بحر الشوق
12-31-2004, 11:03 PM
تسكن بين أهداب العيون، بين الجرح والجرح تتمدد وينتفض الألم معبراً عن وجد عشق وانثلام السيف بليل لم يظهر صباحه بعد.
يجرحنا الورد بشوكه، وبرائحة دم تفوح من جثث بشر ما أرادوا الموت وما سعوا له لكنهم وقعوا فيه، واندملت براءتهم على الرغم من توسلات الروح وانقطاع الرجاء.
يمرون كما تمر الذكرى خيالات رؤى وأحلاماً مبعثرة تذوي بها العروق، وتنساق لها الأوهام، فتتحول الأحلام الوردية المزروعة بخيالاتنا بعضاً من فرح وكثيراً من الآلام، ونتعثر بهم ويتعثرون رغم سطوع الشمس وانعدام الوجل بالصباحات الندية المشرقة ؛ تردداً وانكماشاً ودموعاً غزيرة!
... تتوقف الأيام فجأة، وبسرعة البرق، وينبثق ظلام يخيم على أفق الحضور، وصمت يسيطر على كل الوجود، فتتعثر أيامنا، ونكابد مشقة رحيل جديد؛ ونحمل جبالاً من الحزن القاتل بين أضلعنا، فلا الصمت ينفغ، ولا مكابدة عناء الصراخ تجلب فائدة تذكر؛ فالمآقي قد عذبتها الدموع، والأيدي قد زُرعت بشوك أدماها، والعيون انطفأت من الحزن. فلا يمّـم الوجد وجهه نحونا، ولا أصبحت الجروح ترتوي من غير أرواحنا. فالنزف مذ كبرنا أصبح سِفر خلود لمنايا تتركنا أجساداً خاوية على قارعة طريق، ولا نجد لأنفسنا من خيار سوى الحزن يمزق ثنايا العمر ويقضي علينا من جديد...
نتوارى عند مغيب شمسٍ علّنا نوقف عزلتنا أو شغف الروح في البقاء، إلا أننا نجد الآمال قد سُفحت جهاراً، والخلاص سُفِكَت دماؤه بسيفٍ لم يكن بتاراً وليس له صليل السيوف أو لمعانها ...
تخفق القلوب الحزينة بضعفٍ، تستجدي البقاء بشغفٍ خلسةً لكنها لا تستطيع إخفاء ضعفها أو تعلُُقها بالحياة عبر نشيدها المفضل: " إنسان حائر موجود أفضل من إنسان غير موجود"... لكنه غاب عنها أن الحياة نشيد زلزلة؛ وأهوال
وخطوب، ومعانقة مدى، وشغف روح تواري مناجاتها جلال الغموض ونشوة الهيام.
http://www.w6w.com/w6w.php?pic=201269
http://www.w6w.com/w6w.php?pic=201273
تحيات
بحر الشوق
يجرحنا الورد بشوكه، وبرائحة دم تفوح من جثث بشر ما أرادوا الموت وما سعوا له لكنهم وقعوا فيه، واندملت براءتهم على الرغم من توسلات الروح وانقطاع الرجاء.
يمرون كما تمر الذكرى خيالات رؤى وأحلاماً مبعثرة تذوي بها العروق، وتنساق لها الأوهام، فتتحول الأحلام الوردية المزروعة بخيالاتنا بعضاً من فرح وكثيراً من الآلام، ونتعثر بهم ويتعثرون رغم سطوع الشمس وانعدام الوجل بالصباحات الندية المشرقة ؛ تردداً وانكماشاً ودموعاً غزيرة!
... تتوقف الأيام فجأة، وبسرعة البرق، وينبثق ظلام يخيم على أفق الحضور، وصمت يسيطر على كل الوجود، فتتعثر أيامنا، ونكابد مشقة رحيل جديد؛ ونحمل جبالاً من الحزن القاتل بين أضلعنا، فلا الصمت ينفغ، ولا مكابدة عناء الصراخ تجلب فائدة تذكر؛ فالمآقي قد عذبتها الدموع، والأيدي قد زُرعت بشوك أدماها، والعيون انطفأت من الحزن. فلا يمّـم الوجد وجهه نحونا، ولا أصبحت الجروح ترتوي من غير أرواحنا. فالنزف مذ كبرنا أصبح سِفر خلود لمنايا تتركنا أجساداً خاوية على قارعة طريق، ولا نجد لأنفسنا من خيار سوى الحزن يمزق ثنايا العمر ويقضي علينا من جديد...
نتوارى عند مغيب شمسٍ علّنا نوقف عزلتنا أو شغف الروح في البقاء، إلا أننا نجد الآمال قد سُفحت جهاراً، والخلاص سُفِكَت دماؤه بسيفٍ لم يكن بتاراً وليس له صليل السيوف أو لمعانها ...
تخفق القلوب الحزينة بضعفٍ، تستجدي البقاء بشغفٍ خلسةً لكنها لا تستطيع إخفاء ضعفها أو تعلُُقها بالحياة عبر نشيدها المفضل: " إنسان حائر موجود أفضل من إنسان غير موجود"... لكنه غاب عنها أن الحياة نشيد زلزلة؛ وأهوال
وخطوب، ومعانقة مدى، وشغف روح تواري مناجاتها جلال الغموض ونشوة الهيام.
http://www.w6w.com/w6w.php?pic=201269
http://www.w6w.com/w6w.php?pic=201273
تحيات
بحر الشوق