المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات وخطاب السيد علي الخامنائي للعالم في مجلس الامن الدولي



ضوي ضوي
11-23-2007, 02:10 AM
السلام عليكم

مقتطفات من خطاب السيد علي الخامنائي في مجلس الأمن الدولي أثناء قيادته للجمهورية الإسلامية الإيرانية

اللهم باسمك أبدأ ومنك أرجو الهداية والعون إن محياي ومماتي ونسكي كلها لك واليك ، فاطفي على كلامي وضوح الكلمة الحقة وأجعل كلامي نداء الحق إلى مئات الملايين من الآذان والأفئدة التواقة إليك بتعطش ولهفة ، والى مئات الإضعاف التي ستكون كذلك في المستقبل 0

إنني قادم من إيران التي فجرت ثورة دويها أكبر من جميع الثورات 000ثورة قامت على أساس دين الله وعلى امتداد الدرب الذي سلكه كرام الرسل وكبار المصلحين الإلهيين 000وهذه الثورة تنبع جذورها الراسخة من الرؤية التوحيدية الإسلامية 000ويعتبر الإنسان أشرف المخلوقات وخليفة الله في أرضه 000 إن مصباح الهداية للإنسان هو إيمانه بالله سبحانه وامتثاله لما أمره به وابتعاده عما نهاه ، إن الدنيا مزرعة الآخرة ، وان الموت ليس نهاية للحياة وإنما هو بداية النشأة الجديدة 0

وانطلاقا من التفكير الإلهي الإسلامي يعتبر أبناء البشر إخوة الجميع عباد ى الله 000 إن البشرية وحدة متماسكة متلاحمة ومن ثم فان الاعتداء على فرد واحد من بني الإنسان يعتبر اعتداء على الإنسانية برمتها بغض النظر عن كل المميزات الجغرافية والعرقية 000كما أنهم - أي الأنبياء - علموا الإنسان أن لا يظلم وأن لا يرضخ للظلم 000ان مبادئ كالحرية والمساواة بين أبناء الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكوين الوعي الذاتي لدى أفراد المجتمع ومكافحة أسباب الانحراف والاعوجاج وتفضيل القضايا الإنسانية على الأماني الفردية والتوجه إلى الباري وذكره ورفض أنواع الهيمنة الشيطانية وغير ذلك من المبادئ الاجتماعية الخاصة بالنظام الإسلامي ، بالإضافة إلى حسن الأخلاق والسلوك الفرديين وممارسة السياسة والعمل على ضوء تقوى الله ، كل ذلك ينبع من تلك الرؤية الكونية وذلك التفسير العام للعالم والإنسان 0

إن الإسلام يرفض النظم المبنية على أساس القهر والجبروت والتي لا تثمر إلا الظلم والجهل والإرهاب والاستبداد والاستخفاف بكرامة الإنسان والتمييز بين مختلف العناصر والجنسيات والشعوب على أساس الدم أو اللغة ، يرفض كل ذلك ، كما أن الإسلام يقف بوجه كل نظام أو فرد يقوم بمحاربة النظام الإسلامي 0 أما ما عدى هؤلاء فان الإسلام يأمر بالتعامل على أساس المحبة والتسامح مع كافة الناس سواء أكانوا من أبناء الإسلام أو غيره 0

انطلاقا من مثل هذه المبادئ ووصولا إلى مثل تلك الغايات والأهداف قامت الثورة الإسلامية في إيران ، وانتصرت بتأسيس النظام الجمهوري الإسلامي 000

في خضم ظلام دامس رهيب استطاع الإسلام أن يلوح كبرق وضاء من وراء ما أثاروا حوله عبر القرون من غبار التحريف والتضليل وما أحاطه من غيوم الأوهام ، فما إن لاح هذا البرق حتى أضاء الأفق في إيران ثم جاء بعاصفة ما زالت تفرض علينا أن نتوقع أحداث في مناطق عديدة من العالم 000فقد قيل عنا وعن ثورتنا ومبادئنا ووجهات نظرنا أكثر من القدر المعتاد ، ما يعبر عن الحقد والنوايا السيئة حينا أو ينم عن الجهل وعدم الفهم حينا آخر 000

إن لثورتنا عدة مميزات خاصة بها يمكن اعتبارها استثناءا عن المعايير المتعارف عليها للثورات وأنا أتناول هذه المميزات لأوجه في الختام نداءاتنا للعالم :-

أولا : إن هذه الثورة منذ بدايتها كانت شعبية مئة بالمئة 000واعتمادا على هذه الإرادة الجماهيرية الصلبة قام زعيم ثورتنا العظيم بتأليف حكومة الثورة وهو يضفي على الشعب بالروح والوعي والدروس مع كل كلمة يقولها 0

ثانيا : قامت هذه الثورة على أساس الدين على أساس الإسلام 000واعتمدت الإسلام في كل شيء ابتداءا من الأهداف والمبادئ ومرورا بأساليب النضال وانتهاءا بشكل النظام الجديد ونوعية إدارته 000لقد غمر الشعور بالانتصار مئات الملايين من المسلمين والمسلمات في عشرات الدول عندما انتصرت ثورتنا في إيران ، وهناك مبدأ يسد طريق التراجع والفشل والضعف والخوف أمام الشعب وقائد الثورة ومسئوليها ، وهو لا هزيمة في سبيل الله لكي يترتب عليها ضعف أو خوف أو تراجع 0

ثالثا : كان عدم الاعتماد على الشرق والغرب ميزة أخرى من المميزات الاستثنائية لهذه الثورة 000ان السيطرة على الساحة السياسية في كافة أنحاء العالم ، هي التي تقول باستحالة مواصلة الحياة على المسرح السياسي المعاصر بدون الاعتماد على القوى الكبرى ، لكنا نقول إن استحالة ذلك تكمن في عدم الاعتماد على قدرة مطلقة يعتمد عليها ألا وهي قدرة الله سبحانه 0

000لقد كنا نعلم بأننا يجب علينا أن ندفع ثمنا باهظا لهذه العقيدة وهذا الطريق وقد هيئنا أنفسنا لذلك لندع هذه التجربة تهدي الشعوب إلى الاستقلال الحقيقي الذي لا يتزعزع ، وبالتالي إلى رفض قوى الهيمنة العالمية الكبرى رفضا باتا

رابعا : كذلك امتازت ثورتنا وما زالت بميزة أخرى تتمثل فيما واجهته من مواقف عدائية حاقدة وما تعرضت له من ضربات لا مثيل لها 000وكانت أمريكا هي السباقة في هذا المجال 000ولقد ظهر التآمر المعادي للثورة بعد انتصارها بأشكال أخرى : أولها : جاء من خلال جهد وسيع لغرس أيادي العدو في مراكز الإدارة الثورية 000وتنظيم الأحزاب والمنظمات المعادية للثورة 000: ثانيها : فيكفي أن نقول انه في غضون الشهور الأولى للثورة ظهرت على الساحة في إيران أكثر من اربعمئة حزب ومجموعة تضم مزيجا متناقض الأجزاء 000بحيث أن بعض الفصائل تمكنت من الحصول على السلاح وبدعم من الدول الأجنبية تمكنت من تأسيس اكبر شبكة إرهابية في إيران 000وان من أخبث الدعايات السياسية هو أن يتهم بالإرهاب نفس ضحايا الإرهاب وذلك من قبل فئة لعبت دورا كبيرا في دعم الإرهابيين في عملهم ثم آوتهم 000ان اكبر وافجع عداء واجهنا به أعداءنا هو شن هذه الحرب المفروضة 000

إلا أن المأساة التي حلت بنا خلال هذه الفترة لا يمكن وصفها حقا ، فكم من مدن عامرة مثل (خرم شهر)( وآبادان) (ولوقويزة)( وقصر شيرين) ، قد تم تدميرها وسويت مع الأرض وقد أطلق على مدينة (دزفول ) وحدها مئة وثلاثة وسبعون صاروخ ارض ارض ، كم من قرى آهلة لم يبقى منها حتى جدار متصدع ، كم من معامل تحولت إلى ركام من الحديد ، وكم من مزارع لم يبقى فيها أثر من الاخضرار ، كم من آثار ثقافية حضارية قيمة تعرضت لإضرار ، والأعز والأغلى من كل هذا كم من أرواح زاكية أزهقت وكم من مواطنين قتلوا أبرياء ، إن الجرائم الحربية بدئا بالهجوم على المناطق المدنية الآهلة بالسكان حتى المجازر الوحشية التي قتل خلالها ألوف الأطفال والنساء العزل واسر المسافرين العاديين على قارعة الطريق في المناطق المحتلة ، وانتهاءا بخرق الالتزامات وانتهاك القرارات الدولية واستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع وضرب السفن التجارية ومهاجمة الطائرات المدنية وطائرات نقل الركاب وقطارات الركاب العاديين ، كل ذلك من الأعمال المعروفة التي ارتكبها العراق بشكل مستمر طوال هذه الحرب 000

لا شك أن السلام كلمة جميلة تشد إليها القلوب لدرجة أن كبار مؤججي خوار الحرب في العالم ومنتجي الأسلحة الفتاكة أيضا لا يسعهم إلا أن يظهروا الود والحب لهذه الكلمة وان يتشدقوا بها رياءا ، ولكننا نرى أن العدالة هذه الكلمة التي ينظر إليها الطغاة والمعتدون بخوف وحذر هي أسمى واهم من السلام 000

