ahmed
07-03-2005, 12:00 AM
أخبار محلية
مجلة الأسبوعية - « الخبر - زينة علي » - 2 / 7 / 2005م - 12:48 ص
أعراس «الزواج الميسر» بذرة نثرها الشيخ النمر في بلدة العوامية
فتيات الشرقية لا يعترفن بالعنوسة
في إحدى محافظات المنطقة الشرقية مدينة تسمى «العوامية» تمكن أحد علماء الدين في تلك المدينة من تغيير نظرة الشباب والفتيات للزواج وقضى على جزء كبير من العنوسة في المدينة خلال وقت قياسي لم يتعد أربع سنوات عن طريق ندوات ومحاضرات ألقاها على مجموعة من الشباب الذين وجدوا فيما قاله صوابا وطبقوه في الحياة العملية.
وتتلخص أفكار هذا العالم في عموميات بسيطة استقاها من حياة السلف مصورا في ندواته كيف كان الزواج بسيطا في زمن الرسول وكيف كان الجانب المادي هو آخر الجوانب التي كان يفكر فيها الفرد المسلم، ومن هذا المنطلق أطلق على حملة التوعية التي قادها مسمى «مهر الزهراء».
وكانت تتراوح مهور من غيروا نظرتهم للمهور تأثرا بالمحاضرات والندوات التي سمعوها بين 250 ريالا وعشرة آلاف ريال وفي هذا المبلغ تقليص كبير لقيمة المهر الذي وصل لدى بعض العائلات إلى 60 ألف ريال.
سكينة أولى الفتيات اللاتي قبلن بـ «مهر الزهراء» تقول: وجدت في بداية الأمر صعوبة في إقناع أهلي بهذا الأمر مع اقتناعي التام به ولكن هذا الأمر لم يطل حيث تفهموا ذلك ووجدوا أنني أدرى بأمور حياتي ومصلحتي. وتضيف: لم أكن أرى أن قيمة المرأة في المهر الذي يدفع لها لذلك قبلت بـ 250 ريالا، وأنا مؤمنة بحديث الرسول «خير نساء أمتي أقلهن مهرا» فكنت سعيدة بكوني من خيرة النساء، مؤكدة أنها وجدت من زميلاتها معترضات وساخرات إلا أنها كانت مقتنعة بأنها ليست سلعة تقدر بثمن قليل أو كثير، وتقول: أوقفتني إحدى زميلاتي في الجامعة لتسألني عن حقيقة أن مهري 250 ريالا فقط فأجبتها بنعم فقالت لي ساخرة: «لهذه الدرجة ترين نفسك رخيصة» فأجبتها بنفس سطحية سؤالها بأني لا أقدر نفسي بالمبالغ المالية لأن المال مهما كثر فهنالك ما هو أكثر منه. وعن تجهيزاتها للزواج تقول: لم تكن تجهيزاتي للزواج مقتصرة على 250 ريالا «المهر» فالجميع يعترف بأنها لا تكفي لشيء ولكنها مجرد شيء رمزي، ثم تمكنت مع زوجي على الموازنة بين ما نمتلكه من نقود وتجهيزات الزواج والشقة والحياة المقبلة، لأن قلة المهر جعلت في مالنا بركة حتى استطعنا التجهيز للزواج بأقل التكاليف.
ومثل سكينة الكثيرات من الفتيات والشباب الذين تغيرت نظرتهم لمادية الزواج وتغيرت قيمة المهور في نظرهم. ولكن على النقيض منهم نرى في الطرف المقابل فتيات يضعن أكثر المهور وأغلاها ويتشرطن في حفلات الزواج الشيء الكثير. فهذه سماهر التي لم تقبل بأقل من 100 ألف ريال مهرا لها وهدايا لأمها وأخواتها لتكون مثل أخواتها المتزوجات وبنات عمها فلا يمكن أن تقبل بأقل من ذلك وتقول: تحديد المهر لم أضعه أنا لأني أريده أن يكون غاليا ولكن عرف العائلة يتطلب ذلك فلم تتزوج واحدة من أخواتي أو بنات عمي بأقل من ذلك ولا يمكن لي القبول بأقل من ذلك، لكنها مع ذلك تتخوف من المسؤولية بعد أن اقترب موعد زفافها فتقول: لم أفكر كثيرا في المسؤولية بل كل همي كان منصبا على ما سأشتريه وكيف أجهز لحفل زفافي وكيف أؤثث شقتي ومن أي المحلات سأشتري؟ ولكن مع اقتراب موعد الزواج بدأت أشعر بحجم المسؤولية التي ستقع على عاتقي، وربما خوفي من المسؤولية يجعلني أرى الأمر صعبا ولكنه في الواقع ليس بالصعوبة التي أتخوف منها.
