حنون الليل
05-26-2005, 10:17 AM
في الزيارة الجامعة :« خلقكم الله أنواراً .... ثم منَّ علينا بكم ...» .
مما لا شك أن الهدف من خلق كل البشرية هو توحيد الله وعبادته ، وبما أن الممكنات متفاوته ، جعل الله العالم والجاهل منهم ؛ ليرجع الجاهل إلى العالم ويتعلم منه هداية الله وسبل الرشاد .
ولكن لم يكن هذا القدر الكافي لتتميم العبودية وربطها بالألوهية الوحدانية ، وذلك للبون الشاسع بين العبد المظلم الذي يعيش في الماديات ، وبين نور الله الملطق الخالص من كل مادة ونقص ، فكان لابد من وسائط تستطيع أن تلتقي بجانب المادة وبجانب النور ، تتأثر وتؤثر؛ فكان أهل البيت عليهم السلام.
قال الإمام الباقر عليه السلام « نحن وديعة الله في عباده» 1 .
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ليخرجوا نور الله من الخفاء إلى العلن ، وليبرزوا معارف الله ووحدانيته وحقيقته وكنه غيبه إبرازاً صحيحاً يوصل إلى طريق الحق تعالى .
كان علي وأبناؤه ليشرحوا للبشرية جمعاء سبل الهداية الربانية ، ويعلموا الإنسان المادي بجنبتهم المادية التي منحها الله لهم ، يعلموه العبودية الحقيقية والتي لابد أن تفنى في الألوهية النورانية ، التي فهموها وعاشوها بجنبتهم النورانية .
قال الإمام الصادق عليه السلام :« علمَ الله عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته ، فأقام بينه وبينهم مخلوقاً من جنسهم في الصورة ألبسه من نعته الرأفة والرحمة وأخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً ، وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته ، فقال تعالى :{من يطع الرسول فقد أطاع الله } » 2 .
وقال الحكيم السبزواري : فلا بد للحادثين السائرين إلى الله الطالبين له من جالس بين الحدين ذي حظ من الجانبين ، ومسافر من الخلق إلى الخلق إلى الحق ، ثم في الحق ، أي التخلق بأخلاق الله خلقاً بعد خلق ، ثم من الحق إلى الخلق ليقودهم إليه ويدلهم عليه ، فليكن بباطنه عقل الكل ليتأزر بإزار الجبروت ، ويتردى برداء اللاهوت ، ويستمد من القوة الربانية ويعطي الحوادث الكيانية .
وبظاره إنساناً طبيعياً لحمياً { إن نحن إلا بشرٌ مثلكم }3 .
فأنزلهم الله من عالم الأنوار إلى عالم المادة ، من أجل هذه المهمة الصعبة ، وصحيح أنه خلاف طبع الأولياء ( النزول ) إلا أنه لابد منه لانحصار الهداية بهم والوساطة عليهم « بلية الناس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا»4.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الإمام : «... فهو شرف الأشراف والفرع من عبد مناف ، عالم بالسياسة قائم بالرياسة ، مفترض الطاعة إلى يوم الساعة ، أودع الله قلبه سره .
والإمام يا طارق بشرٌ ملكي ، وجسد سماوي ، وأمر إلهي ، وروح قدسي ، ومقام عليّ ، ونور جلي ، وسر خفي ، فهو ملك الذات إلهي الصفات ، زائد الحسنات عالم بالمغيبات ، نصاً من رب العالمين ونصاً من الصادق الأمين ، وهذا كله لآل محمد لا يشاركهم فيه مشارك ....»5 .
وقال أبي عبد الله الصادق عليه السلام :« إن الله واحدٌ متوحد بالوحدانية متفرد بأمره ، فخلقهم خلقاً فقدرهم لذلك الأمر فنحن هم » 6 .
--------------------------------------------------------------------------------
1- بحار الأنوار 26/245 باب جوامع مناقبهم من كتاب الإمامة .
2- ينابيع المودة 1/18 الباب الثاني .
3-شرح دعاء الصباح 65 -66 .
4- أمالي الصدوق 363 .
5- بحار الأنوار 25/172 باب جامع في صفات الإمام ح38 .
