المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائعة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري‏



اريام الدلوعة
01-18-2008, 12:12 PM
رائعة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهريفِدَاءً لمثواكَ من مَضْجَعِ تَنَوَّرَ بالأبلَجِ الأروَعِ
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْوَعِ
وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ «الطُّفوف» وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَعِ
وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال بما أنتَ تأباهُ مِنْ مُبْدَعِ
فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ فَذَّا، إلى الآنَ لم يُشْفَعِ
ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ للاهينَ عن غَدِهِمْ قُنَّعِ
تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ وبُورِكَ قبرُكَ من مَفْزَعِ
تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ على جانبيه ومن رُكَّعِ
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ خَدّ تَفَرَّى ولم يَضْرَعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ جالتْ عليهِ ولم يَخْشَعِ
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ بِروحي إلى عَالَمٍ أرْفَعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ بصومعةِ المُلْهَمِ المُبْدِعِ
كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ «مَبْتُورَةَ الإصْبَع»
تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنُوعِ وَالضَّيْمِ ذي شَرَقٍ مُتْرَعِ
تَخَبَّطَ في غابةٍ أطْبَقَتْ على مُذْئِبٍ منه أو مُسْبِعِ
لِتُبْدِلَ منهُ جَدِيبَ الضَّمِيرِ بآخَرَ مُعْشَوْشِبٍ مُمْرِعِ
وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ خوفاً إلى حَرَمٍ أَمْنَعِ
تعاليتَ من صاعِقٍ يلتظي فَإنْ تَدْجُ داجِيَة يَلْمَعِ
تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ لم تُنْءِ ضَيْراً ولم تَنْفَعِ
ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ وقد حَرَّقَتْهُ ولم تَزْرَعِ
ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء ولم تأتِ أرضاً ولم تُدْقِعِ
ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِهِ وغِلَّ الضمائرِ لم تَنْزعِ
ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُمُ عليهِ مِنَ الخُلُقِ الأوْضَعِ
تعاليتَ من «فَلَك» قُطْرُهُ يَدُورُ على المِحْوَرِ الأوْسَعِ
فيابنَ البتولِ وحَسْبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِي
ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها كمِثْلِكِ حَمْلاً ولم تُرْضِعِ
ويابنَ البَطِينِ بلا بِطْنَةٍ ويابنَ الفتى الحاسرِ الأنْزَعِ
ويا غُصْنَ «هاشِم» لم يَنْفَتِحْ بأزْهَرَ منكَ ولم يُفْرِعِ
ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود خِتَامَ القصيدةِ بالمَطْلَعِ
يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ مِنْ مُسْتَقِيمٍ ومن أظْلَعِ
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلودِ ما تَسْتَجِدُّ لهُ يَتْبَعِ
تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطرِي ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِي
وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِبْ بِنَقْلِ «الرُّوَاة» ولم أُخْدَعِ
وقُلْتُ: لعلَّ دَوِيَّ السنين بأصداءِ حادثِكَ المُفْجِعِ
وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ من «مُرْسِلِين» ومنْ «سُجَّع»
ومِنْ «ناثرات» عليكَ المساءَ والصُّبْحَ بالشَّعْرِ والأدْمُعِ
لعلَّ السياسةَ فيما جَنَتْ على لاصِقٍ بِكَ أو مُدَّعِي
وتشريدَهَا كُلَّ مَنْ يَدَّلِي بِحَبْلٍ لأهْلِيكَ أو مَقْطَعِ
لعلَّ لِذاكَ و«كَوْن» الشَّجِيّ وَلُوعَاً بكُلِّ شَجٍ مُوْلعِ
يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن بلونٍ أُرِيدَ لَهُ مُمْتِعِ
وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَرْزَةً يدُ الواثِقِ المُلْجَأ الألمعي
صَناعَاً متى ما تُرِدْ خُطَّةً وكيفَ ومهما تُرِدْ تَصْنَعِ
ولما أَزَحْتُ طِلاءَ القُرُونِ وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْدَعِ
أريدُ «الحقيقة» في ذاتِهَا بغيرِ الطبيعةِ لم تُطْبَعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لم أُرَعْ بِأَعْظَمَ منها ولا أرْوَعِ
وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئي- ضميرَكَ بالأُسَّلِ الشُّرَّعِ
وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ مِنَ «الأَكْهَلِين» إلى الرُّضَّعِ
وخيرَ بني «الأم» مِن هاشِمٍ وخيرَ بني «الأب» مِنْ تُبَّعِ
وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ كَانُوا وِقَاءَكُ، والأذْرَعِ
وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِلْ ثِيَابَ التُّقَاةِ ولم أَدَّعِ
تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ يِضِجُّ بِجُدْرَانِهِ الأَرْبَعِ
وَرَانَ سَحَاب صَفِيقُ الحِجَاب عَلَيَّ مِنَ القَلَقِ المُفْزِعِ
وَهَبَّتْ رِياح من الطَّيِّبَاتِ و«الطَّيِّبِين» ولم يُقْشَعِ
إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ تَأَبَّى وعادَ إلى مَوْضِعِ
وجَازَ بِيَ الشَّكُّ فيما مَعَ «الجدود» إلى الشَّكِّ فيما معي
إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيلَ مِنْ «مبدأ» بِدَمٍ مُشْبَعِ
فأسْلَمَ طَوْعَا إليكَ القِيَادَ وَأَعْطَاكَ إذْعَانَةَ المُهْطِعِ
فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِي
وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَرَى سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بأنَّ «الإباء» ووحيَ السَّمَاءِ وفَيْضَ النُّبُوَّة، مِنْ مَنْبَعِ
تَجَمَّعُ في «جوهر» خالِصٍ تَنَزَّهَ عن «عَرَض» المَطْمَعِ