إن الشعب الإيراني خلال هذه السبع سنوات بحث عن إجابة على سؤال كبير ، أود أن اطرحه من على هذا المنبر ، إن السؤال يتلخص فيما يلي : لماذا نرى أن الدول التي تعلم جيدا بان النظام العراقي المؤجج لنار الحرب هو الطرف المعتدي – وما أكثر عدد هذه الدول – (نعم) لماذا نرى أنها التزمت الصمت عن هذه الجريمة الكبرى وهذا الذنب العالمي العظيم ؟لماذا تتناسى أجهزة الإعلام العالمية مسؤوليتها العظمى تجاه الضمير الإنساني وتساؤل التاريخ ؟ 000

لا بد لي أن أعلن للعالم وخاصة للشعب الأمريكي بأن الوجود العسكري الأمريكي العدواني في الخليج الفارسي ليس إلا وجها من أوجه العداء العلنية للولايات المتحدة ضد شعبنا ، فشعبنا يمر بحقبة مريرة ملطخة بالدماء ملئها العداء والحقد اللذان يكنهما النظام الأمريكي ضدنا ، فما قامت به الولايات المتحدة من دعم للنظام الفهلوي الدكتاتوري الجلاد الذي اقترف تلك المجازر الرهيبة بحق شعبنا المظلوم لفترة خمسة وعشرين عاما ، ونهب أموال شعبنا بمشاركة الشاه المقبور ، ومواجهة الثورة الإسلامية بشكل قمعي وحشي 000وخلق العقبات في طريق ثورتنا بشتى الوسائل 000والاتصالات الاستفزازية للسفارة الأمريكية في طهران بمناوئ الثورة ، ومساندة عناصر الانقلاب العسكري ، والدعم المستمر للإرهابيين ومناوئ الثورة الموجودين خارج البلاد ، وتجميد أرصدة وأموال إيران ، والامتناع عن تسليم البضائع التي دفعت أثمانها سلفا ، وعدم إعادة الأموال التي سرقها الشاه من خزانة الشعب 000والعمل على فرض حصار اقتصادي علينا ، وفتح جبهة متحالفة مع الغرب ضد شعبنا ، وحماية العراق بشكل علني وفعال في حربه ضدنا ، وأخيرا الغزو الأمريكي الناتج عن نزعة الطغيان لديها للخليج الفارسي ، وتعريض امن المنطقة وسلامتها لخطر حقيقي 000

إن النموذج الأخير من فقرات قائمة العداء الأمريكي ضد شعبنا ، هو الفاجعة الدامية التي ارتكبه بحق حجاجنا العزل المظلومين على ارض مكة المكرمة وبجوار الحرم الإلهي الآمن وسقط من جرائها ما يقارب أربعمائة شهيد من حجاج إيران وغيرها أغلبيتهم من النساء ، كما جرح أضعاف هذا العدد وتشير الأدلة إلى أن أمريكا كانت لها يد في هذه المجزرة الدامية الفريدة

النداءات

لقد اثبت شعبنا صدق إيمانه بأهدافه وانه مستعد ليضحي في سبيلها بكل ما لديه من غال ونفيس ، وشعب كهذا لا يخاف من أمريكا ولا من أية قوة أخرى ، وسوف يثبت بعون الله سبحانه بان النصر حليف الحق ومن يؤمن بالحق 000ولينظر العالم اليوم إلينا ليرى وهو يرى أننا نعيش ولا نزال رغم انف قوى السيطرة 000ولا شك أن نظام السلطوية لم يرد للجمهورية الإسلامية حياة واستمرارية ، غير أن إرادتنا هي التي انتصرت في النهاية 000

إن نظام الهيمنة يقرر مصير الشعوب رغم إرادتها ، فتعتبر فلسطين المظلومة نموذج كاملا لهذه الظلامة ، كما تعتبر أفغانستان نموذجا آخر منه ، إن نظام الهيمنة يتلاعب بالمفاهيم فيحرف الكلم من مواضعه حسب ما تقتضيه مصالحه ويكرس كل ما لديه من الإمكانيات لتضليل وتكريس هذه المفاهيم المحرفة ، فأمامنا الإرهاب وحقوق الإنسان كنموذجين من المفاهيم المحرفة 000ان نظام الهيمنة يدعم ويحمي الأنظمة العنصرية الظالمة كالكيان الإسرائيلي ونظام جنوب أفريقيا 000فهناك لبنان المسلم يقف بوجه العدوان الصهيوني الآثم بصمود وصبر ليكون نموذجا بارزا لهذه الظلامة 000واخيرا يسيطر نظام الهيمنة على الإعلام العالمي ليظهر كل الحقائق مشوه ويظهر كل الأعمال الشيطانية خدمة 000

إن القوى المهيمنة هي اكبر عامل لتبرير الفساد ونشره فالفساد في أنواعه الأخلاقية والجنسية والعقائدية يجد له المساندين والمؤيدين والمروجين الرئيسيين من خلال الأيدي السياسية والاقتصادية والتجسسية لهذه القوى ، ولهذا السبب نرى اليوم بأنه – وفي ظل هذه الحياة المرة المعتمة ، والتي تطال هذه المرة شعوب الدول العظمى أيضا – سقوط القيم الأخلاقية وتضعضع الرابطة العائلية ، وسيطرت غول الإدمان على الكحول والمخدرات أكثر من قبل ، كما أن التفكير المعنوي والأخلاقي أصبح اقل من أي وقت كان ، يجب أن نقوي بناء العائلة وان نجعل من العائلة التي هي أول مدرسة فاعلة للإنسان ، منبعا للمحبة والصفاء والعاطفة والمعنوية0

يجب التأكيد على الحفاظ على الحقوق والمثل الخاصة بالمرأة ، يجب إعادة النظر في المعايير التي ينظر بها للمرأة والتي وضعتها نفس الأنظمة المهيمنة ، ويجب تحرير المرأة من كونها أداة للاستمتاع – الأمر الذي فرضته الثقافة الغربية عليها فعلا – المرأة هي العالمة والسياسية والمديرة والشخصية البارزة ، وارفع من هذا كلمة هي الزوجة والأم (نعم) ولكن أداة لكسب اللذة والتسلية (فلا) هذا ما يستطيع أن يعطي لنصف البشرية هويته وشخصيته الحقيقية ، ويجعل من العائلة بنيانا راسخا ومقدسا 0

هذه هي نداءات ثورتنا ليس فقط لأولئك المستعدين لسماع قولنا ولكن لكل أولئك الذين يستطيعون أن يزيحوا الحجب عن مسامعهم ويقبلوا على الحكم العادل 0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولي أمر المسلمين الولي الفقيه السيد علي الخامنائي حفظه الله تعالى 0

جررريح الررروح
12-03-2007, 09:41 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

اللهم احفظ علمائنا الاعلام
يالله يالله يالله

ويعطيك اخي الكريم
ضوي ضوي
الف عافية على النقل الرائع
تحياتي

ضوي ضوي
12-03-2007, 02:40 PM
السلام عليكم

أشكر الاخ الفاضل جريح الروح على متابعة الموضوع

واتمنى له التوفيق دنيا وآخره

فيما يتعلق بالخطاب فهو ليس منقول 00انما كتبته أنا بنفسي بعد جهد كبير

واذا بحثت في الانترنت عنه 00فلن تجد سوى تحت اسم ( ضوي ضوي ) أو منقولا عنه


كما أن الخطاب لا يوجد بأي صيغة كانت في الانترنت 00فهو جديد الوضع

وسوف اضع الخطاب كاملا الآن


والسلام

ضوي ضوي
12-03-2007, 02:43 PM
اليكم يا اخواني الخطاب كاملا بعد الجهد الكبير في كتابته 00وارجوا العذر لكل خطأ إن وجد 0

خطاب ولي أمر المسلمين القائد السيد علي الخامنائي للعالم في مجلس الأمن الدولي أثناء قيادته للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد تسع سنوات على قيام الجمهورية 0

اللهم باسمك أبدأ ومنك أرجو الهداية والعون إن محياي ومماتي ونسكي كلها لك واليك ، فاطفي على كلامي وضوح الكلمة الحقة وأجعل كلامي نداء الحق إلى مئات الملايين من الآذان والأفئدة التواقة إليك بتعطش ولهفة ، والى مئات الإضعاف التي ستكون كذلك في المستقبل أسألك يا رب تعبيرا عن شكري وشكر شعبي أن تصلي على أنبياءك العظام ولا سيما إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله ) الذين نشروا عبر العالم - وبكل ما في طاقتهم – رسالة تحرير الإنسان وتوعيته ، وضحوا في سبيل ذلك بكل غال ونفيس ، فجعلوا منها رسالة خالدة خلود الدهر، وتحية إجلال لتلك القلوب الطاهرة النيرة التي آمنت بهذه الرسالة ولا سيما أولئك الذين قدموا حياتهم دونها 0

سيادة الرئيس ، سيادة الأمين العام ، الحضور الكرام ، إنني رئيس دولة كانت أرضها خلال أحد أطول وأخطر فترات التاريخ مهدا للحضارة ومثابة للثقافة الإنسانية ، وها هي اليوم أضحت دولة يحكمها نظام بني على قاعدة ذلك الماضي الرصين معتمدا على رصيده الحضاري الفريد في نوعه والذي ازداد اليوم ثراءا وخصوبة بفضل الإسلام 0

