يوم سعيد
01-06-2008, 06:17 PM
أبو شنب ..!!
ما أجمل الماضي وما أجمل عاداته وطقوسه الغنية بالحزم والصرامة والعفوية والبراءة ؟! ولا يظهر جمال الماضي إلا بعد أن تجمعك المفارقات بينه وبين ما يحدث في يومنا الحاضر الغريب بأهله أفراداً وجماعات ..!! فأين كنّا وكيف أصبحناوإلى أين وصلنا ..!! ، ولو قدّر لواحد من الأموات القدامى أن يعود إلى وجه هذه الدنيا مرة أخرى لمات غريباً مكلوماً بين أهله وواقعهم الحديث ، ولما فكّر أبداً بالعيش وسط هذا المجتمع الالكتروني المتطبع ببعض السلوكيات الشاذة والدخيلة والغريبة عن أفكارنا نحن كمسلمين ..!!
من العادات التي يتفاخر بها شباب ذلك الجيل المنصرم هو الشنب والعارضين – أي اللحية – فقد كنت أنا وغيري من الشباب ومنذ أول تعارف بيننا وبين مرحلة المراهقة نهتم كثيراً بتلك الشعرة الصغيرة التي تطل من نافذة الذقن أو مافوق الشفة العليا وما أن نكتشف أن هناك مجموعة من الشعر الأسود الناعم حتى تنتفخ أوداجنا وتبرز صدورنا ابتهاجاً بهذه الرجولة اليافعة ..!! فكل واحد من الشباب يتباهى بما نمى في وجه من خصلات شعر تؤكد رجولته وبلوغه السن القانوني لحمل تابعية ( بطاقة أحوال مدنية ) في ذلك الزمان ليتحرر من قيود الأوامر الذي تلقى على عاتقه فهو الآن وبفضل هذه الشعيرات الناعمة تأهل إلى المرحلة التي عليه أن يدير شؤونه بنفسه وأن تتغير نظرة الوالدين له على أنه رجل بلغ به من العمر أن يعامل معاملة مختلفة ..!!
والذي يحصل بعد ذلك إن هذا الشاب يولي شنبه رعاية كبيرة فلا تمتد له يد المقص لتحسينه فيطلقه لينمو وينمو حتى يتدلى من فوق شفتاه فكل شعرة طويلة تدل على علو كعبه بين الصبايا وبين الشباب ، وإن مجرد سقوط شعرة صغيرة من رصيد شعر شنبه يجعله يفكر فيها ليل نهار ..!! ولهذا لو عدت للوراء قليلاً لتعيش ما عاشه أهل ذلك الجيل الغابر واطلعت على صورهم وملامحهم الشكلية لرأيت شنب كل واحد كأنه شنب أبو عنتر يأخذ مساحة كبيرة من الوجه تكاد لا ترى شفتيه من كثافة ما يغطي فمه الصغير ..!!
عموماً وحتى لا أطيل عليكم فقد انتهى موضة هذا الشنب الذي كان يوماً من الأيام عزيزاً ومهيباً ، فالذي كان بالأمس يحتل مكانة كبيرة هاهو الآن لا يعني شيئاً ولا يمت للرجولة بصلة ..!! فالشنب تعرض للإهانة والاحتلال من قبل الموضة العصرية وأخذت ملامح الرجولة تختفي تحت وطأة إحلق الشنب وريّح بالك ، وبالتدريج رويداً رويداً أخذ الشنب يتقهقر ويتلاشى وصار منبوذاً وأصبح الوجه أمرداً كالمرأة الحسناء التي تحمل عداوة بغيضة من الشعر النابت على صفحة وجهها ..!! ولا أكذب عليكم فلقد بتّ لا أميّز الآن في مجتمعنا الرجل من المرأة حتى صرت أشك أن هذا الشاب هو ذكر مذكر لأن وجهه تحوّل إلى مرآة مصقولة وناعمة لا تطيق النظر بوجهه لأنه يساورني شك بإن هذا الماثل أمامي فتاة أخشى النظر إلى وجهها ..!!
إلى هنا وأقف احتراماً لكم أعزائي ....
