المتأمل
06-24-2005, 04:22 PM
)) بسم الله الرحمن الرحيم((
قال الله تعالى :
))مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ((
من أهم ما يكون الإنسان عليه من الخصال الجميلة حفظ اللسان فاللسان إذ يحتوي على الصفة الطيبة وهو العامل الأكبر لإظهار ما تكنه النفس من خير وشر وكما في الرواية عن الإمام علي (ع) " المرء مخبوء تحت لسانه فإن تكلم عرف " واللسان أستخدم في الماضي والحاضر في نشر الأخبار الحسنة كمصائب أهل البيت ونشر الدين وفي الترويج للباطل ونشر الأكاذيب مثل الفتوى التي أخرجها شريح القاضي لقتل الإمام الحسين ويقول الرسول (ص)
" أحذروا الأصغران فأنهما يدخلان الإنسان الجنة أو النار قيل يا رسول الله وما الأصغران قال القلب واللسان " المقصود بالقلب هو الروح أو النفس
و في رواية عن الإمام الصادق (ع) قال "فاليحفظ المؤمن فرجه ولسانه
وقال الإمام علي (ع) " المرء مخبوء تحت لسانه فزن كلامك وأعرضه على عقلك فأنك تملك الكلام مادام في قلبك وهو يملكك إذا خرج
عن لسانك "ويقول (ع)
" لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه "
واللسان هو الفاصل بين العدل والظلم وهو المعبر عن الوحدانية بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا إذا استعمل اللسان في ما يصلح المجتمع ويعود على البشرية بالخير والصلاح وأما إذا استخدم في الشر مثل الكذب وهنا نتوقف قليلا نتكلم حول الكذب وهنا نذكر
الفرق بين الكذب والتورية :
الكذب هو إخفاء الحقيقة بكاملها ويأتي بخلاف الواقع كما قال الله تعالى
))إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ))
وأما التورية فيه قول الصدق ولكن في شيء قد حصل في الماضي
وقال الرسول (ص) " جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحها الكذب "
وكما قال الإمام الصادق(‘) " لا تمتحنوا شيعتنا في كثرة الصلاة ولا كثرة الصيام فإنها عادة اعتادوا عليها ولكن امتحنوهم في صدق الحديث وأداء الأمانة "
وكما دلت الآيات والروايات على أن الكذب من أكبر الكبائر وفي الرواية عن الرسول (ص) جاء رجل للرسول الله وقال له يا رسول الله إني أشرب الخمر وأزني وأسرق فإني أريد التوبة ولكني لا أستطيع قال له الرسول أذهب وأتني في الأسبوع المقبل ولكن لا تكذب فتعجب المسلمون من قول الرسول فلما عاد في الأسبوع الثاني وتشهد على يد الرسول فقيل له كيف استطعت التوبة قال كلما هممت بالمعصية تذكرت قول الرسول ( لا تكذب) فأقول في نفسي ماذا أقول لرسول الله إذا سألني ماذا فعلت فعزمت على ترك الكذب فشجعني ذلك على ترك المعصية
أنواع الكذب:
الأول :ا لكذب من أجل الخوف
بأن يكذب لكي يحفظ نفسه أو ماله أو عرضه من التلف أو القتل فهذا لا إشكال فيه بل قد يكون في بعض الأحيان واجب وهذا ما فعله الصحابي الجليل عمار أبن ياسر((إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ ((
وهنا يتبدل العنوان من الكذب إلى التقية لأنه ليس عندنا كذب حلال وكذب حرام أو كذب أبيض وكذب أسود كله محرم في الإسلام وحتى قبل الإسلام كان الرسول (ص) يعرف بالصادق الأمين يعني قبل أن يكون محرما ديني هو محرم أخلاقي ومن يتأمل في العبارة سيجد أنها تشرح نفسها (كذب حلال ) الكذب ليس فيه حلال أو حرام وأما هذه الشعارات التي بتداولها الناس مثلا كلمة المشروب الروحي والمقصود بها التشجيع على شرب الخمر أو حرية المرأة والمقصود بها والانحلال
أو الكذب الحلال أو الأبيض والمقصود به الكذب في كل شيء
الثاني: الكذب من أجل التقرب والتحبب
