المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تحـزن حبيبي (( سأغار منها حتى وأنا في قبري ))



سراب الليل
03-17-2005, 01:01 PM
لا تحـزن حبيبي (( سأغار منها حتى وأنا في قبري ))




مثل أي شاب يطمح في تكوين أسرة سعيدة قرر ناصر الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة

مناسبه ذات خلق ودين وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا أحدى قريباته وشعروا بأنها

تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقه لما كان يتحلى به ناصر من مقومات

تغري أي أسره بمصاهرته وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم وفي عرس جميل

متواضع اجتمع الأهل والأصحاب لتهنئة العروسين وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأيام

لاحظ المحيطين بناصر هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها وبالمقابل أهل البنت

استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها من لسانها أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد

بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهم سيتعلقون ببعضهم الى هذه الدرجة

وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهم بدأوا يواجهون الضغوط من أهاليهم في مسألة الأنجاب

، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لديهم طفل أو اثنين وهم مازالوا كما

هم ، وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يكشفوا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمر بسيط

ينتهي بعلاج أو توجيهات طبيه وهنا وقع مالم يكن بالحسبان حيث اكتشفوا أن الزوجة عقيم !!

وبدأت التلميحات من أهل ناصر تكثر والغمز واللمز يزداد الى أن صارحته والدته وطلبت منه

أن يتزوج بثانيه ويبقي زوجته الاغولى على ذمته بغرض الانجاب من أخرى ، فطفح الكيل

بناصر الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه : تظنون أن زوجتي عقيم ؟! ( ترى

العقم الحقيقي مايتعلق بالأنجاب ، أشوفه انا في المشاعر الصادقه والحب الجارف العفيف

ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مأئة مولود وراضي بها

وهي راضيه فيني ولا عاد تجيبون لها الموضوع البايخ طاري أبد )

وأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به سبباً اكتشفت به الزوجه مدى التضحيه

والحب الذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور اكثر من تسع سنوات قضاها الزوجين على أروع

مايكون من الحب والرومانسيه بدأت تهاجم الزوجه أعراض مرض غريبه اضطرتهم الى

الكشف عليها بقلق في أحد المستشفيات القريبة منهم الذي حولهم الى

( مستشفى الملك فيصل التخصصي )

وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه أن المحولين الى هذا المستشفى عادة مايكونون

مصابين بأمراض خطيره وبعد تشخيص الحاله واجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارح

الأطباء زوجها بأنها مريضه بداء عضال حجم المصابين به معدود على الأصابع في الشرق

الأوسط وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأي حال من الأحوال والأعمار بيد

الله ولكن الذي يزيد الألم والحسره ، أن حالتها تزداد سوء سنه بعد الأخرى ، وأن الأفضل

ابقائها في المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمه الى أن يأخذ الله أمانته ولم يخضع الزوج

لرأي الأطباء ورفض ابقائها لديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته

بالمعدات الطبيه اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته الرعايه فأبتاع ماتجاوزت

قيمته ال ( 000 , 260 ) ريال من أجهزه ومعدات طبيه ، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد

الخروج من المستشفى وكان اغلب المبلغ المذكور قد تدينه بالاضافة الى سلفة اقترضها من

البنك واستقدم لزوجته ممرضه كي تعاونه في القيام على رعاية زوجته ، وتقدم بطلب لادارته

ليأخذ اجازه بدون راتب ، ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في أشد

الحاجة لكل ريال من الراتب فكان أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطه ما أن ينتهي منها حتى يأذن

له رئيسه بالخروج ، وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضي باقي ساعات

يومه عند زوجته يعطيها الطعام بيده ويوليها رعايته ويغدق عليها من حنانه ويحكي لها

القصص والروايات ليسليها وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيف عنها …

وكانت قد أعطت ممرضتها صندوق صغير طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لأي كائن كان

الا لزوجها اذا وافتها المنيه ، وفي يوم الأثنين مساءً بعد صلاة العشاء حيث كان الجو ماطراً

وصوت زخات المطر حين يرتطم بنوافذ الغرفه يرقص لها القلب فرحاً … أخذ ناصر ينشد

الشعر على حبيبته ويتغزل بها ، وهي تنظر له نظرة المودع وهي مبتسمة له ، نزلت الدمعة

من عينه لادراكه بحلول ساعة الصفر .. وشهقت بعد ابتسامتها شهقة الموت خرجت معها

روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها ولا أرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم

بذكر مافعله حين توفاها الله ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضه التي كانت

تتبع حالة زوحته وحبيبته فوجدته كالخرقة الباليه ، فواسته وقدمت له صندوقاً صغيراً قالت له

بأن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد ان يتوفاها الله … فماذا وجد بالصندوق ؟!

زجاجة عطر فارغه ، وهي أول هديه قدمها لها بعد الزواج .. وصورة لهما في ليلة زفافهم

وكلمة " احبك في الله " منقوشة على قطعة مستطيله من الفضه وأعظم أنواع الحب هو الذي

يكون في الله ورسالة قصيره جاء فيها ….


الـرســــــاله


زوجي الغالي

لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثاني لاخترت أن أبدأه معك

ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل مايريد

اخي العزيز

كنت أتمنى أن آراك عريساً قبل وفاتي

اختي العزيزه

لا تقسي على ابنائك بضربهم فهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها

عمتي العزيزه ( ام الزوج )

أحسنتي التصرف حين طلبتي من ابنك أن يتزوج من غيري

لأنه جديراً بمن يحمل اسمه من صالح الذريه باذن الله

كلمتي الأخيره لك يازوجي الحبيب ، أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبقى لك عذر وأرجوا أن

تسمي أول بناتك بأسمي واعلم أني سأغار من زوجتك الجديده حتى وأنا في قبري

نوع القصه

هو من نوع قصص السرد القصيره التي يقوم بسردها شخص آخر قد يكون من ابطالها وهي

لا ترتكز على حوار بين شخصايتها ويكتفي الراوي بتصوير المشاهد بها .

ملاحظه / الاسماء الوارده بالقصه ليست صحيحه

أخوكم
سراب