إنني قادم من إيران التي فجرت ثورة دويها أكبر من جميع الثورات وقدرها مجهول أكثر من أي ثورة في نفس الوقت 0 ثورة قامت على أساس دين الله وعلى امتداد الدرب الذي سلكه كرام الرسل وكبار المصلحين الإلهيين درب طويل طول التاريخ البشري 0 وهذه الثورة تنبع جذورها الراسخة من الرؤية التوحيدية الإسلامية كما تستقي تفكيرها القاعدي من هذه الرؤية الكونية نفسها 0 فعلى ضوء هذه الرؤية الكونية يفسر الإنسان والتاريخ وتفسر أحداث الماضي والحاضر والمستقبل 0 كما تفسر الطبيعة والعلاقات التي تربط بين الإنسان وبين العالم الخارجي – الكون وأبناء نوعه والأشياء إلى آخره – فضلا عن إدراك الإنسان لوجوده ، وبشكل عام كل ما يبني للمجتمع نظاما وأسسا تمكن قيمه من تسيير شؤونه على ما يرام ، وبناءا على التفكير الإلهي الإسلامي يعتبر الكون برمته مخلوقا لله سبحانه ومظهرا لعلمه وقدرته وصائرا إليه ويعتبر الإنسان أشرف المخلوقات وخليفة الله في الارض0

إن الإنسان بإمكانه أن يبني ويزين نفسه والعالم المخلوق من اجله على أجمل ما يكون ، وذلك بتفجير المواهب الكامنة في وجوده ، كما انه يستطيع أن يصعد بجناحي العلم والإيمان إلى اشمخ القمم في المجالين المادي والمعنوي ، وبإمكان الإنسان أيضا أن يخلق في هذا العالم جحيما من الظلم والفساد ، وذلك بإهدار المواهب المذكورة أو حرفها عن مجراها الصحيح ، إن مصباح الهداية للإنسان هو إيمانه بالله سبحانه وامتثاله لما أمره به وابتعاده عما نهاه ، إن الدنيا مزرعة الآخرة ، وان الموت ليس نهاية للحياة وإنما هو بداية النشأة الجديدة 0

وانطلاقا من التفكير الإلهي الإسلامي يعتبر أبناء البشر إخوة الجميع عباد الله وليس هناك أي امتياز لعرق دون عرق أو للون دون لون أو لشعب دون شعب ، فلا تشكل مثل هذه الاعتبارات عاملا لتفضيل أي فرد أو شعب على غيره ، إن البشرية وحدة متماسكة متلاحمة ، ومن ثم فان الاعتداء على فرد واحد من بني الإنسان يعتبر اعتداء على الإنسانية برمتها بغض النظر عن كل المميزات الجغرافية والعرقية ، إن دافع الاستعلاء والأثرة سبب اعتداء أخ على أخيه والدم الذي أريق على أثره لم ينتهي عند هذا الحد وإنما ظل الدافع مستمرا وأصبحت الضربات المماثلة تتوالى لتجري انهار من الدماء وتتحول إلى بحار من الدماء يغرق فيها أصحاب الاستعلاء وضحاياه ، وبذلك يفقد الإنسان الراحة والطمأنينة 0

لقد دعا الأنبياء أبناء الإنسان إلى عبادة الله القاضية على الأثرة والاستعلاء وعرضوا على الإنسان طريقا يؤدي به إلى جنة الآخرة بعدما يصل به في حياته الدنيوية أيضا إلى جنة ملؤها الصفاء والهدوء والطمأنينة ، وحثوه على التحكم في غريزة التكاثر والتسلط لديه ، كما حذروه من مغبة ضياع المواهب وهدرها ومن خطر الانزلاق إلى أعماق مستنقع الفساد الأخلاقي ، وفجروا فيه عيون الفضيلة والصدق والأمانة والمحبة وينابيع العمل والإبداع والعلم والمعرفة ولقنوه ذكر الله وحبه ، الأمر الذي يضمن له تحقيق كل ذلك ويسموا بروحه إلى ما لا يمكن تصوره ، كما أنهم - أي الأنبياء - علموا الإنسان أن يقوي ساعده ليذود عن هذه القيم ويسد الطريق بوجه شياطين الشر والفساد والانحطاط وان يقارع الجهل والظلم والاستعباد ويدافع عن العلم والعدالة والحرية ، علموه أن لا يظلم وأن لا يرضخ للظلم 0عليه أن ينهض لإقامة العدل والقسط وان لا يترك قطاع طريق الصلاح والفلاح لان يعيشوا آمنين ، فالاستسلام أمام أعداء الفضيلة والعدالة والصلاح يعني القبول بفناء هذه القيم وانتفاء هذه المثل والرضوخ للرذيلة والظلم والفساد 0

إن الفكر الإسلامي يعتبر دين الله هو الذي يشكل إطار الحياة الإنسانية ، وان الدين لا يقدم للإنسان سلسلة من العبادات والعادات فقط ، وإنما يعطي له نظاما اجتماعيا منبثقا من نفس الرؤية الكونية ومبنيا على شكلها ، وان كانت العبادات والعادات نفسها مفعمة بروح الحياة وسائرة باتجاه ذلك النظام الاجتماعي نفسه 0ان مبادئ كالحرية والمساواة بين أبناء الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكوين الوعي الذاتي لدى أفراد المجتمع ومكافحة أسباب الانحراف والاعوجاج وتفضيل القضايا الإنسانية على الأماني الفردية والتوجه إلى الباري وذكره ورفض أنواع الهيمنة الشيطانية وغير ذلك من المبادئ الاجتماعية الخاصة بالنظام الإسلامي ، بالإضافة إلى حسن الأخلاق والسلوك الفرديين وممارسة السياسة والعمل على ضوء تقوى الله ، كل ذلك ينبع من تلك الرؤية الكونية وذلك التفسير العام للعالم والإنسان 0

إن الإسلام يرفض النظم المبنية على أساس القهر والجبروت والتي لا تثمر إلا الظلم والجهل والإرهاب والاستبداد والاستخفاف بكرامة الإنسان والتمييز بين مختلف العناصر والجنسيات والشعوب على أساس الدم أو اللغة ، يرفض كل ذلك ، كما أن الإسلام يقف بوجه كل نظام أو فرد يقوم بمحاربة النظام الإسلامي 0 أما ما عدى هؤلاء فان الإسلام يأمر بالتعامل على أساس المحبة والتسامح مع كافة الناس سواء أكانوا من أبناء الإسلام أو غيره ، انطلاقا من مثل هذه المبادئ ووصولا إلى مثل تلك الغايات والأهداف قامت الثورة الإسلامية في إيران ، وانتصرت بتأسيس النظام الجمهوري الإسلامي 0

الواقع أن هناك جمعا غفيرا ممن بحثوا عن جذور ثورة شباط عام تسعة وسبعين وتسعمائة وألف الإسلامية ، فلم يصل كثير منهم إلى فهم صحيح لها ووقعوا في أخطاء كبيرة ونحن من جانبنا نرى أن هذه الظاهرة الكبرى يرجع سببها فيما يرجع إلى النقص الذي تعاني منه النظم القائمة في عالمنا من جهة وعقم الشعارات التي رفعتها هذه النظم من قبيل الحرية والديمقراطية والمساواة من جهة أخرى 0 في خضم ظلام دامس رهيب استطاع الإسلام أن يلوح كبرق وضاء من وراء ما أثاروا حوله عبر القرون من غبار التحريف والتضليل وما أحاطه من غيوم الأوهام ، فما إن لاح هذا البرق حتى أضاء الأفق في إيران ثم جاء بعاصفة ما زالت تفرض علينا أن نتوقع أحداث في مناطق عديدة من العالم 0ان حركة الصحوة الإسلامية بين المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية رغم ما قيل فيها وما يتصور حولها ويروج لها ليست وليدة للثورة الإسلامية في إيران وإنما هي شقيقة لها 0

تقع إيران في إحدى أكثر المناطق الإستراتيجية في العالم حساسية ولها ما لها من تاريخها وتراثها العلمي والحضاري ، فضلا عما وهبها الله من ثروات ينذر مثيلها ، وقد انفجرت الثورة الإسلامية في إيران ضد نظام سخر كل هذه الإمكانيات المتاحة لخدمة مصالح القوى المسيطرة على العالم ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية التي نالت منها حصة الأسد طيلة الأعوام الخمس والعشرون الماضية ، فما كان هناك احد أفقر إلى ثروات إيران المادية والمعنوية من الشعب الإيراني نفسه الذي حرمت عليه هذه الثروات 0 إن كل ما كانوا يتشدقون به من ادعاءات لم يكن إلا أكاذيب وخداع رغم أن الإعلام الغربي وعلى وجه الخصوص ما كان يرتبط منه بالصهاينة قد عكف متحمسا يطبل لهذه الادعاءات الواهية ويزمر ، فانفجرت ثورتنا الإسلامية ضد نظام كهذا متطلعة إلى أهداف سامية مستقيمة ، واليوم وقد مضى عليها < أي الثورة الإسلامية في إيران > تسعة أعوام ما زال هناك الكثير للتحدث عنه ، فقد قيل عنا وعن ثورتنا ومبادئنا ووجهات نظرنا أكثر من القدر المعتاد ، ما يعبر عن الحقد والنوايا السيئة حينا أو ينم عن الجهل وعدم الفهم حينا آخر 0

إن لثورتنا عدة مميزات خاصة بها يمكن اعتبارها استثناءا عن المعايير المتعارف عليها للثورات وأنا أتناول هذه المميزات لأوجه في الختام نداءنا للعالم :-

