ابوحسن التونسي
04-07-2008, 08:44 PM
بسمه تعالى
للشيخ جوادي املي
كل إسم من أسماء الحق الحسنى له اقتضاء يمكن جعله بلسان البرهان حدّاً وسطاً في الإستدلال فتحصل النتيجة.
وطبقاً لحكمة الله سبحانه فلا يصدر منه أيّ عمل عبثاً. فالله حكيم، وكل حكيم يعمل العمل لهدف، فعليه فإنّ عمل الله له هدف(1).
لغنى الله الذاتي، فإنّه لا يمكن أن يكون أيّ شيء هدف لذات الحق(2)، وذلك لأنّ لزمه أنّ ذات الحق لم تكن كاملة بدون ذلك الهدف، ومع نيله لذلك تكون كاملة، في حال أنّ واجب الوجود، عين الكمال الصرف، وغير محدود، ولا يمكن فرض كمال خارج عن ذاته.
والجمع بين هذين الإثنين يقتضي أنّ فاعل عالم الإمكان الذي هو عين مبدأ كل وجود، حيث أنه عين هدف كل موجود فهو منزه من الهدف، ولكن نفس العالم له هدف وجودي ويناله، إلاّ أنّ عدداً منها ـ في ويط الطريق ـ لن يبقى مصوناً من الآفات السيئة.
وتوضيح ذلك أنّ كل ما في دائرة الوجود الإمكاني، أعم من الظاهر والخفي، فإنّ بعضها غايته البعض الآخر، في حين أنّ الله سبحانه هو غاية الجميع بالذات، وهو الذي وراء ذاته السامية لاتوجد غاية.
فإنّ الله سبحانه هو الآخر كما هو الأول، وهو الباطن كما هو الظاهر: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ﴾(3).
وإنّ كل فاعل يعمل من أجل الوصول الى الهدف والغاية فهو ناقص، وأما غير الناقص فلا يقوم باي عمل من أجل تحقيق غرض وهدف(4). وحيث أنّ الخالق المتعالي غني عن العالمين، إذاً فهو ليس ناقصاً. وبناءً على هذا فإنه لا يعمل لأجل الوصول الى الغرض والغاية التي ينشدها ويبحث عنها، وإلاّ يلزم أن يكون بذاته ناقص ومحتاج ويكمل ويستغني بغيره.
وأما بشأن الغرض والهدف المنتفي عن ذات الحق فلا تفاوت بين أن يكون الهدف جلب نفع الى نفسه، أو إيصال نفع الى الآخرين، وذلك إذا كان إيصال النفع الى الآخرين هو غرض الله وغاية ذاته، فيلزم أن تكون ذات الله سبحانه ناقصة بدون إيصال هذا النفع، وكما أنه يكمل بإيصال النفع الى غيره، ولا شك أنّ هذا محال. والله المتعالي جواد محض، ويعطي الذي كان جديراً بما يليق وبما هو أهله بدونعوض ولا لأجل غرض مع أنّ فعل الله هو متن الحكمة ومنبعالخير ومعدن البركة.
1ـ سورة المؤمنون، الآية 115.
2ـ سورة إبراهيم، الآية 8.
3ـ سورة الحديد، الآية 3.
4ـ إلهيات الشفاء، المقالة 6، الفصل 5.
المصدر: «صهباي حج، ص307»؛ «صهباء الحج».
4/7/2008
للشيخ جوادي املي
كل إسم من أسماء الحق الحسنى له اقتضاء يمكن جعله بلسان البرهان حدّاً وسطاً في الإستدلال فتحصل النتيجة.
وطبقاً لحكمة الله سبحانه فلا يصدر منه أيّ عمل عبثاً. فالله حكيم، وكل حكيم يعمل العمل لهدف، فعليه فإنّ عمل الله له هدف(1).
لغنى الله الذاتي، فإنّه لا يمكن أن يكون أيّ شيء هدف لذات الحق(2)، وذلك لأنّ لزمه أنّ ذات الحق لم تكن كاملة بدون ذلك الهدف، ومع نيله لذلك تكون كاملة، في حال أنّ واجب الوجود، عين الكمال الصرف، وغير محدود، ولا يمكن فرض كمال خارج عن ذاته.
والجمع بين هذين الإثنين يقتضي أنّ فاعل عالم الإمكان الذي هو عين مبدأ كل وجود، حيث أنه عين هدف كل موجود فهو منزه من الهدف، ولكن نفس العالم له هدف وجودي ويناله، إلاّ أنّ عدداً منها ـ في ويط الطريق ـ لن يبقى مصوناً من الآفات السيئة.
وتوضيح ذلك أنّ كل ما في دائرة الوجود الإمكاني، أعم من الظاهر والخفي، فإنّ بعضها غايته البعض الآخر، في حين أنّ الله سبحانه هو غاية الجميع بالذات، وهو الذي وراء ذاته السامية لاتوجد غاية.
فإنّ الله سبحانه هو الآخر كما هو الأول، وهو الباطن كما هو الظاهر: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ﴾(3).
وإنّ كل فاعل يعمل من أجل الوصول الى الهدف والغاية فهو ناقص، وأما غير الناقص فلا يقوم باي عمل من أجل تحقيق غرض وهدف(4). وحيث أنّ الخالق المتعالي غني عن العالمين، إذاً فهو ليس ناقصاً. وبناءً على هذا فإنه لا يعمل لأجل الوصول الى الغرض والغاية التي ينشدها ويبحث عنها، وإلاّ يلزم أن يكون بذاته ناقص ومحتاج ويكمل ويستغني بغيره.
وأما بشأن الغرض والهدف المنتفي عن ذات الحق فلا تفاوت بين أن يكون الهدف جلب نفع الى نفسه، أو إيصال نفع الى الآخرين، وذلك إذا كان إيصال النفع الى الآخرين هو غرض الله وغاية ذاته، فيلزم أن تكون ذات الله سبحانه ناقصة بدون إيصال هذا النفع، وكما أنه يكمل بإيصال النفع الى غيره، ولا شك أنّ هذا محال. والله المتعالي جواد محض، ويعطي الذي كان جديراً بما يليق وبما هو أهله بدونعوض ولا لأجل غرض مع أنّ فعل الله هو متن الحكمة ومنبعالخير ومعدن البركة.
1ـ سورة المؤمنون، الآية 115.
2ـ سورة إبراهيم، الآية 8.
3ـ سورة الحديد، الآية 3.
4ـ إلهيات الشفاء، المقالة 6، الفصل 5.
المصدر: «صهباي حج، ص307»؛ «صهباء الحج».
4/7/2008