المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كنوز الامام علي عليه السلام



شجن
12-20-2003, 11:49 PM
قــــــــــــــال الامام عليه السلام ::

1 _ اكبر العيب ان تعيب ما فيك مثله .

2 _ العفاف زينة الفقر , والشكر زينة الغنى .

3 _ اولى الناس بالعفو اقدرهم على العقوبة.

4 _ اضاعة الفرصة غصة .

5 _ الغنى الاكبر اليأس عما في ايدي الناس .

6 _ الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد فمن لا صبر له لا ايمان له .

7 _ الكريم يلين اذا استعطف , واللئيم يقسو اذا الطف .

8 _ ما حار من استخار , وما ندم من استشار .

9 _ اشد الذنوب ما استهان به صاحبة .

10 _ الناس اعداء ما جهلوا .

11 _ لا تستح من اعطاء القليل فأن الحرمان اقل .

12 _ الغيبة جهد العاجز ..

13 _ حق الله في العسرالرضا والصبر , وحقه في اليسر الحمد والشكر ...

14 _ اتقوا معاصي الله في الخلوات , فان الشاهد هو الحاكم .

15 _ لا عيش لحسود , ولا مودة لملوك , ولا مروة لكذوب ...



صدقت يا ابا الحسن (ع)

لؤلؤة البحر
12-21-2003, 03:30 PM
جزااكِ الله خيراً اخيه ..



فـ ــروته..

amili
12-21-2003, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على مولانا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه النجباء والموالين في مشارق الأرض ومغاربها من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .

بداية أتمنى بأن يهتم الأخوة جميعا في هذا الموضوع , الذي أسميته ( كنوز لا تفنى ) وقد طلبت من أحد المشرفين في موقع أشارك به بأن يتم تفعيل هذا الموضوع ولكن توقفت عن ذلك بسبب عدم تفعيل هذا الموضوع .

وأجدد دعوتي هنا في موقع الناصرة الكريم , وفي هذا الموضوع بالذات كونه قريب التسمية ( من كنوز الإمام علي عليه السلام ) ولا مانع من أن نعيد تسمية الموضوع أو أن نستمر فيه كما هو على نفس الأسم المهم المضمون وهو بأن يبادر جميع الاخوة إلى تسجيل مداخلاتهم المباركة المتعلقة في خطب وأقوال مولانا سيد البلغاء والحكماء الأمير عليه السلام على أن تكون مداخلاتهم هذه تتعلق في وصف هذا الزمان وحال الأمة التي مزقتها الفتن , مستفيدين جميعا من الكتب التي اهتمت في جمعها وذكرها , وربما بذلك نتمكن سويا من أن نجد موضوعا آخرا قيما في هذا المنتدى العزيز , يساعدنا والأخوة المهتمين والمطلعين عليه بتحسين مسارهم في هذه الحياة الدنيا ليكون بابا من أبواب الإرشاد والإعداد والتوجيه والتذكير التي أرادها مولانا الأمير لنا , وبذلك نجعل جميع الإخوة من المشاركين فيه بأسهل الطرق , متمنيا التجاوب في هذا الطرح لننتقل بعد الإنتهاء منه إلى الخطوة الثانية في نفس الموضوع ولكن على لسان الأئمة عليهم السلام إماما بعد إمام , وننهي هذا الموضوع المبارك بما ورد على لسان مولانا صاحب العصر والزمان عج الله تعالى فرجه الشريف , وأعتقد أننا لو الزمنا أنفسنا والتزمنا بذلك فسنتطيع أن نجعل في هذا المنتدى مواضيعا مميزة وهادفة ولا مثيل لها , لنتعاون سويا من اجل إعلاء كلمة الحق التي ستبقى خفاقة رغم أنوف الظالمين والمفسدين والحاقدين مهما طال الزمن أو قصر , ان الصبح لآت اليس الصبح بقريب ؟ بلى ان النصر لآت إن الفجر لقريب .

والمداخلة الأولى لي في هذا المضمون هي كالتالي :

عن جابر بن يزيد قال دخلت على أبي جعفرٍ – ع - فقلت يا ابن رسول الله قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها فقال يا جابر ألم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أي جهةٍ تفرقوا ؟ قلت بلى يا ابن رسول الله , قال فلا تختلف إذا اختلفوا .

يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله – ص - في أيامه , يا جابر اسمع وع , قلت إذا شئت , قال اسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتك إن أمير المؤمنين – ع - خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيامٍ من وفاة رسول الله – ص - وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه فقال :

الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده , وحجب العقول أن تتخيل ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل , بل هو الذي لا يتفاوت في ذاته , ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله , فارق الأشياء , لا على اختلاف الأماكن , ويكون فيها , لا على وجه الممازجة وعلمها لا بأداةٍ , لا يكون العلم إلا بها , وليس بينه وبين معلومه علم غيره , به كان عالماً بمعلومه , إن قيل كان , فعلى تأويل أزلية الوجود , وإن قيل لم يزل , فعلى تأويل نفي العدم , فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلهاً غيره علواً كبيراً , نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه , وأوجب قبوله على نفسه .

وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , شهادتان ترفعان القول , وتضاعفان العمل , خف ميزانٌ ترفعان منه , وثقل ميزانٌ توضعان فيه , وبهما الفوز بالجنة , والنجاة من النار , والجواز على الصراط , وبالشهادة تدخلون الجنة , وبالصلاة تنالون الرحمة , أكثروا من الصلاة على نبيكم , إن الله وملائكته يصلون على النبي , يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً , صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً .

أيها الناس , إنه لا شرف أعلى من الإسلام , ولا كرم أعز من التقوى , ولا معقل أحرز من الورع , ولا شفيع أنجح من التوبة , ولا لباس أجمل من العافية , ولا وقاية أمنع من السلامة , ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا بالقناعة , ولا كنز أغنى من القنوع , ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة , وتبوأ خفض الدعة , والرغبة مفتاح التعب , والاحتكار مطية النصب , والحسد آفة الدين , والحرص داعٍ إلى التقحم في الذنوب , وهو داعي الحرمان , والبغي سائقٌ إلى الحين , والشره جامعٌ لمساوي العيوب , رب طمعٍ خائبٍ , وأملٍ كاذبٍ , ورجاءٍ يؤدي إلى الحرمان , وتجارةٍ تئول إلى الخسران .

ألا ومن تورط في الأمور غير ناظرٍ في العواقب فقد تعرض لمفضحات النوائب , وبئست القلادة الذنب للمؤمن .

أيها الناس , إنه لا كنز أنفع من العلم , ولا عز أرفع من الحلم , ولا حسب أبلغ من الأدب , ولا نصب أوضع من الغضب , ولا جمال أزين من العقل , ولا سوأة أسوأ من الكذب , ولا حافظ أحفظ من الصمت , ولا غائب أقرب من الموت .

أيها الناس , إنه من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره , ومن رضي برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره , ومن سل سيف البغي قتل به , ومن حفر لاخيه بئراً وقع فيها , ومن هتك حجاب غيره انكشف عورات بيته , ومن نسي زللـه استعظم زلل غيره , ومن أعجب برأيه ضل , ومن استغنى بعقله زل , ومن تكبر على الناس ذل .

ومن وصية مولانا الأمير لولده الحسن المجتبى عليهما السلام يقول له فيها :

كيف وأنى بك يا بني , إذا صرت في قوم صبيهم غاو , وشابهم فاتك , وشيخهم لا يأمر بمعروف , ولا ينهى عن منكر , وعالمهم خب مواه , مستحوذ عليه هواه , متمسك بعاجل دنياه , أشدهم عليك إقبالا , يرصدك بالغوائل , ويطلب الحيلة بالتمني , ويطلب الدنيا بالاجتهاد , خوفهم أجل , ورجاؤهم عاجل , لا يهابون إلا من يخافون لسانه , ولا يكرمون إلا من يرجون نواله .