أخوات سماهر التي اقتربت من الزواج أصبحن أقرب لها وحملن مسؤولية توعيتها وتثقيفها للزواج تقول سماهر: أحاديث أخواتي جعلتني أكثر خوفا على حياتي كمتزوجة ولكنهن شرحن لي أمورا ما كنت لأعرفها عن التجهيزات والترتيبات التي سأحتاج إليها في ليلة الزواج وعن التعامل مع الزوج والحياة الزوجية في المستقبل.
وتضيف: دفعني حديثهن لأخذ دورة في إحدى جمعيات التأهيل للحياة الزوجية واستفدت من هذه الدورة كثيرا وأعتقد أنها جعلتني أكثر استعدادا وأكثر وعيا بحياتي القادمة.
سماهر التي تتخوف من ديون ما بعد الزواج تحضر لزفافها في أحد الفنادق الكبيرة وحجزت لدى إحدى مصففات الشعر التي ستأتي خصيصا لها من بلد عربية قبل سنة تقول: مع تخوفي من الديون التي سنتحملها فيما بعد إلا أن ليلة العمر لابد أن تكون مميزة سواء من حيث الترتيب أو المكان وذلك ليرى الضيوف الذين سيحضرون الحفل أن هذا الحفل ليس أقل من حفلات أخواتي الأخريات، كما أن ترتيبات العروس لا بد أن تكون مميزة في ليلتها لذلك لا بد من المصاريف التي تصرف من أجل ذلك.
وترى سماهر أن أمر الديون سيحل فيما بعد ولكن الزواج إذا انقضى دون هذه الترتيبات فلن يحل أمره ولن يتغير.
وترى أفراح العدوي اختصاصية اجتماعية ومنظمة دورات توعية الفتيات المقبلات على الزواج، أن الفتيات يقبلن على الزواج وهن جاهلات بأبسط مسؤوليات الحياة الزوجية وهذا الأمر غير مقتصر على صغيرات السن بل يتعداهن لبعض الفتيات اللاتي تجاوزت أعمارهن الـ 25 سنة وبعضهن مدرسات وعاملات ولكنهن يجهلن طبيعة الحياة الزوجية كونها مرحلة لم يمارسنها بعد.
وتشير العدوي إلى أن الأحاديث التي تتناقلها المتزوجات لأخواتهن غير المتزوجات عامل أساسي في تشويش ذهن الفتاة حول الزواج وتخويفها منه وتكبير حجم المسؤولية، ويمكن أن تؤدي أحيانا إلى رفض بعض الفتيات الزواج خوفا من المسؤولية التي تضخمها المتزوجات في نظرهن.
وتؤكد أنها عرفت الكثير من الفتيات اللاتي يتخوفن من الزواج كونه مسؤولية مطلقة وكأن الزوجة ستكون به وحيدة في مواجهة مسؤولية حياة كاملة، بالإضافة إلى تخوفهن من مسؤولية الأولاد. وتقول: بعض الفتيات يعانين حالة من القلق تنتابهن قبل الزواج وتسبب لهن الإرباك وتؤدي إلى تخبطن في حياتهن التي يقبلن عليها ولوحظ هذا الشيء لدى الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج فكانت فكرة هذه الدورات التي بدأت كتجربة مع عدد محدود من الفتيات ثم انطلقت لدى الجمعية التي تبنت الفكرة كدورة نقدمها للمقبلات على الزواج من أجل مساعدتهن على تخفيف هذا التوتر وإرشادهن لسلوك الطريق المناسب للحياة التي سيبدأن بها.
وترى العدوي أن كثيرا من الفتيات يعتقدن أن لا توافق بين الدراسة والزواج أو العمل والزواج وهذه نظرة خاطئة نصححها لدى الفتاة المقبلة على الزواج والتي تكون مترددة في الاستمرار في دراستها أو تركها ومترددة حول عملها أو زوجها لذلك فنحن نهيئهن نفسيا لتقبل الأمر ومن ثم توضح طريقة التعامل مع الحياة المقبلة وترتيب جميع المسؤوليات.
