المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية الله النمر:(دور العلماء الحقيقي مرجعية الدين لا تحدها الحزبية)خطبة جمعة20/3/1429ه



نورس عوامي
03-29-2008, 03:46 AM
1) دور العلماء الحقيقي من ميلاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
2) مرجعية الدين لا تحدها الحزبية الضيقة.


نور من مكة المكرمة انفلق ليضيء لكل العالم ليعلن للبشرية جمعاء عن شيء عظيم يخرج من أدنى مرتبة تصل لها البشرية بل تفوق البهائم مرتبة، لتسموا به إلى أعلى المراتب ويفوقوا حتى الملائكة، نور يخرج من الظلمات إلى آفاق العلو والسمو الملكوتي، ذلك نور النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اختتم الله به كل الرسالات، وجعل دينه يعلو على كل دين، ويبقى مخلداً حتى يأذن الله تعالى للساعة بالقيامة.
بهجت عمت البشرية وغمرت أضعف الناس وكانوا مستعبدين في أيدي الأحرار، والأعمى فضلاً عن البصير، ملاد اسقط كل الأوثان والأصنام من على ظهر البيت الحرام ليزيح الرجس قبل أن تصله يد المصطفى ليقتلعها، وتهاوت عروش الظالمين مقضةً لنومها الذي أذل العباد، واتخذوهم عبيداً بالإكراه لهم، ولعبوا بالأموال واتخدوه خولاً.
محمد رسول الله اسم اقترن بأقدس مهمة حملها الإنسان وفضل على غيره بها، رسالة لله ورفض ما سواها من رسالات البشر التي اخترعوها واتخدوها بدلاً من عن الرسالة السماوية لأنها تحرمهم من الجشع والطمع وتحقيق المآرب التي تبخس الناس حقوقها.
الرسالة لفظ سهل في نطقه، ثقيلة على من حملها، صعبت على إبليس في إغواء من يحملها، مؤذيةُ لمن يأتيهم لأنه يخسرهم شهواتهم الباطلة، منزلتها في أعلى عليين وفي روضة يحبرون، جزاءها لا يقارن بمن جاء بدونها، لذة لحاملها لأنه أقرب العباد لربهم، سيف قاصم على ظهور الشياطين.
وبإختتام الرسالات الإلهية برسالة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، بقيت هذه الرسالة يتناقلها الأفاضل من الناس لكي يوصلوها إلى الأجيال القادمة ناصعة بيضاء نقية، ويكون رسولاً مصغراً من الرسول الأكرم، فإذا وفق الله العبد لحملها، ونقى قبله، وتحمل المشاق لإيصالها، وهيئ ليعمل بشرطها وشروطها، فإنه يكون ممن يفتخر الله به ويتباهى به عند ملائكته، وبه يرفع الله تعالى البلاء والعذاب عن أمم توشك أن تهلك.


أما إذا قبل بقشور يفصلها ويحددها أقرانه أو محيطه الذي حوله، ويبقى في منزلة دانية لا يرتقي فيرتقي من حوله، وإذا ارتقى غيره سلط عليه سهاماً غضبه وحقده، وإذا خرج من تحت قبته جعلت الألسن تلوع ظهره ولا يشفي جراحه كل محيطات العالم، لأنه خنوعه وانتكاسه
بقي على ما هو عليه، فنشأ به ومشى عليه وشاب متكأ به، وسيدفن معه في لحده.
لأنه تدرع بما يرفع شأنه في الحياة، وبه سما بين مجموعة من حوله، بل ويفتخر به على من هو أعلى منه حتى مَنْ سمى بالمرتبات العليا بالعلم والفضل والجهاد والذود عن دين الله، والمقارعة أعداء الدين.
فميلاد الرسول الممجد (صلى الله عليه وآله وسلم)يبلور لنا الأفكار التي علقت في الأذهان بسبب رؤيتنا لرموز قد وصلوا إلى أسمى المراتب في شتى الأمور، ويجعلنا ننظر من جديد في النمذج الأعلى لمن يحمل على عاتقه إيصال الرسالة لنا.
فهنيئاً لشيعة علي (عليه السلام) الذين هم من استفاد حقيقة من هذه المناسبة العظمى ويغترفون منها كل خير، فإنائهم رغم ضيقه إلا أنه يسع أكثر من لم يوالي علي، بل حتى من من تعلق بالرسول الأكرم شكلاً واتخذ من هذه المناسبة طريقاً ليتعرف على نبيه الذي بعث للناس رحمة ونوراً يتجدد كل عام بل كل يوم.