دينهم الربا , كل حق عندهم مهجور , يحبون من غشهم , ويملون من داهنهم , قلوبهم خاوية , لا يسمعون دعاء , ولا يجيبون سائلا , قد استولت عليهم سكرة الغفلة , إن تركتهم لم يتركوك , وإن تابعتهم اغتالوك , إخوان الظاهر , وأعداء السرائر , يتصاحبون على غير تقوى , فإذا افترقوا ذم بعضهم بعضا , تموت فيهم السنن , وتحيا فيهم البدع , فأحمق الناس من أسف على فقدهم , أو سر بكثرتهم , فكن عند ذلك يا بني كابن اللبون , لا ظهر فيركب , ولا وبر فيسلب , ولا ضرع فيحلب .

فما طلابك لقوم , إن كنت عالما عابوك , وإن كنت جاهلا لم يرشدوك , وإن طلبت العلم قالوا متكلف متعمق , وإن تركت طلب العلم قالوا عاجز غبي , وإن تحققت لعبادة ربك , قالوا متصنع مراء , وإن لزمت الصمت , قالوا ألكن , وإن نطقت قالوا مهذار , وإن أنفقت قالوا مسرف , وإن اقتصدت قالوا بخيل , وإن احتجت إلى ما في أيديهم صارموك وذموك , وإن لم تعتد بهم كفروك , فأصغاك من فرغ من جورهم , وأمن من الطمع فيهم , فهو مقبل على شأنه , مدار لأهل زمانه , ومن صفة العالم أن لا يعظ إلا من يقبل عظته , ولا ينصح معجبا برأيه , ولا يخبـر بما يخاف إذاعته , فهذه صفة أهل زمانك .

لا تودع سرك إلا عند كل ثقة , ولا تلفظ إلا بما يتعارفون به الناس , ولا تخالطهم إلا بما يعقلونه , فاحذر كل الحذر , وكن فردا وحيدا , العدد القوية , واعلم أن من نظر في عيب نفسه شغل عن عيب غيره , ومن كابد الأمور عطب , ومن اقتحم اللجج غرق , ومن أعجب برأيه ضل , ومن استغنى بعقله زل , ومن تكبر على الناس ذل , ومن مزح استخف به , ومن كثر من شي‏ء عرف به , ومن كثر كلامه كثر خطاؤه , ومن كثر خطاؤه قل حياؤه , ومن قل حياؤه قل ورعه , ومن قل ورعه قل دينه , ومن قل دينه مات قلبه , ومن مات قلبه دخل النار .

فسلام الله عليك يا سيد البلغاء والحكماء والأوصياء والنجباء أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار , سلام الله عليك وعلى ابن عمك المختار وآله الأبرار حجة الله على العالمين الأخيار ورحمته وبركاته ملأ سماواته وأرضه ومداد كلماته وزنة عرشه ورضا نفسه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شبكة الناصرة
12-21-2003, 05:50 PM
موضوع رائع

مشكورة اختي وماتقصر

amili
12-23-2003, 11:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على مولانا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه النجباء والموالين في مشارق الأرض ومغاربها من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .

من خطب مولانا أميرُ المُؤمنين - ع - بذي قارٍ , بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه قال :

أمّا بعدُ :

