا الفـاتيكـان مع ما عنـده مــن
امكانات وثروات لا يطيعه الناس،هذا الواقع الذي نرى !!
س : ولـكن – في المـاضي القريب – أطــاع النـاس العلماء
الــذي أفتوا بالجهاد ضد الغزو الإنجليــزي ، ولبـّوا فتــاواهـم الجهادية في ثورة العشرين ،
فهل تغير الناس ؟ أم تغير العلماء برأيكم ؟
ج : أتذكّر في نفس السفرة الأخيرة للمرجع الحكيم (إلى بغداد) كنتُ أنا المخطط للعملية ، واخذت جماعة من العلماء إلى دار السيد الحكيم – رضوان الله تعالى عليه – في مساء الأربعاء وتكلم العلماء الذين كانوا معي ، كلٌّ تكلم بدوره وأنا ما تكلمت فسكت السيد الحكيم على أن يقبل ويأتي إلى بغداد ، فما أجابنا ، وفي الصباح ذهبتُ إليه وجلستُ عنده لآخذ الجواب منه فأخذت اُكبِّر مكانة المرجع – كما تراها أنتَ – وأعظم من هذا ذكرت – قلت له : لا توجد قوة في المنطقة كقوة مرجعنا وذكرت بالنص : أن جمال عبد الناصر لا يملك من الأتباع والمطيعين كما تملك المرجعية . عندنا الطاعة والنفوذ في مائتي مليون مسلم وقد تحدّيت وتعدّيت حدودي وقلت : إن الإسلام لم ينتفع من هذه القوة – أكثرُ منكَ وأقوى منكَ تكلمتُ(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn2) - ، فتألم المرجع الحكيم
– رضوان الله عليه – وأخذ يفرك بيديه وقال لي إذا أنا جئت وقابلوني بعرض عسكري في الطريق وجاءت الدبابات ومنعتني عن الذهاب إلى بغداد ، ماذا أصنع ؟ وأنا كنت أرى أن السيد لا يعلم كم يملك من قوة ، هل هناك قوة تستطيع مواجهة السيد الحكيم ، (يعني بنفس الحالة التي أنت عليها وبرؤيتك للمرجعية ) (2)، أخيراً وافق على المجيء إلى بغداد ولبَّى طلبنا على أنه جاء بشكل خفي ومع السيد هادي الحكيم وحده وتقدمنا … وأخيراً رأينا أن الناس بعد اجتماعهم تركوا داره وفي الساعة التاسعة ليلاً لم يبق في داره غير خمسة من المعممين أنا أحدهم وأما من سائر الناس فقد بقي الحاج عبد الأمير والحاج عبد الباري وهما بقيا ليأخذاني أيضاً !!
لقد فرغت الدار!! الحالة هكذا إذن عند المراجع إذ لا توجد تلك الطاعة لهم عند الناس في خلاف ما يريدون فلا تفكروا أن المراجع عندهم من التأثير في الناس أكثر من الحب والإحترام ودفع الحقوق – الأموال - ، وأما في الأمور السياسية والإجتماعية فكل واحد يعمل برأيه .
س : ما هو تقييمكم لدور الإمام الخميني والسيد الشهيد الصدر ؟
ج : أما ما يمتاز به السيد الإمام الخميني ، هو أنه في عصرنا قام رجال من الإسلاميين مثل المودودي وحسن البنا والنبهاني وغيرهم أسسوا حركات للوصول إلى إقامة حكم إسلامي ولكنهم لم ينجحوا في ذلك ، وفي علمائنا أيضاً من قام بمقارعة الإستعمار كالسيد حسن المدرس والسيد الكاشاني ومن أهل العلم نواب الصفوي ولكن احداً منهم لم يصل ، ولم يستطع من تشكيل حكم إسلامي وفي مراجعنا كثيرون من جاهدوا في سبيل الله غير أنَّ أحداً منهم لم يفكر قبل السيد الإمام الخميني في تشكيل حكومة إسلامية وكان السيد الخميني ، الإمام الوحيد الذي فكر في تأسيس حكومة إسلامية واستطاع أن يؤسس حكومة إسلامية وبذلك أثر على المساحات الإسلامية في خارج إيران وانتبهوا وقاموا ليوحدوا صفوفهم ويشكلوا حكومات إسلامية في بلادهم . هذا ما امتاز به السيد الإمام الخميني ، أما الشهيد الصدر فقد امتاز في العراق من بين المراجع بأنه خاض المعركة ضد البعث واستمر حتى استشهد رضوان الله تعالى عليهما .