(أولا :) إن هذه الثورة منذ بدايتها كانت شعبية مئة بالمئة ، فلم يكن هناك وجود أو نشاط لمجموعة مسلحة من أفراد حرب العصابات أو حزب سياسي نشط أو مجموعة من الضباط الثوريين الأحرار أو أي نوع آخر من الأنواع المتعارف عليها التي توجد التغييرات الثورية في الدول ، لم يكن هناك إلا الشعب نفسه وهو الأعزل تماما بدون سلاح ، فقد نزلت الجماهير الشعبية في طهران وكل مكان إلى الشوارع فملئت الفضاء الرحب وأجواء الحياة في المدن بتواجدها في الساحة بالشعارات الثورية بشكل لم تجد معه الطغمة الحاكمة وحكمها مجالا للبقاء ، لقد اضطروا لان يتركوا قصورهم ومراكز نفوذهم ثم يغادروا البلد زرافات ووحدانا ، ابتداءا بالشاه وكبار ضباط الجيش وغيرهم ورئيس الوزراء والوزراء وآخرين من أصحاب السلطة والمقدرة وكل من استطاع أن يهرب من قبضة الشعب وذلك بعد فترة طالت أكثر من سنة ونصف ، استخدموا فيها كافة ما لديهم من إمكانيات سياسية وعسكرية وبوليسية في تفكيك صفوف الجماهير وإعادتها إلى البيوت أو أماكن العمل ، وفي هذه الفترة كان قد قتل الآلاف من الجماهير أمام أعين الآخرين في الشارع وفي المسجد وفي الجامعة وفي مكان العمل ، إلا أن التواجد الشعبي كان يتزايد يوما بعد آخر ، وقد ازداد النظام في الشهور الأخيرة من حياته عنفا وبطشا كما ازداد التواجد الشعبي في المقابل أيضا ، وبعد أن عجز النظام عن التصدي لتيار غضب الشعب المضحي بحياته اضطر يائسا لان يقدم اكبر التنازلات فرحل الشاه وبعد ذلك اخذ النظام يتراجع عن مواقعه بشكل متلاحق وسريع ، واعتمادا على هذه الإرادة الجماهيرية الصلبة قام زعيم ثورتنا العظيم بتأليف حكومة الثورة وهو يضفي على الشعب بالروح والوعي والدروس مع كل كلمة يقولها 0 فلم يرى الحكم الملكي الغاشم سبيلا أمامه إلا أن يترك السلطة من تلقاء نفسه ويولي هاربا ، وكانت المعسكرات وثكنات الجيش الفارغة من الجنود والضباط تشكل آخر الخنادق ، فقد هرب هؤلاء الجنود والضباط والتحق كثير منهم بصفوف الشعب ، عدة معسكرات قاومت في اللحظات الأخيرة ولكن بلا فائدة ، وهناك أيضا كان الشعب متواجدا وكانت معجزة الثورة انتصار الشعب ، ولم يحصل الشعب على السلاح إلا بعد سقوط هذه المعسكرات ولم يتم ذلك إلا بعدما كان النظام قد سقط ، وقد تم استخدام هذه الأسلحة في المحافظة على النبتة الفتية للثورة 0

إن الشعب بشبابه وشيبه ونسائه ورجاله هو الذي استطاع أن يسقط النظام الفهلوي الذي كان يظهر قويا ومسلحا تماما ويحظى بحماية القوى الكبرى ، وهو الذي استطاع أن يقيم النظام الجمهوري الإسلامي ، إن الشعب لم يمتلك سلاحا سوى الإيمان والإرادة الصلبة والدم الذي يجري في شرايينه فكان أن انتصر الدم على السيف 0 إن سياسة انتصار الدم على السيف هي سياسة المقاومة المظلومة التي أعلنها قائدنا العظيم قبل انتصار الثورة ، وأول معجزة أتت بها تجسدت في الانتصار على نظام الشاه المسلح من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه والمتمتع بالدعم الأمريكي الغربي ، وبعد ذلك أيضا حققت الثورة انتصارات يعتبر بعضها اكبر من الانتصار على نظام الشاه ، إنها تجربة لا مثيل لها على الأقل في القرن الأخير وحبذا لو وضعت قيد الدرس بإمعان وتأمل من قبل الدول الرازحة تحت الهيمنة ومن قبل قوى الهيمنة العالمية على حد سواء 0

(ثانيا :) قامت هذه الثورة على أساس الدين على أساس الإسلام ، فهناك ثورات عديدة ارتوت جذورها النضالية من الإيمان الديني ولكن لم يحسب له حساب يذكر في البنية الثورية إن لم نقل لم يؤخذ في الحسبان مطلقا ، إلا أن ثورتنا اعتمدت الإسلام في كل شيء ابتداءا من الأهداف والمبادئ ومرورا بأساليب النضال وانتهاءا بشكل النظام الجديد ونوعية إدارته ، كل ذلك يعطي الثورة أبعادا مدهشة ويقدم لها تفسيرا جديدا لانتصارها ، فقد ضل الإسلام مئة وخمسين سنة على الأقل يتعرض لهجوم القوى الاستعمارية وعملائها الرجعيين الحقراء وذلك لما يحتوي عليه الإسلام من طاقة هائلة للثورة والبناء ، بالإضافة إلى ذلك يعتبر الإسلام إيمانا مقدسا ودينا الهي بالنسبة لأكثر من خمسين دولة ومليار إنسان ، فإذا انتصرت ثورة بروح ومضمون إسلاميين فذلك في الحقيقة يعد انتصارا على كل هؤلاء المهاجمين ولحساب هذه الساحة المليارية كلها 0 لقد غمر الشعور بالانتصار مئات الملايين من المسلمين والمسلمات في عشرات الدول عندما انتصرت ثورتنا في إيران ، وهناك مبدأ يسد طريق التراجع والفشل والضعف والخوف أمام الشعب وقائد الثورة ومسئوليها ، وهو لا هزيمة في سبيل الله لكي يترتب عليها ضعف أو خوف أو تراجع 0

(ثالثا :) كان عدم الاعتماد على الشرق والغرب ميزة أخرى من المميزات الاستثنائية لهذه الثورة ، كما يشكل اليوم أيضا السياسة الحازمة التي يتبناها نظامنا الثوري ، إن ذلك من معاجز إيماننا بالله سبحانه واعتمادنا عليه في كل أمور حياتنا الفردية والاجتماعية ، إن السيطرة على الساحة السياسية في كافة أنحاء العالم ، هي التي تقول باستحالة مواصلة الحياة على المسرح السياسي المعاصر بدون الاعتماد على القوى الكبرى ، لكنا نقول إن استحالة ذلك تكمن في عدم الاعتماد على قدرة مطلقة يعتمد عليها ألا وهي قدرة الله سبحانه 0 لقد كنا نعلم بأننا يجب علينا أن ندفع ثمنا باهظا لهذه العقيدة وهذا الطريق وقد هيئنا أنفسنا لذلك لندع هذه التجربة تهدي الشعوب إلى الاستقلال الحقيقي الذي لا يتزعزع ، وبالتالي إلى رفض قوى الهيمنة العالمية الكبرى رفضا باتا 0 فان الاتجاه الحالي لتوزيع القوى يهدد البشرية بمستقبل أكثر مرارة 0

(رابعا :) كذلك امتازت ثورتنا وما زالت بميزة أخرى تتمثل فيما واجهته من مواقف عدائية حاقدة وما تعرضت له من ضربات لا مثيل لها ، صحيح أن ما واجهناه خلال التسعة أعوام من عداء وحقد بكل ذاك العنف والاتساع والشراسة إلا أن له قصة فريدة ، لقد بدأ العداء للثورة الإسلامية قبل انتصارها وكانت أمريكا هي السباقة في هذا المجال ، إن المسئولين الذين اعتبروا انقضاء الزمان مبررا لكشف الأسرار الخفية ، نراهم اليوم يعترفون بان إدارة رئيس الجمهورية الأمريكي ومستشار الأمن القومي ورئيس الجمهوري نفسه ، كانوا يطمأنون الشاه ويحرضونه على العمل بحزم ، والمقصود من هذا الحزم هو بالضبط ما ظهر بصورة أوضح من خلال ما صرح به شخص اسمه ( الجنرال هايزر ) الذي جاء إلى طهران في مهمة خاصة بإيعاز من الرئيس الأمريكي ، لقد كانت وجهة نظر هذا الشخص وبناءا على التوصيات التي تلقاها " انه يجب الحفاظ على نظام الشاه حتى بثمن قتل عشرات الآلاف من أفراد الشعب " وكاستدلال مبرر قال " هذا أحسن من أن يقتل فيما بعد أضعاف هذا العدد "

لقد كان افتراض انه يمكن الحيلولة دون إراقة دماء عشرات الآلاف في تلك الأيام وأضعاف هذا العدد فيما بعد وذلك من خلال عدم تدخل أمريكا في الشؤون الداخلية الإيرانية ، كان افتراضا مردودا بالكامل ، ولا شك أن فشل مهمة (هايزر) وهروبه من طهران ، وكذلك هروب وإلقاء القبض على أولئك الذين كانت أمريكا قد علقت عليهم الآمال لتنفيذ خطتها المشئومة ، لم تكن إلا بأمواج الثورة الصاعقة والقدرة العظيمة لشعب قام لله ولم يخف شيئا إلا الله 0لم يتنازل أعداء الثورة أمامها بل إن الثورة هي التي ألقت بكل من عاداها خارج الساحة ، لقد كان الأعداء أيضا ومن خلال الشاه قد مارسوا كل الضغوط التي كانوا يستطيعونها وباءت بالفشل 0

ولقد ظهر التآمر المعادي للثورة بعد انتصارها بأشكال أخرى : أولها : جاء من خلال جهد وسيع لغرس أيادي العدو في مراكز الإدارة الثورية ، وفيما بعد استغلال الأجواء السياسية المفتوحة التي انفرجت بعد اختناق دام عشرات السنين ، كما جاء التآمر من خلال تنظيم الأحزاب والمنظمات المعادية للثورة ، في إطار المسعى الأول هناك نموذج طريف ، فاحد العملاء والذي لم يكن من المعروفين نسبيا والذي أدين في محكمة الثورة بصفته خائنا ومجرما ، بعد مضي عدة أسابيع من انتصار الثورة كان قد تمكن في الأيام الأولى من انتصار الثورة عبر استخدام الوسائل والوساطات أن يصبح قائد القوة الجوية 0 أما بالنسبة للخطوة : الثانية : فيكفي أن نقول انه في غضون الشهور الأولى للثورة ظهرت على الساحة في إيران أكثر من اربعمئة حزب ومجموعة تضم مزيجا متناقض الأجزاء ، ابتداءا بأنصار الملكية وانتهاءا بالشيوعيين ومرورا بالانفصاليين إلى جانب القوميين الجاهليين 0 كما أن بعض السفارات المعتمدة في طهران ومنها السفارة الأمريكية كانت مركزا لتوجيه ودعم بعض هذه المجموعات 0

