تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من هم المتدينون



المتأمل
07-05-2005, 08:43 PM
‏((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) ‏‎
قال الله تعالى :‏‎
‏((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ‎ ‎الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ‎ ‎آيَاتُهُ ‏زَادَتْهُمْ ‏إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) ‏‎ ‎‏‎ ‎‏‎

الأخوة والأخوات الأعزاء ليس سبب كتابتي لهذا الموضوع أني لا املك ‏موضوعا ‏‏‎ ‎أكتب فيه ولكن السبب أني في إحدى الدول التي ‏سافرت إليها ‏رأيت بعض‎ ‎الشباب الذين يدعون التدين وهم يعملون أشياء بعيده عن ‏‏الدين والتدين فلما خاطبت‎ ‎أحدهم رد قائلا " إن كنت في بلاد لا يعرفك ‏‏فيها أحد فاصنع ما شئت " ؟؟؟؟؟‎ ‎‏‎
‏ و صحيح أن كتابتي ستكون في الجانب السلبي ولكن ليس من باب عدم ‏‏وجود‎ ‎الإيجابيات وعدم وجود الصالحين ولكن من باب البحث عن الحل ‏وهذا ‏المعروف بين الكتاب‎ ‎والخطباء والعلماء النقاش في المشكلة وطرحها في ‏محضر ‏الصالحين أمثالكم وكما في‎ ‎الرواية عن الإمام علي (عليه السلام ) ‏‎
‏"إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر‎ ‎علمه" ‏‎

