المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يأس الغرباء " قصة قصيرة " / الاستاذ حسين اللباد ..



My tears
03-05-2005, 04:04 PM
عندما تتلون الأشياء ببريق من الحزن الموشى بالأمل، تقفز للذاكرة صورة .. أو عدة صور ..

وكل اليقين محشوٌ بلفائف الزمن ..

أيهرب ياسرُ وعيناه في غروبٍ خالط الذهول، ومسرح الدنيا قافلة من الموتى، وقافلة من النار... وأخرى تتوعد أن تمسك زمام النوق !

ياسر مليء بالضجيج ، وأصدقاءه أكثر ضجيجاً منه...

ياسر من الصمت إلى الصمت أحياناً، ويسافر لعمق السكون إذا توعده البنك بأن يسدد ما عليه من ديون.. وإلا ..

أقبل نحوه صديقه محمد يوماً يطلب منه العون، ورغم حاله المتدهور إلا أن شيم العرب لا تزال مخيمةً في باطن تفكيره.

الديون تزداد .. وحقول الغاز والنفط تزداد !

والبطالة تزداد .. رغم حرب داحس والغبراء وغيرها من حروب الأقدمين لمعالجة الحال المزري الذي يعيشه صاحب " الشهادة " وغيره !

وأفضل الطرق لمسامرة الدنيا .. " خلطة الشاي العراقي المخمر ".

في " حانةٍ " لا تحمل من المنكر إلا القول فقط يتكأ ثلاثة من الشباب وسيجارهم يتحدث بالنيابة عنهم، وأخر مندمجٌ مع النشرة الاقتصادية عل سهمه المفضل في حالٍ حسن، وبعض الحديث عن الانتخاب المرتقب !

والعيون بين بصيص أملٍ وبين لونٍ يشبه خاتمة الشاي !

هرب ياسر من استئجار شقة بمبلغ لا يستطيع توفيره كل ستة أشهر، إلا أن يبني له كوخاً " يسميه شقة " في بيتهم القديم .. ولكن في الطابق الثالث، والطابق الثالث ممنوع بناءه !!

ما أكثر علامات الاستفهام، وأكثر منها علامات التعجب، وما أقل الإجابة، وما أشح وأندر أن تكون الإجابة صادقةً، بعيدة عن السمسرة ودهاليز الخداع.

والنقاش يحتدم في يوم جمعة ، ولا اعرف ما جمع النقاش، ربما .. نقاشات في نقاشٍ واحد...

الحانة رواية تتكون من عشرة فصول، وموضوعات النقاش متفرقة لا يوحدها إلا الضجيج المهاجر في أوتار الركام الذي بعثره التاريخ، فتساقطت أوراقه لعبةً تحمل عدة قوانين متناقضة، وعدد لا باس به من التجارب .. الغير ناجحة !

وياسر ينتظر محمد ليؤازره في رأي ما، ربما عن طعم سمك " الهامور " ، وربما عن " خارطة الطريق " وليس بالصعب أن ينتقل الرأي من هذا وذاك إلا شخصية محلية مهمه كالـ ..

هذه الفوضى غرامٌ وعشق متنوعٌ ومتعايش في لحظات الغرق، وأزمات النجاح والنجاة !

**

ياسر متخمٌ بالعفوية، وهذا ليس لصالحة في زمن أو حانة كزماننا، لذا فإن نجاحه في أمرٍ بسيطٍ كسقوطه في الأمر الخطير!

فعندما تزهر الدنيا وتخضر الصحارى، يرى الهجير والقحط صديقاه، وذات الأمر في ذات القحط والهجير.

هو على موعد في شركة لا باس بها، عله ينجح وينال وظيفة أفضل من الأرق المزمن ، ولكنه يفاجئ بقبوله، في منطقة بعيدة بمرتب بسيط !

ليكن الحديث عنه ومعناته حديثاً مضحكاً وشيقاً للبعض، ومؤلماً للبعض الآخر.

**

هكذا يتضور القلب حزناً، ويتنقل الأمل من مرحلة لأخرى ، حسب ما ينشر في الفضائيات وغيرها، ولكن الصعيد المحلي والصعيد العربي والصعيد العالمي صعيدٌ واحد،وأفضل الأصعدة الصعيد " الصعيد " .

**

واليأس مختومٌ على قلوب الملايين، من ينتشل اليأس من مكانه ؟

أو من القادر على انتشال الملايين من حانة اليأس، إلى جنة الاخضرار..

يتابع ياسر قناة فضائية تعنى بالهندسة النفسية، أو كما يقال البرمجة العصبية، حيث سمع أن فقيراً أصبح غنياً، وأن مجنون أصبح عاقلاً ..

هو فقيرٌ ومجنون .. فهل تثمر البرمجة في فقير ومجنون ؟!

**

ياسر مندمج مع فيلمٍ " هندي "

محمدٌ يشتم " أستار أكاديمي " وفاضل يدافع

والبقية تغني " يا ليل ما أطولك .. "


.*.*.*.*.*.*.*.*.

ما أجمل خفة القلم .. وهدوء الطرح .. قصه قصيرة لصاحب القلم الخفيف ..الاستاذ/ حسين اللباد ..

أنقلها لكم .. لما يحويها من جمال الرقه .. وروعة الحروف ..

وتمنياتي له بالتوفيق ..

وأن شاء الله تعجبكم ..


مع خالص تحياتي .. اختكم My tears ..

شبكة الناصرة
03-06-2005, 10:08 PM
رائع جداً ما نُقلتي لنا أخيه ..

حروفاً جميله جداً وقصه أجمل من ذالك ..

عطاك الله العافيه ..

وبا نتظار كل جديد ..

شبكة الناصرة

سهم الناصرة
03-12-2005, 02:29 PM
مشكورة اخيتنا على القصة الجميلة

تحياتي سهـ ـ ـ ــ ـــ ــــــ ــــــــيم