فإنّ اللّه تبارك وتعالى بعث مُحمّداً – ص - بالحقّ ليُخرج عبادهُ من عبادة عباده إلى عبادته , ومن عُهُود عباده إلى عُهُوده , ومن طاعة عباده إلى طاعته , ومن ولاية عباده إلى ولايته , بشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللّه بإذنه وسراجاً مُنيراً , عوداً وبدءاً , وعُذراً ونُذراً , بحُكمٍ قد فصّلهُ , وتفصيلٍ قد أحكمهُ , وفُرقانٍ قد فرقهُ , وقُرآنٍ قد بيّنهُ , ليعلم العبادُ ربّهُم إذ جهلُوهُ , وليُقرُّوا به إذ جحدُوهُ , وليُثبتُوهُ بعد إذ أنكرُوهُ , فتجلّى لهُم سُبحانهُ في كتابه من غير أن يكُونُوا رأوهُ , فأراهُم حلمهُ كيف حلُم , وأراهُم عفوهُ كيف عفا , وأراهُم قُدرتهُ كيف قدر , وخوّفهُم من سطوته وكيف خلق ما خلق من الآيات , وكيف محق من محق من العُصاة بالمثُلات , واحتصد من احتصد بالنّقمات , وكيف رزق وهدى وأعطى وأراهُم حُكمهُ , كيف حكم وصبر حتّى يسمع ما يسمعُ ويرى فبعث اللّهُ عزّ وجلّ مُحمّداً – ص - بذلك , ثُمّ إنّهُ سيأتي عليكُم من بعدي زمانٌ ليس في ذلك الزّمان شي‏ءٌ أخفى من الحقّ , ولا أظهر من الباطل , ولا أكثر من الكذب على اللّه تعالى ورسُوله – ص - , وليس عند أهل ذلك الزّمان سلعةٌ أبور من الكتاب إذا تُلي حقّ تلاوته , ولا سلعةٌ أنفق بيعاً ولا أغلى ثمناً من الكتاب إذا حُرّف عن مواضعه , وليس في العباد ولا في البلاد شي‏ءٌ هُو أنكر من المعرُوف ولا أعرف من المُنكر , وليس فيها فاحشةٌ أنكر ولا عُقُوبةٌ أنكى من الهُدى عند الضّلال , في ذلك الزّمان فقد نبذ الكتاب حملتُهُ , وتناساهُ حفظتُهُ , حتّى تمالت بهمُ الأهواءُ , وتوارثُوا ذلك من الآباء , وعملُوا بتحريف الكتاب كذباً وتكذيباً , فباعُوهُ بالبخس , وكانُوا فيه من الزّاهدين , فالكتابُ وأهلُ الكتاب في ذلك الزّمان طريدان منفيّان , وصاحبان مُصطحبان في طريقٍ واحدٍ , لا يأويهما مُؤوٍ فحبّذا ذانك الصّاحبان , واهاً لهُما ولما يعملان لهُ , فالكتابُ وأهلُ الكتاب في ذلك الزّمان في النّاس وليسُوا فيهم ومعهُم وليسُوا معهُم , وذلك لإنّ الضّلالة لا تُوافقُ الهُدى , وإن اجتمعا وقد اجتمع القومُ على الفُرقة , وافترقُوا عن الجماعة , قد ولّوا أمرهُم وأمر دينهم من يعملُ فيهم بالمكر , والمُنكر , والرّشا , والقتل , كأنّهُم أئمّةُ الكتاب وليس الكتابُ إمامهُم , لم يبق عندهُم من الحقّ إلا اسمُهُ , ولم يعرفُوا من الكتاب إلا خطّهُ وزبرهُ , يدخُلُ الدّاخلُ لما يسمعُ من حكم القُرآن فلا يطمئنُّ جالساً حتّى يخرُج من الدّين ينتقلُ من دين ملكٍ إلى دين ملكٍ , ومن ولاية ملكٍ إلى ولاية ملكٍ , ومن طاعة ملكٍ إلى طاعة ملكٍ , ومن عُهُود ملكٍ إلى عُهُود ملكٍ , فاستدرجهُمُ اللّهُ تعالى من حيثُ لا يعلمُون , وإنّ كيدهُ متينٌ ب , الأمل والرّجاء حتّى توالدُوا في المعصية , ودانُوا بالجور والكتابُ , لم يضرب عن شي‏ءٍ منهُ صفحاً ضُلالاً تائهين قد دانُوا بغير دي اللّه عزّ وجلّ , وأدانُوا لغير اللّه , مساجدُهُم في ذلك الزّمان عامرةٌ من الضّلالة , خربةٌ من الهُدى , قد بُدّل فيها من الهُدى فقُرّاؤُها وعُمّارُها , أخائبُ خلق اللّه وخليقته , من عندهم جرت الضّلالةُ وإليهم تعُودُ , فحُضُورُ مساجدهم والمشيُ إليها كُفرٌ باللّه العظيم إلا من مشى إليها وهُو عارفٌ بضلالهم , فصارت مساجدُهُم من فعالهم على ذلك النّحو , خربةً من الهُدى , عامرةً من الضّلالة , قد بُدّلت سُنّةُ اللّه , وتُعُدّيت حُدُودُهُ , ولا يدعُون إلى الهُدى , ولا يقسمُون الفي‏ء , ولا يُوفُون بذمّةٍ , يدعُون القتيل منهُم على ذلك شهيداً , قد أتوُ اللّه بالإفتراء والجُحُود , واستغنوا