وهذا هو البلاء العظيم مثلا أن يكذب الزوجان على بعضهما البعض وهم في حال الخطوبة فالزوج يريد أن يظهر أمام زوجته أنه ليس هناك أكرم منه ولا أقوى منه ولا أذكا منه ولا ولا...................والنتيجة الطلاق بعد الزواج ومن يراجع نسبة الطلاق للعام الماضي يجد أنها نسبة كبيرة بالقياس للسنوات الماضية وأكثر الأسباب هي الكذب أو أسباب عادية جدا في اعتقاد الكثير من الناس أنه حتى يتقرب إلى زوجته يكذب عليها بوعوده لها سيكون بعد الزواج كذا وكذا وبعد ذلك إما أنه لا يستطيع ماديا أو لسبب آخر ولكن لو رجع المؤمن إلى أقوال الرسول(ص) لوجد فيها الخير الكثير الذي هو لسان الله الناطق (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(( في الرواية " إذا قال الرجل لزوجته إني أحبك فإنها لا تخرج من قلبها أبدا" فهذه طريقة من الله للحب بين الزوجين ولا تحتاج للكذب
الثالث: الكذب من أجل التهرب من الناس
دائما نلاحظ أن بعض الناس إذا أراد التهرب من شخص يرسل زوجته أو أولاده ليقولوا للزائر أو المتصل أنه ليس موجود وهو في الواقع موجود فإذا سألته يقول هذا تورية وهو في الواقع يعلم أولاده الكذب وهو لا يشعر والمشكلة حتى بعض الذين ينسبون أنفسهم للتدين يكذبون وهو لا يشعرون بحجة التورية مثلا يذهب لمكان وهم يأكلون ويقولون لهو تفضل فيقول (( شكرا أكلت )) وعندما تسأله لماذا تكذب يقول هذا تورية لما سؤل أحد العلماء ما هو تعريف التورية قال أشرحها لكم بقصة أحد أصحاب الإمام علي(ع) مع الخوارج
كان في عهد الإمام ثلاث فرق أو أقسام قسم مع الإمام وقسم مع الخوارج وقسم مع عمر فألقي القبض على أحد أصحاب الإمام من قبل الخوارج فسؤل ما تقول في علي وعمر قال (( أنا من علي ومن عمر بريء((
فتركوه وذهبوا فلما سؤل عن ذلك أجابهم باللغة العربية وقال لهم الواو هنا واو فصل وليست عطف و الكثير من العلماء يقولون أنه لا يجوز استخدام التورية في كل شيء فجعلوا شروطها كشروط التقية طبعا هذا من باب التصعيب حتى لا يتهاون الناس بها
وأخيرا نسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق
قال الله تعالى :
))مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ((
من أهم ما يكون الإنسان عليه من الخصال الجميلة حفظ اللسان فاللسان إذ يحتوي على الصفة الطيبة وهو العامل الأكبر لإظهار ما تكنه النفس من خير وشر وكما في الرواية عن الإمام علي (ع) " المرء مخبوء تحت لسانه فإن تكلم عرف " واللسان أستخدم في الماضي والحاضر في نشر الأخبار الحسنة كمصائب أهل البيت ونشر الدين وفي الترويج للباطل ونشر الأكاذيب مثل الفتوى التي أخرجها شريح القاضي لقتل الإمام الحسين ويقول الرسول (ص)
" أحذروا الأصغران فأنهما يدخلان الإنسان الجنة أو النار قيل يا رسول الله وما الأصغران قال القلب واللسان " المقصود بالقلب هو الروح أو النفس
و في رواية عن الإمام الصادق (ع) قال "فاليحفظ المؤمن فرجه ولسانه
وقال الإمام علي (ع) " المرء مخبوء تحت لسانه فزن كلامك وأعرضه على عقلك فأنك تملك الكلام مادام في قلبك وهو يملكك إذا خرج
عن لسانك "ويقول (ع)
" لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه "
واللسان هو الفاصل بين العدل والظلم وهو المعبر عن الوحدانية بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا إذا استعمل اللسان في ما يصلح المجتمع ويعود على البشرية بالخير والصلاح وأما إذا استخدم في الشر مثل الكذب وهنا نتوقف قليلا نتكلم حول الكذب وهنا نذكر
الفرق بين الكذب والتورية :
الكذب هو إخفاء الحقيقة بكاملها ويأتي بخلاف الواقع كما قال الله تعالى
))إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ))
وأما التورية فيه قول الصدق ولكن في شيء قد حصل في الماضي
وقال الرسول (ص) " جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحها الكذب "
