ZHRAA AWHDYAA
03-24-2008, 07:21 PM
أولا مبارك عليكم مقدما أيها الأحبة ذكرى ميلاد المصطفى الأمجد المبعوث المؤيد أبي القاسم محمد
(اللهم صل على محمد وآل محمد )
كثيرا ما نستمع إلى الميلاد الشريف .. وإلى أصداح فقراته التي تبعث في الروح وتججد فيه ... روح الولاء الأزلي لمحمد وآل محمد (عليهم السلام ) ..
وكما تعلمون أيها الأحبة بأن أنوار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته هي أول من خلق الله (أول ماخلق الله نور نبيك ياجابر) ؟
وكما نعلم بأن هذا النور استقر بآدم منذ أن خلق الله آدم ؟ هل نعلم بأن أنواره (صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته كانت تنتقل من نبي إلى نبي ومن طهر إلى طاهر حتى أودعت بمستقرها الأخير ؟
وكما نعلم أيضا بأن نور أهل البيت (عليهم السلام ) أنتقل إلى عبد المطلب فانقسم في عبد الله وكان مستودع نور النبوة .. و أبي طالب وكان مستودع نور الولاية ؟
والتسؤولات التي تطرح نفسها ..
كيف تجلى نور النبوة في عبد الله (عليه السلام ) والد الرسول ؟
و ما أثر هذا النور النبوي الموعود على البشرية جمعاء؟
وكيف كان ينظر الناس إلى عبد الله (عليه السلام) وبماذا كانوا يصفونه ؟
كيف تمت خطبة عبد الله لآمنه بنت وهب (عليها السلام ) المستودع الأخير لنور النبوة ؟
و كيف استبشرة الدنيا لقرب ميعاد ولادة من لأجله خلق الله (جلا وعلا ) الأفلاك والأملاك ؟
هذه باقة من التساؤولات نطرحها ... لنستشف جوابها من هذه الفقرات المباركة .. ...
أولا : الأصلاب الطاهرة
من معتقدات الشيعة الإمامية في المعصومين (عليهم السلام)أنهم لم يتنقّلوا إلا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر، وذلك من أبينا آدم (عليه السلام) وأمنا حواء (عليها السلام) حتّى قدموا إلى هذه الحياة الدنيا.
فلا يمكن أن يودع المعصوم والعياذ بالله في صلب غير طاهر أو ليس بموحّد، أو أنّه يبقى في رحم غير مطهّر، وهذا ما دلّت عليه الروايات الشريفة:
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم(عليه السلام) ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات».
فقلنا: يا رسول الله، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟
قال: «أشباحاً من نور تحت العرش نسبّح الله تعالى ونقدّسه ونمجّده».
وربما هذا ما تدلنا عليه الزيارة الجامعة في المقطع الآتي : ((أشهد أنكم كنت أنوار بعرشه محدقين حتى منا علينا بكم )).
نور النبوة في عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
نقل المؤرخون أنّه كانت هناك امرأة تدعى فاطمة بنت مرّة قد قرأت الكتب واطّلعت على ما فيها من الوقائع المهمّة، وفي أحد الأيام التقت بعبد الله والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت له: أنت الذي فداك أبوك بمائة من الإبل؟
قال: نعم.
فعرضت عليه نفسها ولو بالحرام مقابل أن تعطيه مائة من الإبل.
فتشاءم عبد الله منها وأنشأ يقول:
والحل لا حل فأستبينه ***أمّا الحرام فالممات دونه فكيف بالأمر الذي تبغينه
ثمّ إنّه ذهب مع أبيه فزوّجه آمنة بنت وهب، فبقي عندها يوماً وليلة، فحملت بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وبعد ذلك رأته فاطمة بنت مرّة فلم تعرض عليه رغبتها الاُولى، فتساءل منها عن سبب إعراضها بعد رغبتها؟
فأجابته: بأنّ ماذا صنعت بعد ذهابك عنّا؟
فأجابها عبد الله: تزوّجت آمنة بنت وهب.
وعندها قالت:
لله ما زهرية سلبت
ثوبيك ما سلبت وما تدري ثمّ قالت: رأيت في وجهك نور النبوّة فأردت أن يكون فيّ، وأبى الله إلاّ أن يضعه حيث يحبّ.
