ضوي ضوي
11-27-2007, 11:36 PM
الامام الخميني ( قدس سره ) 00الانجازات والنتائج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سماحة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي حفظه الله تعالى ( ( خرجت من النجف الأشرف قاصداً مدينة قم الإيرانية أبحث عن الآراء السياسية لفقهاء الشيعة حيث كنت ضمن لجنة شكلها آية الله السيد محسن الحكيم رحمه الله لهذا الغرض . وعندما وصلت إلى قم التقيت مع الإمام الخميني(قده) فتحدثت معه حول آراءه السياسية وطرح نظرية ولاية الفقيه ودافع عنها ، فتناقشت معه حولها وحاولت أن أشكل عليها ، ولكنه كان يرد عليّ بطريقة الواثق مما يطرحه بحيث إنني لم أر شخصاً عنيداً في الدفاع عن آراءه أكثر من الشهيد الصدر رحمه الله سوى الإمام الخميني(قده) ))
فلم تكن حركة الإمام(قده) الشريف مجرد مقاومة للشاه بصفته ظالماً أو لأمريكا بصفتها محتلة فحسب ، بل اجتمعت فيها خصائص المدرسة المتكاملة التي تطرح الأسس والأصول ثم تنطلق في استحداث الوسائل والطرق التي تسعى من أجل الوصول إلى تلك الأهداف0
إن نظرية العمل بالتكليف دون النظر إلى النتيجة التي أحياها الإمام(قده) وأوضح أنها سر حركته، بعثت الروح من جديد في المجاهدين بعدما كادت التنظيرات وحسابات الربح والخسارة أن تقضي على ما تبقى من روح ثورية في نفوس المسلمين، حيث كان معظم قادة الحركات الإسلامية يعتبرون مثل هذه المسألة انتحاراً سياسياً وطرزاً من الجنون والغفلة. في حين أصبح المجاهدون القلة ببركة إيمانهم بهذه المسألة رقماً في الساحة الدولية لا يمكن تجاوزه حيث زرعوا الخوف والذعر في العدو؛ ففي الوقت الذي ترى المجاهدين الذين يقدمون الشهداء كل يوم على منحر العشق راضين مستبشرين ترى نفس العدو الذي قتل هؤلاء الشهداء في حالة غضب أحمق وحزن مقيم
إن من أهم الأمور التي أكد عليها الإمام(قده) هي الجانب الشرعي في حركته وثورته فهو يرى بأن الفقيه العادل نائب للإمام الحجة أرواحنا فداه، وأن له ما للرسول والائمة عليهم صلوات الله في المجالات السياسية والحكومية وغيرها. ولذا فهو يرى وجوب طاعة الولي الفقيه وقائد الأمة ولا يجيز بأي شكل من الأشكال التخلف عن ذلك، بل إن الراد عليه راد على الله كما في الرواية عن المعصوم عليه السلام
ولا يخفى ما لهذا الجانب من الأهمية الكبرى حيث اثبتت التجربة الإسلامية في إيران أبان النضال ضد الشاه وأثناء انتصار الثورة وبعد ذلك، هذه الأهمية التي اكتشفها العدو فعمل ولا يزال للقضاء عليها أو لا أقل أضعافها والتشكيك في مصداقيتها مستعيناً بمغالطات وافتراءات قد الله تنطلي على البعض مما يوجد مدخلاً ينفذ منه إلى وحدة الأمة ليعيد للكفر سيطرته
ولقد اثبتت الأيام والسنوات التي تلت رحيل الإمام أن ليس ثمة مجوز شرعي أو سياسي للتخلف عن القائد الحالي (حفظه الله) وأنه بشهادة العلماء وأصحاب الإمام الخلص أفضل شخصية يمكن أن تسد الفراغ الذي خلفه رحيل الإمام (رحمه الله) بلا منازع 0
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين
لقد هزّ كيان العالم الإسلامي صدى نبأ وفاة إمام الاُمّة ، قائد الجمهورية الإسلامية ، المرجع العظيم آية الله العظمى السيّد الخميني قدّس الله روحه الذي قاد الاُمّة الإسلامية في مطلع القرن الخامس عشر الهجري بجدارة لا يملكها إلاّ عظماء الرجال ، وساقها إلى مجدها الأثيل ، وأبرز ما تتمتّع به من علم وسياسة وإيمان ،فاستحقّ ـ بكلّ الحقّ ـ وسام التجديد ، فكان مُجَدِّد الإسلام» في مطلع هذا القرن 0
ولقد استمسكت الاُمّة بعروة قيادته الوثقى، مطمئنة بأنّها قيادة ربّانية ، رسالية ، إماميّة ، تمتلك كلّ مقوّمات القيادة الإلهيّة ، وتتمثّل فيها السيرة النبوية ، وتسير على المناهج العلوية ، وتتّبع طريق أئمّة أهل البيت المعصومين (عليهم السلام). وكانت من فلتات التاريخ أن تجمّعت في شخص الإمام القائد ما مكّنه من تسنّم المقام الأسمى في العلم والعمل ، فكان واحداً من كبار العلماء بالشريعة الإسلامية ، ومن فقهاء الإسلام العظام ، ومن مراجع التقليد في الفتوى والأحكام ،وكان من أصحاب الآراء الرصينة في الحوزات العلميّة في قم والنجف ، فكانت له مدرسته التي تكاملت فيها حلقات الدروس الفقهية والاُصولية ، والفلسفيّة، وبالمستوى الأعلى ، وتخرّج على يديه جماعة من أعيان الفضلاء الذين تدور عليهم رحى الدراسة الدينيّة ، وفيهم مرشّحون للمرجعيّة.
ولقدأغنى سماحته المكتبة الفقهيّة والاُصولية بمؤلّفات قيّمة ، ذات المستوى العلميّ سواء ما كتبه بقلمه الشريف ، علم الأخلاق والعرفان الإسلاميّ وتهذيب النفس ، بل كان أوحديّاً بين أساتذة هذا الفنّ ، وله فيه إبداعات فذّة ، بَذَّ بها الأقدمين ، وخضع لها من اطّلع عليها من المتأخّرين . وتشهد آثاره القيّمة في هذا المجال على قدم راسخة ، وغور بعيد ، ونظرة عميقة ، فهذه مؤلّفاته الرائعة في العرفان تُذهل الأفكار والأذهان ، وهذا شعره العرفاني يقف أمامه الإنسان حيران ، ممّا يحويه من بعيد المعنى ، ورقّة العاطفة ، وجمال اللفظ ، وصدق الوجدان.
ولقد كان رضوان الله عليه يُواظب على تطبيق آرائه الأخلاقيّة ونظرياته العرفانية على الحياة تطبيقاً كاملا، بحيث يراه العلماء مثالا مجسّداً للأخلاق الفاضلة الكريمة وتكلّلت جهوده ومساعيه بقيادة الثورة الإسلامية المباركة ، حيث استفاد فيها من كلّ ملكاته القدسيّة العلمية الأخلاقية والعرفانية . فأبدى شجاعة باهرة في مقاومة السلطات الجائرة المتحكّمة بأقطار المسلمين ، إلى حدّ السجن، والنفي، والمطاردة ، ووجّه سهام حملاته على المستعمرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين ، الذين كانوا هم السبب في تأخّر البلاد الإسلامية وإحداث البلابل فيها.
ولقد أثبت في هذا المجال ـ أيضاً ـ جدارةً كانت الاُمّة تأملها فيه ، وأبدى حنكةً وتدبيراً وبعد نظر، وتجلّد بالصبر على المكاره ، وتحلّى بالثبات وسار بعزم وتصميم وجدّ. ونفثَ ـ بكلّ قوّة ـ في المسلمين روحَ الثقة بالنفس ، والإطمئنان بالنصر الإلهي ، وعرّفهم بمواقع الضعف والقوّة ، وأوقفهم على ما يلزم للسير نحو الفوز الأكبر ، الذي هو تحقيق حكم الإسلام ، فأثار في المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحدث حواليهم.
