المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلاّ الّذين تابُواْ وأصْلحُواْ واعْتصمُواْ باللّه



amili
12-14-2003, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين .

قال تعالى في محكم كتابه في سورة ‏النساء الآية 146 {إلاّ الّذين تابُواْ وأصْلحُواْ واعْتصمُواْ باللّه وأخْلصُواْ دينهُمْ للّه فأُوْلـئك مع الْمُؤْمنين وسوْف يُؤْت اللّهُ الْمُؤْمنين أجْراً عظيماً } .

عنْ جابر بْن يزيد قال دخلْت على أبي جعْفرٍ –ع - فقلْت يا ابْن رسول اللّه قدْ أمرضني اخْتلاف الشّيعة في مذاهبها , فقال يا جابر ألمْ أقـفـْك على معْنى اخْتلافهمْ منْ أيْن اخْتلفوا ومنْ أيّ جهةٍ تفرّقوا ؟ قلْت بلى يا ابْن رسول اللّه قال :

فلا تخْتلفْ إذا اخْتلفوا يا جابر إنّ الْجاحد لصاحب الزّمان كالْجاحد لرسول اللّه – ص - في أيّامه يا جابر اسْمعْ وع , قلْت إذا شئْت , قال اسْمعْ وع وبلّغْ حيْث انْتهتْ بك راحلتك إنّ أمير الْمؤْمنين - ع - خطب النّاس بالْمدينة بعْد سبْعة أيّامٍ منْ وفاة رسول اللّه – ص - وذلك حين فرغ منْ جمْع الْقرْآن وتأْليفه فقال :

الْحمْد للّه الّذي منع الأوْهام أنْ تنال إلا وجوده وحجب الْعقول أنْ تتخيّل ذاته لامْتناعها من الشّبه والتّشاكل بلْ هو الّذي لا يتفاوت في ذاته ولا يتبعّض بتجْزئة الْعدد في كماله فارق الأشْياء لا على اخْتلاف الأماكن ويكون فيها لا على وجْه الْممازجة وعلمها لا بأداةٍ لا يكون الْعلْم إلا بها وليْس بيْنه وبيْن معْلومه علْم غيْره به كان الماً بمعْلومه إنْ قيل كان فعلى تأْويل أزليّة الْوجود وإنْ قيل لمْ يزلْ فعلى تأْويل نفْي الْعدم فسبْحانه وتعالى عنْ قوْل منْ عبد سواه واتّخذ إلهاً غيْره علوّاً كبيراً نحْمده بالْحمْد الّذي ارْتضاه منْ خلْقه وأوْجب قبوله على نفْسه , وأشْهد أنْ لا إله إلا اللّه وحْده لا شريك له وأشْهد أنّ محمّداً عبْده ورسوله شهادتان ترْفعان الْقوْل وتضاعفان الْعمل خفّ ميزانٌ ترْفعان منْه وثقل ميزانٌ توضعان فيه وبهما الْفوْز بالْجنّة والنّجاة من النّار والْجواز على الصّراط وبالشّهادة تدْخلون الْجنّة وبالصّلاة تنالون الرّحْمة أكْثروا من الصّلاة على نبيّكمْ إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليْه وسلّموا تسْليماً صلّى اللّه عليْه وآله وسلّم تسْليماً أيّها النّاس إنّه لا شرف أعْلى من الإسْلام ولا كرم أعزّ من التّقْوى ولا معْقل أحْرز من الْورع ولا شفيع أنْجح من التّوْبة ولا لباس أجْمل من الْعافية ولا وقاية أمْنع من السّلامة ولا مال أذْهب بالْـفاقة من الرّضا بالْقناعة ولا كنْز أغْنى من الْقنوع ومن اقْتصر على بلْغة الْكفاف فقد انْتظم الرّاحة وتبوّأ خفْض الدّعة والرّغْبة مفْتاح التّعب والاحْتكار مطيّة النّصب والْحسد آفة الدّين والْحرْص داعٍ إلى التّقحّم في الذّنوب وهو داعي الْحرْمان والْبغْي سائقٌ إلى الْحيْن والشّره جامعٌ لمساوي الْعيوب ربّ طمعٍ خائبٍ وأملٍ كاذبٍ ورجاءٍ يؤدّي إلى الْحرْمان وتجارةٍ تئول إلى الْخسْران ألا ومنْ تورّط في الأمور غيْر ناظرٍ في الْعواقب فقدْ تعرّض لمفْضحات النّوائب وبئْست الْقلادة الذّنْب للْمؤْمن .