س : الشيعة في العراق يتعرضون إلى الإبادة ، والشيعة في العالم يتعرضون إلى حملات عنيفة من التشهير والملاحقة والتهم المزيفة بالإرهاب وهناك جماعات تقوم بنشر مئات الكتب والصحف ضد الفكر الإسلامي الشيعي ، ماذا عمل أولوا الأمر من علمائنا في الطائفة لمواجهة ذلك ؟
ج : علماؤنا ليسوا بأولي الأمر وإنما هم أولوا العلم لأنهم لا يملكون من أمر المسلمين وإنما هم حملة العلم الإسلامي والأمة لا تطيعهم كما ذكرت عن قصة المرجع الحكيم ومجيئه إلى بغداد لما كان من أمره فدل على أن الأمة تحب المراجع وتدفع لهم الحقوق لكن الأمة لم تتمرس عملية الجهاد في العراق بصورة خاصة وفي أماكن أخرى عدا إيران لذلك العالم ما يستطيع يقوم بالشيء الذي يفكر فيه وفي كل سؤال تطرح هذا الشيء بشكل أو بشكل آخر ، إن العلماء لا يملكون غير العلم وبعض المراجع يدفع إليهم من الحقوق فينبغي أن نسألهم ماذا ، أمكنه من طرح الفكر الإسلامي أو من أداء الحقوق إلى أصحابها أو في الحوزات العلمية كيف أدى الطلبة أكثر من هذا أي مجال عمل ما عنده مع وجود عتاة طغاة كصدام وغيره من الحكومات التي بيدها السوط والسلاح والجيش – فأي عمل ما يستطيعون أن يعملوا مع هؤلاء وأنا كنت من العاملين مع هؤلاء في العراق كما تعلمون وكنا نقاتل حتى يبلغ الأمر إلى درجة أن السيد الحكيم كان يتكلم ويعطي ممثل الحكومة عنده ويقول شيء عنه في الصحف والإذاعات ضد ما يقوله السيد الحكيم وكنت أنا والسيد مهدي (نجل السيد الحكيم) نريد أن نكذب ما نسبوا إلى السيد الحكيم فلا تتاح لنا فرصة و لا نستطيع أن نعمل إلا ضمن أماكن مخصوصة !!
(نظرتكم إلى المرجع يبدو أنها نظرة غير واقعية في قدرات المرجع)(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn3)
س : كيف تنظرون إلى الخطابة الحسينية ، هل استطاعت أن تؤدي دروها الإعلامي المطلوب منها ؟ هل لديكم نصائح وإرشادات بهذا الشأن ؟
ج : بالأساس ما عندنا من ثقافة في أوساط شعبنا – أتباع مدرسة أهل البيت الكثير من نتيجة لما يقوم به العلماء والخطباء على المنابر هذا الأساس – غير أن خطباء المنبر الحسيني في العراق قبل نهضة العلماء في العراق وما سمي بجماعة العلماء في النجف الأشرف وجماعة علماء بغداد والكاظمية في الكاظمين كان مستواهم يناسب مستوى ثقافة الشعب التي كانت في مستوى غير رفيع .
كنت ترى ترابط بين الأمة وبين الخطيب الذي يبقي إليه ما يبقي – أن أمير المؤمنين في مسجد الكوفة وهو أمير المؤمنين وباصطلاح القوم – خليفة رسول الله يقول لهم – سلوني قبل أن تفقدوني – الله أكبر – فيقوم أنس ويقول استهزاءً به ، أخبرني كم شعرة في رأسي ولحيتي فيقول أمير المؤمنين ، إن رسول الله أخبرني بسؤالك هذا وأخبرني أن تحت كل شعرة من شعرات رأسك ولحيتك شيطان يغويك ودليل ذلك أن في بيتك (سخلٌ) يقتل ابني الحسين وكان ذلك سنان بن أنس .
هذا المجتمع الذي كان في الكوفة في عصر الإمام الصادق ولما – وصل العباسيون إلى الحكم في زمن السفاح يقول الراوي ذهبت إلى مسجد الكوفة لأصل إلى الإمام الصادق – وبقيت – ثلاثة أيام فما استطعت أن أصل إليه لأن المجتمع تغير – المجتمع الذي كان في عصر الإمام الصادق كان مجتمعاً حضارياً إلى حد ما يفهم الإمام فاذاً – هناك تناسب بين الخطيب وبين الأمة وقد أدركت ذلك من خلال ممارساتي الخطابية بين الناس فأنا لا استطيع أن أتكلم مثلاً في (الثورة)(1) (http://www.alnassrah.com/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn4) وأتكلم بين جمع من أهل العلم في النجف الأشرف بنفس الخطاب .
واضرب لكم مثال بقضايا رأيتها في مدينة البياع عند ما كنت عالماً هناك في يوم عيد الأضحى وأنا ما عندي خبرة في هذا الأمر . طرقوا أبواب البيت ولم أكن في البيت لما فتحت الباب أدخلوا سكينة طويلة ليقرأ عليها الدعاء ، نريد نضحي أو كانوا يسألوني في الأضحية كانوا يقولون أن للأضحية مع الأضحية (شخص!!) يسمونه ، مجتمع كهذا بقي العسكري بينهم سنتين ولم يستطع أن يعمل أي شيء – عدا أنه يعظهم ويقربهم للصلاة والصوم – عندما انتقل إلى الكرادة – إذا به يؤسس المؤسسات – مدارس ، كلية ، مجلات – إذا هناك تناسب بين المجتمع وبين العالم – أنا بنفسي في الكاظمية بقيت سنوات لا استطيع أن أعمل ، وعندما انتقلت إلى الكرادة في ظرفية عشر سنوات تغير وضع بغداد ، إذاً أكرر أنك يجب أن تلاحظ وضع المجتمع ، هتلر لا يمكن أن ينجح في مجتمع كالمجتمع البريطاني – ينجح في مجتمع كمجتمع النازيين وان تشرشل لا يمكن أن ينجح في مجتمع كالمجتمع النازي الألماني ..