ولقد يسّر الله على يديه تحقيق الأمل البعيد ، بإنشاء الحكومة الإسلاميّة ، ذلك الأمر الذي كان مغموراً في قلوب الملايين من مسلمي العالم والذي غطّاه غبار القرون باليأس فكانت ضياءاً ونوراً في القلوب ، وقوّةً وروحاً في الأجساد وأحيى الله ـ بما قام به الإمام ـ كلّ ما مات في قلوب المسلمين من أمل وتطلّع ورجاء ، وأتمّ الحجّة بذلك ، وأمات بدعوته الواضحة الصريحة كلّ دعوات الباطل ، فاندحرت بحركته كلّ الحركات الاستعمارية المشبوهة ، من شرقيّة وغربيّة ، إسلامية وعلمانية، كانت تدعو إلى غير الحقّ!
وقيّض الله للإمام اُمّة الإسلام ، التي وجدت فيه خير إمام قائد ، وخير مرجع رائد، فكانت خير اُمّة اُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، إنقادت له، وتحرّكت طوع إرادته وإرشاداته ، ونصرته وآزرته ، معتمدةً على الله ، ومستضيئةً بنور هداه . حتّى اُثكلت بفقده ـ على حين غِرّة من الدهر فبكته الملايين في أرجاء المعمورة ، ولطمت الصدور ، وأسبلت الدموع ، ولبست أثواب الحزن والحداد . وشاء الله أن يكون لوفاته دويٌّ كالصاعقة على أعداء الله ، فكانت وفاته مناسبةً مشهودةً لإظهار عظمة الإسلام ووفاء المسلمين لقائدهم العظيم ، ولئن فقدناه اليوم ـ فقد عزّعلى
التاريخ أن يأتي بمثله
هيهات ، لم يأت الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لعقيمُ وما أجدره بأن نقول في رثائه
لا صوّت الناعي بفقدك إنّه يومٌ على آل الرسول عظيمُ إن كنت قد غُيِّبْتَ في جَدَثِ الثرىفالعدلُ والتوحيدُ فيك مقيمُ أمّا أنت ـ أيّها الإمام ياروح الله ـ فقد استرحت من همّ الدنيا وغمّها ، ووفدت على الربّ الرؤوف ، وعلى جدّكالمصطفى ، وأبيك المرتضى ، واُمّك الزهراء ... فهنيئاً لك ما آتاك الله في الدنيا من حسن الذكر ، ورضي عنك وأرضاك وجعل الجنّة مأواك ، ووفّقنا للسير على خطاك . وسلامٌعليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تُبعث حيّاً
والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سماحة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي حفظه الله تعالى ( ( خرجت من النجف الأشرف قاصداً مدينة قم الإيرانية أبحث عن الآراء السياسية لفقهاء الشيعة حيث كنت ضمن لجنة شكلها آية الله السيد محسن الحكيم رحمه الله لهذا الغرض . وعندما وصلت إلى قم التقيت مع الإمام الخميني(قده) فتحدثت معه حول آراءه السياسية وطرح نظرية ولاية الفقيه ودافع عنها ، فتناقشت معه حولها وحاولت أن أشكل عليها ، ولكنه كان يرد عليّ بطريقة الواثق مما يطرحه بحيث إنني لم أر شخصاً عنيداً في الدفاع عن آراءه أكثر من الشهيد الصدر رحمه الله سوى الإمام الخميني(قده) ))
فلم تكن حركة الإمام(قده) الشريف مجرد مقاومة للشاه بصفته ظالماً أو لأمريكا بصفتها محتلة فحسب ، بل اجتمعت فيها خصائص المدرسة المتكاملة التي تطرح الأسس والأصول ثم تنطلق في استحداث الوسائل والطرق التي تسعى من أجل الوصول إلى تلك الأهداف0
إن نظرية العمل بالتكليف دون النظر إلى النتيجة التي أحياها الإمام(قده) وأوضح أنها سر حركته، بعثت الروح من جديد في المجاهدين بعدما كادت التنظيرات وحسابات الربح والخسارة أن تقضي على ما تبقى من روح ثورية في نفوس المسلمين، حيث كان معظم قادة الحركات الإسلامية يعتبرون مثل هذه المسألة انتحاراً سياسياً وطرزاً من الجنون والغفلة. في حين أصبح المجاهدون القلة ببركة إيمانهم بهذه المسألة رقماً في الساحة الدولية لا يمكن تجاوزه حيث زرعوا الخوف والذعر في العدو؛ ففي الوقت الذي ترى المجاهدين الذين يقدمون الشهداء كل يوم على منحر العشق راضين مستبشرين ترى نفس العدو الذي قتل هؤلاء الشهداء في حالة غضب أحمق وحزن مقيم