ماذا كان يسمى عبد الله (عليه السلام ) عندما كان نور النبوة يشع من وجهه الطاهر :
على الرغم من أنّه كانت لبني هاشم عند العرب منزلة رفيعة جعلت كافّة القبائل في مختلف الأمصار تطمح في مناسبتهم ومواصلتهم منهم، إلاّ أنّ مثل عبد الله والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)الذي كان في جبينه نور النبوّة وعلى سيماه آثار الصلاح وسمات الأولياء التي لم توجد إلاّ عند الأنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام)كان محط أنظار كافّة الناس الذين عرفوه واطّلعوا على جلالته وعظم شأنه.
وكما في التاريخ أنّه لمّا شبّ عبد الله تطاولت إليه أعناق الخطّاب، وبذلوا في طلبه الكثير من الأموال رغبة في تحصيل نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يكن في عهده أحد أجمل ولا أكمل منه، وكان إذا مرّ بالناس نهاراً يشمّون منه الروائح الطيّبة، وإذا مرّ بهم ليلاً أضاءت من أنواره الظلم، حتّى أنّ أهل مكّة سمّوه مصباح الحرم.
الملائكة تحرس عبدالله (عليه السلام)
بالإضافة إلى كل ما ذكرنا من الصفات الحميدة والخصال الحسنة التي جعلت الخطّاب يتنافسون من أجل الوصول إلى عبد الله (عليه السلام) إلاّ أنّ هناك حادثة خاصّة جعلت وهب بن عبد المناف يقدّم ابنته آمنة ويطلب بنفسه من عبد المطّلب أن يكون عبد الله صهراً له.
فقد نقل أنّ عبد الله لمّا ترعرع واشتدّ ساعده، ركب يوماً ليصيد، وقد نزل بالبطحاء قوم من اليهود كانوا قد قدموا لقتل والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وإطفاء نور الله المودع في صلبه، فنظروا إليه فرأوا سمات الأنبياء (عليهم السلام)فيه فقصدوه وكانوا ثمانين نفراً حاملين السيوف، وكان والد السيّدة آمنة في نفس المنطقة يصيد وقد رأى اليهود قد احتوشوا عبدالله ليقتلوه، فأراد أن يدفعهم عنه وإذا بجمع من الملائكة معهم الأسلحة قد طردوهم عنه، فتعجّب من ذلك وجاء إلى عبد المطّلب وقال له: زوّج بنتي آمنة من عبد الله.
وهب والد آمنه يقول :لقد رأيت عبد الله يهجم على اليهود كالليث وما رأيت اجمل منه :
في بعض التواريخ: إنّ اليهود لما عرفوا أنه سيخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من صلب عبد الله (عليه السلام) همّوا بقتل عبد الله(عليه السلام) فرآهم وهب بن عبد المناف في المعركة، فأتى الحرم المكّي وأخبر بني هاشم، فهبّوا مسرعين لإنقاذ عبد الله.
ولمّا رآهم اليهود أيقنوا بالهلاك وتظاهروا أنّهم لم يقصدوا أذيته إلاّ أنّه لم يقبل منهم وطاردهم مع بني هاشم وتشابكوا معهم وقتلوا منهم قسماً والبقية أخذوهم إلى مكّة اُسارى وذلك لرغبتهم في إيصال بعض الأمانات التي كانت معهم إلى مكّة.
ثم أقبل عبد المطّلب (عليه السلام) إلى ولده عبد الله (عليه السلام) وقال له: يا ولدي لولا وهب بن عبد مناف أخبرنا بأمرك ما علمنا بأمرك ولكن الله تعالى يحفظك.
فلمّا أشرفوا على مكّة المكرّمة خرج الناس يهنّئونهم بالسلامة وإذا باليهود مقيّدين فأخذوا يرشقونهم بالحجارة، فقام عبد المطّلب وقال: أرسلوا بهم إلى دار وهب حتّى يستقصوا على أموالهم ولم يبق لهم شيء، فأرسلوهم إلى دار وهب.
وفي نفس الليلة أقبل وهب على زوجته برّة بنت عبد العزّى وقال لها: لقد رأيت اليوم عجباً من عبد الله ما رأيته من أحد، رأيته وهو يكرّ على اليهود كالليث، وكلّما رماهم بنبلة قتل منهم إنساناً، وهو أجمل الناس وجهاً، فامضي إلى والده واخطبيه لآمنة واعرضيها عليه، فعسى أن يقبلها، فإن قبلها سعدنا سعادة عظيمة.