أيّها النّاس إنّه لا كنْز أنْفع من الْعلْم ولا عزّ أرْفع من الْحلْم ولا حسب أبْلغ من الأدب ولا نصب أوْضع من الْغضب ولا جمال أزْين من الْعقْل ولا سوْأة أسْوأ من الْكذب ولا حافظ أحْفظ من الصّمْت ولا غائب أقْرب من الْموْت .

أيّها النّاس إنّه منْ نظر في عيْب نفْسه اشْتغل عنْ عيْب غيْره ومنْ رضي برزْق اللّه لمْ يأْسفْ على ما في يد غيْره ومنْ سلّ سيْف الْبغْي قتل به ومنْ حفر لأخيه بئْراً وقع فيها ومنْ هتك حجاب غيْره انْكشف عوْرات بيْته ومنْ نسي زلـله اسْتعْظم زلل غيْره ومنْ أعْجب برأْيه ضلّ ومن اسْتغْنى بعقْله زلّ ومنْ تكبّر على النّاس ذلّ .

ومن خطبه له – ع - :

أيّتها النّفوس الْمخْتلفة والْقلوب الْمتشتّتة الشّاهدة أبْدانهمْ والْغائبة عنْهمْ عقولهمْ أظأركمْ على الْحقّ وأنْتمْ تنْفرون عنْه نفور الْمعْزى منْ وعْوعة الأسد هيْهات أنْ أطْلع بكمْ سرار الْعدْل أوْ أقيم اعْوجاج الْحقّ اللّهمّ إنّك تعْلم أنّه لمْ يكن الّذي كان منّا منافسةً في سلْطانٍ ولا الْتماس شيْ‏ءٍ منْ فضول الْحطام ولكنْ لنرد الْمعالم منْ دينك ونظْهر الإصْلاح في بلادك فيأْمن الْمظْلومون منْ عبادك وتقام الْمعطّلة منْ حدودك اللّهمّ إنّي أوّل منْ أناب وسمع وأجاب لمْ يسْبقْني إلا رسول اللّه – ص - بالصّلاة وقدْ علمْتمْ أنّه لا ينْبغي أنْ يكون على الْفروج والدّماء والْمغانم والأحْكام وإمامة الْمسْلمين الْبخيل فتكون في أمْوالهمْ نهْمته ولا الْجاهل فيضلّهمْ بجهْله ولا الْجافي فيقْطعهمْ بجفائه ولا الْحائف للدّول فيتّخذ قوْماً دون قوْمٍ ولا الْمرْتشي في الْحكْم فيذْهب بالْحقوق ويقف بها دون الْمقاطع ولا الْمعطّل للسّنّة فيهْلك الأمّة .

ثبتنا الله والمؤمنين على القول
الثابت يوم تزل فيه الأقدام

amili
12-14-2003, 11:23 PM
صلى الله عليه وآله وسلم

شاهزنان
12-15-2003, 10:17 AM
شكرا ...

شكرا جزيلا amili على هذه

المحاظرة المختصرة و المفيدة ..كتبها الله

في ميزان أعمالك ..و ثبتنا و أياك على السراط المستقيم .

ahmed
12-15-2003, 05:19 PM
مشكور اخوى على هذه المحاضره النافعه فى ميزان اعمالك ان شاء الله(2)

شجن
12-15-2003, 10:52 PM
مشكور اخي على الموضوع المميز

واثابك الله عليه

شبكة الناصرة
12-16-2003, 01:24 PM
مشكور اخوي وماتقصر

وجعله الله في ميزان اعمالك