إن من أهم الأمور التي أكد عليها الإمام(قده) هي الجانب الشرعي في حركته وثورته فهو يرى بأن الفقيه العادل نائب للإمام الحجة أرواحنا فداه، وأن له ما للرسول والائمة عليهم صلوات الله في المجالات السياسية والحكومية وغيرها. ولذا فهو يرى وجوب طاعة الولي الفقيه وقائد الأمة ولا يجيز بأي شكل من الأشكال التخلف عن ذلك، بل إن الراد عليه راد على الله كما في الرواية عن المعصوم عليه السلام
ولا يخفى ما لهذا الجانب من الأهمية الكبرى حيث اثبتت التجربة الإسلامية في إيران أبان النضال ضد الشاه وأثناء انتصار الثورة وبعد ذلك، هذه الأهمية التي اكتشفها العدو فعمل ولا يزال للقضاء عليها أو لا أقل أضعافها والتشكيك في مصداقيتها مستعيناً بمغالطات وافتراءات قد الله تنطلي على البعض مما يوجد مدخلاً ينفذ منه إلى وحدة الأمة ليعيد للكفر سيطرته
ولقد اثبتت الأيام والسنوات التي تلت رحيل الإمام أن ليس ثمة مجوز شرعي أو سياسي للتخلف عن القائد الحالي (حفظه الله) وأنه بشهادة العلماء وأصحاب الإمام الخلص أفضل شخصية يمكن أن تسد الفراغ الذي خلفه رحيل الإمام (رحمه الله) بلا منازع 0
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين
لقد هزّ كيان العالم الإسلامي صدى نبأ وفاة إمام الاُمّة ، قائد الجمهورية الإسلامية ، المرجع العظيم آية الله العظمى السيّد الخميني قدّس الله روحه الذي قاد الاُمّة الإسلامية في مطلع القرن الخامس عشر الهجري بجدارة لا يملكها إلاّ عظماء الرجال ، وساقها إلى مجدها الأثيل ، وأبرز ما تتمتّع به من علم وسياسة وإيمان ،فاستحقّ ـ بكلّ الحقّ ـ وسام التجديد ، فكان مُجَدِّد الإسلام» في مطلع هذا القرن 0
ولقد استمسكت الاُمّة بعروة قيادته الوثقى، مطمئنة بأنّها قيادة ربّانية ، رسالية ، إماميّة ، تمتلك كلّ مقوّمات القيادة الإلهيّة ، وتتمثّل فيها السيرة النبوية ، وتسير على المناهج العلوية ، وتتّبع طريق أئمّة أهل البيت المعصومين (عليهم السلام). وكانت من فلتات التاريخ أن تجمّعت في شخص الإمام القائد ما مكّنه من تسنّم المقام الأسمى في العلم والعمل ، فكان واحداً من كبار العلماء بالشريعة الإسلامية ، ومن فقهاء الإسلام العظام ، ومن مراجع التقليد في الفتوى والأحكام ،وكان من أصحاب الآراء الرصينة في الحوزات العلميّة في قم والنجف ، فكانت له مدرسته التي تكاملت فيها حلقات الدروس الفقهية والاُصولية ، والفلسفيّة، وبالمستوى الأعلى ، وتخرّج على يديه جماعة من أعيان الفضلاء الذين تدور عليهم رحى الدراسة الدينيّة ، وفيهم مرشّحون للمرجعيّة.
ولقدأغنى سماحته المكتبة الفقهيّة والاُصولية بمؤلّفات قيّمة ، ذات المستوى العلميّ سواء ما كتبه بقلمه الشريف ، علم الأخلاق والعرفان الإسلاميّ وتهذيب النفس ، بل كان أوحديّاً بين أساتذة هذا الفنّ ، وله فيه إبداعات فذّة ، بَذَّ بها الأقدمين ، وخضع لها من اطّلع عليها من المتأخّرين . وتشهد آثاره القيّمة في هذا المجال على قدم راسخة ، وغور بعيد ، ونظرة عميقة ، فهذه مؤلّفاته الرائعة في العرفان تُذهل الأفكار والأذهان ، وهذا شعره العرفاني يقف أمامه الإنسان حيران ، ممّا يحويه من بعيد المعنى ، ورقّة العاطفة ، وجمال اللفظ ، وصدق الوجدان.