فقالت له: يا وهب إنّ رؤساء مكّة وأشراف العرب قد رغبوا فيه فأبى عن ذلك، فكيف يتزوّج بابنتنا وهي قليلة المال؟
فقال لها: إنّ لي عليهم فضل حيث إنّني أخبرتهم بأمر عبد الله مع اليهود.
ثمّ إنّ والدة السيّدة آمنة خرجت إلى دار عبد المطّلب(عليه السلام)، فرحّب بها كثيراً وقال لها: لقد كان لزوجك اليوم علينا فضل لا نقدر أن نكافيه أبداً، وله أياد بالغة بذلك وسنجازيه بما فعل إن شاء الله تعالى، فاذهبي إليه وأبلغيه عنّا التحية والإكرام وقولي له: إن كانت له إلينا حاجة تُقضى إن شاء الله مهما كانت.
فاسترّت برّة وقالت: قد علمنا أنّ ملوك الشام والعراق وغيرهم رغبوا في ولدكم يطلبون أنواركم المضيئة ونحن أيضاً طمعنا فيمن طمع في ولدكم عبد الله، وقد رجا وهب أن يكون عبد الله زوجاً لابنتنا، وقد جئناكم طامعين ونسألكم أن تقبلونا، فإن كان مالها قليلاً فعلينا ما نجمّلها به وهي هدية منّا لابنك عبد الله.
فلمّا سمع عبد المطّلب (عليه السلام) كلامها نظر إلى عبد الله وكان قبل ذلك إذا عرض عليه التزويج من بنات الملوك يظهر في وجهه الامتناع .
فعلم عبد المطّلب (عليه السلام) أنّه قد مال إليها، فقال: قد قبلنا دعوتكم ورضينا بابنتكم.
وحينذاك قالت فاطمة زوجة عبد المطّلب: أنا أمضي معك إليها لأنظر إلى آمنة، فإن كانت تصلح لولدي رضينا بها.
فرجعت برّة مسرورة بما سمعت، وقد سمعت هاتفاً في الطريق يقول: بخٍ بخٍ لكم، قد قرب خروج المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم).
فقامت فاطمة وأتت إلى عبد المطّلب وعبد الله (عليهما السلام) وقالت: يا ولدي ما في بنات العرب مثلها أبداً، ولقد ارتضيتها، وإنّ الله تعالى لا يودع هذا النور إلاّ في مثل هذه .
التتمة .... يتبع
(اللهم صل على محمد وآل محمد )
كثيرا ما نستمع إلى الميلاد الشريف .. وإلى أصداح فقراته التي تبعث في الروح وتججد فيه ... روح الولاء الأزلي لمحمد وآل محمد (عليهم السلام ) ..
وكما تعلمون أيها الأحبة بأن أنوار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته هي أول من خلق الله (أول ماخلق الله نور نبيك ياجابر) ؟
وكما نعلم بأن هذا النور استقر بآدم منذ أن خلق الله آدم ؟ هل نعلم بأن أنواره (صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته كانت تنتقل من نبي إلى نبي ومن طهر إلى طاهر حتى أودعت بمستقرها الأخير ؟
وكما نعلم أيضا بأن نور أهل البيت (عليهم السلام ) أنتقل إلى عبد المطلب فانقسم في عبد الله وكان مستودع نور النبوة .. و أبي طالب وكان مستودع نور الولاية ؟
والتسؤولات التي تطرح نفسها ..
كيف تجلى نور النبوة في عبد الله (عليه السلام ) والد الرسول ؟
و ما أثر هذا النور النبوي الموعود على البشرية جمعاء؟
وكيف كان ينظر الناس إلى عبد الله (عليه السلام) وبماذا كانوا يصفونه ؟
كيف تمت خطبة عبد الله لآمنه بنت وهب (عليها السلام ) المستودع الأخير لنور النبوة ؟
و كيف استبشرة الدنيا لقرب ميعاد ولادة من لأجله خلق الله (جلا وعلا ) الأفلاك والأملاك ؟
هذه باقة من التساؤولات نطرحها ... لنستشف جوابها من هذه الفقرات المباركة .. ...
أولا : الأصلاب الطاهرة
من معتقدات الشيعة الإمامية في المعصومين (عليهم السلام)أنهم لم يتنقّلوا إلا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر، وذلك من أبينا آدم (عليه السلام) وأمنا حواء (عليها السلام) حتّى قدموا إلى هذه الحياة الدنيا.
