تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة خاصة جدا للوزير‏



اريام الدلوعة
11-25-2007, 02:10 PM
http://by111w.bay111.mail.live.com/mail/SafeRedirect.aspx?hm__tg=http://64.4.17.249/att/GetAttachment.aspx&hm__qs=file%3d4228289e-484f-4b6d-bb90-96fc8a734966.gif%26ct%3daW1hZ2UvZ2lm%26name%3dQVRU MzM0NDExLmdpZg_3d_3d%26inline%3d1%26rfc%3d0%26empt y%3dFalse%26imgsrc%3dcid%253aDCFE2308-E6AC-40A7-8932-8DE318A8504F&oneredir=1&ip=10.1.106.209&d=d1247&mf=0
الثلاثاء 11 شوال 1428هـ - 23 أكتوبر2007م


رسالة خاصة جدا للوزير

صالح إبراهيم الطريقي

يقول في رسالته:
عزيزي وزير التربية والتعليم. أنا أب لطفل وصل في تحصيله العلمي إلى خامسة ابتدائي، أمس الأول وكعادتنا جلسنا لمراجعة الواجبات، فتح كتاب التوحيد وتحديدا على صفحة 17، وكان الدرس عن "الولاء والبراء".
حين انتهى طفلي من قراءة أية المجادلة "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءَهم أو إخوانَهم أو عشيرتَهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلُهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزبُ الله، ألا إن حزبَ الله هم المفلحون".
حاولت شرح أسباب نزول الآية له، وأنها نزلت في أبي عبيدة بن الجراح حين قتل أباه في معركة أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة في بدر، وفي عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة حين قتلا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة في بدر، وأن المسلمين اضطروا لخوض هذه الحرب للدفاع عن أنفسهم، لأن الله حرم على المسلم أن يكون معتديا أو باغيا. وأن الصحابة وبشكل ما ربما كانوا متأثرين لموت أقربائهم على أيديهم، وإن لم أكن مخطئا نزلت الآية لتطمئنهم وتهدئمهم وتخبرهم أنهم لم يكونوا ظالمين أو معتدين، بل كانوا يدافعون عن معتقدهم الذي حاول الكفار ثنيهم عنه، وأن عظمة الإسلام أنه لا يحارب الناس في معتقداتهم، ولا يجبرهم على تغيير معتقداتهم "لا إكراه في الدين". لكني قررت تأجيل كل هذا إلى أن ننتهي من حل الأسئلة.
في الصفحة التي تليها كان هناك سؤال: "أي هؤلاء يجب أن نحبهم في الله"؟ ووضع نموذجا للحل حتى يقتدي به الطالب في إجابته، النموذج يقول: "رجل لا يؤمن بالله ولا يصلي ولا يصوم ولا يعبد الله"، جاءت الإجابة "أبغضه في الله".
ثم تتابعت النماذج "شخص يصلي ويصوم ويعبد الله ولكنه ليس من أقاربك"، وكتب طفلي: "أحبه في الله".
"شخص من أهل بلدك لا يحب الصلاة ولا يقوم بالعبادة"، فكتب "أبغضه"،..
وهكذا مضى إلى أن سألني: "بابا يعني أنا لازم أكره كل الناس اللي مو مسلمين"؟ كان السؤال مربكا، أخبرته أن علي الذهاب للعمل الآن، وأننا سنتحدث في هذا الأمر فيما بعد، وكنت أتمنى أن ينسى سؤاله المربك. تمنيت أيضا ألا تختلط عليه الأمور، فأنا كنت قد رويت له حياة سيد الخلق في رمضان ليصبح قدوته، أخبرته كيف حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لموت عمه أبي طالب رغم أنه لم يكن مسلما، حدثته عن اليهودي الذي كان يضع الفضلات في طريق الرسول كل يوم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين لم يجد الفضلات في طريقه ذهب ليطمئن على ذاك اليهودي فوجده مريضا، وبالتأكيد لا يمكن لإنسان أن يحزن على إنسان أو يزور مريضا وهو يبغضه. أخبرته أن علينا ألا نسب معتقدات الآخرين، لأن رسولنا حذرنا من سب آلهة الآخرين، وأن هذا دليل على أن الإسلام يحترم معتقدات من يخالفونه، ولا أظن أن إنسانا يبغض إنسانا يحترم معتقداته وإن كانت خاطئة.
عزيزي الوزير .. ما الذي سأفعله مع طفلي إن عرف أن من كانوا يفجرون ويقتلون الأبرياء ويروعون الآمنين في وطني، هم مثل نموذج "شخص يصلي ويصوم ويعبد الله"، إن قال لي: هل أحبهم في الله؟
وماذا عن الدعوة التي نحن مكلفين من الله، بأن ندعو الناس بالحسنى، كيف يمكن له نشر الإسلام على أناس أنا أعلنت له منذ البداية أن عليه أن يكرههم؟ وهل سينصت لكل شخص أنت منذ البداية أعلنت أنك تكرهه؟ أخيرا .. هل علي تعليمه أن يبغض القاتل والسارق والظالم، أم الأشخاص بغض النظر هل هم أسوياء أم مجرمون؟ عزيزي الوزير.. أنا مواطن بسيط لا أطلب تغيير شيء، كل ما أطلبه إجابات لأسئلة تؤرقني.