المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حملتُ جنازةَ عقلي معي



عماد علي
11-13-2007, 09:44 AM
هنا قصيدة لجاسم الصحيح تضرب جذوره في عمق الوعي الحسيني لشاعر يفلسف الحياة في لغة باذخة الصور والمعاني


إنها قصيدة من عيون الشعر الحسيني في العصر الحديث


وكما قال الشيخ الوائلي عن الشاعر العملاق أنها لا تقرأ مرة واحدة






حملتُ جنازةَ عقلي معي


وجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يعي


أحسُّكَ ميزانَ ما أدَّعيهِ


إذا كان في الله ما أدَّعي


أقيسُ بِحُبِّكَ حجمَ اليقينِ


فحُبُّكَ فيما أرى مرجعي


خلعتُ الأساطيرَ عنِّي سوى


أساطيرِ عشقِكَ لم أخلعِ


وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ


تهرولُ في ذلك المطلعِ


وحيث (المثلَّثُ) شقَّ الطريقَ


أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ


وعلَّمَني أن عشقَ (الحسينِ )-


انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ


فعَرَّيْتُ روحي أمام السيوفِ-


التي التَهَمَتْكَ ولم تشبعِ


وآمنتُ بالعشقِ نبعَ الجنونِ


فقد بَرِئَ العشقُ مِمَّنْ يَعي


وجئتُكَ في نشوةِ اللاَّعقولِ


أجرُّ جنازةَ عقلي معي !


أتيتُكَ أفتلُ حبلَ السؤالِِ :


متى ضَمَّك العشقُ في أضلعي ؟


عَرَفْتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ


من الرَّحْمِ للعالَمِ الأوسعِ


ووَالِدَتي بِكَ تحدو المخاضَ


على هودج الأَلَمِ الـمُمْتِعِ


وقد سِرْتَ بِي للهوى قبلما


يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ ..


لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَ الحنانِ


على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ


وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الذي


تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ


و قبل الرضاعةِ.. قبل الحليبِ ..


تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي


فأَشْرَقْتَ في جوهري ساطعاً


بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ


بكيتُكَ حتَّى غسلتُ القِماطَ


على ضِفَّتَيْ جُرْحِكَ المُشْرَعِ


وما كنتُ أبكيكَ لو لم تَكُنْ


دماؤُكَ قد أيقظَتْ أدمعي


كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُ الصغيرُ


يكبرُ عبر الليالي معي


و لم يبقَ في حجمِ ذاك البكاءِ


مَصَبٌّ يلوذُ بهِ منبعي


أنا دمعةٌ عُمْرُها (أربعونَ )


جحيماً من الأَلمَِ المُتْرَعِ


هنا في دمي بَدَأَتْ ( كربلاءُ)


و تَمَّتْ إلى آخِرِ المصرعِ


كأنّكَ يومَ أردتَ الخروجَ


عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي


و يومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُ الجوادِ


سَقَطْتَ ولكنْ على أَذْرُعي


و يومَ تَوَزَّعْتَ بين الرماحِ


جَمَعْتُكَ في قلبيَ المُولَعِ


فيا حادياً دورانَ الإباءِ


على محورِ العالَمِ الطيِّعِ


كفرتُ بكلِّ الجذورِ التي


أصابَتْكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ


أَ لَسْتَ أبا المنجبينَ الأُباةِ


إذا انْتَسَبَ العُقْمُ للـخُنَّعِ !


وذكراكَ في نُطَفِ الثائرينَ


تهزُّ الفحولةَ في المضجعِ


تُطِلُّ على خاطري (كربلاءُ )


فتختصرُ الكونَ في موضعِ


هنا حينما انتفضَ الأُقحوانُ


و ثار على التُربةِ البلقعِ


هنا كنتَ أنتَ تمطُّ الجهاتِ


و تنمو بأبعادِها الأربعِ


و تحنو على النهرِ .. نهرِالحياةِ..


يُحاصرُهُ ألفُ مستنقعِ


وحين تناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ


فداءً لدُرَّتِهِ الأنصعِ


هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي ( النفيرِ )


و (حَج َّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّرَّعِ


فما أَبْصَرَتْ مبدعاً كَ(الحسينِ )


يخطُّ الحياةَ بلا إصبعِ !


و لا عاشقاً كَ(أبي فاضلٍ )


يجيدُ العناقَ بلا أذرعِ !


و لا بطلاً مثلما (عابسٍ )


يهشُّ إذا سارَ للمصرعِ !


هنا العبقريَّةُ تلقي العنانَ


وتهبط من برجِها الأرفعِ


وينهارُ قصرُ الخيالِ


على حيرةِ الشاعرِ المبدعِ


ذكرتُكَ فانسابَ جيدُ الكلامِ


على جهةِ النشوةِ الأروعِ


وعاقرتُ فيكَ نداءَ الحياةِ


إلى الآنَ ظمآنَ لم ينقعِ


فما بَرِحَ الصوتُ (هل من مغيث )


يدوِّي.. يدوِّي.. ولم يُسْمَعِ


هنا في فمي نَبَتَتْ (كربلاءُ )


وأسنانُها الشمُّ لم تُقلعِ


وإصبعُكَ الحرُّ لَمَّا يَزَلْ


يدير بأهدافِهِ إصبعي


فأحشو قناديلَ شعري بما


تَنَوَّرَ من فتحِكَ الأنصعِ


وباسمِكَ استنهضُ الذكرياتِ-


الحييَّاتِ من عزلةِ المخدعِ


لعلَّ البطولةَ في زَهْوِها


بِيَوْمِكَ ، تأتي بلا برقعِ


فأصنعُ منها المعاني التي


على غير كفَّيكَ لم تصنع

نور الولاية
11-13-2007, 03:27 PM
يترنم يراعك بنشيده في حق سيدنا و مولانا سيد الشهداء ابا عبدالله الحسين عليه السلام
لحزن والحب بكل ما
يحمله من جمال ورقة ويصدح بخرير مدادك
فسلمت أناملك الماسية التي نثرت عبيرا
فواحا من الكلمات ومن رفة المعاني وروعة
العبارات رائع كل هذا الفيض من بحر مدادك
السخي رائع كل ما أفاض به يراعك القيم من
جمال الأحرف ومن رقة الأسطر

عماد علي
11-14-2007, 10:12 AM
نور الولاية


كل الشكر لكرم التواجد الغالي...

شمعه تحترق
11-22-2007, 03:20 PM
لافض فووه من شاعر متمكن
كتب فأجاد

يبهرني الصحيح بشعره

مبدع في انتقاء مفرداته

أسأل الله له ولك التوفيق أخي ابو باسم
موفق دائما بعون الله

عماد علي
11-24-2007, 08:20 AM
شمعة تحترق
منورة خيتو مشاركتي



كل الشكر لكرم التواجد الغالي...

MOONY
11-27-2007, 04:02 PM
الله يعطيك العافيه
على النقل الموفق
تحياتي لك

عماد علي
11-28-2007, 10:24 AM
MOONY




كل الشكر لكرم التواجد الغالي...

لحن الخلود
11-29-2007, 10:05 PM
يسلمو اخوي جميل ما وضعته على هذه الصفحة من ابداع رائع

عماد علي
12-01-2007, 08:24 AM
لحن الخلود



كل الشكر لكرم التواجد الغالي...

نور الهدى
12-01-2007, 07:24 PM
الله يعطيك العافية

وتسلم يمينك على ما نقلت

اجدت الاختيار اخي ابو باسم

عماد علي
12-02-2007, 09:26 AM
نور الهدى



كل الشكر لكرم التواجد الغالي...