ومن هذه المناسبة العظيمة يبصرنا منبر الجمعة الذي يحوي خطبتين رائعتين تغذي مستعها بالفكر النقي، ولا سيما بمن جسد ولو نزر بسيط من سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تأخذه في الله لومة لائم، فصدح يبلغ رسالات الله، بتوكله على الله وهو سماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله).


http://www.7005700.com/700/pics/gte2c79mfz2a37tos10k.gif


حيث بين سماحته الخطبة الأولى: دور العلماء الحقيقي الذي تجسد في دور الرسول المصغر، وأكد في بداية خطبته: (أن العلماء هم أمناء الرسل، مطالباً إياهم بأخذ الدور الذي كان يقوم به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)).


وأضاف سماحته: (أن على المجتمع أن يتبع العالم الذي يأمر بالمعروف، وبخصال الخير، وينشر الفضيلة، وينهى عن المنكر من دون المجاملة قبل ما يريده الله تعالى، وبتحمل المسؤولية).

وانتقد سماحته: (المجتمع لتحجيم دور العلماء، ومطالبتهم لهم بأخذ أدوار هامشية، متعجباً من استجابة بعض العلماء لهذه المطالب).


ووضح سماحته بعض مواصفات العلماء الربانيين، بقوله: (العالم هو من يحل ما أحله الله، ويحرم ما حرمه الله دون مجاملة أو إرضاء للسلطان، وإن وظيفته الرئيسية وضع الأصر والأغلال، والأٌصر: هي العهود والمواثيق التي تثقل كاهل الإنسان لم ينزل الله بها من سلطان)، وأكد سماحته: (على دور العلماء الحقيقي في تحليل حلال الله وتحريم حرامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووضع الأغلال)، وأردف سماحته: (أن على العالم أن يقود الناس لرفض القوانين الغير شرعية، وأن دوره هو تحرير الناس وقيادتهم نحو ذلك).
وأكد سماحته: (أن منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل، لذا يجب على العالم أن لا يستجيب للناس لأن استجابته للناس تضر بهم، مؤكداً أن العالم يُطاع لا يُطِيع).


وفي خطبته الثانية علق سماحته باختصار: (على القمة العربية المنعقدة في دمشق واصفاً أن مَنْ يُأمل خيراً فيها فهو الجاهل، مؤكداً أننا لا نرجو خيراً لا من هذه القمة العربية ولا من غيرها، لأنها ستكرس الجهل والاستبداد والعبودية، وإن أساس مشاكل الناس هم الحكام وصراع الحكومات مع بعضها البعض).


ثم تطرق سماحته إلى أحداث البصرة الأخيرة بقوله: (الوضع العراقي نذكر الذي حدث لكي يعرف المؤمنين تكليفهم، ويكون لدينا وعياً، لكي لا يلعب بالدين باسم دولة لا زعيم ولا حزب ولا ما شابه، نحن لدينا دين ومن لا يطبقه نضرب به عرض الحائط، فمن الخطأ تحجيم النفس بإطار الدولة أو الحزب أو في جماعة أو الخط المرجعي)، بل أكد سماحته: (لابد من تأطير النفس في إطار الحق، لأن الدولة تنحرف والزعيم ينحرف وكل هؤلاء ينحرفون من دون استثناء لأنهم ليسوا معصومين)، وأردف قائلاً: (لا الدولة محوراً، ولا الحزب محوراً، ولا الخط المرجعي محوراً، ولا المرجع محوراً، بل الحق هو المحور، لأن قدسية هؤلاء بما يطبقون من الحق، وبقدر ما يبتعدون عن الحق لا قدسية لهم).


