يوم سعيد
02-06-2008, 07:21 PM
عجوزة موديرن ..!!
استغربت من التحوّل السريع الذي رافق العباءة القديمة ..!! هذه العباءة المسكينة التي عاشت مع فتياتنا وأمهاتنا حقبة زمنية طويلة ولم تتأفف من حالنا ولم نشتكي منها أبداً ، ولكن علاقتنا معها لم يكتب لها أن تعمّر طويلاً فخمسين عاماً كانت قليلة في حقّها إن لم يكن أكثر من ذلك ، فرغم وفائها لنا ومحافظتها على عوراتنا إلا أننا تمردنا عليها وأسئنا استخدامها فغيرنا ملامحها وأجرينا عليها عمليات التحريف والتزييف وأظهرناها بشكل آخر قضى على كل قيمتها وأصالتها 0
لقد بعنا العباءة القديمة وسمحنا لبعض الأيدي أن تعبث بتفاصيلها وجردناها من كل ما تملك من العفة والجودة الأخلاقية وتركناها ألعوبة في يد العابثين تلوكها الأعين بالحش والدس والنظر المريب 0 فهل تستحق أن نوصلها إلى هذا الوضع السيء بعد أن كانت أمينة على أجساد فتياتنا وبعد أن قامت بواجبها على أكمل وجه فلا أدري من المسؤول عن ذلك هل هم أولياء الأمور ؟ أم يقع اللوم على عاتق الفتيات ؟ أم على الزمن الحديث الذي جاء بأفكار تجارية وبمخططات علمانية لكي يطيح بهيبة العباءة القديمة وأحالتها إلى معاش التقاعد إلى غير عودة وليحلّ محلها البديل الأجنبي والدخيل على أعرافنا وعاداتنا وأعني بذلك عباءة الكاب والكتف وهلم جرّ وربما هناك المزيد من الأنواع التي لم أتشرف ولا أريد أن أتشرف بمعرفة أسمائها ..!!
استغربت من هذا التحوّل الغريب وهذه الهجمة الشرسة التي طوحّت بعقول الفتيات الساذجات ومسحت عقولهم فسقطوا في هذا الفخ وهذه الخطة فخلعوا العباءة ببساطة وتخلوا عنها وأهانوها ومالواّ إلى العباءة الحديثة وكأن لسان الحال يقول إن العباءة كانت بمثابة السجن الذي يعزلهم عن التحضر والتقدم ، يا سبحان الله هكذا بكل سهولة أصبحت العلاقة بهذه العباءة ليس لها وجود ولا كأن هناك ارتباط نفسي بها ، أصبح مقاطعتها أسهل من مقاطعة المنتوجات الأمريكية 0
فعلاً شيء عجيب ولا زالت فكرة هجر العباءة القديمة شيئاً يحيّرني ، فهل بلغ بنا الحال أن نضع العباءة القديمة في متحف التراث الشعبي فنهجرها ونتجه إلى القبول بهذه العباءة الغريبة على أفكارنا وحياتنا بحجة إن فتياتنا يتطلعن إلى كل ما هو حديث وجديد وكل موضة تحاكي الوقت العصري ، فمهما يكن فعباءة الرأس جزءاً من أخلاقنا وجزءاً من تفكيرنا وأصالتنا وعشنا معها ردحاً من الزمن وكنّا نفتخر بها ونحترم كل من يلبسها لإنها رداء يتوافق مع تعاليم الإسلام وتحقق أفكاره وقيمه 0
ولكن ماذا حدث الآن في هذا العصر فلقد انقرضت وتلاشت من الوجود وأصبحت شيئاً منبوذا لا يستخدمها إلا القلة القليلة وربما هذه القلة سوف تتقلص مع الأيام المقبلة إذا استطاعت الموضة الحديثة اكتساح قناعة البقية ، فجميع الفتيات استحبوا العباءة الحديثة وصرن يتقربن إليها خلسة وعلى استحياء شيئاً فشيئاً بدءاً بالتطريز الأسود والأبيض إلى التطريز الملون إلى الرسومات والأشكال المختلفة ومن ثم إلى تضييق العباءة بضعة سنتيمترات لم يلبثن طويلاً حتى ضاق بهم الحال فضيقوا عرض العباءة وضاق الخصر فوق المعدل الشرعي وازدادوا الخياطين فرحاً بهذا التغيّر فتفننوا في صنع العباءات الشيطانية الأمر الذي دفع الفتيات إلى الانكباب عليها وخوض التجارب الحديثة فلم يعد للنصح بالمحافظة على العباءة المثالية من أثر في نفوسهم فقد جرفت الموجة كل من يقف بوجهها وصار التمسك بالعباءة القديمة أمراً غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً ..!!
