يوم سعيد
01-13-2008, 10:10 PM
متى نثور على أنفسنا؟؟
عادتنا السنوية التي لن تنقطع حتى لو انقطع آخر نفس برئتينا فها نحن نتعايش مع هذه الليالي المباركة ، هذه الليالي الحزينة .. ليالي الدماء الزكية .. ليالي التحدي .. العزة والكرامة 00 في كل عام لقاءنا يتجدد مع ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام هذا الامام الذي لم يتأذى منه رسول الله (ص) وهو يرتقي ظهره الشريف فلم يتذمر منه أو يغضب عليه بل كان يطيل السجود ولا يقوم من سجدته حتى يهوي الامام الحسين بكل هدوء وبكل مرونة كي لا يتأذى أو يشعر بخوف ..! ها هي الذكرى السنوية التي امتدت ونمت عبر آلاف السنين ولا زلنا نحن الموالين ماضيين على السيرة الصالحة ، وهذه الرحلة الشاقة الطويلة والتي تذوقنا عبر محطاتها العديد من المشقة والعناء فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولكن الإرادة والإيمان والثبات والولاء تأخذ مجراها في دم الموالين الأشراف وهم على نهجهم سائرين مهما كشر الأعداء عن أنيابهم ..!!
لقد كثر الكلام علينا وانتشر القيل والقال في مجالس بني العباس وآل أمية منذ ذلك التاريخ ووصولاً إلى أحفادهم في هذه الحقبة الزمنية فالخطط تحاك في حلكة الظلام والدسائس والمؤامرات تدرس في آناء الليل وأطراف النهار من أجل قتل هذه العقيدة المقدسة وهذه الرسالة التي كانت بدايتها محمدية ونهايتها حسينية ولا زالت آثار هذه الثورة الحسينية تتغلغل في عروق المؤمنين والمخلصين ، فما من دولة تحررت من قيود الاستعمار والبطش والقمع والجور إلا ويعود فضلها إلى هذه الحكاية الدامية التي قدّم فيها الامام الحسين (ع) أجمل الدروس وأروع الصور الإيمانية ، ولا حاجة للإشارة إلى بعض القصص فأنتم أدرى وأعرف بتلك الشعوب التي نالت صكوك حريتها وثارت على كراسي الظلم ودفعت أثمن ما لديها من النفوس في سبيل أن تنال حريتها والانقلاب على ذاتها والتمرد على حب الدنيا والقضاء على كل ذرة خوف كانت تحاول أن تسيطر على عقولها ، لم يجدوا سبيلاً غير الشهادة والتضحية والدفاع عن حريتهم بكل ما أوتوا من قوة ..!!
أما آن الأوان أخوتي الأعزاء أن نتحرر نحن أيضاً ؟ ولكن مم نتحرر ؟ ليس التحرر بمعنى أن نثور ضد أوطاننا فلذلك يوم له حسابات أخرى ولست في صدد الثورة ضد الطاغوت وضد القمع وضد سلب الحريات وضد الابتزاز وضد الاستعمار وضد الاستبداد ؟ وإن كان لابد من التخطيط إلى ذلك ولكن متى ؟ ليس بعد أن نثور ضد أنفسنا ؟ ضد الرغبة المتشبشة بالدنيا ؟ ضد الشهوات ؟ ضد حب الأنا ؟ ضد الضعف المستولي على نفوسنا ؟ ضد كل قبيح في نفوسنا ؟ ضد الذات الحيوانية التي تزرع فينا التمتع بكل لذائذ الدنيا دون الاعتبار بالآخرة ؟ ضد الخنوع والتراجع ؟ ضد الغفلة ؟ ضد كل شيء يحيلنا إلى البهيمية ؟ فلم نخلق حتى نموت ولو خلقنا لنترك دون حساب لكان الموت غاية كل حي ؟ ولكننا حين نموت نبعث ليحاصرنا ملك الموت بزمجرته ومسائلته ومحاسبتنا عن الحلال والحرام وتشهد علينا أيدينا وأرجلنا وأعيننا ..!! هناك حساب وعقاب وهناك ضغطة وهول المطلع ينتظرنا في تلك الحفرة الصغيرة .. تلك الحفرة التي نلقى فيها عراة لا يغطينا سوى قطعة من القماش الأبيض الذي ما أن نلقى في ذلك الصندوق حتى تهجم علينا الديدان وتقتحمنا الزواحف والحشرات والأفاعي ؟ نكون جثة هامدة وجيفة تتحلل يوماً بعد آخر حتى تذوب عظامنا وتتوزع لحومنا هدايا للجرذان والعقارب ..!!
يجب أن نعد العدة ونثور على أنفسنا قبل كل شئ فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؟ فالعمر يمضي ونحن في غفلة ساهون فكل يوم يسرق من أعمارنا هو خسارة لا يمكن تعويضها إلا بالانتباه واليقظة والقيام من هذه الرقدة ..!!
فآه من وحشة الطريق
وطول السفر
وقلة الزاد
الإستعداد
ثم الإستعداد
وإياكم واتباع الهوى ..!!
وطول الأمل ..!!
فإنه يضل عن الحق ..!!