أخبار محلية | أخبار عامة | آراء ومقالات | لقاءات | دراسات وتحقيقات | إصدارات | شعر وأدب | بحث متقدم | الاستبيانات | معرض الصور | دليل المواقع
2009528
مجلة الأسبوعية - « الخبر - زينة علي » - 2 / 7 / 2005م - 12:48 ص
أعراس «الزواج الميسر» بذرة نثرها الشيخ النمر في بلدة العوامية
فتيات الشرقية لا يعترفن بالعنوسة
في إحدى محافظات المنطقة الشرقية مدينة تسمى «العوامية» تمكن أحد علماء الدين في تلك المدينة من تغيير نظرة الشباب والفتيات للزواج وقضى على جزء كبير من العنوسة في المدينة خلال وقت قياسي لم يتعد أربع سنوات عن طريق ندوات ومحاضرات ألقاها على مجموعة من الشباب الذين وجدوا فيما قاله صوابا وطبقوه في الحياة العملية.
وتتلخص أفكار هذا العالم في عموميات بسيطة استقاها من حياة السلف مصورا في ندواته كيف كان الزواج بسيطا في زمن الرسول وكيف كان الجانب المادي هو آخر الجوانب التي كان يفكر فيها الفرد المسلم، ومن هذا المنطلق أطلق على حملة التوعية التي قادها مسمى «مهر الزهراء».
وكانت تتراوح مهور من غيروا نظرتهم للمهور تأثرا بالمحاضرات والندوات التي سمعوها بين 250 ريالا وعشرة آلاف ريال وفي هذا المبلغ تقليص كبير لقيمة المهر الذي وصل لدى بعض العائلات إلى 60 ألف ريال.
سكينة أولى الفتيات اللاتي قبلن بـ «مهر الزهراء» تقول: وجدت في بداية الأمر صعوبة في إقناع أهلي بهذا الأمر مع اقتناعي التام به ولكن هذا الأمر لم يطل حيث تفهموا ذلك ووجدوا أنني أدرى بأمور حياتي ومصلحتي. وتضيف: لم أكن أرى أن قيمة المرأة في المهر الذي يدفع لها لذلك قبلت بـ 250 ريالا، وأنا مؤمنة بحديث الرسول «خير نساء أمتي أقلهن مهرا» فكنت سعيدة بكوني من خيرة النساء، مؤكدة أنها وجدت من زميلاتها معترضات وساخرات إلا أنها كانت مقتنعة بأنها ليست سلعة تقدر بثمن قليل أو كثير، وتقول: أوقفتني إحدى زميلاتي في الجامعة لتسألني عن حقيقة أن مهري 250 ريالا فقط فأجبتها بنعم فقالت لي ساخرة: «لهذه الدرجة ترين نفسك رخيصة» فأجبتها بنفس سطحية سؤالها بأني لا أقدر نفسي بالمبالغ المالية لأن المال مهما كثر فهنالك ما هو أكثر منه. وعن تجهيزاتها للزواج تقول: لم تكن تجهيزاتي للزواج مقتصرة على 250 ريالا «المهر» فالجميع يعترف بأنها لا تكفي لشيء ولكنها مجرد شيء رمزي، ثم تمكنت مع زوجي على الموازنة بين ما نمتلكه من نقود وتجهيزات الزواج والشقة والحياة المقبلة، لأن قلة المهر جعلت في مالنا بركة حتى استطعنا التجهيز للزواج بأقل التكاليف.
ومثل سكينة الكثيرات من الفتيات والشباب الذين تغيرت نظرتهم لمادية الزواج وتغيرت قيمة المهور في نظرهم. ولكن على النقيض منهم نرى في الطرف المقابل فتيات يضعن أكثر المهور وأغلاها ويتشرطن في حفلات الزواج الشيء الكثير. فهذه سماهر التي لم تقبل بأقل من 100 ألف ريال مهرا لها وهدايا لأمها وأخواتها لتكون مثل أخواتها المتزوجات وبنات عمها فلا يمكن أن تقبل بأقل من ذلك وتقول: تحديد المهر لم أضعه أنا لأني أريده أن يكون غاليا ولكن عرف العائلة يتطلب ذلك فلم تتزوج واحدة من أخواتي أو بنات عمي بأقل من ذلك ولا يمكن لي القبول بأقل من ذلك، لكنها مع ذلك تتخوف من المسؤولية بعد أن اقترب موعد زفافها فتقول: لم أفكر كثيرا في المسؤولية بل كل همي كان منصبا على ما سأشتريه وكيف أجهز لحفل زفافي وكيف أؤثث شقتي ومن أي المحلات سأشتري؟ ولكن مع اقتراب موعد الزواج بدأت أشعر بحجم المسؤولية التي ستقع على عاتقي، وربما خوفي من المسؤولية يجعلني أرى الأمر صعبا ولكنه في الواقع ليس بالصعوبة التي أتخوف منها.
