مشاهدة النسخة كاملة : سؤال وجواب
ابوحسن التونسي
04-11-2008, 05:49 PM
بسمه تعالى
للشيخ جوادي املي
ألا يعدّ الفرق بين دية المرأة و الرجل دليل على إعطاء امتياز للرجل؟
ج(من الشبهات الأخرى التي تطرح بسبب عدم التوجه إلى المعايير القيمة في القرآن الكريم، و التي يتم التأكيد عليها إثر رسوخ الثقافة الجاهلية و الغربية في الأذهان و الخطابات، هي مسألة الفرق بين دية المرأة و الرجل و إرثهما.
إن ما يمكن طرحه كمعيار للتقييم هو أن المرأة هل بمقدورها التكلم مع الملائكة أو الاستماع إلى النداء الإلهي أم لا؟. أما ما يخص الدية و أن دية المرأة لماذا أقل من دية الرجل؟ فلابد أن نقول في جواب ذلك: هل أن قيمة الإنسان بقيمة جسده حتى نقيّم الامتياز في الديات؟
إن الدية لا تعد معياراً لتقييم الإنسان في الإسلام، لكي نبحث عن الفرق بين المرأة و الرجل في الدية.
فإن الدية هي مجرد مسألة اقتصادية و إنها كما عيّنت في الشريعة للكلب – إن لم يكن من كلاب الهراش – فهي عيّنت لجسم الإنسان أيضاً. إن الدية تعادل جسم الإنسان و هي بين أهم الشخصيات الإسلامية و أبسط الأشخاص متساوية، فإن دية مرجع التقليد، و دية الإنسان الأخصائي، و دية الإنسان المبتكر، مع دية العامل البسيط في الإسلام واحدة، و ذلك لأن الدية لا تعتبر عاملاً لتعيين القيمة، و إنما هي أداة. و إن معيار القيمة هو الذي صرّح به القرآن الكريم: «إن أکرمکم عند الله أتقاکم»(1).
فتلخص أولاً، إن البدن ليس إلا أداة قد تتمثل في هيئة مرجع تقليد أو فقيه أو طبيب أو مهندس أو مبتكر و قد تتمثل في هيئة عامل بسيط، فإن دية الجسم مشتركة.
و ثانياً، إن التقييم مختص بروح الإنسان و الروح لا تهلك و لا تُقتل لتتعلق بها الدية. بل إن البدن هو الذي يتضرر، و هو كما قد تبين يتم تقييمه بالأدوات المادية. إذن أينما يکون الوحي فللمرأة و الرجل حصة فيه ، و لو كان أنواع الوحي التشريعي يتعلق بالرجال لما يتبعه من عمل تنفيذي، لکن المرأة و الرجل في الوحي التكويني و التأييدي متكافئان.
و ثالثاً، لو اعترضت وانتقدت المسيحية على هذه المسألة و هجمت على الإسلام، لظهر أن المهاجم، ليس بمسيحي حقيقي إذ لا فرق بين المرأة و الرجل في الدين المسيحي أيضاً، و لو وجّهت اليهود هذا الانتقاد، لظهر أنه كذلك ليس بيهودي أصيل، فإن للمرأة في ثقافة الوحي مقام بإمكانها أن تكون أم نبي كإسحاق، و أن تتكلم مباشرة مع الملائكة و لا ينحصر هذا المقام بمريم (عليها السلام) أو أمها.
___________________________
1- سورة الحجرات، الآية 13.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 417 –
ابوحسن التونسي
04-11-2008, 05:50 PM
يتبع
يتبع
لماذا يجب على المرأة أن تأخذ إذن زوجها في تحصيل العلم، و لو لم يأذن لها ستُحرم مُكرهة عن اكتساب العلم؟
لابد أن نقول في جواب ذلك أولاً، إن تحصيل العلم على نوعين، الأول هو طائفة من العلوم التي يكون تحصيلها من الواجبات العينية، و لا يحق للرجل منعها عن تحصيل هذه الطائفة من العلوم، و لو منعها لا تجب موافقته. أما النوع الثاني فهي العلوم التي يكون تحصيلها واجباً كفائياً، فلو لم ينهض من بهم الكفاية في تحصيل مثل هذه العلوم، لوجب على المرأة اكتساب هذا النوع من العلوم وجوباً عينياً، و لا يحق للرجل أيضاً منعها، و أما في الموارد التي يحق له منعها فإن بإمكان المرأة أن تشترط بأن تقوم بأعمال المنزل شريطة أن تخصص مقداراً من الوقت لاكتساب العلم و هذا باختيارها. كما حدث ذلك في زواج السيدة زينب (سلام الله عليها) مع زوجها حين العقد. كما يمكنها الإشتراط بأن تقوم بواجبات المنزل شريطة أن تخصص مقداراً من الوقت لها. فلو طُرحت هذه المسائل في المجتمع و ارتفع المستوى الثقافي لدى الناس، فإن المجتمع سوف لا ينظر إلى المرأة كسلعة بتاتاً.