بالجهل عن العلم , ومن قبلُ ما مثّلُوا بالصّالحين كُلّ مُثلةٍ , وسمّوا صدقهُم على اللّه فريةً , وجعلُوا في الحسنة العُقُوبة السّيّئة , وقد بعث اللّهُ عزّ وجلّ إليكُم رسُولاً من أنفُسكُم عزيزٌ عليه ما عنتُّم حريصٌ عليكُم بالمُؤمنين رؤُفٌ رحيمٌ , وأنزل عليه كتاباً عزيزاً لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه , تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ قُرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ , ليُنذر من كان حيًّا ويحقّ القولُ على الكافرين , فلا يُلهينّكُمُ الأملُ , ولا يطُولنّ عليكُمُ الأجلُ , فإنّما أهلك من كان قبلكُم أمدُ أملهم , وتغطيةُ الآجال عنهُم حتّى نزل بهمُ الموعُودُ الّذي تُردُّ عنهُ المعذرةُ , وتُرفعُ عنهُ التّوبةُ , وتحُلُّ معهُ القارعةُ والنّقمةُ , وقد أبلغ اللّهُ عزّ وجلّ إليكُم بالوعد , وفصّل لكُمُ القول , وعلّمكُمُ السُّنّة , وشرح لكُمُ المناهج , ليُزيح العلّة , وحثّ على الذّكر , ودلّ على النّجاة , وإنّهُ من انتصح للّه واتّخذ قولهُ دليلاً هداهُ للّتي هي أقومُ , ووفّقهُ للرّشاد , وسدّدهُ , ويسّرهُ للحُسنى , فإنّ جار اللّه آمنٌ محفُوظٌ , وعدُوّهُ خائفٌ مغرُورٌ , فاحترسُوا من اللّه عزّ وجلّ بكثرة الذّكر , واخشوا منهُ بالتُّقى , وتقرّبُوا إليه بالطّاعة , فإنّهُ قريبٌ مُجيبٌ , قال اللّهُ عزّ وجلّ : وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبُوا لي وليُؤمنُوا بي لعلّهُم يرشُدُون , فاستجيبُوا للّه وآمنُوا به وعظّمُوا اللّه الّذي لا ينبغي لمن عرف عظمة اللّه أن يتعظّم , فإنّ رفعة الّذين يعلمُون ما عظمةُ اللّه أن يتواضعُوا لهُ , وعزّ الّذين يعلمُون ما جلالُ اللّه أن يذلُّوا لهُ , وسلامة الّذين يعلمُون ما قُدرةُ اللّه أن يستسلمُوا لهُ , فلا يُنكرُون أنفُسهُم بعد حدّ المعرفة , ولا يضلُّون بعد الهُدى , فلا تنفرُوا من الحقّ نفار الصّحيح من الأجرب , والبارئ من ذي السُّقم , واعلمُوا أنّكُم لن تعرفُوا الرُّشد حتّى تعرفُوا الّذي تركهُ , ولم تأخُذُوا بميثاق الكتاب حتّى تعرفُوا الّذي نقضهُ , ولن تمسّكُوا به حتّى تعرفُوا الّذي نبذهُ , ولن تتلُوا الكتاب حقّ تلاوته حتّى تعرفُوا الّذي حرّفهُ , ولن تعرفُوا الضّلالة حتّى تعرفُوا الهُدى , ولن تعرفُوا التّقوى حتّى تعرفُوا الّذي تعدّى , فإذا عرفتُم ذلك عرفتُمُ البدع والتّكلُّف , ورأيتُمُ الفرية على اللّه وعلى رسُوله , والتّحريف لكتابه , ورأيتُم كيف هدى اللّهُ من هدى , فلا يُجهلنّكُمُ الّذين لا يعلمُون , إنّ علم القُرآن ليس يعلمُ ما هُو إلا من ذاق طعمهُ فعُلّم بالعلم جهلهُ وبُصّر به عماهُ , وسُمّع به صممهُ , وأدرك به علم ما فات , وحيي به بعد إذ مات , وأثبت عند اللّه عزّ ذكرُهُ الحسنات , ومحا به السّيّئات , وأدرك به رضواناً من اللّه تبارك وتعالى , فاطلُبُوا ذلك من عند أهله خاصّةً , فإنّهُم خاصّةً نُورٌ يُستضاءُ به , وأئمّةٌ يُقتدى بهم , وهُم عيشُ العلم وموتُ الجهل , هُمُ الّذين يُخبرُكُم حُكمُهُم عن علمهم , وصمتُهُم عن منطقهم , وظاهرُهُم عن باطنهم , لا يُخالفُون الدّين , ولا يختلفُون فيه , فهُو بينهُم شاهدٌ صادقٌ , وصامتٌ ناطقٌ , فهُم من شأنهم شُهداءُ بالحقّ ومُخبرٌ صادقٌ , لا يُخالفُون الحقّ ولا يختلفُون فيه , قد خلت لهُم من اللّه السّابقةُ , ومضى فيهم من اللّه عزّ وجلّ حُكمٌ صادقٌ , وفي ذلك ذكرى للذّاكرين , فاعقلُوا الحقّ إذا سمعتُمُوهُ عقل رعايةٍ , ولا تعقلُوهُ عقل روايةٍ , فإنّ رُواة الكتاب كثيرٌ , ورُعاتهُ قليلٌ واللّهُ المُستعانُ .