الإرهاب الدموي هو احد أوجه العداء الانتقامي الذي واجهته الثورة بحيث أن بعض الفصائل تمكنت عن طريق سرقة السلاح والعتاد – الذي لم يكن الحصول عليه أمرا صعبا في تلك الأيام – وبدعم من الدول الأجنبية تمكنت من تأسيس اكبر شبكة إرهابية في إيران والإقدام على الاغتيال الفردي والجماعي والانفجارات المهيبة واختطاف الطائرات والمواطنين وممارسة التعذيب والمذابح الرهيبة في إيران ، كل ذلك أقدمت عليه تلك الفصائل الإرهابية المدعومة والمشجعة من قبل كبار أعداء الثورة ، وكان ضحايا هذا التيار الدموي العنيف من مختلف طبقات الشعب ، ابتداءا من كبار رجال قيادة الثورة والبلاد وانتهاءا بالمواطنين العاديين في المجتمع كالعمال والكادحين والنساء والأطفال وعابري السبيل الأبرياء 0

واليوم نرى نفس الإرهابيين اعضاءا أو قادة والذين قد اعترفوا في الغالب بجرائمهم متحملين مسئوليتها ، نراهم يتمتعون اليوم في أمريكا وفرنسا وبعض الدول الغربية بالحصانة والعيش الرغيد ويطلقون عليهم اسم " معارضي الثورة " ولكن اغلب تلك الدول ما زالت تتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالإرهاب ، وان من أخبث الدعايات السياسية هو أن يتهم بالإرهاب نفس ضحايا الإرهاب وذلك من قبل فئة لعبت دورا كبيرا في دعم الإرهابيين في عملهم ثم آوتهم ، إنني وبصفتي رئيسا للجمهورية وخادما لبلدي تعرضت شخصيا لإحدى هذه الجرائم الدموية التي أحبطها الله تعالى ، لاعتز أن هذه الجرائم لم تتمكن من زعزعت إرادة شعبي ، وان الأحداث المؤلمة التي لا مثيل لها والتي استشهد في إحداها فقط اثنان وسبعون شخصا من كبار القادة ورجال الثورة ، بما فيهم عدد من الوزراء والعديد من ممثلي مجلس الشورى وعدد من كبار المسئولين ورجل الثورة الفذ الشهيد بهشتي ، واستشهد في حادث آخر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء معا كل هذا لم يزد شعبنا إلا إيمانا بالله وتوكلا عليه كما سبب في تصعيد غضبه الثوري 0

أما الانقلاب العسكري الذي يعتبر تجربة دموية تقليدية مألوفة تدبره القوى العظمى لمواجهة كل الثورات فقد دبر لمرات عديدة في إيران وفي إحدى المرات تطور حتى وصل إلى مرحلة بالغت الخطورة قريبة من النجاح ، ولولا وعي الساهرين على هذه الثورة ودعم الشعب لدخل اقتراح الجنرال الأمريكي لصنع حمامات الدم والمجازر المليونية حيز التنفيذ ولأكثر من مره 0

يتبع 00000

ضوي ضوي
12-03-2007, 02:44 PM
باقي الخطاب0000

إن اكبر وافجع عداء واجهنا به أعداءنا هو شن هذه الحرب المفروضة من خلال إثارة نزعت الجاه والسلطان لدى احد الجيران وتشجيعه على شن الهجوم ، وتطمينه بأنواع الدعم والمساعدات ، واليوم وبعد مضي سبع سنوات بإمكان الجميع أن ينظروا إلى الهجوم العسكري العراقي الذي بدأ في الثاني والعشرين من أيلول عام ثمانين وتسعمائة وألف ، أي بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية بتسعة عشر شهرا ، والذي استخدم فيه عشر فرق عسكرية ومئات من الطائرات الحربية في هجوم بري وجوي وبحري ليتأكدوا من أن هذا الهجوم قد استهدف إحباط الثورة وإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية ، الأمر الذي صرحت به الكتب والصحافة العراقية وغير العراقية المأجورة مرارا ، بالإضافة إلى تحقيق نوايا توسعية عراقية في ضم أجزاء من الأراضي الإيرانية والنتائج الكبيرة التي كان بإمكان النظام العراقي الحصول عليها في حالة نجاحه في هذا الهجوم ، هي الظهور على صعيد المنطقة وحتى في الساحة العربية بمظهر قوة فائقة ، بالإضافة إلى تكريس موقفه الداخلي وهذا يعتبر شيئا كبيرا جدا لحكام العراق المنحطين ، أضف إلى ذلك سيطرة النظام العراقي على حدود لا يستهان بها في منطقة الخليج الفارسي الهامة ، ومع هذا الانتصار الذي كان يؤدي ولا بد إلى هزيمة إيران وتقسيمها والإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية فيها 0

نرى أن القوى المهيمنة أيضا كانت في ذلك تحقق لنفسها هدفا كبيرا ، هو إسقاط نظام غير بظهوره المعادلات السياسية الاقتصادية في المنطقة وقطع أيدي الاستكبار خاصة أمريكا من بلد كبير كإيران ، وفي حالة هزيمتنا كانت المياه ستعود إلى مجاريها بالنسبة لأمريكا والبعض الآخر ، ولتتكرر من جديد قضية النفوذ السياسي والاقتصادي على شكلها المعتاد 0

نحن نعترف إننا في البداية فوجئنا بمباغتة فرضها علينا انصرافنا إلى القضايا الداخلية الناتجة عن الثورة والتي لا تعد ولا تحصى ، فضلا عن عدم وجود التجربة الكافية لدينا ، ولكن مميزات ثورتنا هي التي أنجدتنا إذ انه في غضون عدة أشهر صنع الشعب والقوات المسلحة ملحمة كبيرة عبر تواجدهم في الساحة وسعيهم الذاؤب ، فاستردوا بذلك أجزاء هامة من الأراضي المحتلة المغتصبة 0

إلا أن المأساة التي حلت بنا خلال هذه الفترة لا يمكن وصفها حقا ، فكم من مدن عامرة مثل (خرم شهر)( وآبادان) (ولوقويزة)( وقصر شيرين) ، قد تم تدميرها وسويت مع الأرض وقد أطلق على مدينة (دزفول ) وحدها مئة وثلاثة وسبعون صاروخ ارض ارض ، كم من قرى آهلة لم يبقى منها حتى جدار متصدع ، كم من معامل تحولت إلى ركام من الحديد ، وكم من مزارع لم يبقى فيها أثر من الاخضرار ، كم من آثار ثقافية حضارية قيمة تعرضت لإضرار ، والأعز والأغلى من كل هذا كم من أرواح زاكية أزهقت وكم من مواطنين قتلوا أبرياء ، إن الجرائم الحربية بدئا بالهجوم على المناطق المدنية الآهلة بالسكان حتى المجازر الوحشية التي قتل خلالها ألوف الأطفال والنساء العزل واسر المسافرين العاديين على قارعة الطريق في المناطق المحتلة - هذا الأخير تم في الأسابيع الأولى للحرب - وانتهاءا بخرق الالتزامات وانتهاك القرارات الدولية واستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع وضرب السفن التجارية ومهاجمة الطائرات المدنية وطائرات نقل الركاب وقطارات الركاب العاديين ، كل ذلك من الأعمال المعروفة التي ارتكبها العراق بشكل مستمر طوال هذه الحرب 0

وعندما استطاع الشعب الإيراني أن يتدبر ما حدث ويستخلص منه النتائج خلال المرحلة الأولى من جهوده الأولية في الحرب ، استخلص حقيقة مرة ألا وهي ( إن أساس الأمن الذي وضع بنيانه على وعد وضمان من عنصر معتد شرير يكون بنيانه وهنا لا تصح الثقة فيه ) فالثقة في مثل هذا الأمن تكون في غاية السذاجة وبعيدة عن المنطق والصواب 0

لقد قال رئيس النظام العراقي بصراحة بان الاتفاقية التي وقعها مع الحكومة الإيرانية سنة خمس وسبعين وتسعمائة وألف والمعروفة باتفاقية " الجزائر " تم توقيعها في ظروف كان العراق فيها ضعيفا فلم تعد هذه الاتفاقية نافذة ، ثم مزق الاتفاقية وبعد أيام معدودة شن هجومه على إيران ، لقد تلقى شعبنا من ذلك درسا مرا استخلص منه العبر ، ومنذ تلك اللحظة اتخذ شعبنا الثائر والواعي قراره وحدد هدفه الذي لم يقتصر على استعادة الأراضي المحتلة أو التعويض عن الخسائر الحربية فحسب – وان كان الأمران الأخيران من الحقوق المسلمة للشعب الإيراني رغم أن الكثير من الخسائر لا يمكن التعويض عنها – بل الهدف الأهم هو معاقبة المعتدي واقتلاع جذور العدوان 0