___________________________
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 422
ابوحسن التونسي
04-11-2008, 05:52 PM
يتبع
لماذا يأمرنا أهل البيت (عليهم السلام) بالدعاء فيما لو أردنا أن يكون ولدنا ذكراً. ألا يدل ذلك على أفضلية الإبن على البنت؟
الإجابة على هذه الشبهة هي أولاً: إن سيرة الأئمة (عليهم السلام) أنفسهم هي أن الله لو رزقهم مولوداً لما سألوا بتاتاً عنه أهو ذكر أم أنثى.
ثانياً، قد يرد الكلام في أن المرأة أفضل أم الرجل؟، و الإبن أفضل أم البنت؟ و قد يدور البحث في أنه أيهما أنفع للأب، فالبحث في موضوع التكامل في المسائل القرآنية مطلب، و البحث في أنه أيهما أكثر نفعاً للأب في المسائل الاقتصادية البنت أم الإبن مطلب آخر. ففي المعارف الإنسانية لا يوجد فرق بين المرأة و الرجل و بين الإبن و البنت، و قد فتح الله الطريق للجميع، و لكن لو أراد الأب أن يستفيد، فإنه بالطبع سيستفيد من الإبن أكثر، و بإمكان الإبن أن يحلّ الكثير من مشاكله في عهد الكهولة، و هذا لا يدل على أفضلية الإبن على البنت أيضاً في الرؤية الإلهية، أو أفضلية الإبن على البنت عند العقل. بل يدل على أن الولد في الأغلب يكون خادماً لأبيه، و إلا ففي الرؤية القرآنية يقول الله عز و جل:
«إن أکرمکم عند الله أتقاکم»(1).
و يقول في موضع آخر:
«من عمل صالحاً من ذکر أو أنثی و هو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة»(2).
فلابد من الإلتفات إلى عدم الخلط بين هاتين المسألتين.
ثالثاً، إن السر في أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يسألون ولداً ذكراً، هو أنهم كانوا يريدون الحفاظ على الخليفة و الإمام الذي من بعدهم، و إن الإمامة تعني القيادة، و أساسها الولاية، و الولاية لا تختص بالرجل. و إن كانت الرسالة – التي هي أمر تنفيذي – مختصة بالرجال. أما في مسألة الولاية - التي هي اللب و الأساس و يكون الإنسان فيها ولي الله و الله وليه – لا يوجد أي فرق بين المرأة و الرجل.
إذن فإن أهل البيت (عليهم السلام) يسألون الله سبحانه و تعالى أن يرزقهم ولداً ذكراً، لأن يحلّ محلّهم و يتولى قيادة المجتمع من بعدهم، و القيادة أمر تنفيذي مختص بالرجال.
___________________________
1- سورة الحجرات، الآية 13.
2- سورة النحل، الآية 97.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 433 – 434
ابوحسن التونسي
04-11-2008, 05:53 PM
ما هي فلسفة الحجاب في القرآن؟
لا يوجد للسير في مدارج الكمال فرق بين المرأة و الرجل في أي حقل و أي بعد من الأبعاد، بيد أن الأفكار لابد و أن تكون قرآنية، فإنه كما جمع القرآن بين الكمال و الحجاب و الفكر و العفاف، علينا أيضاً أن نجمع في النظام الإسلامي بين الكتاب و الحجاب. فإن عظمة المرأة في:
«أن لا يرين الرجال و لا يراهنّ الرجال»(1).
إن القرآن الكريم حين يتحدث عن الحجاب يقول بأن الحجاب عبارة عن احترام المرأة و حفظ كرامتها لئلا ينظر إليها غير المحارم نظرة حيوانية، و لذا يجيز النظر إلى النساء غير المسلمات من دون الإلتذاذ، و ذلك لأنه لا نصيب لهن من هذه الحرمة.
