المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحساء في آخر القائمة!‏



اريام الدلوعة
11-18-2007, 11:30 AM
الشيخ حسن بوخمسين* (http://64.246.58.165/artc.php?id=19187#writer_desc) - « صحيفة اليوم » - 17 / 11 / 2007م - 12:00 ص

ابتهج الأحسائيون وفرحوا مؤخراً بافتتاح النفق الوحيد الذي أنجز بناؤه في احد أهم التقاطعات الرئيسية المزدحمة في شارع الظهران، ولأنه بنى بمواصفات قياسية وغاية في الروعة والجمال فلذلك تعامل أهل الأحساء مع هذا الافتتاح باعتباره حدثاً مهماً ومع النفق كونه معلماً سياحياً جديداً يستحق العنوة للخروج والتوجه إليه ومشاهدته والتمعن في جماليته.
تشهد الأحساء تأسيس هذه المنشأة الوحيدة من متطلبات البنية التحتية الأساسية الحديثة واليتيمة إلى الآن في تاريخها المعاصر في الوقت الذي تشهد فيه العديد من المدن السعودية بما فيها القريبات منها كالدمام والخبر إنشاء وإعمار العشرات من الأنفاق والجسور فيها وإعادة صياغة كاملة لأحيائها وشوارعها من تعبيد وسفلتة وما إلى ذلك وإقامة وإنشاء الطرق الواسعة الدائرية في وسطها ومن حولها، فضلاً عن ما تشهده هذه المدن من معالم النهضة المعمارية والمدنية المتسارعة فيها المتمثلة في بروز الأحياء والمجمعات السكنية الجديدة الراقية أو العمارات والأبراج الحديثة التصاميم والأشكال والشاهقة الإرتفاع.
فلم نر في أحسائنا مثلاً طريقاً دائرياً مكتملاً حتى الآن لا داخلياً ولا خارجياً بل ما نشاهده في أيامنا هذه عما يقال انه بداية لمشروع طريق دائري هو عبارة عن طريق متقطع الأجزاء يزيد هذه المدينة الوادعة تشوهاً وإزدحاماً! ولم نر فيها جسراً واحداً في أحد تقاطعاتها يتغنى به الأحسائيون ويتفاخرون كما تغنوا بهذا النفق الأخير فضلاً عن افتقارها لمظاهر الطفرة العمرانية الجديدة التي تجتاح معظم مدن الخليج العربي والسعودية!.
لكن الوضع أكثر سوءاً من ذلك – مع شديد الأسف – فطموح الكثير من الأحسائيين في وقتنا الحالي هو توفير أدنى خدمات البنية التحتية في العديد من مناطق الأحساء وأحيائها من سفلتة لشوارعها وإنارتها وإنشاء الأرصفة فيها وتوفير خدمات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار والنظافة اليومية الدائمة، فالوضع كارثي بكل ما للكلمة من معنى في بعض الأحياء السكنية التي قد يقطنها عشرات الألوف من المواطنين السعوديين كأحياء الملك فهد والنزهة والراشدية والطرف وبعض محاسن وغيرها حيث الفيضان الدائم لمياه الصرف الصحي وتحولها احياناً إلى بحيرات ومستنقعات صغيرة وتزيد سوءاً مع نزول مياه الأمطار التي لا تجد مجالاً للتصريف وتختلط مع المياه النجسة وتعيش الأهالي حينها في محن وصعوبات كبيرة!.
أين تكمن المشكلة؟
حينما يرفع أهالي الأحساء المتضررون الصوت عالياً ويوصلون نداءاتهم واستغاثتهم إلى الجهات المسئولة في الدولة يجدون تجاوباً كبيراً وصدراً رحباً ووعوداً كثيرة وكبيرة بإصلاح الوضع وتعديله وتسويته، لكن على أرض الواقع نجد تباطؤاً كبيراً في تحقيق هذه الوعود وترجمتها، فمنذ أربع سنوات لا تزال مشاريع الصرف الصحي قائمة وتحتاج إلى سنين أخرى لاكتمالها والمشكلة أنها أساس في تنفيذ سائر المشاريع الإصلاحية والتطويرية الأخرى، كما يقول المسئولون في دائرة بلدية الأحساء الموقرون ذلك ويؤكدونه.
فإذاً أين هي المشكلة ؟ يجيب العديد من المسئولين في الجهات والإدارات الحكومية المختصة كالبلدية والصرف الصحي بأن السبب عائد إلى الضعف الشديد في الميزانيات المعتمدة وعدم قدرتها على تلبية وتغطية احتياجات المحافظة إلا بنسبة الربع على أحسن التقادير!
وحينما سألت عن الميزانية التي تم اعتمادها لدائرة البلدية في السنة الماضية من أحد اعضاء المجلس البلدي المحترمين أجابني بأنها قد بلغت مائة وخمسة وثمانين مليون ريال، في حين أن الحاجة الفعلية والمستعجلة لا تقل عن ستمائة مليون رياِل!ِ.

__._,_.___