ما أثارني فعلاً هو منظر تلك السيدة العجوز التي أشك إن عمرها ستون سنة فهي تحاول أن تخدعنا بما تلبسه من حليّ وقوام وحذاء عصري وعباءة حديثة ذات نقاب جميل يميل إلى الشبابية أكثر من أن يليق بإمرأة في هذا السن المتأخر ..!! حتى ظننت إن عيني تخونني فهل يعقل أن تكون هذه عجوز في كامل قواها العقلية ، فلم أرى في حياتي عجوزاً ناهزت السبعين من العمر وهي بهذه الأناقة وكأنها والعياذ بالله ناقة وعلى ظهرها سرج حصان ..!!
يبدوا أن هذه السيدة العجوز مالت هي الأخرى نحو الحداثة في اللبس فأغرتها الحياة العصرية بجمالها ومظاهرها وزان لها أن تعود ثلاثين سنة للوراء لتبدوا في عين زوجها صغيرة السن وغاب عن بالها نظرة المجتمع لها فلم تحترم عمرها الافتراضي ولم تحترم نظرة الزمن لها ولم تحترم أي شيء حولها ، ولكن كما يقال في المثل : إن لم تستح فاصنع ما تشاء فإذا غاب الحياء عن الإنسان غابت معه المبادئ والقيم والمثل ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ولقد أسمعت من ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ..!!
تحياتي
يوم سعيد
استغربت من التحوّل السريع الذي رافق العباءة القديمة ..!! هذه العباءة المسكينة التي عاشت مع فتياتنا وأمهاتنا حقبة زمنية طويلة ولم تتأفف من حالنا ولم نشتكي منها أبداً ، ولكن علاقتنا معها لم يكتب لها أن تعمّر طويلاً فخمسين عاماً كانت قليلة في حقّها إن لم يكن أكثر من ذلك ، فرغم وفائها لنا ومحافظتها على عوراتنا إلا أننا تمردنا عليها وأسئنا استخدامها فغيرنا ملامحها وأجرينا عليها عمليات التحريف والتزييف وأظهرناها بشكل آخر قضى على كل قيمتها وأصالتها 0
لقد بعنا العباءة القديمة وسمحنا لبعض الأيدي أن تعبث بتفاصيلها وجردناها من كل ما تملك من العفة والجودة الأخلاقية وتركناها ألعوبة في يد العابثين تلوكها الأعين بالحش والدس والنظر المريب 0 فهل تستحق أن نوصلها إلى هذا الوضع السيء بعد أن كانت أمينة على أجساد فتياتنا وبعد أن قامت بواجبها على أكمل وجه فلا أدري من المسؤول عن ذلك هل هم أولياء الأمور ؟ أم يقع اللوم على عاتق الفتيات ؟ أم على الزمن الحديث الذي جاء بأفكار تجارية وبمخططات علمانية لكي يطيح بهيبة العباءة القديمة وأحالتها إلى معاش التقاعد إلى غير عودة وليحلّ محلها البديل الأجنبي والدخيل على أعرافنا وعاداتنا وأعني بذلك عباءة الكاب والكتف وهلم جرّ وربما هناك المزيد من الأنواع التي لم أتشرف ولا أريد أن أتشرف بمعرفة أسمائها ..!!
