المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الولاية تظهر سرائر الانسان؟ كالعادة رائع



ابوحسن التونسي
01-03-2008, 03:12 PM
لولايــــــــــــــــة تظهر السرائر السليمة والسيئة(رائع رائع)
بســـــــــــــــــــمه تعالى
الولاية تُظهر السرائر السليمة و السيّئة
: من وجهة نظر اشعاع نور الولاية و ظهور الحقائق و المخفيّات وبروز القابليّات، و هذه المرحلة تحتاج إلی الدقّة و التأمّل؛ و لإيضاح هذه المرحلة نذكر مقدّمة بعنوان مثال و شاهد:
من المعلوم و المشهود انّ الشمس تبتعد في فصل الشتاء عن الارض، فتفقد الارض بعض حرارتها، و تفقد جميع ءاثارها و تجليّاتها، إذ تصبح كئيبةً باردة و تفقد ءاثارها الحياتيّة فليس فيها ظهور لخواص الموجودات او ءاثارها، فالاشجار يابسة لا ورق فيها و لا ثمر، كأنّها أخشاب يابسة مغروسة في الارض، تقف اشجار التفاح و الكمثري والرمّان و المشمش و الجوز و الاشجار غير المثمرة كلّها سواءً و في رديف واحد، لا يميّزها عن بعضها شيء، إذ ليس فيها من ظهور أو فعلیة، كما انّ قابليّاتها الكامنة غير مرئيّة، لذا فانّها تقف في منزلة واحدة و تُعدّ أخشاباً يابسة لا ضرر و لا نفع لها.
كما ان الاوراد و الشقائق ذابلة كلّها و منكمشة بلا أثر، فلا ورد إلیاس و الرازقي يفوح بالعطر، و لا النباتات ذات الرائحة الكريهة تبعث برائحتها؛ لا طراوة هناك في الوردة الحمراء، و لا أوراد الدفلي ذات الرائحة النفّاذة لها أثر من ذلك.
البلابل و طيور الكناري و طيور الزاغ و العُقبان قد انسحبت إلی أعشاشها و أوكارها، و الافاعي و العقارب قد سبتت و رقدت هي الاخري مع الطيور البديعة الرائعة و تهاوت في جحورها و أعشاشها متثاقلة بلا حسّ.
و ما ان تقترب الشمس بأشعتها التي تغمر العالم مع حلول الربيع، وتُرسل إلی الارض بأشعتها الباعثة علی النشاط و الحياة، فانّ تلك القابليات الكامنة ستصل إلی مرحلة الفعلیة، فتبدأ شجرة التفّاح بإرسال أغصانها وأوراقها و ثمارها الحلوة الحمراء المعطّرة مزيّنةً جوّ الحديقة، ويظهر من شجرة الكمثري هذه الفاكهة الخاصّة، و تُعلن شجرة المشمش بمنظرها الزاهي المحبّب و ثمارها الصفراء العطرة اللذيذة ميزتها الوجوديّة عن سائر ما يجاورها في الحديقة.
كما انّ الاشجار غير المثمرة و الاشجار ذات الثمار المرّة أو الفجّة الحامضة و الضارّة مثل بعض أشجار الغابات ستُعلن عن تفاهة شخصيّتها وأثرها، و تطأطيء رؤسها أمام الاشجار الاخري فليس لها بَعْدُ من مجالٍ للغرور و الاستكبار و التعإلی.
كما ان الطيور و البلابل ستنشغل و تنهمك بالتغريد في فضاء الحدائق، بينما تحلّق طيور الزاغ و العُقبان باحثةً عن الجيف، و تظهر الافاعي والجرذان و العقارب و تُعلن عن وجودها متحرّكةً بين الصخور والانهار.
و كلّ ذلك بتأثير أشعّة الشمس و ظهور دفئها الباعث علی الحياة والنشاط، فحين تبزغ الشمس فانّ كلّ موجود يُظهر قابليّته و يُبرز مراحله الكامنة، بينما لم يكن هناك فرق بين الموجودات قبل طلوع الشمس و قبل بزوغ اشعاعها.
و هكذا الامر بالنسبة إلی شمس الولاية، فقبل أن تطلع و تشرق علی القلوب و الافئدة، و قبل أن تأمر و تنهي، فانّ البشر سيعيشون في مستوي واحد، فلا تفاوت بين الشقيّ و السعيد، و لا بين أهل الجنّة و النار، و لا بين مؤمن و كافر، و لا بين عادل و فاسق، و لا بين محبّ و مُبغض، و لا بين موحدّ و مُشرك:
كَانَ النَّاسُ اُمَّةً وَ حِدَةً (1)
كانوا كلّهم في مستوي واحد، و ما أكثر ما كان يحصل ان يعدّ الاشقياء أنفسهم أفضل من السعداء و يفتخرون بذلك؛ ولكن ما ان طلعت شمس الولاية و أشرقت علی الارواح الكئيبة، حتّي بعثت الحركة و النشاط في النفوس و أظهرت غرائز و سرائر و ضمائر كلّ إنسان، فطووا باختيارهم طريق السعادة فأوصلوا كلّ القابليّات النورانيّة إلی مرحلة الفعلیة؛ أمّا الاشقياء فانّ خُبث السريرة سيظهر بسبب تمرّدهم و إنكارهم و جحودهم القلبيّ، و ستظهر الاثار القبيحة السيّئة لهم في مرحلة الفعل و القول.
و هكذا فانّ أصحاب الفطرة السليمة سيتراصّون في صفوف العبوديّة، و سيملئون الدنيا تواضعاً و إنفاقاً و إيثاراً و رحمةً و إنصافاً وترحّماً علی الايتام و صدقاً و صفاءً و عدلاً و توحيداً.
امّا أصحاب الفطرة السيّئة فانّهم سيشكّلون صفوف الفجور والفسق، فيملاون الدنيا خيانةً و قبحاً و قساوة و اغتصاباً للحقوق و الاموال، و كذباً وظلماً و شِركاً:
لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَي' مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَهَ لَسَمِيعٌ علیمٌ (2)
و بعبارة أخري فلانّ الإمام هو روح القرءان و حقيقته، و كما انّ القرءان شفاء و نور و رحمة للمؤمنين، و سببٌ لرقيّهم و كمالهم، بينما هو في الوقت نفسه ظُلمة و خسران و وبال للظالمين و سببٌ لزيادة قسوتهم وظلمهم، فانّ وجود الإمام علیه السلام له هذا الاثر و الخاصيّة أيضاً.
وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ لاَ يَزِيدُ الظَّـ'لِمِينَ إلاَّ خَسَارًا (3)
انّ الايات القرءانيّة تُقرأ علی المؤمن و توجب رفع مقامه و منزلته بناءً علی تقبّل قلبه و خضوعه و خشوعه و ازدياد إيمانه و توكّله، لكنّها عندما تُقرأ علی الكافر فانّها ستسبّب زيادة ظلمته و خُسرانه بسبب جحود قلبه و إنكاره و تمرّده.
حين تشرق شمس الولاية علی قلوب المؤمنين كمصباح منير، فانّهم سيفيدون من تلك الحرارة و النور، و سيتصاعد العطر المنعش من أرواحهم و أسرارهم فيعطّر فضاء عالم الإنسانيّة، امّا قلوب الكافرين فتصبح متعبة كدرة، و ستزكم رائحة التعفّن الكامنة فيهم أنوف الإنسانيّة، وتسبب الملل و الضجر للعقل و الحق.
انّ الامام سيظهر، من وجهة نظر ملكوت البشر و قلوبهم، كلّ استعداد فيهم و يوصله إلی مقاصده، فيوصل المؤمنين إلی الجنّة و يُرسل الكافرين إلی النار، و يحرّك كل موجود من وجهة نظر ملكوته في طريق وصراط يتناسب معه.
ما مِن دَآبَّةٍ إلاَّ هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي علی' صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4)
انّ لكلّ فرد من المؤمنين مقاماً معلوماً في الجنّة، كما انّ هناك لكلّ كافر مكاناً معلوماً في النار، و الوصول إلی هذه الغاية يتمّ بواسطة الامام الذيء يهدي كلّ شخص في مسيره و هدفه من وجهة نظر التكوين؛ امّا من وجهة نظر التشريع، و بسبب القبول و الرفض الذي يجعل الكافرين والمؤمنين في صفّين متقابلين مختلفين، فانّه سيقود كلاّ منهما إلی كمال استعداه
1:البقرة اية213
2:الانفال42
3:الاسراء اية17
4:هـــود اية 56
والسلام عليكم من كتاب معرفة الامام للسيد العلامة محمد حسين الحسينى الطهرانى قدس سره
__________________