- http://www.5aial.net/fwsl/2.gif

والله يعطيكم الف عافية




- http://www.5aial.net/fwsl/2.gif

http://www.5aial.net/short/38.gif

يوم سعيد
01-18-2008, 01:08 PM
بسمه تعالى
رحمك الله يا شاعر المهجر والأحزان ، هذا الشاعر الكبير الفذ الجهبذ تشرفت بالتعرف عليه عبر شاشة التلفاز ومذ رأيت تجاعيد الحزن يلوّن عينيه المرتخيتين وأهدابه المتدلية وقلنسوته المزركشة حتى رأيت فيه النور والضياء والإشراق ..!! حقاً إنه شاعر من فطاحل الشعراء التي أنجبتهم أرض العراق الجريح ، ولا ألوم من أسماه شاعر العرب الأكبر رغم وجود من ارتقى صهوة هذا الهرم الأكبر في بحر الشعر الحسيني ، إن هذا الشعر يستحق أن يتقلد أرفع الأوسمة وأكبر المناصب وأعظم الألقاب والمراتب ، لا ضير في أن يتسابق المحبون والعاشقون في تسميته بأحلى وأعذب وأروع التسميات ، إنه بالفعل يجود بما لم يجد به غيره وإن كان في ذلك اختلاف فالجميع من أبناء المدرسة العلوية نالوا شؤونا رفيعة ومناصب رفيعة في الأدب العربي عموماً وفي الأدب الشيعي بشكل خاص ..!!
وقد تشرف هذا الشاعر أن يطرز أبياتاً من شعره العظيمة على ضريح الإمام علي في النجف الغري وهو بذلك جدير أن تلامس حروفه ذلك الحرم الشريف الطاهر المقدس ..!!
كيف لا يكون كذلك وهو خريج تخرج وتتلمذ من مدرسة الآل العلوي ونهل من علومهم وأخلص في الذب عن حياضهم وهو يعيش جو الغربة والهجرة عن وطنه الأم ..!!!
تحياتي
مأجورين