استغربت من هذا التحوّل الغريب وهذه الهجمة الشرسة التي طوحّت بعقول الفتيات الساذجات ومسحت عقولهم فسقطوا في هذا الفخ وهذه الخطة فخلعوا العباءة ببساطة وتخلوا عنها وأهانوها ومالواّ إلى العباءة الحديثة وكأن لسان الحال يقول إن العباءة كانت بمثابة السجن الذي يعزلهم عن التحضر والتقدم ، يا سبحان الله هكذا بكل سهولة أصبحت العلاقة بهذه العباءة ليس لها وجود ولا كأن هناك ارتباط نفسي بها ، أصبح مقاطعتها أسهل من مقاطعة المنتوجات الأمريكية 0
فعلاً شيء عجيب ولا زالت فكرة هجر العباءة القديمة شيئاً يحيّرني ، فهل بلغ بنا الحال أن نضع العباءة القديمة في متحف التراث الشعبي فنهجرها ونتجه إلى القبول بهذه العباءة الغريبة على أفكارنا وحياتنا بحجة إن فتياتنا يتطلعن إلى كل ما هو حديث وجديد وكل موضة تحاكي الوقت العصري ، فمهما يكن فعباءة الرأس جزءاً من أخلاقنا وجزءاً من تفكيرنا وأصالتنا وعشنا معها ردحاً من الزمن وكنّا نفتخر بها ونحترم كل من يلبسها لإنها رداء يتوافق مع تعاليم الإسلام وتحقق أفكاره وقيمه 0
ولكن ماذا حدث الآن في هذا العصر فلقد انقرضت وتلاشت من الوجود وأصبحت شيئاً منبوذا لا يستخدمها إلا القلة القليلة وربما هذه القلة سوف تتقلص مع الأيام المقبلة إذا استطاعت الموضة الحديثة اكتساح قناعة البقية ، فجميع الفتيات استحبوا العباءة الحديثة وصرن يتقربن إليها خلسة وعلى استحياء شيئاً فشيئاً بدءاً بالتطريز الأسود والأبيض إلى التطريز الملون إلى الرسومات والأشكال المختلفة ومن ثم إلى تضييق العباءة بضعة سنتيمترات لم يلبثن طويلاً حتى ضاق بهم الحال فضيقوا عرض العباءة وضاق الخصر فوق المعدل الشرعي وازدادوا الخياطين فرحاً بهذا التغيّر فتفننوا في صنع العباءات الشيطانية الأمر الذي دفع الفتيات إلى الانكباب عليها وخوض التجارب الحديثة فلم يعد للنصح بالمحافظة على العباءة المثالية من أثر في نفوسهم فقد جرفت الموجة كل من يقف بوجهها وصار التمسك بالعباءة القديمة أمراً غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً ..!!
ما أثارني فعلاً هو منظر تلك السيدة العجوز التي أشك إن عمرها ستون سنة فهي تحاول أن تخدعنا بما تلبسه من حليّ وقوام وحذاء عصري وعباءة حديثة ذات نقاب جميل يميل إلى الشبابية أكثر من أن يليق بإمرأة في هذا السن المتأخر ..!! حتى ظننت إن عيني تخونني فهل يعقل أن تكون هذه عجوز في كامل قواها العقلية ، فلم أرى في حياتي عجوزاً ناهزت السبعين من العمر وهي بهذه الأناقة وكأنها والعياذ بالله ناقة وعلى ظهرها سرج حصان ..!!
يبدوا أن هذه السيدة العجوز مالت هي الأخرى نحو الحداثة في اللبس فأغرتها الحياة العصرية بجمالها ومظاهرها وزان لها أن تعود ثلاثين سنة للوراء لتبدوا في عين زوجها صغيرة السن وغاب عن بالها نظرة المجتمع لها فلم تحترم عمرها الافتراضي ولم تحترم نظرة الزمن لها ولم تحترم أي شيء حولها ، ولكن كما يقال في المثل : إن لم تستح فاصنع ما تشاء فإذا غاب الحياء عن الإنسان غابت معه المبادئ والقيم والمثل ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ولقد أسمعت من ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ..!!
تحياتي
يوم سعيد