وركز سماحته على أن: (لا شرعية لدولة حينما لا تكون خاضعة لفقيه، وأن شرعية العمل من خلال العدالة والقسط لله، وأنه حينما يكون هناك نزاع لابد من وجود مرجعية لحله، والمرجعية هي قيادة السماء الفقهاء الربانيين، والعلماء الربانيين، وأن الأمة مسئولة في اتخاذ موقف مع الحق وخاصةً حينما يكون هناك اقتتال، لا الكل يتبرأ منها، بل إن ذلك فكر جاهلي، لأن كل شخص مسؤول، وبقدر ما يتمكن من الإصلاح، ومن ثم أن يقف مع المعتدى عليه ضد الباغي، لا المصلح إذا لم يقبل يتخلى عن المسؤولية).


وأردف سماحته: (أن مرجعيتنا هي القرآن وثقافتنا ورؤانا منه، دول إيران وحزب الله والمرجعيات الموجودة ليست مقياس إنما المقياس هو الحق، لأن المرجعيات تختلف فيما بينهم، ولأنهم متقون نحن نثق بهم ونطمأن لهم، والحزبيات أيضاً ليست مقياساً لمواقفنا ورؤانا بل المقياس هو الحق والقيم، فالقائد هي القيم وهي المعتمدة للحكم) مؤكداً أن: (المرجع هو قائد للأمة، ولا شرعية لمرجعية تتقوقع في حزبية، وأن كل من يشرع قانون يخالف الشرع فهو طاغوت، سواءً كان لابساً عمامة، أو بدله وكرفته، أو عقال وغترة، لا يفرق فكل حكم يخالف الشرع فهو حكمٌ طاغوت ومشرعه طاغوت).


واستشهد سماحته بقوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ) مرجعية قيم وهي: القرآن وأهل البيت (عليهم السلام) (وَإِلَى الرَّسُولِ) قيادة تلتف حول القيم (رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً) فالذي لا يقبل حكم الله هو منافق حتى لو تسمى بحزب إسلامي، أو دولة إسلامية أو شعار إسلامي، أو عالم إسلامي، وما شاكلها، فمَنْ يرفض مرجعية وقيادة الوحي وفتواها بالمنافق)، ووضح سماحته بعض الملابسات التي يلجأ إليها البعض لكي لا يخضعوا لكم الوحي: (لا نريد أن ندخل المرجعية بالحكم، لأن المرجعية هي أكبر، ونريد إحسان للمرجعية، لكي لا تتشوه، ولأنها أكبر من هذا، والعالم ما دخله لكي ينزل نفسه لصغار المشاكل، وهو أكبر) واستنكر هذا القول بـ: (أليست المرجعية هي المسئولة الأولى عن إصدار الحكم، والإصلاح، وكف المنكر والاعتداء).


وأكد سماحته: (أن مسؤولية المرجعية هي الإفتاء، حتى لو لم يسمع الناس كلامهم، والقيادة لكي تطاع لا ديكوراً)، وحث سماحته: (المالكي والسيد مقتدى الصدر على قبول فتوى المرجعية والإيمان بأن يرجعوا إلى حكم القيادة ويسلموا لحكم السماء، فإذا لم يقبلوا من المرجعية لا شرعية لهم، لأنها إذا أعطت حكماً يلزموا به، وإلا لا إيمان لهم، والتحزبات والخطوط ما هي إلا محجمات للدين، والدين أكبر من أن يحجم في خط أو حزب).


واستنكر سماحته من الوضع الذي حدث في البصرة بقوله: (هل كل تيار يريد أن يستفرد بالبصرة، ومَنْ الذي سمح للمالكي للقتل؟
هل يريد أن يكون مثل علاوي وصدام؟!
مَنْ الذي سمح للسيد مقتدى الصدر بإنشاء محاكم ليقتل ذا وذاك؟ هل أخذ أمره من فقيه؟
هل أخذ المالكي شرعيته من فقيه ليقتل ذا وذاك؟
فلا شرعية لهما ما لم يخضعوا لقرار الفقيه ويأخذوا شرعيتهم من فقيه، ولا يمثلون التشيع والتشيع من براء، حتى الفقيه لو لم يلتزم بالقيم لا شرعية له).


وتساءل سماحته: (هل إذا جاء ديكتشني ويكون انفجار، يحدث التقتيل؟
لقد دبح العراق بين سنة وشيعة، وبين السنة مع بعضهم، وبين الشيعة بعضهم، وهل المالكي ينفذ أوامر ديكتشني؟
فلا غرابة إذا اغتالوا المالكي غداً ويزيلوه ويقدموه قرباً مثلما أزاحوا صدام، وصدام ربيبهم، لكن المالكي ليس ربيبهم، وقد اعدم صدام).


واستنكر سماحته: (الدجيل كانت الذي حُكم بها صدام، والمالكي أيضاً يمارس مثلها، فلا تقية في الدماء، ولا يجوز لقتل مؤمن إلا بمبرر شرعي، والمبرر يبينه الفقيه ويأمر به، وليس أي شخص ذلك).


وحذر سماحته: ( لابد أن نحذر سفك الدماء ومن التعود على سفكها) ووصفها: (القتل بالجرم العظيم يخلد في النار، فالأمر ليس بالهين حتى لو لم يكن هناك حكم أو دولة أو حزب، فليذهبوا لا يقتل مؤمن بريء ومن دون مبرر شرعي وبإذن الفقيه).


--------------------
نترككم مع خطبتي الجمعة التي تحويا الكثير من الرؤى والأفكار التي في ثناياها، وما ذكر ما هو إلا نزر بسيط، فالخطبتين بتاريخ 20-3-1429 هـ، بعنوان:
1) دور العلماء الحقيقي من ميلاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
2) مرجعية الدين لا تحدها الحزبية الضيقة.


أما وصلات الخطبة فهي بشقين من الملفات:


الشق الأول:
للاستماع لها من موقع صوت الشيعة:




http://shiavoice.com/play-38603.html (http://shiavoice.com/play-38603.html)
لتنزيلها من موقع صوت الشيعة:
http://shiavoice.com/save-38603.html (http://shiavoice.com/save-38603.html)



الشق الثاني فهي بنوعين من الملفات:
1) بصيغة (Rm): لمن لديهم النت ضعيف:



http://www.mediafire.com/?nz2lmmjenpj (http://www.mediafire.com/?nz2lmmjenpj)



2) بصيغة(MP3): فهي متوفرة بثلاث وصلات:


[1] الخطبة الأولى بمفردها:
http://www.mediafire.com/?vzufqtgdknd (http://www.mediafire.com/?vzufqtgdknd)
[2] الخطبة الثانية بمفردها:
الخطبة 2:
http://www.mediafire.com/?1osla4ngfzh (http://www.mediafire.com/?1osla4ngfzh)
[3] الخطبتين معاً:
http://www.mediafire.com/?vxlywcmtygx (http://www.mediafire.com/?vxlywcmtygx)



قبل الختام هناك نقطتين أخيرتين:
1.للمشرفين الكرام: طلب لتثبيت الخطبة لكي تعم الفائدة، وكل أسبوع بتوفيق الله تعالى سنضع في القسم خطبة جديدة، وقد يتكرر طلب التثبيت ولكي لا نثقل عليكم في طلب التثبيت ليكن شيء منظم فحين تأتي الخطبة الأخيرة تثبت وتنزل التي قبلها إلا إذا تجعلون مثلا كل ثلاث خطب مثبتة وإذا أتت الرابعة تنزل الأقدم هذا شيء راجع لكم .. جعلها الله في ميزان أعمالكم أيها المشرفين الكرام .
2. الأعضاء الأفاضل: لنفعل الموضوع لكي يستفيد من يدخل من بعدكم، لا أقل حتى لو رد بسيط كي يفعل الموضوع ولا يندثر في ثنايا الصفحات للمنتدى ..
هذا ونسألكم الدعاء .. والسلام عليكم رحمة الله وبركاته.




ـــــــــــــــــــــــــــــ
ملحق بالوصلات:
بعض خطب الجمع للشيخ نمر في موقع صوت الشيعة:
http://shiavoice.com/cat-2592.html (http://shiavoice.com/cat-2592.html)
بحوث العقل (160 محاضرة) للشيخ نمر في موقع صوت الشيعة:
http://shiavoice.com/cat-2594.html (http://shiavoice.com/cat-2594.html)