فمن كان عاجزاً عن تشخيص أصول القيم، قد يعتبر الحجاب قيداً و العياذ بالله، و الحال أن القرآن الكريم حين يتحدث عن مسألة وجوب الحجاب، يذكر علة ضرورة الحجاب و فلسفته قائلاً:
«ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين»(2).
يعني حتی لا يُعرفن ولا يُؤذين، و ذلك لحرمتهن، و لأنهن يمثلن الکرامة و العفة في المجتمع.
___________________________________
1- بحار الأنوار، ج 103، ص 238.
2- سورة الأحزاب، الآية 59.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 438 – 439.
ابوحسن التونسي
04-11-2008, 05:55 PM
يتبع
هل أن وهن عقول النساء في قول الإمام علي (عليه السلام): «إياك و مشاورة النساء فإن رأيهنّ إلى أفن، و عزمهنّ إلى وهن»(1) يشمل كل النساء بما فيهنّ الدارسات و غير الدارسات؟!
إن مثل هذه العبائر ناظرة إلى الغلبة الخارجية للموضوع في زمان بيانها. ففي ذلك الزمان كانت هذه الشريحة المبجّلة (و هي النساء) محرومة من التعليم و التربية الصحيحة، و إلا فلو تهيأت الظروف المناسبة لهن في خوض ميدان التعليم و التربية، فإن الغلبة إن لم تکن معکوسة سوف لا تكون للرجال على الأقل ليتعرضن للذم. فلو نشأ النساء في ضوء التعاليم الصحيحة و التربية الحسنة و باتوا يتفكرون و يتعقلون و يتدبرون كالرجال، لما امتاز عليهن الرجال في هذا المجال، و لو كان هناك اختلاف فيما بينهم أحياناً، فهو كالإختلاف المشهود فيما بين الرجال أنفسهم.
فعلى سبيل المثال لو شقّ النساء المستعدات طريقهن إلى المدارس الدينية و الجامعات العلمية، و أخذن يتلقين العلوم كالرجال، و اطلعن على الدروس المشتركة بالكامل، حينئذ لا يمكن القول بإطلاق الروايات التي جاءت في ذم النساء، و الأحاديث الواردة في تجانب مشورتهن، و الأدلة الواصلة في نقص عقولهن، و عدم وجود أي استثناء بالنسبة للنساء العالمات الباحثات، بل من المسلّم به استثناء مثل هؤلاء النساء، و عدم الفرق بينهن و بين الرجال في هذا المجال.
____________________________________
1- نهج البلاغة، الكتاب 31.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 36 و 37
ابوحسن التونسي
04-11-2008, 05:59 PM
يتبع
هل يعتبر الحديث العلوي الشريف القائل: «عقول النساء في جمالهن، و جمال الرجال في عقولهم» وسيلة لتقريع المرأة، و دلالة على أفضلية الرجل؟
: للإجابة على هذا السؤال لابد من الإلتفات إلى هذه المسألة و هي أن: زينة المرء بإيمانه لا بشيء آخر، كما قال الله سبحانه: «حبّب إليكم الإيمان و زيّنه في قلوبكم»(1). و بالنظر إلى أن روح الإنسان مجرّدة لا مادية، و الإيمان أيضاً أمر معنوي، صار هذا الأمر المعنوي و هو الإيمان سبباً لجمال ذلك الأمر المجرد و هو روح الإنسان، و بما أنه لا تأثيرلخصوصية الذكورة و الأنوثة في حقيقة الإنسان (التي هي روحه) و إيمانه و ما شابهها، أي أن حقيقة الإنسان و الإيمان و أمثالها لا تتصف بالأنوثة و الذكورة، بل هي أمر مجرد و المرأة و الرجل فيه سيّان، فمع هذا البيان يمكن أن نفهم من الحديث العلوي الشريف القائل: «عقول ...» معنی الأمر لا الوصف، فلا يكون المراد منه وصف صنفين من الناس، بأن يتلخص عقل المرأة في جمالها فتتعرض للذم، و يُصبّ جمال الرجل في عقله فيتّسم بوسام المدح، بل يمکن أن يتخذ هذا الأمر أو الوصف معنىً بنّاءاً. و بعبارة أخرى ينبغي على المرأة أو بإمكانها أن تصب عقلها و فكرها الإنساني في ظرافة العاطفة و جمال البيان و السلوك و كيفية التحاور و التعامل و نظائرها، كما ينبغي على الرجل و يمكنه أن يُظهر مهارته في الفكر الإنساني و التفكر العقلاني.