فلا يمكن أن يودع المعصوم والعياذ بالله في صلب غير طاهر أو ليس بموحّد، أو أنّه يبقى في رحم غير مطهّر، وهذا ما دلّت عليه الروايات الشريفة:
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم(عليه السلام) ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات».
فقلنا: يا رسول الله، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟
قال: «أشباحاً من نور تحت العرش نسبّح الله تعالى ونقدّسه ونمجّده».
وربما هذا ما تدلنا عليه الزيارة الجامعة في المقطع الآتي : ((أشهد أنكم كنت أنوار بعرشه محدقين حتى منا علينا بكم )).
نور النبوة في عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
نقل المؤرخون أنّه كانت هناك امرأة تدعى فاطمة بنت مرّة قد قرأت الكتب واطّلعت على ما فيها من الوقائع المهمّة، وفي أحد الأيام التقت بعبد الله والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت له: أنت الذي فداك أبوك بمائة من الإبل؟
قال: نعم.
فعرضت عليه نفسها ولو بالحرام مقابل أن تعطيه مائة من الإبل.
فتشاءم عبد الله منها وأنشأ يقول:
والحل لا حل فأستبينه ***أمّا الحرام فالممات دونه فكيف بالأمر الذي تبغينه
ثمّ إنّه ذهب مع أبيه فزوّجه آمنة بنت وهب، فبقي عندها يوماً وليلة، فحملت بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وبعد ذلك رأته فاطمة بنت مرّة فلم تعرض عليه رغبتها الاُولى، فتساءل منها عن سبب إعراضها بعد رغبتها؟
فأجابته: بأنّ ماذا صنعت بعد ذهابك عنّا؟
فأجابها عبد الله: تزوّجت آمنة بنت وهب.
وعندها قالت:
لله ما زهرية سلبت
ثوبيك ما سلبت وما تدري ثمّ قالت: رأيت في وجهك نور النبوّة فأردت أن يكون فيّ، وأبى الله إلاّ أن يضعه حيث يحبّ.
ماذا كان يسمى عبد الله (عليه السلام ) عندما كان نور النبوة يشع من وجهه الطاهر :
على الرغم من أنّه كانت لبني هاشم عند العرب منزلة رفيعة جعلت كافّة القبائل في مختلف الأمصار تطمح في مناسبتهم ومواصلتهم منهم، إلاّ أنّ مثل عبد الله والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)الذي كان في جبينه نور النبوّة وعلى سيماه آثار الصلاح وسمات الأولياء التي لم توجد إلاّ عند الأنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام)كان محط أنظار كافّة الناس الذين عرفوه واطّلعوا على جلالته وعظم شأنه.
وكما في التاريخ أنّه لمّا شبّ عبد الله تطاولت إليه أعناق الخطّاب، وبذلوا في طلبه الكثير من الأموال رغبة في تحصيل نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يكن في عهده أحد أجمل ولا أكمل منه، وكان إذا مرّ بالناس نهاراً يشمّون منه الروائح الطيّبة، وإذا مرّ بهم ليلاً أضاءت من أنواره الظلم، حتّى أنّ أهل مكّة سمّوه مصباح الحرم.
الملائكة تحرس عبدالله (عليه السلام)
بالإضافة إلى كل ما ذكرنا من الصفات الحميدة والخصال الحسنة التي جعلت الخطّاب يتنافسون من أجل الوصول إلى عبد الله (عليه السلام) إلاّ أنّ هناك حادثة خاصّة جعلت وهب بن عبد المناف يقدّم ابنته آمنة ويطلب بنفسه من عبد المطّلب أن يكون عبد الله صهراً له.
فقد نقل أنّ عبد الله لمّا ترعرع واشتدّ ساعده، ركب يوماً ليصيد، وقد نزل بالبطحاء قوم من اليهود كانوا قد قدموا لقتل والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وإطفاء نور الله المودع في صلبه، فنظروا إليه فرأوا سمات الأنبياء (عليهم السلام)فيه فقصدوه وكانوا ثمانين نفراً حاملين السيوف، وكان والد السيّدة آمنة في نفس المنطقة يصيد وقد رأى اليهود قد احتوشوا عبدالله ليقتلوه، فأراد أن يدفعهم عنه وإذا بجمع من الملائكة معهم الأسلحة قد طردوهم عنه، فتعجّب من ذلك وجاء إلى عبد المطّلب وقال له: زوّج بنتي آمنة من عبد الله.