6- بصائر الدرجات 104 باب الأئمة خزائن الله ح7 .
مما لا شك أن الهدف من خلق كل البشرية هو توحيد الله وعبادته ، وبما أن الممكنات متفاوته ، جعل الله العالم والجاهل منهم ؛ ليرجع الجاهل إلى العالم ويتعلم منه هداية الله وسبل الرشاد .
ولكن لم يكن هذا القدر الكافي لتتميم العبودية وربطها بالألوهية الوحدانية ، وذلك للبون الشاسع بين العبد المظلم الذي يعيش في الماديات ، وبين نور الله الملطق الخالص من كل مادة ونقص ، فكان لابد من وسائط تستطيع أن تلتقي بجانب المادة وبجانب النور ، تتأثر وتؤثر؛ فكان أهل البيت عليهم السلام.
قال الإمام الباقر عليه السلام « نحن وديعة الله في عباده» 1 .
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ليخرجوا نور الله من الخفاء إلى العلن ، وليبرزوا معارف الله ووحدانيته وحقيقته وكنه غيبه إبرازاً صحيحاً يوصل إلى طريق الحق تعالى .
كان علي وأبناؤه ليشرحوا للبشرية جمعاء سبل الهداية الربانية ، ويعلموا الإنسان المادي بجنبتهم المادية التي منحها الله لهم ، يعلموه العبودية الحقيقية والتي لابد أن تفنى في الألوهية النورانية ، التي فهموها وعاشوها بجنبتهم النورانية .
قال الإمام الصادق عليه السلام :« علمَ الله عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته ، فأقام بينه وبينهم مخلوقاً من جنسهم في الصورة ألبسه من نعته الرأفة والرحمة وأخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً ، وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته ، فقال تعالى :{من يطع الرسول فقد أطاع الله } » 2 .
وقال الحكيم السبزواري : فلا بد للحادثين السائرين إلى الله الطالبين له من جالس بين الحدين ذي حظ من الجانبين ، ومسافر من الخلق إلى الخلق إلى الحق ، ثم في الحق ، أي التخلق بأخلاق الله خلقاً بعد خلق ، ثم من الحق إلى الخلق ليقودهم إليه ويدلهم عليه ، فليكن بباطنه عقل الكل ليتأزر بإزار الجبروت ، ويتردى برداء اللاهوت ، ويستمد من القوة الربانية ويعطي الحوادث الكيانية .
وبظاره إنساناً طبيعياً لحمياً { إن نحن إلا بشرٌ مثلكم }3 .
فأنزلهم الله من عالم الأنوار إلى عالم المادة ، من أجل هذه المهمة الصعبة ، وصحيح أنه خلاف طبع الأولياء ( النزول ) إلا أنه لابد منه لانحصار الهداية بهم والوساطة عليهم « بلية الناس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا»4.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الإمام : «... فهو شرف الأشراف والفرع من عبد مناف ، عالم بالسياسة قائم بالرياسة ، مفترض الطاعة إلى يوم الساعة ، أودع الله قلبه سره .
والإمام يا طارق بشرٌ ملكي ، وجسد سماوي ، وأمر إلهي ، وروح قدسي ، ومقام عليّ ، ونور جلي ، وسر خفي ، فهو ملك الذات إلهي الصفات ، زائد الحسنات عالم بالمغيبات ، نصاً من رب العالمين ونصاً من الصادق الأمين ، وهذا كله لآل محمد لا يشاركهم فيه مشارك ....»5 .
وقال أبي عبد الله الصادق عليه السلام :« إن الله واحدٌ متوحد بالوحدانية متفرد بأمره ، فخلقهم خلقاً فقدرهم لذلك الأمر فنحن هم » 6 .
--------------------------------------------------------------------------------
1- بحار الأنوار 26/245 باب جوامع مناقبهم من كتاب الإمامة .
2- ينابيع المودة 1/18 الباب الثاني .
3-شرح دعاء الصباح 65 -66 .
4- أمالي الصدوق 363 .
5- بحار الأنوار 25/172 باب جامع في صفات الإمام ح38 .
6- بصائر الدرجات 104 باب الأئمة خزائن الله ح7 .