تحياتي
يوم عاشوراء
عادتنا السنوية التي لن تنقطع حتى لو انقطع آخر نفس برئتينا فها نحن نتعايش مع هذه الليالي المباركة ، هذه الليالي الحزينة .. ليالي الدماء الزكية .. ليالي التحدي .. العزة والكرامة 00 في كل عام لقاءنا يتجدد مع ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام هذا الامام الذي لم يتأذى منه رسول الله (ص) وهو يرتقي ظهره الشريف فلم يتذمر منه أو يغضب عليه بل كان يطيل السجود ولا يقوم من سجدته حتى يهوي الامام الحسين بكل هدوء وبكل مرونة كي لا يتأذى أو يشعر بخوف ..! ها هي الذكرى السنوية التي امتدت ونمت عبر آلاف السنين ولا زلنا نحن الموالين ماضيين على السيرة الصالحة ، وهذه الرحلة الشاقة الطويلة والتي تذوقنا عبر محطاتها العديد من المشقة والعناء فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولكن الإرادة والإيمان والثبات والولاء تأخذ مجراها في دم الموالين الأشراف وهم على نهجهم سائرين مهما كشر الأعداء عن أنيابهم ..!!
لقد كثر الكلام علينا وانتشر القيل والقال في مجالس بني العباس وآل أمية منذ ذلك التاريخ ووصولاً إلى أحفادهم في هذه الحقبة الزمنية فالخطط تحاك في حلكة الظلام والدسائس والمؤامرات تدرس في آناء الليل وأطراف النهار من أجل قتل هذه العقيدة المقدسة وهذه الرسالة التي كانت بدايتها محمدية ونهايتها حسينية ولا زالت آثار هذه الثورة الحسينية تتغلغل في عروق المؤمنين والمخلصين ، فما من دولة تحررت من قيود الاستعمار والبطش والقمع والجور إلا ويعود فضلها إلى هذه الحكاية الدامية التي قدّم فيها الامام الحسين (ع) أجمل الدروس وأروع الصور الإيمانية ، ولا حاجة للإشارة إلى بعض القصص فأنتم أدرى وأعرف بتلك الشعوب التي نالت صكوك حريتها وثارت على كراسي الظلم ودفعت أثمن ما لديها من النفوس في سبيل أن تنال حريتها والانقلاب على ذاتها والتمرد على حب الدنيا والقضاء على كل ذرة خوف كانت تحاول أن تسيطر على عقولها ، لم يجدوا سبيلاً غير الشهادة والتضحية والدفاع عن حريتهم بكل ما أوتوا من قوة ..!!
أما آن الأوان أخوتي الأعزاء أن نتحرر نحن أيضاً ؟ ولكن مم نتحرر ؟ ليس التحرر بمعنى أن نثور ضد أوطاننا فلذلك يوم له حسابات أخرى ولست في صدد الثورة ضد الطاغوت وضد القمع وضد سلب الحريات وضد الابتزاز وضد الاستعمار وضد الاستبداد ؟ وإن كان لابد من التخطيط إلى ذلك ولكن متى ؟ ليس بعد أن نثور ضد أنفسنا ؟ ضد الرغبة المتشبشة بالدنيا ؟ ضد الشهوات ؟ ضد حب الأنا ؟ ضد الضعف المستولي على نفوسنا ؟ ضد كل قبيح في نفوسنا ؟ ضد الذات الحيوانية التي تزرع فينا التمتع بكل لذائذ الدنيا دون الاعتبار بالآخرة ؟ ضد الخنوع والتراجع ؟ ضد الغفلة ؟ ضد كل شيء يحيلنا إلى البهيمية ؟ فلم نخلق حتى نموت ولو خلقنا لنترك دون حساب لكان الموت غاية كل حي ؟ ولكننا حين نموت نبعث ليحاصرنا ملك الموت بزمجرته ومسائلته ومحاسبتنا عن الحلال والحرام وتشهد علينا أيدينا وأرجلنا وأعيننا ..!! هناك حساب وعقاب وهناك ضغطة وهول المطلع ينتظرنا في تلك الحفرة الصغيرة .. تلك الحفرة التي نلقى فيها عراة لا يغطينا سوى قطعة من القماش الأبيض الذي ما أن نلقى في ذلك الصندوق حتى تهجم علينا الديدان وتقتحمنا الزواحف والحشرات والأفاعي ؟ نكون جثة هامدة وجيفة تتحلل يوماً بعد آخر حتى تذوب عظامنا وتتوزع لحومنا هدايا للجرذان والعقارب ..!!
يجب أن نعد العدة ونثور على أنفسنا قبل كل شئ فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؟ فالعمر يمضي ونحن في غفلة ساهون فكل يوم يسرق من أعمارنا هو خسارة لا يمكن تعويضها إلا بالانتباه واليقظة والقيام من هذه الرقدة ..!!
فآه من وحشة الطريق
وطول السفر
وقلة الزاد
الإستعداد
ثم الإستعداد
وإياكم واتباع الهوى ..!!
وطول الأمل ..!!
فإنه يضل عن الحق ..!!
تحياتي
يوم عاشوراء