إننا لم نكن من خلال طرح موضوع معاقبة المعتدي نبحث عن رصيد مضمون لأمننا الوطني فحسب وإنما نؤمن بان ذلك يضمن الأمن والاستقرار لكل المنطقة أيضا ، فإذا ما عوقب معتد بسبب اعتداءه لمرة واحدة من قبل الأسرة الدولية فسيمكن الاطمئنان إلى أن هذا الدافع الذي يتجلى دوما في العناصر الشريرة الانتهازية سيخفت على الأقل لسنوات عديدة ، وان المنطقة وربما العالم لن يتحمل مصائب وويلات حرب عدوانية قد تشن دون مبرر 0

لقد استطاعت محكمة ( نور نبيك ) أن تضمن الأمن والسلام لأوروبا التي تعتبر مسرحا للحروب لأكثر من أربعين سنة ، فلماذا لا نستفيد من تجربة محكمة ( نور نبيك ) وحتى عندما كانت ألاف الكيلومترات المربعة من ترابنا تحت وطأت احتلال المعتدين ، وضعتنا القوى العظمى عبر وسائل الإعلام – هذه الحرب القوية – تحت الضغوط لإرغامنا على القبول بوقف إطلاق النار ووعدونا بتشكيل لجنة تعمل على سحب المعتدي إلى الحدود الدولية ، وهذا كان يعني أننا نترك قسما من وجودنا وجزءا من شرفنا تحت أقدام العدو وعلى أمل أن نستعيدها عن طريق الاستجداء واللهاة وراء هذه اللجنة الدولية أو تلك ، وليست هناك اهانة اكبر من ذلك بالنسبة لشعب ثوري عظيم يزهر بالمفاخر ، فحتى أسذج الناس يعرف ما آل إليه الشعب الفلسطيني من مصير مؤلم حزين ليقدمه كدليل حي ليدحض ويرفض مثل هذا الاقتراح الظالم 0ولو مكنت التجارب المتكررة في وقف إطلاق النار المفروض والوعود الخادعة الفارغة لو مكنت الشعب الفلسطيني من استعادة حقه الطبيعي المشروع فسوف يتمكن أي شعب آخر من استعادة حقه 0

واليوم نعتبر معاقبة المعتدي أهم هدف لنا في الحرب ، وبفضل الجهاد البطولي لشعبنا وتضحية الآلاف من أعزائنا تمكنا من أن نحرر القسم الأكبر من ترابنا المغتصب ، رغم أن اجزاءا من ترابنا مثل ( نفث شاه ) ما زالت تحت وطأة الجيش المعتدي ، واليوم عندما ننظر إلى الثمن الذي أخذته الحرب المفروضة منا والذي لا يمكن تعويضه ، نولي هذا الهدف أي معاقبة المعتدي أهمية اكبر من أي وقت مضى ، إن أي نتيجة يحصل عليها الشعب ما عدى ذلك نعتبرها خسارة له فنحن الذين تحملنا أعباء الحرب المفروضة خلال سبع سنوات نتعطش إلى السلام أكثر من أي طرف آخر 0

ولكن السلام – السلام الحقيقي – الدائم لا يكون إلا في إطار معاقبة المعتدي الذي أردف إلى جريمة اعتدائه جرائم أخرى في الحرب ، إن العراق يقف اليوم في موقف ضعف كما هو حاله في عام خمسة وسبعون وتسعمائة وألف ، وهذا الشيء يعرفه العالم اجمع ، وان السلام الذي يقبل به اليوم هذا النظام سيتبخر خلال لحظات عندما يرى في نفسه شيء من القوة بعد مضي عدة سنوات وعند إذ تلتهم نيران الحرب المنطقة بأسرها ثانية ، فالضمان الوحيد للمستقبل هو معاقبة المعتدي0

لا شك أن السلام كلمة جميلة تشد إليها القلوب لدرجة أن كبار مؤججي خوار الحرب في العالم ومنتجي الأسلحة الفتاكة أيضا لا يسعهم إلا أن يظهروا الود والحب لهذه الكلمة وان يتشدقوا بها رياءا ، ولكننا نرى أن العدالة هذه الكلمة التي ينظر إليها الطغاة والمعتدون بخوف وحذر، هي أسمى واهم من السلام 0 وكم من مظلومين ضحوا بالحياة والرفاهية والسلام في سبيل تحقيق العدالة وخلدوا مع الأبطال 0
إن المدن الأوروبية ما زالت تفخر بصمودها أمام العدوان الهتلري وان مدينة ( لينك راد ) ما زالت تفخر بإحراق نفسها مما أصاب جيش ( نابليون ) اليأس والذهول ، وكذلك ما زالت تفخر بصمودها أمام حصار المعتدين النازيين لأربع سنوات ، إن منظمة الأمم المتحدة كلفت بان تؤمن العدالة في شكلها الخاص " وهو التصدي للمعتدين " وتحملها المادة الأولى من ميثاقها هذه المسئولية على وجه الخصوص ، وهذا ما نطلبه من العالم ومن منظمة الأمم المتحدة 0

إن القوى العظمى تسمي رياءا هذه الحرب المفروضة علينا حربا بلا مبرر بينما تقوم هي دائما بدعم ومساعدة الطرف البادئ والمعتدي عسكريا وسياسيا واقتصاديا ، ولا شك أن شن حرب كهذه يبقى دوما بلا مبرر ، ولكنهم لم يلجئوا إلى هذا التعبير طالما كان للمعتدي أمل في تحقيق أهدافه المشئومة ، أما اليوم فقد أصبح لهذه الحرب مبررا هام لدى شعبنا ، وهو العمل الجهادي المصحوب بالتضحية والفداء لغرض اقتلاع جذور العدوان والبرهنة على أن الشعب – أي شعب – يستطيع أن يدافع عن ثورته واستقراره وكرامته رغم انف القوى العظمى 0

لقد بدا شعبنا بما قدم من تضحيات وعطاء في إسقاط المعادلة التي شجعت دائما على الحرب والعدوان والتي تقول ( بان ضمان النجاح والانتصار يكمن في الاعتماد على الأسلحة المتطورة والاستناد إلى تأييد ودعم القوى المقتدرة ) إن الشعب الإيراني خلال هذه السبع سنوات بحث عن إجابة على سؤال كبير ، أود أن اطرحه من على هذا المنبر ، إن السؤال يتلخص فيما يلي : لماذا نرى أن الدول التي تعلم جيدا بان النظام العراقي المؤجج لنار الحرب هو الطرف المعتدي – وما أكثر عدد هذه الدول – (نعم) لماذا نرى أنها التزمت الصمت عن هذه الجريمة الكبرى وهذا الذنب العالمي العظيم ؟ لماذا تتناسى أجهزة الإعلام العالمية مسؤوليتها العظمى اتجاه الضمير الإنساني وتساؤل التاريخ ؟ ربما يكمن حل هذا اللغز في التعرف على العلاقات السياسية في عالمنا المعاصر ، والمعادلة الخاطئة التي أوجدتها سيطرة القوى العظمى في العلاقات الدولية ، وهذا شيء لا يخفى على شعبنا 0

أما السؤال الذي لا يمكن أن نجد له جوابا مقنعا فهو ما يلي : لماذا نسي مجلس الأمن الدولي – الذي انشأ أساسا للتصدي للعدوان وتحقيق الأمن العالمي – لماذا نسي تماما واجبه هذا اتجاه الاعتداء بل وقد عمل باتجاه معاكس لهذا الواجب ، لا باس أن يعلم الجميع بان مجلس الأمن عند بداية الهجوم العراقي الذي شن على جبهة عرضها ألف كيلومتر ، لم يقم بأي رد فعل اتجاه ذلك ، لقد اجتاز الجيش العراقي خلال أسبوع الحدود الدولية وفي بعض المناطق تقدم في عمق الأراضي الإيرانية لمسافة سبعين إلى ثمانين بل إلى تسعين كيلومترا ، واستقر فيها بغية أن لا ينسب أبدا حسب ما صرح به بعض قادة النظام العراقي ، وبعد إذ اصدر مجلس الأمن أول قرار له حول الحرب في الثامن والعشرين من سبتمبر عام ثمانين وتسعمائة وألف ، إلا أن هذا القرار لم يشر إلى الاعتداء ولا إلى الاحتلال ولا إلى ضرورة العودة إلى الحدود الدولية ، وإنما دعا بدلا من ذلك كله وبشكل غريب جدا ، دعا الطرفين إلى التوقف عن استخدام القوة 0

فهذه العبارة في الحقيقة تجاهلت ما تم احتلاله حتى ذلك اليوم من قبل القوات العراقية الغازية ، وكلما طلبت منها هو أن لا تتقدم أكثر من ذلك بينما طلبت من إيران أيضا أن تمتنع عن القتال لطرد المعتدي ، لقد كانت هذه أول مبادرة قام بها مجلس الأمن وقد أهملت من خلالها المهام الرئيسية الموكولة إلى المجلس من قبل المجلس نفسه وبشكل بشع ومؤسف ، وهذه المهام هي الحفاظ على السلام والأمن الدوليين ، بعد ذلك اكتنف مجلس الأمن الصمت القاتل متناسيا الحرب الدامية المستمرة التي كانت أخبارها تتصدر الأنباء العالمية ، إلى أن تم تحرير ( خرم شهر ) من خلال معركة قصمت العمود الفقري للقوات الغازية واسر فيها الآلاف منهم 0

إن بطولات شعبنا التي سجلها أكثر التنظيم الذي حصل في قواتنا المقاتلة أنبأت بظهور قوة مشابهة ثورية فعالة في المنطقة ، وإصابة باليأس التام كل القوى العالمية التي كانت تسعى لتحقيق أهدافها المشئومة من خلال الهجوم العراقي على إيران ، على ضوء هذا تنكر مجلس الأمن الحرب العراقية الإيرانية ثانية ، فبعد مضي عدة أسابيع على تحرير ( خرم شهر ) اصدر المجلس قراره الثاني في الثالث عشر من تموز عام ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف ، هذا القرار دعا إلى العودة إلى الحدود الدولية ، وهو ما كان قد تحقق معظمه فعلا بفضل تضحيات شعبنا والشجاعة النادرة التي أبداها مقاتلونا ، وهذا القرار أيضا لم يذكر شيئا عن العدوان ولا المعتدي ولا الخسائر ولا طريقة التعويض عن تلك الخسائر ، ولا تحدث عن ضمان للأمن والاستقرار الحقيقيين ولا معاقبة السبب في زعزعت الاستقرار والأمن ، ومرة ثانية وجدنا أنفسنا وحيدين في سعينا لاستعادة حقنا ، وقد وقف مجلس الأمن الدولي نفس الموقف في الحرب المفروضة علينا دوما ، وكادت أن تفتح مبادرات الأمين العام المستقلة الطريق لمساعدة منظمة الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها ، إلا أن هذه الفرصة هي الأخرى لم يتم الاستفادة منها ، ولا بد هنا أن أعرب عن ارتياحي للجهود التي بدلها شخصه بهذا الصدد ، كما أنني لا يسعني إلا أن اذكر بالخير رئيس الوزراء السويدي الفقيد السيد ( بول بالمن ) الذي بدل جهودا حثيثة كمبعوث للامين العام 0

هل يستطيع مجلس الأمن أن يبرر عدم قيامه بواجبه الأول وهو التصدي للعدوان ، هذا الواجب الذي قدمته المادة الأولى لميثاق الأمم المتحدة على سائر الأهداف ، أية ضغوط يا ترى مارسها مجلس الأمن على العراق تصديا لتهديد السلام وانتهاك السلام واللجوء إلى القوة وهي أحكام الفصل السابع من الميثاق الدولي ، إن الالتزام بموقف الحياد هو اقل شيء يمكن أن تتوقعه الجمهورية الإسلامية من مجلس الأمن بعد أن أصبحت ضحية لعدوان دموي بشع وتكبدت خسائر فادحة من جراءه ، رغم أن واجب المجلس يقضي بمواجهة العدوان وحماية ضحية الاعتداء ، وليس اتخاذ موقف حيادي من الجانبين ، ولكن هل يستطيع مجلس الأمن أن يدعي حتى بأنه محايد في هذه القضية 0

الذي نراه نحن هو أن إرادة بعض القوى الكبرى خاصة أمريكا أثرت على مجلس الأمن وأرغمته على اتخاذ موقف غير لائق به ومدان ، من هنا لا بد من القول بان الأمن الذي بني أساسه على مجلس الأمن ليس إلا بنيان هش حسن ظاهره ، إن الشعوب – وخاصة شعوب العالم وعلى وجه الخصوص تلك التي ترغب في حياة مستقرة بعيدة عن هيمنة القوى العظمى – لن تستطيع أبدا أن تطلب من مجلس الأمن هذا ضمانا لأمنها 0

الامتناع عن إدانة العراق كمعتد كان سببا في أن تبقى نيران الحرب مشتعلة بل وقد وسعت رقعتها ، لقد تحول الخليج الفارسي إلى مستودع بارود خطر وذاك بسبب التواجد العسكري الأمريكي وسائر الدول التي جاءت بعدها وبناءا على إصرارها وضغوطها ، وارى لزاما أن الفت انتباه الجمعية العامة للأمم المتحدة والرأي العام الأمريكي إلى الخطر الكبير جدا والوشيك الذي عمدة أمريكا به إلى تهديد العالم بأسره وليس المنطقة وحسب بما فعلته في الخليج الفارسي 0

فيوم أمس هاجم الأسطول الأمريكي سفينة تجارية فقتل خمسة أشخاص وجرح أربعة آخرين واستولى على السفينة واحتجز ملاحيها وقد صور التلفزيون الأمريكي الأمر بأنه مهاجمة لزورق كان يقوم ببث الألغام وكالمعتاد فقد كذب على الرأي العام ، وها أنا أعلن هنا أن ذاك لم يكن زورقا حربيا ذا سرعة عالية بل سفينة تجارية اسمها ( إيران آجر ) وأعلن أن ما جرى هو إثارة فتنة لسلسلة حوادث لن تنحصر عواقبها المرة في الخليج الفارسي بدون شك ، ويتحمل المسئولية كاملة عن تلك العواقب الطرف البادئ بالشر أي أمريكا ، فهل يمكن لأحد أن يصدق دعاوى أمريكا بحرصها على الأمن والسلام في الخليج الفارسي بعد أن فضحها إشعالها لنار هذه الفتنة ، إني أعلنها صراحة وجهارا أن أمريكا ستتلقى الرد على الفعلة القبيحة التي أقدمت عليها ، وهذه الفتنة هي واحدة من التبعات المشئومة للحرب المفروضة وهي نتيجة لعجز مجلس الأمن عن التصدي لعدوان النظام العراقي 0

فلو كان مجلس الأمن قد أدان هذا النظام على شنه العدوان بدءا وعلى مبادرته فيما بعد إلى شن حرب المدن والسفن لو فعل مجلس الأمن ذلك لما استطاعت أمريكا القيام بهذه الممارسة الشريرة المهددة للسلام والأمن العالميين ، متحدية الرأي العام العالمي والأمريكي بالخصوص ومتحدية القرار الدولي رقم خمسمائة وثمانية وتسعين ، الذي كانت أمريكا بنفسها العامل الرئيسي لإعداده وإصداره ، فهل أن القرار خمسمائة وثمانية وتسعين قد اعد فقط للضغط على الجمهورية الإسلامية 0

لا بد لي أن أعلن للعالم وخاصة للشعب الأمريكي العظيم بأن الوجود العسكري الأمريكي العدواني في الخليج الفارسي ليس إلا وجها من أوجه العداء العلنية للولايات المتحدة ضد شعبنا ، فشعبنا يمر بحقبة مريرة ملطخة بالدماء ملئها العداء والحقد اللذان يكنهما النظام الأمريكي ضدنا ، فما قامت به الولايات المتحدة من دعم للنظام الفهلوي الدكتاتوري الجلاد الذي اقترف تلك المجازر الرهيبة بحق شعبنا المظلوم لفترة خمسة وعشرين عاما ، ونهب أموال شعبنا بمشاركة الشاه المقبور ، ومواجهة الثورة الإسلامية بشكل قمعي وحشي ، خلال الشهور الأخيرة من حياة النظام الملكي ، وتحريضه على قمع المظاهرات المليونية للشعب ، وخلق العقبات في طريق ثورتنا بشتى الوسائل في السنوات الأولى لانتصار الثورة ، والاتصالات الاستفزازية للسفارة الأمريكية في طهران بمناوئ الثورة ، ومساندة عناصر الانقلاب العسكري ، والدعم المستمر للإرهابيين ومناوئ الثورة الموجودين خارج البلاد ، وتجميد أرصدة وأموال إيران ، والامتناع عن تسليم البضائع التي دفعت أثمانها سلفا ، وعدم إعادة الأموال التي سرقها الشاه من خزانة الشعب ، والتي أودعها باسمه شخصيا لدى البنوك الأمريكية ، والعمل على فرض حصار اقتصادي علينا ، وفتح جبهة متحالفة مع الغرب ضد شعبنا ، وحماية العراق بشكل علني وفعال في حربه ضدنا ، وأخيرا الغزو الأمريكي الناتج عن نزعة الطغيان لديها للخليج الفارسي ، وتعريض امن المنطقة وسلامتها لخطر حقيقي 0

كل ذلك يشكل جزءا من لائحة الاتهام التي يقدمها شعبنا ضد الولايات المتحدة ، هذه اللائحة تزرع الشك اتجاه كل ما يدعيه رؤوس النظام الأمريكي من سعيهم وراء السلام وحول نواياهم الحسنة اتجاه الجمهورية الإسلامية ، فيظهر أن تلك الادعاءات إنما تطلق لاحتواء المشاكل الداخلية وللاستهلاك المحلي فقط 0

يتبع 0000

ضوي ضوي
12-03-2007, 02:46 PM
ختام خطاب السيد

إن النموذج الأخير من فقرات قائمة العداء الأمريكي ضد شعبنا ، هو الفاجعة الدامية التي ارتكبت بحق حجاجنا العزل المظلومين على ارض مكة المكرمة وبجوار الحرم الإلهي الآمن وسقط من جرائها ما يقارب أربعمائة شهيد من حجاج إيران وغيرها أغلبيتهم من النساء ، كما جرح أضعاف هذا العدد وتشير الأدلة إلى أن أمريكا كانت لها يد في هذه المجزرة الدامية الفريدة ، فهل يستطيع النظام الأمريكي وعملائه (0000) أن يقدموا مبررا مقنعا بشأن قتل هذا العدد الهائل من الرجال والنساء العزل ، لاشك أن مرتكبي المجزرة قد اضطروا لان يتذرعوا بذرائع وان يوجهوا التهم لتبرير عملهم هذا ، إلا أن طبيعة الحادث تدحض ما قالوا إذ أن هناك ما يقارب اربعمئة قتيل أكثرهم من النساء وعلى الجانب الآخر هناك الشرطة المحلية المزودة بالرشاشات والهراوات والغازات السامة ، صحيح أن الدماء التي أريقت على ارض مكة المكرمة نتيجة الظلم والقسوة تحمل معها نداءا حيا لزماننا المعاصر دائما ولكافة الأزمنة ، فان هذه الدماء قد كشفت عن وجوه القتلة المجرمين ، غير أن حادثة مكة المكرمة قد اكتسبت أبعادا عالمية جديرة بعناية دقيقة من الأوساط الدولية نظرا لما ينم عنه هذا الحادث من تنسيق بين السياسة الأمريكية والرجعية العربية من جهة ، ويكشف النقاب عما يقومون به وراء الكواليس فيما يتعلق بمنطقة الخليج الفارسي من جهة أخرى 0

