المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الحسين مدرسة الأجيال على مر الدهور



أباالصلط
03-01-2008, 01:50 AM
الإمام الحسين (عليه السلام)
السلامن أبرز من خلدتهم الإنسانية في جميع مراحل تاريخها. ومن أروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين ساهموا في بناء الفكر الإنساني، وتكوين الحضارة الاجتماعية، وبلورة القضايا المصيرية لجميع شعوب الأرض.
إن الإمام أبا الأحرار من ألمع القادة المصلحين الذين حققوا المعجز على مسرح الحياة، وقادوا المسيرة الإنسانية نحو أهدافها وآمالها، ودفعوا بها إلى إيجاد مجتمع متوازن تتحقق فيه الفرص المتكافئة التي ينعم فيها الناس على اختلاف قومياتهم وأديانهم... لقد كان الإمام من أكثر المصلحين جهادا، وبذلا وتضحية، فقد انطلق إلى ساحات الجهاد مع كوكبة من أهل بيته وأصحابه مضحيا بنفسه وبهم، ليقيم في ربوع هذا الشرق حكم القرآن وعدالة السماء الهادفة إلى تفويض الظلم، وتدمير الجور، وإزالة الاستبداد، وإقامة حكم عادل يجد فيه الإنسان أمنه وكرامته ورخاءه حسب ما تقتضيه عدالة الله في الأرض... ومن ثم كانت حياة الإمام في جميع العصور والأجيال رمزا للعدل، ورمزا لجميع القيم الإنسانية.
إن أغلب حياة المصلحين الذين وهبوا حياتهم لأممهم وشعوبهم تبقى مشعة تعطى ثمارها ونتاجها للناس، ولكن في فترة خاصة ومحدودة من الزمن لم تلبث أن تتلاشى كما يتلاشى الضوء في القضاء أما حياة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد شقت أجواء التاريخ وهي تحمل النور والهدى لجميع الناس، كما تحمل شارات الموت والدمار للمخربين والظالمين في جميع الأجيال... لقد تفاعلت حياة الإمام الحسين مع أرواح الناس وامتزجت بعواطفهم ومشاعرهم، وهي ندية عاطرة تتدفق بالعزة والكرامة وتدفع المجتمع إلى ساحات النضال لتحقيق أهدافه وتقرير مصيره.
إنها مدرسة الأجيال الكبرى التي تفيض بالخير والعطاء على الناس جميعا متفقين ومختلفين، فهي تغذيهم بالوفاء والصبر، وتدفعهم إلى الإيمان بالله، وتعمل على توجيههم الوجه الصالحة المتسمة بالكرامة وحسن السلوك كما تعمل على تهذيب الضمائر، وتكوين العواطف، وتنمية الوعي، فهي أجدر بالبقاء من كل كائن حي بل أحق بالخلود من هذا الكوكب الذي يعيش فيه الإنسان، لأنها أطار لأسمى معاني الكرامة الإنسانية.
إن حياة ريحانة الرسول ومثله ستبقى حية وخالدة إلى الأبد لأنها استهدفت القضايا المصيرية لجميع الشعوب، فان الإمام (عليه السلام) لم ينشد في ثورته الخالدة أي مطمع سياسي أو نفع مادي، وإنما استهدف المصلحة الاجتماعية وعنى بأمر الناس جميعا ليوفر لهم العدل السياسي والعدل الاجتماعي، وقد أعلن سلام الله عليه أهدافه المشرقة بقوله: "إني لم أخر أشرا، ولا بطرا، ولا ظالما، ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر... ".
من أجل هذه المبادئ العليا خلدت قصة الحسين واستوعبت جميع لغات الأرض، وأخذ الناس يقيمون لها الذكرى مقتبسين منها الإيمان بالله، ومقتبسين منها العبر والعظات التي تنفعهم في جميع ميادين حياتهم...
إنها من دون شك ستظل تساير الركب الإنساني وهي ترفع شعار العدل، وشعار الحق، وشعار الكرامة، وتضئ الطريق، وتوضح القصد أمام كل مصلح يعمل من أجل صالح الإنسان.

لمزيد من التفاصيل .
http://www.hi-sham.com (http://www.hi-sham.com)