ابوحسن التونسي
03-26-2008, 08:46 PM
بسمه تعالى
السلام عليكم
المراتب المختلفة لمعاني القرأن الكريم
يظهر في كثير من الروايات هذا المعنى من ان القرآن ظاهرا وباطنا وليس بمقدوكل أحد فهم عمق معارف القرآن فالقرأن ليس كتابا ومقالا عاديا يستطيع جميع الناس ادراك جميع علومه فهو بحر عميق بعيدة شواطئه يقتطف كل انسان من لآليء معرفته بقدر قابليته وقدرته على الغوص وينطلق متخطيا ظواهر القران نحو عمق معارفه بمقدار قابليته ومواهبه فيستفيد مطالب متعددة من اية واحدة تسير مع بعضها طوليا دون ان يكون ادنى منافاة او تناقض وهذا بحد ذاته من معجزات القرأن الكريم.
على سبيل المثال يقول القرآن الكريم ((يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغنيّ الحميد)) من سورة فاطر اية 15
فالذي يفهمه عامة الناس من هذه الاية ويدل عليه ظاهرالاية هو: انكم محتاجون لله سبحانه وتعالى وهو غني ويستحق الحمد فما يتداعى الى اذهان الناس من مفردة هو فقر الانسان في مجال المعيشة من ماكل وملبس وغيرها مما يقوم الباري تعالى من خلال خلق اسبابها وعللها بتوفير مقومات استمرار حياة الانسان ورقيه وتكامله. في هذه المرتبة من الفهم التي يعبذر عنها برتبة الظاهر يكون ظاهر القران جليا وناطقا يدركه جميع اهل اللغة.
لكن ليس الامر عدم استفادة معنى اخر منه اكثر عمقا من المعنى الظاهري وان تخلو الاية المذكورة من اشارة الى مطلب ادق اكثر سعة من هذا الفهم العام.
فكلما كان الانسان أكثر معرفة بخفايا الكلام والاسرار الادبية للغة ومضامينها ونظرا لان القرآن يوصي في المقابل بالتدبر والتفكر لدى عرض لايات القران فإن المرء يسدرك ابعاد أدق وأعمق لظواهر الايات.
لو تأملنا بقيل من العمق في هذه الاية سنرى أن الفقر والحاجة الى الله سبحانه وتعالى أوسع مدى من المأكل والملبس والمستلزمات الصحية والمادية
فنحن فقراء مطلقون والله الغني المطلق ونحن فقراء بالذات والله غني بالذّات والفقر في الله تعنى منكسر عموده الفقري ولا قدرة له على الوقوف والانسان فقير بمعنى انه مهما توفرت له الامكانات المادية فإن وجوده ناقص وتابع وعندما ننظر الى هذه الاية بهذه النظرة وفي ضوء هذا الامر سندرك حاجتنا الى الله تتجاوز المأكل والملبس.
نحن فقراء الله في اصل الوجود فالله جلّوعلا قد خلقنا وهو قد هيا مقومات استمرار الحياة فنحن محتاجون في اصل الوجود وبالذّات والله غني بالذات.
من الطبيعي ان المعنى الثاني اعمق ومن هنا نقول: انكم ايها الناس لستم فقراء ومحتاجين في اصل الوجود فحسب بل انتم عين الفقر ومحتاجون بكل كيانكم ووجودكم وكيانكم عين الارتباط بالله سبحانه وتعالى.
والسلام اسالكم الدعاء
المصدرتجلي القرأن في نهج البلاغة للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
السلام عليكم
المراتب المختلفة لمعاني القرأن الكريم
يظهر في كثير من الروايات هذا المعنى من ان القرآن ظاهرا وباطنا وليس بمقدوكل أحد فهم عمق معارف القرآن فالقرأن ليس كتابا ومقالا عاديا يستطيع جميع الناس ادراك جميع علومه فهو بحر عميق بعيدة شواطئه يقتطف كل انسان من لآليء معرفته بقدر قابليته وقدرته على الغوص وينطلق متخطيا ظواهر القران نحو عمق معارفه بمقدار قابليته ومواهبه فيستفيد مطالب متعددة من اية واحدة تسير مع بعضها طوليا دون ان يكون ادنى منافاة او تناقض وهذا بحد ذاته من معجزات القرأن الكريم.
على سبيل المثال يقول القرآن الكريم ((يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغنيّ الحميد)) من سورة فاطر اية 15
فالذي يفهمه عامة الناس من هذه الاية ويدل عليه ظاهرالاية هو: انكم محتاجون لله سبحانه وتعالى وهو غني ويستحق الحمد فما يتداعى الى اذهان الناس من مفردة هو فقر الانسان في مجال المعيشة من ماكل وملبس وغيرها مما يقوم الباري تعالى من خلال خلق اسبابها وعللها بتوفير مقومات استمرار حياة الانسان ورقيه وتكامله. في هذه المرتبة من الفهم التي يعبذر عنها برتبة الظاهر يكون ظاهر القران جليا وناطقا يدركه جميع اهل اللغة.
لكن ليس الامر عدم استفادة معنى اخر منه اكثر عمقا من المعنى الظاهري وان تخلو الاية المذكورة من اشارة الى مطلب ادق اكثر سعة من هذا الفهم العام.
فكلما كان الانسان أكثر معرفة بخفايا الكلام والاسرار الادبية للغة ومضامينها ونظرا لان القرآن يوصي في المقابل بالتدبر والتفكر لدى عرض لايات القران فإن المرء يسدرك ابعاد أدق وأعمق لظواهر الايات.
لو تأملنا بقيل من العمق في هذه الاية سنرى أن الفقر والحاجة الى الله سبحانه وتعالى أوسع مدى من المأكل والملبس والمستلزمات الصحية والمادية
فنحن فقراء مطلقون والله الغني المطلق ونحن فقراء بالذات والله غني بالذّات والفقر في الله تعنى منكسر عموده الفقري ولا قدرة له على الوقوف والانسان فقير بمعنى انه مهما توفرت له الامكانات المادية فإن وجوده ناقص وتابع وعندما ننظر الى هذه الاية بهذه النظرة وفي ضوء هذا الامر سندرك حاجتنا الى الله تتجاوز المأكل والملبس.
نحن فقراء الله في اصل الوجود فالله جلّوعلا قد خلقنا وهو قد هيا مقومات استمرار الحياة فنحن محتاجون في اصل الوجود وبالذّات والله غني بالذات.
من الطبيعي ان المعنى الثاني اعمق ومن هنا نقول: انكم ايها الناس لستم فقراء ومحتاجين في اصل الوجود فحسب بل انتم عين الفقر ومحتاجون بكل كيانكم ووجودكم وكيانكم عين الارتباط بالله سبحانه وتعالى.
والسلام اسالكم الدعاء
المصدرتجلي القرأن في نهج البلاغة للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي