المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة السيد حسن نصر الله اليوم



perfume
02-14-2008, 06:45 PM
السيد نصر الله في تشييع الشهيد القائد مغنية: الحرب مع الصهاينة مفتوحة وعشرات آلاف المقاومين حاضرون للشهادة
14/2/2008
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن "حزب الله والمقاومة الإسلامية على أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل على لبنان فقد ترك عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من الشباب المدربين للقتال والحاضرين للشهادة".

وقال سماحته في الكلمة التي ألقاه في مهرجان التشييع الحاشد للشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رضوان) في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس مخاطباً الصهاينة: "لقد قتلتم الحاج عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة، نحن وإياكم كانت معركتنا ولا زالت على الأرض اللبنانية وتقتلوننا على الأرض اللبنانية ونقاتلكم في مواجهة كيانهم الغاصب"، مؤكداً أنه "أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العلام كله فلتكن هذه الحرب المفتوحة".

وشدد السيد نصر الله، موجهاً كلامه إلى فريق 14 شباط، على أن "لبنان لن يكون إسرائيلياً في يوم من الأيام ولن يكون موطئاً للصهاينة، ولن يكون أميركياً في يوم من الأيام ولن يُقسّم ولن يُفدرل، ومن يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت وليذهب إلى أسياده في واشنطن وفي تل أبيب. لبنان هذا سيبقى بلداً للوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي ورغم أنوف الأقزام بلداً للمقاومة وبلداً للانتصار والكرامة الوطنية".
وفي ما يلي نص الكلمة:
إلى روح الأخ الحبيب العزيز الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) وأرواح كل شهداء الوطن والأمة نتلو الفاتحة ونهدي ثوابها لأرواحهم.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول الله عز وجل: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلاً".. والشهيد القائد عماد مغنية عاهد الله بصدق وانتظر الله بشوق وقضى نحبه شهيداً في أيام شهادة أبي عبد الله الحسين (ع) سيد الشهداء.. الحاج عماد حمل دمه على كفه وحمل كفنه على كتفه منذ كان شاباً في مقتبل العمر ومضت به السنون وكان يصنع النصر ويطلب الشهادة واخيراً وصل فهنيئاً له هذا الوسام الالهي الرفيع .. الحاج عماد من بيت كله جهاد وشهادة، وأتوجه في البداية إلى الحبيبين العزيزين والوالدين الشريفين أبو عماد وام عماد بالتبريك والتعزية، وأقول لهما مبارك هذا الاصطفاف الإلهي لشهادة ابنكم وليعلم العالم كله بأن هذا البيت الجهادي قدم كل ما لديه: فؤاد وجهاد وعماد..

أتوجه إلى زوجته المجاهدة والمضحية والصابرة المحتسبة إلى بناته وابنائه المجاهدين إلى كل أقاربه واحبائه وإلى كل أخوانه ورفاقه المجاهدين المقاومين في لبنان وفلسطين وفي كل أرض فيها لله جهاد ورجال بالتبريك لنيل أخينا الحبيب وساماً إلهياً عظيماً وبالتعزية لفقد الحبيب والعزيز والأخ والمجاهد والقائد.

الحاج عماد مغنية من القادة الذي كان جهادهم وسهرهم وتعبهم وحياتهم كلها صدقة سر مع الله تعالى فهؤلاء جنود الله المجهولون في الأرض والمعروفون في السماء لا يدافعون عن أنفسهم بل عن الأمة وقضايا الحق ولا ينتظرون مديحاً لأنهم مجهولون ولا يردون تهمة أو ظلماً وأكاذيب، ولا يدافعون عن أنفسهم لأنهم لا يرون لأنفسهم وجوداً خارج معركة الجهاد والتضحية.. وحق هؤلاء علينا جميعاً وعلى الأمة أن ننصفهم وأن نكشف للعالم وجوههم المنيرة وحقائقهم الصافية وعطاءاتهم العظيمة.

اليوم حق الحاج الشهيد عماد على هذه الأمة أن تعرفه وأن تنصفه، من أجلها لا من أجله، وان تستلهم الأمة روحه ودرسه وجهاده من أجلها لا من أجله.. الحاج رضوان اليوم هو في رضوان الله وكل ما يقال عنه من ثناء أو مديح هو جزء من الدنيا الفانية لا تساوي شيئاً في حسابات الواصلين.

لم تفاجئنا هذه الشهادة المنتظرة منذ 25 عاماً فنحن جميعاً ننتمي إلى مدرسة أنبياؤها وأئمتها وقادتها شهداء، ونحن اليوم مع شهادة الحاج عماد في سياقنا ووضعنا الطبيعي كما كنا مع شهادة قائدنا وسيدنا وأميننا العام السيد عباس الموسوي وكما كنا مع شيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب.. لأننا في حرب حقيقية ودامية ندافع عن أمتنا ومقدساتنا وكرامتنا في مواجهة كل الأطماع والعدوان الذي تمثله إسرائيل وأميركا وكل الذين يقفون خلفهما.

اليوم والوقت ضيق والمطر يهطل والأحبة في انتظار ليس الوقت لإنصاف الحاج عماد الآن.. وفي الأيام الآتية سنقوم بجزء من واجبنا ولكن بين يدي الشهيد القائد وأمام جثمانه الظاهر وعلى مسامع العالم الذي يترقب موقف حزب الله في هذه الساعة أود أن أؤكد على نقاط عديدة

أولاً: الصهاينة يرون في استشهاد الحاج عماد إنجازاً كبيراً ونحن نرى فيه بشارة بالنصر الحاسم والآتي إن شاء الله.. لنتذكر قليلاً هكذا كان الحال مع الشيخ راغب.. قتلوه فتصاعدت المقاومة وخرجت إسرائيل من بيروت والجبل ومعظم المناطق اللبنانية باستثناء الجنوب، وهذا من فعل مقاومته ودمه الزكي وليس بالقرارات الدولية ولا بالتدخل الدولي الذي لم نر منه يومأً إلا داعماً للصهاينة وهكذا كان الحال مع السيد الشهيد القائد عباس الموسوي فتصاعدت المقاومة وبعد سنوات قليلة خرجت إسرائيل مهزومة ذليلة مدحورة عام 2000، بفعل دمه والمقاومة التي حملت راية وفعل عباس الموسوي وليس بفعل القرارات الدولية والمجتمع الدولي.. واليوم قتلوا الأخ القائد الحاج عماد مغنية وهم يظنون أن بقتله ستنهار المقاومة، قتلوه في سياق حرب تموز التي لم تنته ولا زالت مستمرة، فحتى اللحظة لم يعلن وقف لهذه الحرب وما زالت مستمرة على المستوى السياسي والأمني وما زالت مدعومة من نفس الدول التي دعمت حرب تموز، ولكنهم مخطئون ومشتبهون تماماً كما أخطأوا في قتل الشيخ راغب والسيد عباس.

من حرب تموز عام 2006 إلى دم الشهيد الحاج عماد فليكتب العالم كله يجب أن نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل. إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية ودم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإن دم الشهيد عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله. هذا الكلام ليس من موقع الانفعال أو العاطفة بل من موقع تبصر وتأمل.

كلكم تعرفون أن بن غوريون هو مؤسس الكيان الصهيوني وهو من أخبر الناس بنقاط قوة هذا الكيان وضعفه والمعادلات التي تحفظه أو تودي به.. اسمعوا ماذا يقول بن غوريون، ولو كان الكثير من قادة العرب يقرؤون لانتهى هذا الصراع منذ زمن طويل. يقول بن غوريون: إسرائيل تسقط بعد خسارة أول حرب. وقد خاضت إسرائيل حربها في تموز 2006 . الصهاينة أسموها الحرب السادسة كما تعرف عليها العالم ولكن كبار القادة الاستراتيجيين الاسرائيليين أسموها الحرب الأولى، وقد أجمعت إسرائيل بيمينها ويسارها وبمتطرفيها على القول إنها خسرت الحرب، وتقرير فينوغراد الذي جاء مخففاً وملائماً ليحفظ ما تبقى من إسرائيل، إلا أنه لم يستطع أن يخفي في تقريره ذكر مئات المرات من الفشل والضعف والعجز والوهن على مستوى القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية. إنه قاض نصبه أولمرت ليتحدث عن جزء من الحقيقة وينبه إسرائيل لمصيرها.

لماذا فشلوا وأخفقوا في حرب تموز مع أنه كما يقول فينوغراد يملكون أقوى جيش في الشرق الأوسط ويملكون المعدات والتكنولوجيا ما لا يملكه أحد، بكل بساطة لأنهم واجهوا في لبنان على مدى 33 يومأً مقاومة باسلة وشجاعة وصادقة، لأنه كان يقاتلهم في حرب تموز عماد مغنية وأخوته وتلامذته وكانوا لهم بالمرصاد وقاتلوهم بشجاعة وذكاء، وخسرت إسرائيل أول حرب وبات محكوماً عليها بحسب القوانين التاريخية ووعد مؤسسها بالسقوط وستسقط إن شاء الله. مع هذا الدم المبارك للحاج عماد مغنية ستكتمل نتائج هذا الدم من الشيخ راغب والسيد عباس وفتحي الشقاقي وأحمد ياسين ودماء القادة والمجاهدين لتجرف بصدقها ونقائها هذا الكيان السرطاني الغاصب المزروع في قلب أمتنا العربية والاسلامية.

ثانياً: ليطمئن كل المحبين والقلقين وليعرف العدو من جهة أخرى أنه ارتكب حماقة كبيرة جداً فأنا بين يدي الحاج عماد وأمام أخوانه الذين يعرفون كل الحقائق اقول للصديق والعدو: لا وهن ولا ضعف ولا خلل في جسد وصفوف المقاومة. أخوة عماد مغنية سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده ودمه كما فعل في الماضي دم السيد عباس، لا يعرف الإسرائيلي ما هي الوحدة الروحية والعاطفية التي أوجدها دم السيد عباس داخل المقاومة وحزب الله، هؤلاء لا يعرفون لأنهم ينتمون إلى ثقافة مختلفة. دم الحاج رضوان يزيدنا قوة وصلابة وتلاحما لمواصلة الطريق بأفق أكبر وأوسع.

أود أن أقول للعدو قبل الصديق أن الحاج عماد أنجز مع أخوانه كل عمله وهو اليوم إذ يرحل شهيداً لم يُبق خلفه إلا القليل مما يجب القيام به، منذ انتهاء حرب تموز بدأنا العمل لأننا نعرف إسرائيل ستعتدي على لبنان وستشن حوباً على لبنان والمنطقة ولكن نحن منذ 14 آب حين كان المهجرون يعودون كان جزء كبير من تنظيمنا يرعى أعمال الإسكان والتعويض، ولكن الذين كانوا يقاتلون كانوا يستعدون منذ اليوم الأول لحرب قادمة وما وعدت به في السابق للمستقبل فقد أنجزه الحاج عماد وأخوانه.

اليوم حزب الله والمقاومة الاسلامية في أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان محتمل وأقول أي عدوان على لبنان أو حرب. في الماضي تحدثت عن الصواريخ ولكن اليوم سأتحدث عن الشباب لأن بيننا قائد هؤلاء الشباب وواحد من كبار قادته. فينوغراد قال إن عدة آلاف من المقاتلين صمدوا لعدة أسابيع أمام أقوى جيش في الشرق الأوسط ويعترف بالهزيمة.. واليوم أقول لمن قتل الحاج عماد: في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد ولا عدة آلاف من المقاتلين.. لقد ترك عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من الشباب المدربين للقتال والحاضرين للشهادة.

ثالثاً: للعدو لأننا لا نغدر وللصديق طلباً للعذر اقول ما يلي: لقد قتل الصهاينة الحاج عماد مغنية في دمشق وكل معطياتنا الميدانية والتحقيقية تؤكد هذا الأمر وتعاطى الإسرائيليون مع المسألة بالتلميح أكثر من التصريح في تحملهم لمسؤولية الاغتيال. أقول لهم: لقد قتلتم الحاج عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة، نحن وإياكم كانت معركتنا ولا زالت على الأرض اللبنانية وتقتلوننا على الأرض اللبنانية ونقاتلكم في مواجهة كيانهم الغاصب. لقد اجتزتم الحدود ولن أتكلم الآن كثيراً ولكني سأستعير عبارة واحدة من حرب تموز عندما خاطبتكم في المرة الأولى وقلت لكم أيها الصهاينة إن أردتموها حرباًُ مفتوحة فلتكن حرباً ووعدت المؤمنين بالنصر لأني أثق بالله وبالمؤمنين وبشعبنا.

أقول للصهاينة: أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فليسمع العلام كله فلتكن هذه الحرب المفتوحة. نحن نملك كما كل البشر حقاً مقدساً في الدفاع عن النفس وكل ما يؤدي هذا الحق في الدفاع عن بلدنا سيقوم به أخواننا وقادتنا إن شاء الله.

رابعاً: في 14 شباط اليوم ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري كنا نود أن تجمع الشهادة بين الساحات ولكن يشاء البعض أن يحوّل المناسبة دائماً إلى حفلة شتائم وسباب واتهامات لا طائل منها ولا يكفي أن يتناوب الخطباء على الشتم لتنتهي حفلة الشتم بيد ممدودة.. اليد الممدودة عندما نرى أنها صادقة لن تجد منا إلا يداً ممدودة ولكنني أربأ في مناسبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولمناسبة هذا التشييع المبارك والجليل لقائد كبير من قادتنا في المقاومة أن أرد على حفلة الشتائم هذه ولكن للاختصار أكتفي بكلمة وليسمعوا جميعاً: لبنان الذي قدمنا على أرضه أغلى قادتنا وأزكى علمائنا وأحب أخواننا وأبنائنا ونسائنا وأطفالنا شهداء.. لبنان هذا لن يكون إسرائيلياً في يوم من الأيام ولن يكون موطئاً للصهاينة، ولن يكون أميركياً في يوم من الأيام ولن يُقسّم ولن يُفدرل، ومن يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت وليذهب إلى أسياده في واشنطن وفي تل أبيب. لبنان هذا سيبقى بلداً للوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي ورغم أنوف الأقزام بلداً للمقاومة وبلداً للانتصار والكرامة الوطنية.

أقول بكلمة مختصرة برغم إرادة كل أولئك الذين يستدعون الجيوش للحرب على لبنان وسوريا، لأنهم اصغر من أن يشنوا حرباً، يستدعون الجيوش لتحارب عنهم بالنيابة وبالرغم من الذين يستدعون الفتنة في الليل والنهار.. لبنان باقٍ باقٍ باقٍ بلداً للوحدة والكرامة والشهادة والسيادة والعزة ولذلك دائماً وابداً يستحق الشهداء من قامات عباس الموسوي والشيخ راغب حرب ورفيق الحريري.

هلموا لنصلي على جسد حبيبنا وعزيزنا ونودعه في اللحظات الأخيرة ونجدد له عهدنا.. هلموا لنرفع على الأكتاف قائداً نفتخر بقيادته وشهيداً نعتز بشهادته ونسمع صوتنا رغم الشتاء والبرد لكل الأعداء والقتلة أننا سنواصل المقاومة حتى النصر الكامل إن شاء الله مهما عظمت التضحيات وعظم الله أجرك وبارك الله فيكم ورفع الله شهيدنا وأسكنه فسيح الجنان وإلى الرضوان يا رضوان وأنت العماد.. مع عماد والشهداء الذين مضوا ولم يبدلوا تبديلا لن يكون لنا إلا أعراش النصر إن شاء الله.

نصرالله
02-14-2008, 06:59 PM
مشكووووووووووووووووووووووووووووره