أخوات سماهر التي اقتربت من الزواج أصبحن أقرب لها وحملن مسؤولية توعيتها وتثقيفها للزواج تقول سماهر: أحاديث أخواتي جعلتني أكثر خوفا على حياتي كمتزوجة ولكنهن شرحن لي أمورا ما كنت لأعرفها عن التجهيزات والترتيبات التي سأحتاج إليها في ليلة الزواج وعن التعامل مع الزوج والحياة الزوجية في المستقبل.
وتضيف: دفعني حديثهن لأخذ دورة في إحدى جمعيات التأهيل للحياة الزوجية واستفدت من هذه الدورة كثيرا وأعتقد أنها جعلتني أكثر استعدادا وأكثر وعيا بحياتي القادمة.
سماهر التي تتخوف من ديون ما بعد الزواج تحضر لزفافها في أحد الفنادق الكبيرة وحجزت لدى إحدى مصففات الشعر التي ستأتي خصيصا لها من بلد عربية قبل سنة تقول: مع تخوفي من الديون التي سنتحملها فيما بعد إلا أن ليلة العمر لابد أن تكون مميزة سواء من حيث الترتيب أو المكان وذلك ليرى الضيوف الذين سيحضرون الحفل أن هذا الحفل ليس أقل من حفلات أخواتي الأخريات، كما أن ترتيبات العروس لا بد أن تكون مميزة في ليلتها لذلك لا بد من المصاريف التي تصرف من أجل ذلك.
وترى سماهر أن أمر الديون سيحل فيما بعد ولكن الزواج إذا انقضى دون هذه الترتيبات فلن يحل أمره ولن يتغير.
وترى أفراح العدوي اختصاصية اجتماعية ومنظمة دورات توعية الفتيات المقبلات على الزواج، أن الفتيات يقبلن على الزواج وهن جاهلات بأبسط مسؤوليات الحياة الزوجية وهذا الأمر غير مقتصر على صغيرات السن بل يتعداهن لبعض الفتيات اللاتي تجاوزت أعمارهن الـ 25 سنة وبعضهن مدرسات وعاملات ولكنهن يجهلن طبيعة الحياة الزوجية كونها مرحلة لم يمارسنها بعد.
وتشير العدوي إلى أن الأحاديث التي تتناقلها المتزوجات لأخواتهن غير المتزوجات عامل أساسي في تشويش ذهن الفتاة حول الزواج وتخويفها منه وتكبير حجم المسؤولية، ويمكن أن تؤدي أحيانا إلى رفض بعض الفتيات الزواج خوفا من المسؤولية التي تضخمها المتزوجات في نظرهن.
وتؤكد أنها عرفت الكثير من الفتيات اللاتي يتخوفن من الزواج كونه مسؤولية مطلقة وكأن الزوجة ستكون به وحيدة في مواجهة مسؤولية حياة كاملة، بالإضافة إلى تخوفهن من مسؤولية الأولاد. وتقول: بعض الفتيات يعانين حالة من القلق تنتابهن قبل الزواج وتسبب لهن الإرباك وتؤدي إلى تخبطن في حياتهن التي يقبلن عليها ولوحظ هذا الشيء لدى الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج فكانت فكرة هذه الدورات التي بدأت كتجربة مع عدد محدود من الفتيات ثم انطلقت لدى الجمعية التي تبنت الفكرة كدورة نقدمها للمقبلات على الزواج من أجل مساعدتهن على تخفيف هذا التوتر وإرشادهن لسلوك الطريق المناسب للحياة التي سيبدأن بها.
وترى العدوي أن كثيرا من الفتيات يعتقدن أن لا توافق بين الدراسة والزواج أو العمل والزواج وهذه نظرة خاطئة نصححها لدى الفتاة المقبلة على الزواج والتي تكون مترددة في الاستمرار في دراستها أو تركها ومترددة حول عملها أو زوجها لذلك فنحن نهيئهن نفسيا لتقبل الأمر ومن ثم توضح طريقة التعامل مع الحياة المقبلة وترتيب جميع المسؤوليات.
أخبار محلية | أخبار عامة | آراء ومقالات | لقاءات | دراسات وتحقيقات | إصدارات | شعر وأدب | بحث متقدم | الاستبيانات | معرض الصور | دليل المواقع
2009528