أرى من الضروري أن اوكد بان لائحة الاتهام المذكورة أيضا موجهة ضد رموز النظام الأمريكي ، وليس ضد الشعب الأمريكي الذي سيوقع هو الآخر بلا شك على هذه اللائحة لو علم بما فعلته حكومته بحق هذا الشعب 0

لقد اثبت شعبنا صدق إيمانه بأهدافه وانه مستعد ليضحي في سبيلها بكل ما لديه من غال ونفيس ، وشعب كهذا لا يخاف من أمريكا ولا من أية قوة أخرى ، وسوف يثبت بعون الله سبحانه بان النصر حليف الحق ومن يؤمن بالحق 0

سيادة الرئيس سيادة الأمين العام أيها الحضور الكرام ، هكذا كانت قصة ثورتنا التي أحيت تيارا من الأمل بين الشعوب المضطهدة الرازحة تحت سيطرة الاستكبار ، كما خلقت تيارا معارضا لدى أوساط الهيمنة الدولية ، ورغم أن هذا التيار المعارض كان متشعبا ومتعدد الوجوه ، إلا انه لم يقدر على اقتلاع النبتة الفتية التي ضربت جذورها في الأعماق وضلت تترسخ يوما بعد يوم ، وان رشقوها بالحجارة وأصابوها بجراح بالغة ، ولينظر العالم اليوم إلينا ليرى وهو يرى أننا نعيش ولا نزال رغم انف قوى السيطرة ، فتلك سنة الله عبر التاريخ { ولن تجد لسنة الله تبديلا } وهذا أوضح وابلغ نداء نوجهه للعالم ، لقد أراد نظام السلطوية دوما أن يثبت عكس ذلك وان يصور إرادته للعالم الثالث شعوبا وحكومات ، وكأن هذه الإرادة هي التي تحدد مصير الجميع ، إننا رفضنا ذلك ، ولا شك أن نظام السلطوية لم يرد للجمهورية الإسلامية حياة واستمرارية ، غير أن إرادتنا هي التي انتصرت في النهاية 0

نداؤنا الموجه إلى كافة الشعوب والحكومات التي تريد البقاء مستقلة وبعيدة عن إرادة قوى السيطرة العالمية الكبرى هو ( لا تخافوا من هذه القوى وثقوا في أنفسكم وشعوبكم ) ، كما أن ثورتنا تعتبر أن نداءها الأول يتلخص في ( رفض نظام السلطوية في العالم ) فعالمنا اليوم تم تقسيمه عمليا بين القوى المهيمنة الكبرى التي تعتبر نفسها صاحبة القرار ، تم تقسيمه إلى صنفين ( قوى الهيمنة والرازحين تحت الهيمنة ) ويرى الصنف الأول نفسه مالكا للصنف الثاني وصاحب حق تقرير مصيره ، وهذه العلاقات غير العادلة وغير المتكافئة بين الصنفين هي التي تشكل أسس نظام السلطوية ، الذي يناهض الثورات ويعرقل حركة الأنظمة الثورية ، فتعتبر ( نيكارجوا ) و( الدول الثورية في جنوب القارة الإفريقية ) نماذج حية لهذا الواقع 0

إن نظام الهيمنة يقرر مصير الشعوب رغم إرادتها ، فتعتبر فلسطين المظلومة نموذج كاملا لهذه الظلامة ، كما تعتبر أفغانستان نموذجا آخر منه ، إن نظام الهيمنة يتلاعب بالمفاهيم فيحرف الكلم من مواضعه حسب ما تقتضيه مصالحه ويكرس كل ما لديه من الإمكانيات لتضليل وتكريس هذه المفاهيم المحرفة ، فأمامنا الإرهاب وحقوق الإنسان كنموذجين من المفاهيم المحرفة ، إن نظام الهيمنة يدعم ويحمي الأنظمة العنصرية الظالمة كالكيان الإسرائيلي ونظام جنوب أفريقيا ، ويسخر هذه الأنظمة ضد الشعوب المظلومة كأذرع مسلحة ثانية ، فهناك لبنان المسلم يقف بوجه العدوان الصهيوني الآثم بصمود وصبر ليكون نموذجا بارزا لهذه الظلامة ، كما أن دول خط المواجهة في جنوب إفريقيا تشكل نماذج أخرى ، إن نظام الهيمنة يسمح لنفسه أن يمارس الضغوط على المنظمات الدولية والضغوط الأمريكية على كل من مجلس الأمن ومنظمة اليونسكو تمثل النموذج الحي لذلك ، إن نظام الهيمنة يعتبر مصالح أصحاب الهيمنة مصالح مطلقة دون قيد ولا شرط ولأجلها تتجاهل مصالح الآخرين ، والنموذج هو تواجد البوارج الأمريكية في الخليج الفارسي بشكل يخلق التوتر ويهدد بالخطر شعوب المنطقة ، هذا التواجد الذي تم تبريره بحجة الحفاظ على المصالح الأمريكية دون أن تؤخذ مصالح دول المنطقة بنظر الاعتبار ، وأخيرا يسيطر نظام الهيمنة على الإعلام العالمي ليظهر كل الحقائق مشوه ويظهر كل الأعمال الشيطانية خدمة فيسد الطريق بوجه كل معارضة له من قبل الرأي العام العالمي 0

نداؤنا إلى كل شعوب ودول العالم الثالث وكذلك إلى الشعوب التي تدعم حكوماتها نظام الهيمنة ، نداؤنا إلى الجميع هو : إن العالم يجب أن لا يتحمل هذا الوضع الظالم أكثر من هذا ، يجب أن يقول الجميع للدول الكبرى ( اجلسوا في بيوتكم واتركوا العالم لشعوب العالم فأنتم لستم بأوصياء على هذه الشعوب )
هناك نوعان من التمييز الظالم في منظمة الأمم المتحدة ( حق الفيتو = والعضوية الدائمة في مجلس الأمن ) فيجب إزالة هذين التمييزين الظالمين ، هذا هو الحل الوحيد الذي يجعل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ذلك المكان الذي ترتبط به كل الشعوب وتحل مشاكلها فيه حقا ، وإلا سيكون الحال دائما مثل اليوم ، وسيظل مجلس الأمن مكانا لإصدار القرارات غير الفاعلة والتوصيات التي لا يعمل بها ، وسوف تشعر الشعوب دائما كما تشعر به اليوم بأنه لا يوجد مكانا لحل المشاكل الدولية ، وان العنف هو الطريق الوحيد لتسيير الأمور 0

نداؤنا إلى دول العالم الثالث هو : أن يعملوا على التحالف والتلاحم مع البعض ما دام الوضع على ما هو الآن ، ونظام الهيمنة باقيا على حاله ، فهذا خير سبيل لكي يصبحوا أقوياء ، إن قوى الهيمنة العالمية لا تعرف شيئا سوى منطق القوة فيجب التحدث معهم بنفس المنطق ، إن صحوة الشعوب ووعيها بطبيعة ودور نظام الهيمنة يشكلان اكبر رصيد لدول العالم الثالث وعامل اقتدار فاعل في مواجهة أصحاب الهيمنة ، إن قادة هذه الدول ليس لديهم أي سند تحرري حقيقي سوى الفكر النير والإرادة القوية لشعوبهم ، إن التحالف الذي نقترحه على دول العالم الثالث ، ليس تحالفا لمحاربة القوى العظمى ، وإنما هو تحالف للدفاع عن أنفسنا ، وللحول دون إضاعة حقوقنا الثابتة 0

إن القوى المهيمنة هي اكبر عامل لتبرير الفساد ونشره ، فالفساد في أنواعه الأخلاقية والجنسية والعقائدية يجد له المساندين والمؤيدين والمروجين الرئيسيين من خلال الأيدي السياسية والاقتصادية والتجسسية لهذه القوى ، ولهذا السبب نرى اليوم بأنه – وفي ظل هذه الحياة المرة المعتمة ، والتي تطال هذه المرة شعوب الدول العظمى أيضا – سقوط القيم الأخلاقية وتضعضع الرابطة العائلية ، وسيطرت غول الإدمان على الكحول والمخدرات أكثر من قبل ، كما أن التفكير المعنوي والأخلاقي أصبح اقل من أي وقت كان ، يجب أن نقوي بناء العائلة وان نجعل من العائلة التي هي أول مدرسة فاعلة للإنسان ، منبعا للمحبة والصفاء والعاطفة والمعنوية 0

يجب التأكيد على الحفاظ على الحقوق والمثل الخاصة بالمرأة ، يجب إعادة النظر في المعايير التي ينظر بها للمرأة والتي وضعتها نفس الأنظمة المهيمنة ، ويجب تحرير المرأة من كونها أداة للاستمتاع – الأمر الذي فرضته الثقافة الغربية عليها فعلا – المرأة هي العالمة والسياسية والمديرة والشخصية البارزة ، وارفع من هذا كلمة هي الزوجة والأم (نعم) ولكن أداة لكسب اللذة والتسلية (فلا) هذا ما يستطيع أن يعطي لنصف البشرية هويته وشخصيته الحقيقية ، ويجعل من العائلة بنيانا راسخا ومقدسا 0

هذه هي نداءات ثورتنا ليس فقط لأولئك المستعدين لسماع قولنا ولكن لكل أولئك الذين يستطيعون أن يزيحوا الحجب عن مسامعهم ويقبلوا على الحكم العادل 0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ولي أمر المسلمين الولي الفقيه السيد علي الخامنائي حفظه الله تعالى 0


أشكر الجميع على المتابعة 0000000والسلام