المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الموال حـــذار مــــــــن النفــــــاق



amili
12-17-2003, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين .


قال تعالى في سورة ‏البقرة الآية ( 136) { قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ وَعِيسَىَ وَمَا أُوتِيَ النّبِيّونَ مِن رّبّهِمْ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} .


هنا لا بد من ان نؤكد على ان الأيمان يجب ان يكون بمعناه الحقيقي لا بمعناه التجريدي حيث دعا الله سبحانه وتعالى إليه عبر رسله - ع - واوصله إلينا الأئمة الأطهار وسلكه الصالحون عبر التاريخ الذين لم تأخذهم في الله لومة لائم , هذا هو الأيمان الذي يجب أن يتحلى به كل منا , لا سيما من يعتبر نفسه خليفة الله في الأرض ومسؤولا عن شؤون الناس في أي موقع شاءت الأيام أن يعتليه .


وقال تعالى في الآيات 8 و 9 و 10 { وَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } .


إن خلاف هذا الأيمان يعتبر نفاق , ومعنى النفاق هو إظهار الخير , وإسرار الشر, والمنافق هو من خالف قوله فعله , وسره علانيته , ومدخله مخرجه , إن المنافق الذي يصدق بلسانه وينكر بقلبه ويخالف بعمله , يصبح على حال , ويمسي على غيره , ويمسي على حال ويصبح على غيره , ويتكفأ تكفأ السفينة كلما هبت ريح هبت معها .

إن المنافق هو القائل قولاً ليس وراءه شيء آخر كما قال تعالى ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله) إي إنما يقولون ذلك إذا جاؤوك فقط لا في نفس الأمر ولهذا يؤكدون في الشهادة أمرهم , ( يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر ) وليس الأمر كذلك كما كذبهم الله في شهادتهم وفي خبرهم هذا بالنسبة إلى اعتقادهم لقوله تعالى (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) وبقوله ( وما هم بمؤمنين) , وقوله تعالى (يخادعون الله والذين آمنوا) أي باظهارهم ما أظهروه بألسنتهم تقيهم ما يخلصهم من مواجهة الحقائق , ومطالبتهم بأفعالهم التي هي لغير ما أظهروا مستبطنين ذلك من فعلهم , وإن كان خداعا للمؤمنين في الحياة الدنيا فهو خداع لأنفسهم وما يشعرون بفعلهم هذا , خداعون يريدون أن يعطوا انفسهم أمنيتها ويسقوها كأس سرورها فهو موردها في الحياة الدنيا وفي الآخرة كما قال تعالى في سورة ‏غافر الآية ( 18 ) { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الأَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } ما لم يتوبوا ويستامحوا ويستغفروا الله على أن لا يعودوا إلى ما كانوا عليه من فعلهم هذا الذي هو إعلاما نه سبحانه لعباده المؤمنين لأن المنافقين بإساءتهم إلى أنفسهم وإسخاطهم عليها ربهم بكفرهم وشركهم وتكذيبهم وقد أعتبره الشرع الحنيف من أكبر الذنوب .

إن خدمة الناس والمجتمع تعتبر من أهم القضايا الراهنة المتوجبة على كافة المهتمين الغيارى أكانت على مستوى الفرد او الأمة .

إن خدمة الناس تعتبر من أهم وأدق المسائل والأكثر اثارة في مجتمعنا , وبقدر أهميتها هذه يجب على كل من ينصب نفسه أو يعتلي كرسيا أن يكون بقدر هذه المسؤولية وإلا فليتق الله في عباده ويتوب إلى ربه فسيجده توابا رحيما .

إن خدمة الناس عندما تكون مقرونة بأشخاص على هؤلاء الأشخاص أن يكونوا بقدر المسؤولية وأقلها أن يكونوا أوفياء لهذه الأمانة التي حملوها نيابة عن أبناء مجتمعهم او أمتهم { إِنّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}‏ .
إن المؤمن الحقيقي هو من الذي آمن أيمان محمد وآل محمد عليهم السلام بل هو الذي مارس حقيقة هذا الأيمان ولم تأخذه في الله لومة لائم , إن المؤمن المحمدي الأصيل عليه أن يدعوا إلى الوحدة الفعلية لا الاعلامية أكانت هذه الوحدة تختص بالفرد او الأمة سيما التي تتعلق بالمصير, أما المدَّعي المسيس والعنصري التي ابتليت الأمة به وبأمثاله والذي يحمل في خفاياه التمييز بين الناس المبني على غير حقيقته ما هو وفكره وما يمثل إلا بلاء لأمة أصابها مرض وعند ذلك لا بد أن يستقيم ويعود عما هو فيه وإلا فيجب ان يُـحد تحركه والمسؤولية تصبح ملقاة على الجميع لمعالجة هذا المرض وإعادة الأمة الى ما كانت عليه وبحال تخلف الجميع عن معالجة هذا المرض فليتوقعوا غضبه تعالى حيث يقول في سورة ‏الإسراء الآية ( 16) { وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا تَدْمِيراً }‏.

إن المنافقين ما هم إلا أشخاصا تجسدت فيهم البشرية الجسدية لا العقلية وفي كافة الظروف يبقى مثل هؤلاء عاجزين عن مواجهة الحقيقة , مهما عمل المستفيدين منهم اعلاميا ليحسنوا صورهم لأن هؤلاء عاجزين عن تحقيق العدالة الشخصية فكيف بهم سيتمكنوا من تحقيق العدالة الاجتماعية بل ان جولاتهم وصولاتهم لتحسين صورهم لا بد من ان تفتضح وفي كل الاحوال فلا يُمكننا ان نطلق عليهم سوى مأجورين ومارقين وقاسطين بل وناكثين .

إن كلمة الله يجب أن تبقى هي العليا وحمل هذا اللواء لا يصح إلا بالممارسة الفعلية التي تعتبر روح الاسلام المحمدي الأصيل حيث يقول مولانا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ – ع - : لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَ الْكُفْرِ إِلَّا قِلَّةُ الْعَقْلِ قِيلَ وَ كَيْفَ ذَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ إِلَى مَخْلُوقٍ فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلَّهِ لآَتَاهُ الَّذِي يُرِيدُ فِي أَسْرَعَ مِنْ ذَلِكَ.

إن كل كلمة حق تطرح هنا أو هناك تخيف كل المستبدين أينما كانوا وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون, ولا بد أن تحرر كافة الأراضي المغتصبة ويلعن بعضهم بعضا . إن الصبح لآت أليس الصبح بقريب بل إن النصر لآت إن الفجر لقريب


عاملي

شجن
12-18-2003, 11:23 AM
مشكور عاملي على هذا الموضوع المتميز

شبكة الناصرة
12-22-2003, 06:40 PM
مشكور وماتقصر على المواضع المميزة

لؤلؤة البحر
12-29-2003, 08:31 AM
موضوع فعلا رائع يسلمو خيووه

فروته