نور الهدى
01-03-2008, 07:44 PM
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد

الله يعطيك العافية

وجزاك الله خير الجزاء على ما طرحت

طرح رائع ومميز كما تعودنا دائما منك اخي ابو حسن

الله يوفقك دنيا واخرة يارب

دنيا الأحلام
01-04-2008, 04:15 AM
ابو حسن
الف شكر لك اخي طرح جميل جميل جدا"
يعطيك ربي الف عافية وموفق لكل خير بإذن الله..

ابوحسن التونسي
01-04-2008, 03:30 PM
بسمه تعالت قدرته
من خلال تعرفي على المنتدى شعرت بالسعادة
وكل ما اقدمه قليل لان نعم الله علينا كثيرة ولكن الانسان يجحد
ومن اكبر النعم ركوب سفينة النجاة وهذا صعب لانك تستطيع ان تحول جبل من مكان الى مكان ولا تستطيع ان تحول انسان من موروث قديم الى حقيقة ناصعة
اخوتي انتظروني في محرم هناك مواضيع قمة في الابداع
اسالكم الدعاء

شذى الزهراء
01-05-2008, 02:06 AM
اللهم صل على محمد وال محمد

اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام ....

الله يجعله في ميزان الاعمال ..

ام الحلوين
01-05-2008, 10:01 AM
رائع حقا هذا التشبيه بين ربيع الطبيعه وربيع الولاية في انفس الخلق

والاكثر من هذا روعة وابداع قلمك اخي ابو الحسن التونسي

الله يعطيك الف عافيه

ورحم الله والديك بحق الصلاة على محمد وال محمد