فسلام الله عليك يا سيد البلغاء والحكماء والأوصياء والنجباء أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار , سلام الله عليك وعلى ابن عمك المختار وآله الأبرار حجة الله على العالمين الأخيار ورحمته وبركاته ملأ سماواته وأرضه ومداد كلماته وزنة عرشه ورضا نفسه .

(1)(1)

شجن
12-24-2003, 12:03 AM
تسلموا جميعاً

وشكر خاص للأخ عاملي على طرح الفكرة الرائعة والسير بها

وانا ان شاء الله سابحث في هذا الموضوع

شجن
12-24-2003, 12:11 AM
المنجّــــــــــــم

لمّا عزم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) على المسير بجنده إلى النهروان جاءه منجم وقال له : يا امير الؤمنين عندي مطلب أريد ان اخبرك به ،

فقال أمير المؤمنين ( ع) : ما هو ؟

قال : لا تسر في هذه الساعة ، وانتظر حتى تمضي ثلاث سا عات من النهار .

فسال الإمام علي (ع) مستغربا" : ولم ؟

قال النجم : لأنك ان سرت في هذه الساعة اصابك واصاب أصحابك اذى وضرر شديد .

وان سرت في الساعة التي امرتك بها ظفرت ، وظهرت ، واصبت كلّما طلبت .

فقال امير المؤمنين (ع) : انّ فرسي حامل ، اتدري ما في بطنها ؟ هل ذكر ام أنثى ؟

قال المنجم : ان حسبت علمت . فقال امير المؤمنين : من صدقك على هذا القول فقدكذّب بالقرىن . أن الله عنده علم الساعة ن وينزل الغيث ، ويعلم مافي الارحام ، وماتدري نفس ماذا تكسب غدا" ، وماتدري نفس بأي ارض تموت . ان الله عليم خبير. وما كان النبي (صلى الله علية واله) يدعي ما ادعّيت

اتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السؤ ، وتخوّف الساعة التي من سار فيها حاق به الضرّ .

فمن صدقك بهذا فقد كذّب القرآن واستغني في قولك للعامل بأمرك ان يوليك الحمد دون ربّه ، لانك بزعملك انت هديته الى الساعة التي نال فيها النفع ، وامن الضّر . ثم اقبل الإمام علي (ع) على الناس وقال : ايّها الناس ، اياكم وتعلم النجوم إلاّ ما يهتدي به في بر او بحر ، فانها تدعوا إلى الكهانة ، والنجم كا لكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار. سيروا على اسم الله . ثم رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم لاَ طيرَ إلاّ طيرك ، ولا ضير إلاّ ضيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا اله غيرك .

ثم التفت إلى المنجّم وقال : نحن نعمل بخلاف قولك ونسير في الساعة التي نهيت عنها ، ثم امر بالحركة والتوجه نحو العدو ، حيث كان النصر ينتظره واصحابه .

( المصدر وسائل الشيعة الجزء 2 الصفحة 181 )

منقول