وهب والد آمنه يقول :لقد رأيت عبد الله يهجم على اليهود كالليث وما رأيت اجمل منه :
في بعض التواريخ: إنّ اليهود لما عرفوا أنه سيخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من صلب عبد الله (عليه السلام) همّوا بقتل عبد الله(عليه السلام) فرآهم وهب بن عبد المناف في المعركة، فأتى الحرم المكّي وأخبر بني هاشم، فهبّوا مسرعين لإنقاذ عبد الله.
ولمّا رآهم اليهود أيقنوا بالهلاك وتظاهروا أنّهم لم يقصدوا أذيته إلاّ أنّه لم يقبل منهم وطاردهم مع بني هاشم وتشابكوا معهم وقتلوا منهم قسماً والبقية أخذوهم إلى مكّة اُسارى وذلك لرغبتهم في إيصال بعض الأمانات التي كانت معهم إلى مكّة.
ثم أقبل عبد المطّلب (عليه السلام) إلى ولده عبد الله (عليه السلام) وقال له: يا ولدي لولا وهب بن عبد مناف أخبرنا بأمرك ما علمنا بأمرك ولكن الله تعالى يحفظك.
فلمّا أشرفوا على مكّة المكرّمة خرج الناس يهنّئونهم بالسلامة وإذا باليهود مقيّدين فأخذوا يرشقونهم بالحجارة، فقام عبد المطّلب وقال: أرسلوا بهم إلى دار وهب حتّى يستقصوا على أموالهم ولم يبق لهم شيء، فأرسلوهم إلى دار وهب.
وفي نفس الليلة أقبل وهب على زوجته برّة بنت عبد العزّى وقال لها: لقد رأيت اليوم عجباً من عبد الله ما رأيته من أحد، رأيته وهو يكرّ على اليهود كالليث، وكلّما رماهم بنبلة قتل منهم إنساناً، وهو أجمل الناس وجهاً، فامضي إلى والده واخطبيه لآمنة واعرضيها عليه، فعسى أن يقبلها، فإن قبلها سعدنا سعادة عظيمة.
فقالت له: يا وهب إنّ رؤساء مكّة وأشراف العرب قد رغبوا فيه فأبى عن ذلك، فكيف يتزوّج بابنتنا وهي قليلة المال؟
فقال لها: إنّ لي عليهم فضل حيث إنّني أخبرتهم بأمر عبد الله مع اليهود.
ثمّ إنّ والدة السيّدة آمنة خرجت إلى دار عبد المطّلب(عليه السلام)، فرحّب بها كثيراً وقال لها: لقد كان لزوجك اليوم علينا فضل لا نقدر أن نكافيه أبداً، وله أياد بالغة بذلك وسنجازيه بما فعل إن شاء الله تعالى، فاذهبي إليه وأبلغيه عنّا التحية والإكرام وقولي له: إن كانت له إلينا حاجة تُقضى إن شاء الله مهما كانت.
فاسترّت برّة وقالت: قد علمنا أنّ ملوك الشام والعراق وغيرهم رغبوا في ولدكم يطلبون أنواركم المضيئة ونحن أيضاً طمعنا فيمن طمع في ولدكم عبد الله، وقد رجا وهب أن يكون عبد الله زوجاً لابنتنا، وقد جئناكم طامعين ونسألكم أن تقبلونا، فإن كان مالها قليلاً فعلينا ما نجمّلها به وهي هدية منّا لابنك عبد الله.
فلمّا سمع عبد المطّلب (عليه السلام) كلامها نظر إلى عبد الله وكان قبل ذلك إذا عرض عليه التزويج من بنات الملوك يظهر في وجهه الامتناع .
فعلم عبد المطّلب (عليه السلام) أنّه قد مال إليها، فقال: قد قبلنا دعوتكم ورضينا بابنتكم.
وحينذاك قالت فاطمة زوجة عبد المطّلب: أنا أمضي معك إليها لأنظر إلى آمنة، فإن كانت تصلح لولدي رضينا بها.
فرجعت برّة مسرورة بما سمعت، وقد سمعت هاتفاً في الطريق يقول: بخٍ بخٍ لكم، قد قرب خروج المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم).
فقامت فاطمة وأتت إلى عبد المطّلب وعبد الله (عليهما السلام) وقالت: يا ولدي ما في بنات العرب مثلها أبداً، ولقد ارتضيتها، وإنّ الله تعالى لا يودع هذا النور إلاّ في مثل هذه .
التتمة .... يتبع