فإن المرأة الدارسة و العالمة بمعارف الإيثار و الشهادة قادرة على أن تلعب دور الأم الحنون في حثّ ولدها على الجهاد، و أن تعرض العقل الطريف حين وداع ولدها عند الذهاب إلى جبهات القتال في جلباب الفنّ الظريف. أو أن تظهر الفكر العقلي الرفيع حين استقبال ولدها و هو راجع من ساحة الوغى منتصراً في مظهر الشوق الجميل و ما شاكله. فإن مثل هذه الظرائف الفنية التي هي تجسّد عيني للطرائف العقلية لا تتيسر للرجال الفنّانين بتاتاً. فالحاصل أن على المرأة إظهار الحكمة في ظرائف الفنّ، و على الرجل العكس و هو عرض ظرائف الفنّ في طرائف الحكمة، فيكون جلال المرأة كامن في جمالها، و جمال الرجل متجلّ في جلاله، و تقسيم العمل هذا لا هو ذم للمرأة، و لا مدح للرجل. بل هو توجيه و إرشاد عملي لكل واحد منهما، ليختص كلّ منهما بعمل مأموريّته، فيكون جديراً بالمدح إن امتثل الأمر الخاص به، و مستحقاً للذم إن تمرّد عنه. فالاختلاف بين المرأة و الرجل يتجلى في كيفية إظهار الأفكار الصحيحة، و إلا فإن المرأة أيضاً كالرجل مؤهلة لتلقي العلوم و المعارف و مستحقة للتقدير.
إضافة إلى ذلك لابد من الإلتفات إلى أن العقل على صنفين: عقل نظري و عقل عملي. فالإنسان عبر العقل النظري يفهم، و من خلال العقل العملي يعمل. و إن اليقين و الجزم و الظن و الزعم و الوهم و الخيال و أمثالها من شؤون العقل النظري؛ أما النية و العزم و الإخلاص و الإرادة و المحبة و التولي و التبري و التقوى و العدل و أمثالها فهي من العقل العملي، وهذا العقل العملي هو معيار الفضل في الإنسان. والعقل النظري معيار أعلمية الإنسان، و العقل العملي معيار كرامته و أفضليته. «إن أکرمکم عند الله أتقاکم»(2)، و إن ما ورد في الرواية من أن «عقول النساء في جمالهن ...»(3)، إنما هو إشارة إلى العقل النظري لا العقل العملي. أي إذا كان هناك اختلاف بين الرجل و المرأة من الناحية العقلية فهو في العقل النظري أو الآلي لا العقل العملي.
العقل النظري، هو العقل الذي يمكن من خلاله اكتساب العلوم الدينية و الجامعية لتدور عجلة الدنيا، و هذا أيضاً لا يعدّ معياراً لفضل الإنسان (الرجل). بل إن معيار فضيلة الإنسان هو العقل العملي الذي جاء في تعريفه: «عُبِد به الرحمن، و اکتُسِب به الجنان»(4).
فالإنسان من خلاله يعبد الله و يكسب الجنة و يصل إلى مقام القرب، و لا فرق في هذا العقل أيضاً بين الرجل و المرأة. فمن أراد أن يحكم بين المرأة و الرجل، عليه ألا يجعل العقل المصطلح عليه (أي العقل النظري) هو المعيار، بل عليه أن يضع العقل العملي الذي هو وسيلة قرب الإنسان و ملاك فضله هو المعيار، ففي هذه الحالة يكون جمال الرجل و المرأة كلاهما هو في العقل الذي «عُبِد به الرحمن، و اکتُسِب به الجنان»، و في هذه الصورة يكون «جمال الرجال في عقولهم»، و جمال «جمال النساء» في ذلك أيضاً.
___________________________
1- سورة الحجرات، الآية 24.
2- سورة الحجرات، الآية 13.
3- بحار الأنوار، ج 103، ص 224.
4- أصول الكافي، ج 1، كتاب العقل و الجهل، ص 11، ح 3.
زن در آئينه جمال و جلال (المرأة في مرآة الجمال و الجلال)، ص 32 – 36 – 257 و 258
نور الهدى
04-13-2008, 09:17 AM
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد
الله يعطيك العافية
وجزاك الله خير الجزاء