هذه الآية الكريمة تشرح لنا حقيقة المتدين في كل عصر وزمان هناك من‎ ‎‏ينسب نفسه للدين لمجرد الفائدة من وراء الدين لا من أجل الفائدة من الدين ‏‏لتزكية‎ ‎نفسه فهذه الآية توضح لنا أن الشخص الذي يقول أنه متدين هناك ‏دليل ‏على صحة قوله‎ ‎وهو الآية الكريمة وأمثالها من الآيات لهذا جاء في ‏الرواية عن ‏الرسول (صلى الله‎ ‎عليه وآله ) ‏‎
‎ ‎‏ "الناس عبيدُ الدُنيا والدٍينُ لعٍقُ على ألسٍنتٍهم يحوطونه‎ ‎ما درت ‏معائشهم ‏فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون " ‏‎
وشرح بعض العلماء هذه‎ ‎الرواية فقال :‏‎
‏"الناس عبيد الدنيا"‏‎
‏ بمعنى أن كل إنسان يسعى وراء هذه‏‎ ‎الدنيا كأنه عابدا لها ‏‎
‏"والدين لعقُ على ألسنتهم"‏‎
بمعنى أن البعض يتكلم‎ ‎بالدين فقط بطرف لسانه وكما يقول أهل اللغة العربية ‏أن ‏اللعق هو تذوق الشيء بطرف‎ ‎اللسان ‏‎
يحوطونه ما درت معائشهم"‏‎"‎
بمعنى أن البعض هو مع الدين مادام‎ ‎الدين لا يخالف مصلحته فإذا خالف ‏‏الدين المصلحة قدم المصلحة على الدين بحجة أن‎ ‎الدين ليس فيه تطور ‏‎
‏"فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون"‏‎
فإذا جاءتهم أية‎ ‎مصيبة أو بلاء أو امتحان من الله أقام الدنيا ولم يقعدها ‏وهولا ‏يعرف أن كل ما يصيب‎ ‎الإنسان من بلاء هو إما امتحان من الله له ‏وإما تكفير ‏عن ذنوبه فكلا الحالتين هو‎ ‎في مصلحته كما في الآية الكريمة ‏‎
‏ ((عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ‎ ‎خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ‏وَاللَّهُ‎ ‎‏يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) ‏‎
فتارة نرى البعض ممن يدعون التدين‎ ‎يحرمون على الناس ما أحله الله بحجة ‏‏الحكم الثانوي ‏‎ ‎‏ وتارة أخرى تراه يحلل‏‎ ‎لنفسه كل شيء باسم الدين وبعنوان ‏المخرج الشرعي‎
فكثير من هؤلاء هم السبب في‎ ‎تخريب الصورة الدينية إما بتفريقهم في الدين ‏‏حسب المفهوم السائد هذا يرجع لفلان‎ ‎وذاك لفلان أو بسبب بعض الأفعال ‏‏التي لا يفعلها حتى غير المتدين فمن الذي جرأ‎ ‎الناس على العلماء والمراجع غير ‏‏هؤلاء الذين يتبعون أهوائهم فترى مجالسهم فلان غير‎ ‎مجتهد وفلان كما يقال ‏‏باللغة الفارسية " مرك بر ضد ولاية فقيه " وأنا لا أقصد في‎ ‎كلامي جهة ‏بعينها ‏ولكن المشكلة في كل الجهات فكل جهة فيها بعض المخربين فالبعض‎ ‎يعتقد أن ‏الدين هو اللباس والبعض في فهمه أن الدين هو المصطلحات فتراه ‏يقرأ له‎ ‎كتابا ‏ويحفظ منه بعض المصطلحات ويأتي ويجادل من هو أعلم منه ‏ليس من أجل ‏الفائدة‎ ‎ولكن من أجل إساءة الآداب لمن يحاوره " كنت ‏جالسا في بيت أحد ‏المراجع قبل سنين‎ ‎وسأله أحد رجال الدين لماذا تجرأ ‏بعض من المجتمع على رجال ‏الدين فأجاب هذا المرجع‎ ‎لأن بعضا من رجال ‏الدين تجرؤ على مراجعهم " وهنا ‏المشكلة أن بعض من أفراد المجتمع‎ ‎إذا ‏أختلف مع أحد رجال الدين أو مع احد ‏المتدينين يقول كل المتدينين أو كل ‏رجال‎ ‎الدين كذا وكذا وفي المقابل سقوط ‏القيمة الدينية عند الطرف الثاني فمن ‏يراجع كتاب‎ ‎جامع السعادات يجد الكثير ‏من الروايات حول هذا الموضوع ‏أصناف رجال الدين فجعلهم‎ ‎إلى ثلاث أقسام ‏منهم من طلب العلم لله ومنهم ‏من طلب العلم للجاه ومنهم من طلب‎ ‎العلم للمال ‏‎
وأيضا من يراجع كتاب الإمام الخميني الجهاد الأكبر بقول فيه من‎ ‎الغريب من ‏‏المجتمع إذا اخطأ في حقهم البقال أو المزارع قالوا اخطأ فلان ولكن إذا‎ ‎اخطأ ‏‏رجل الدين قالوا اخطأ العلماء ‏‎
وكما في كتاب الشهيد الصدر سنوات المحنة‏‎ ‎وأيام الحصار أنه جاء ‏جماعة ‏للشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر بشخص قد‎ ‎سرق ولكنه معمم ‏فقالوا ‏للشهيد الصدر أنضر إنه معمم وسارق قال لهم إنه سارق ولكنه‎ ‎تخفى ‏بلباس ‏الدين ‏‎
وأيضا للتنبيه على هذه المشكلة عرض في الجمهورية الإسلامية‎ ‎فلم سينمائي ‏‏بعنوان " العظاية " وهو فلم يحكي قصة لص ينتحل شخصية رجل دين ‏الملاحظ‎ ‎‏أنه من العام ما قبل الماضي لغاية هذه السنة وهو يواجه إقبالا ‏شديدا ويقال أنه ترجم في الفترة الأخيرة ‏والقصة تكاد تكون واقعية نوعا ما ‏فالبعض ينتحل شخصية المتدين من أجل الفائدة ‏‎
وهنا أتذكر مقولة نسبت للإمام الخميني (رحمة الله عليه )‏ ‏‎
‏ "إن أمة عظمت شهدائها‎ ‎ووقرت علمائها تلك أمة لا تموت "‏‎
وأخيرا فليعذرني الجميع على التقصير‎ ‎ .‏

بحر الشوق
07-05-2005, 10:08 PM
ماعليك اقصور شيخنا وجزاك الله
الف خير لما تطرحه من لفافات النور
وحفظك الله.


تحياتي
بحر الشوق

سعيد درويش
07-06-2005, 01:48 AM
أحسنت شيخنا على الإختيار الجيد وبإنتظار المزيد والمفيد وجزاك الله خير

الولاء الفاطمي
07-06-2005, 02:45 PM
تسلم شيخنا ع الموضوع

المستجير
07-09-2005, 07:09 AM
الشيخ الفاضل حسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفى علمك ونفع بك المسلمين
والله يعطيك العافيه وزادك الله من علمه

ahmed
07-11-2005, 06:45 PM
تحياتي لك شيخنا العزيز وحفظك المولى من كل شر واهدي الله قلوبنا بلايمان وابعدنا عن النفاق

القلب المرح
07-12-2005, 02:44 PM
السلام عليكم
اشكرك شيخنا الكريم على هذه الفائدة المحترمة منك
ولا احرمنا الله منك ومن هذه المواضيع الدينية لتجعلنا اكثر ايامنا برب العالمين
واحرنا الله واياكم في الجنه مع اهل بيت رسول الله عليهم السلام
وتقبل مني خالص تحياتي والشكر لك ..