ولقد كان رضوان الله عليه يُواظب على تطبيق آرائه الأخلاقيّة ونظرياته العرفانية على الحياة تطبيقاً كاملا، بحيث يراه العلماء مثالا مجسّداً للأخلاق الفاضلة الكريمة وتكلّلت جهوده ومساعيه بقيادة الثورة الإسلامية المباركة ، حيث استفاد فيها من كلّ ملكاته القدسيّة العلمية الأخلاقية والعرفانية . فأبدى شجاعة باهرة في مقاومة السلطات الجائرة المتحكّمة بأقطار المسلمين ، إلى حدّ السجن، والنفي، والمطاردة ، ووجّه سهام حملاته على المستعمرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين ، الذين كانوا هم السبب في تأخّر البلاد الإسلامية وإحداث البلابل فيها.
ولقد أثبت في هذا المجال ـ أيضاً ـ جدارةً كانت الاُمّة تأملها فيه ، وأبدى حنكةً وتدبيراً وبعد نظر، وتجلّد بالصبر على المكاره ، وتحلّى بالثبات وسار بعزم وتصميم وجدّ. ونفثَ ـ بكلّ قوّة ـ في المسلمين روحَ الثقة بالنفس ، والإطمئنان بالنصر الإلهي ، وعرّفهم بمواقع الضعف والقوّة ، وأوقفهم على ما يلزم للسير نحو الفوز الأكبر ، الذي هو تحقيق حكم الإسلام ، فأثار في المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحدث حواليهم.
ولقد يسّر الله على يديه تحقيق الأمل البعيد ، بإنشاء الحكومة الإسلاميّة ، ذلك الأمر الذي كان مغموراً في قلوب الملايين من مسلمي العالم والذي غطّاه غبار القرون باليأس فكانت ضياءاً ونوراً في القلوب ، وقوّةً وروحاً في الأجساد وأحيى الله ـ بما قام به الإمام ـ كلّ ما مات في قلوب المسلمين من أمل وتطلّع ورجاء ، وأتمّ الحجّة بذلك ، وأمات بدعوته الواضحة الصريحة كلّ دعوات الباطل ، فاندحرت بحركته كلّ الحركات الاستعمارية المشبوهة ، من شرقيّة وغربيّة ، إسلامية وعلمانية، كانت تدعو إلى غير الحقّ!
وقيّض الله للإمام اُمّة الإسلام ، التي وجدت فيه خير إمام قائد ، وخير مرجع رائد، فكانت خير اُمّة اُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، إنقادت له، وتحرّكت طوع إرادته وإرشاداته ، ونصرته وآزرته ، معتمدةً على الله ، ومستضيئةً بنور هداه . حتّى اُثكلت بفقده ـ على حين غِرّة من الدهر فبكته الملايين في أرجاء المعمورة ، ولطمت الصدور ، وأسبلت الدموع ، ولبست أثواب الحزن والحداد . وشاء الله أن يكون لوفاته دويٌّ كالصاعقة على أعداء الله ، فكانت وفاته مناسبةً مشهودةً لإظهار عظمة الإسلام ووفاء المسلمين لقائدهم العظيم ، ولئن فقدناه اليوم ـ فقد عزّعلى
التاريخ أن يأتي بمثله
هيهات ، لم يأت الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لعقيمُ وما أجدره بأن نقول في رثائه
لا صوّت الناعي بفقدك إنّه يومٌ على آل الرسول عظيمُ إن كنت قد غُيِّبْتَ في جَدَثِ الثرىفالعدلُ والتوحيدُ فيك مقيمُ أمّا أنت ـ أيّها الإمام ياروح الله ـ فقد استرحت من همّ الدنيا وغمّها ، ووفدت على الربّ الرؤوف ، وعلى جدّكالمصطفى ، وأبيك المرتضى ، واُمّك الزهراء ... فهنيئاً لك ما آتاك الله في الدنيا من حسن الذكر ، ورضي عنك وأرضاك وجعل الجنّة مأواك ، ووفّقنا للسير على خطاك . وسلامٌعليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تُبعث حيّاً
والسلام