المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو موقع العرفان في القران(رائع



ابوحسن التونسي
03-29-2008, 09:18 PM
بسمه تعالى
ما هو موقع العرفان في القرآن؟
توجد لدينا في العرفان عدة مطالب رئيسية. الأول هو أن العرفان ليس بعلم حصولي (يُكتسب من خلال التحصيل)، بل إن القسم الأعظم منه يُكتسب عبر تهذيب النفس و تزكيتها. کما قال الله: «يعلّمهم الكتاب و الحكمة و يزكّيهم»(1)، فإن الجزء الأول متعلق بالفقه و الأصول و الحكمة و ما شابهها، و الجزء الثاني و هو قوله «يزكّيهم» مختص بالعرفان. فمن صقل مرآة روحه و عرف إلى أي اتجاه يوجّه هذه المرآة، ستسطع أسرار العالم في مرآة وجوده، و سيقف عليها.
لقد أتى حارثة بن مالك الأمي النبي الأکرم (صلى الله عليه و آله و سلم) و قال: أصبحت موقناً. فقال له: «لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك»، فأجابه حارثة: ... كأني أنظر إلى عرش ربي و قد وضع للحساب و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة و كأني أسمع عواء أهل النار في النار. فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): «عبد نوّر الله قلبه».
إن الأبحاث القرآنية تدلّ على أن من صقل روحه، أي لم يكن أهل مكر و شبهة و خيانة، و كان سليم الفطرة، و عرف إلى أي جهة يوجّه مرآة روحه، فإنه سيطّلع على أسرار العالم. إن الإنسان قد يوجّه مرآة روحه باتجاه الحية و الذئب و العقرب، فإن هذه المرآة لا تُظهر سوى الذئب و العقرب. و هذا ليس من تقصير المرآة، على أي حال لابد من وجود شخص يقول للإنسان إمسك المرآة جيداً.
لقد قال الله في القرآن: «كلّا لو تعلمون علم اليقين لترونّ الجحيم»(2)، فلو كنتم من أهل علم اليقين و صفاء الضمير لرأيتم الآن نار جهنم. و إلا فإن الكافر أيضاً يرى جنهم بعد الموت، و يقول: «ربنا أبصرنا و سمعنا»(3).
ذات يوم كنت في العمرة المفردة جالساً أمام الحرم المطهر للنبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم)، فأتاني شابّ و قال لديّ قصة أريد أن أقصها عليكم فهل تأذنون لي بذلك؟ فقلت له: تفضّل. فقال: أنا من أهالي المدينة الفلانية في إيران، و بائع لعصير الفواكه. و من أجل أن يكون العصير بارداً و عذباً نضع في الإناء قطعة من الثلج، ثم نملؤه بالعصير و نبيعه بالسعر الطبيعي. إلا أن تلك القطعة من الثلج ليس لها قيمة، و إننا قد تعهدنا أن نقدّم إناءً من عصير فاكهة بمائة ريال، و إن قطعة الثلج تملأ جزءاً من الإناء، و سينقص بالطبع من حجم عصير الفاكهة.
ثم قال: أتيت صباح أحد الأيام إلى الدكّان لأفتح الباب، فرأيت قوالب الثلج التي يأتون بها في الأغلب صباحاً و قبل طلوع الشمس و يضعونها أمام الباب قد اشتعلت و تصاعدت منها النيران. فعرفت المشكلة بأنها ناجمة من تغريرنا و تزويرنا في بيع عصير الفواكه. ثم ذهبت و هيّأت أقداحاً كبيرة، حيث أضع فيها قطعة الثلج، ثم أضع عليها قدحاً من عصير الفاكهة و أعطيها للمشتري. ثم قرأ هذا الشاب بعد هذه الحادثة و بجانب القبر المطهّر للنبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) هذه الآية: «كلّا لو تعلمون علم اليقين لترونّ الجحيم»(4)، و الحاصل أن لقمة الحرام نار. و قال في سورة النساء: «إن الذين يأكلون أموال اليتامی ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً»(5).
نحن نريد درساً لا تخرّج فيه لأن عدوّنا الرئيسي و هو الشيطان لا يتخرّج. و لا يتخلّى عنا ما دمنا أحياء، فعلينا أن ندرس ما دمنا أحياء. و إن دروس الحوزة و الجامعة في نهاية المطاف و بعد20 أو 30 سنة تبعث على الملل. فعلينا أن نتلقّى درساً يزيل الملل و هو طريق تهذيب النفس أو العرفان الحقيقي. فإن تزكية الباطن و المراقبة المستمرة هي طريق العرفان.
نقل المرحوم الكليني رواية عن أبي الحسن (عليه السلام) إن الأحلام لم تكن فيما مضى من الخلق و إنما حدثت، فسؤل: و ما العلة في ذلك؟ فقال: إن الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله و طاعته فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا فو الله ما أنت بأكثرنا مالاً و لا بأعزّنا عشيرة فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة و إن عصيتموني أدخلكم الله النار فقالوا: و ما الجنة و النار؟ فوصف لهم ذلك فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متّم فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً و رفاتاً، فازدادوا له تكذيباً و به استخفافاً فأحدث الله عزّ و جلّ فيهم الأحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا و ما أنكروا من ذلك فقال: إن الله عزّ و جلّ أراد أن يحتجّ عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متّم و إن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان.
على أي حال فإن طريق تهذيب النفس هو أفضل طريق للعرفان الحقيقي و لا يختصّ بالدارسين و لا بالحوزة أو الجامعة و لا يبعث على الملل أيضاًَ.
___________________________
1- سورة البقرة، الآية 129.
2- سورة التكاثر، الآية 5 و 6.
3- سورة النساء، الآية 10.
4- سورة التكاثر، الآية 5 و 6.
5- سورة النساء، الآية 10.


للشيخ جوادي املي

صالح 48
03-30-2008, 12:55 AM
السلام عليكم أخي أبو حسن
إن العرفان ليس علم يستطيع الإنسان ان يتعلمه في الحوزة او من خلال قراة الكتب
إن العرفان في حقيقته هو عطية من الله يعطيها للإنسان إذا احسن الله من هذا الإنسان انه مخلص له في كل حركاته و سكناته
و ان من يعبد الله بهدف ان ينال العرفان هذا شرك خفي فهو يعبد الله لهدف غير الله
و ان العلافان هو معرفة الله و اليقين به
اما الأشياء الغير طبيعية التى تحصل للإنسان فهي ليست عرفان انما هي كرامات يعطيها الله لمن يشاء و لمصلحة يراها مناسبة
لذلك يحب علينا ان يكون هدفنا الإخلاص
و إذا اراد الله ان يعطينا العرفان أعطانا إياه و إلا فهو مريد و نحن عبيد
و السلام عليكم و رحمة الله

نور الهدى
03-31-2008, 08:55 AM
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد



الله يعطيك العافية

ام الحلوين
04-01-2008, 10:21 AM
سلمت يداك اخي

والله يعطيك الف عافيه

ورحم الله والديك بحق الصلاة على محمد وال محمد