تحياتي
يوم سعيد
ما أجمل الماضي وما أجمل عاداته وطقوسه الغنية بالحزم والصرامة والعفوية والبراءة ؟! ولا يظهر جمال الماضي إلا بعد أن تجمعك المفارقات بينه وبين ما يحدث في يومنا الحاضر الغريب بأهله أفراداً وجماعات ..!! فأين كنّا وكيف أصبحناوإلى أين وصلنا ..!! ، ولو قدّر لواحد من الأموات القدامى أن يعود إلى وجه هذه الدنيا مرة أخرى لمات غريباً مكلوماً بين أهله وواقعهم الحديث ، ولما فكّر أبداً بالعيش وسط هذا المجتمع الالكتروني المتطبع ببعض السلوكيات الشاذة والدخيلة والغريبة عن أفكارنا نحن كمسلمين ..!!
من العادات التي يتفاخر بها شباب ذلك الجيل المنصرم هو الشنب والعارضين – أي اللحية – فقد كنت أنا وغيري من الشباب ومنذ أول تعارف بيننا وبين مرحلة المراهقة نهتم كثيراً بتلك الشعرة الصغيرة التي تطل من نافذة الذقن أو مافوق الشفة العليا وما أن نكتشف أن هناك مجموعة من الشعر الأسود الناعم حتى تنتفخ أوداجنا وتبرز صدورنا ابتهاجاً بهذه الرجولة اليافعة ..!! فكل واحد من الشباب يتباهى بما نمى في وجه من خصلات شعر تؤكد رجولته وبلوغه السن القانوني لحمل تابعية ( بطاقة أحوال مدنية ) في ذلك الزمان ليتحرر من قيود الأوامر الذي تلقى على عاتقه فهو الآن وبفضل هذه الشعيرات الناعمة تأهل إلى المرحلة التي عليه أن يدير شؤونه بنفسه وأن تتغير نظرة الوالدين له على أنه رجل بلغ به من العمر أن يعامل معاملة مختلفة ..!!
والذي يحصل بعد ذلك إن هذا الشاب يولي شنبه رعاية كبيرة فلا تمتد له يد المقص لتحسينه فيطلقه لينمو وينمو حتى يتدلى من فوق شفتاه فكل شعرة طويلة تدل على علو كعبه بين الصبايا وبين الشباب ، وإن مجرد سقوط شعرة صغيرة من رصيد شعر شنبه يجعله يفكر فيها ليل نهار ..!! ولهذا لو عدت للوراء قليلاً لتعيش ما عاشه أهل ذلك الجيل الغابر واطلعت على صورهم وملامحهم الشكلية لرأيت شنب كل واحد كأنه شنب أبو عنتر يأخذ مساحة كبيرة من الوجه تكاد لا ترى شفتيه من كثافة ما يغطي فمه الصغير ..!!
عموماً وحتى لا أطيل عليكم فقد انتهى موضة هذا الشنب الذي كان يوماً من الأيام عزيزاً ومهيباً ، فالذي كان بالأمس يحتل مكانة كبيرة هاهو الآن لا يعني شيئاً ولا يمت للرجولة بصلة ..!! فالشنب تعرض للإهانة والاحتلال من قبل الموضة العصرية وأخذت ملامح الرجولة تختفي تحت وطأة إحلق الشنب وريّح بالك ، وبالتدريج رويداً رويداً أخذ الشنب يتقهقر ويتلاشى وصار منبوذاً وأصبح الوجه أمرداً كالمرأة الحسناء التي تحمل عداوة بغيضة من الشعر النابت على صفحة وجهها ..!! ولا أكذب عليكم فلقد بتّ لا أميّز الآن في مجتمعنا الرجل من المرأة حتى صرت أشك أن هذا الشاب هو ذكر مذكر لأن وجهه تحوّل إلى مرآة مصقولة وناعمة لا تطيق النظر بوجهه لأنه يساورني شك بإن هذا الماثل أمامي فتاة أخشى النظر إلى وجهها ..!!
إلى هنا وأقف احتراماً لكم أعزائي ....
تحياتي
يوم سعيد