وكما قال الإمام الصادق(‘) " لا تمتحنوا شيعتنا في كثرة الصلاة ولا كثرة الصيام فإنها عادة اعتادوا عليها ولكن امتحنوهم في صدق الحديث وأداء الأمانة "
وكما دلت الآيات والروايات على أن الكذب من أكبر الكبائر وفي الرواية عن الرسول (ص) جاء رجل للرسول الله وقال له يا رسول الله إني أشرب الخمر وأزني وأسرق فإني أريد التوبة ولكني لا أستطيع قال له الرسول أذهب وأتني في الأسبوع المقبل ولكن لا تكذب فتعجب المسلمون من قول الرسول فلما عاد في الأسبوع الثاني وتشهد على يد الرسول فقيل له كيف استطعت التوبة قال كلما هممت بالمعصية تذكرت قول الرسول ( لا تكذب) فأقول في نفسي ماذا أقول لرسول الله إذا سألني ماذا فعلت فعزمت على ترك الكذب فشجعني ذلك على ترك المعصية
أنواع الكذب:
الأول :ا لكذب من أجل الخوف
بأن يكذب لكي يحفظ نفسه أو ماله أو عرضه من التلف أو القتل فهذا لا إشكال فيه بل قد يكون في بعض الأحيان واجب وهذا ما فعله الصحابي الجليل عمار أبن ياسر((إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ ((
وهنا يتبدل العنوان من الكذب إلى التقية لأنه ليس عندنا كذب حلال وكذب حرام أو كذب أبيض وكذب أسود كله محرم في الإسلام وحتى قبل الإسلام كان الرسول (ص) يعرف بالصادق الأمين يعني قبل أن يكون محرما ديني هو محرم أخلاقي ومن يتأمل في العبارة سيجد أنها تشرح نفسها (كذب حلال ) الكذب ليس فيه حلال أو حرام وأما هذه الشعارات التي بتداولها الناس مثلا كلمة المشروب الروحي والمقصود بها التشجيع على شرب الخمر أو حرية المرأة والمقصود بها والانحلال
أو الكذب الحلال أو الأبيض والمقصود به الكذب في كل شيء
الثاني: الكذب من أجل التقرب والتحبب
وهذا هو البلاء العظيم مثلا أن يكذب الزوجان على بعضهما البعض وهم في حال الخطوبة فالزوج يريد أن يظهر أمام زوجته أنه ليس هناك أكرم منه ولا أقوى منه ولا أذكا منه ولا ولا...................والنتيجة الطلاق بعد الزواج ومن يراجع نسبة الطلاق للعام الماضي يجد أنها نسبة كبيرة بالقياس للسنوات الماضية وأكثر الأسباب هي الكذب أو أسباب عادية جدا في اعتقاد الكثير من الناس أنه حتى يتقرب إلى زوجته يكذب عليها بوعوده لها سيكون بعد الزواج كذا وكذا وبعد ذلك إما أنه لا يستطيع ماديا أو لسبب آخر ولكن لو رجع المؤمن إلى أقوال الرسول(ص) لوجد فيها الخير الكثير الذي هو لسان الله الناطق (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(( في الرواية " إذا قال الرجل لزوجته إني أحبك فإنها لا تخرج من قلبها أبدا" فهذه طريقة من الله للحب بين الزوجين ولا تحتاج للكذب
الثالث: الكذب من أجل التهرب من الناس
دائما نلاحظ أن بعض الناس إذا أراد التهرب من شخص يرسل زوجته أو أولاده ليقولوا للزائر أو المتصل أنه ليس موجود وهو في الواقع موجود فإذا سألته يقول هذا تورية وهو في الواقع يعلم أولاده الكذب وهو لا يشعر والمشكلة حتى بعض الذين ينسبون أنفسهم للتدين يكذبون وهو لا يشعرون بحجة التورية مثلا يذهب لمكان وهم يأكلون ويقولون لهو تفضل فيقول (( شكرا أكلت )) وعندما تسأله لماذا تكذب يقول هذا تورية لما سؤل أحد العلماء ما هو تعريف التورية قال أشرحها لكم بقصة أحد أصحاب الإمام علي(ع) مع الخوارج
كان في عهد الإمام ثلاث فرق أو أقسام قسم مع الإمام وقسم مع الخوارج وقسم مع عمر فألقي القبض على أحد أصحاب الإمام من قبل الخوارج فسؤل ما تقول في علي وعمر قال (( أنا من علي ومن عمر بريء((
فتركوه وذهبوا فلما سؤل عن ذلك أجابهم باللغة العربية وقال لهم الواو هنا واو فصل وليست عطف و الكثير من العلماء يقولون أنه لا يجوز استخدام التورية في كل شيء فجعلوا شروطها كشروط التقية طبعا هذا من باب التصعيب حتى لا يتهاون الناس بها
وأخيرا نسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق