أسرار الليل
10-10-2007, 06:54 AM
بنت العم
للكاتبة: وردة أمل
قصتي الجديدة (( بنت العـــــــــم)) !!
هي عبـــــــــــــــارة عن رجل يحكي قصــــــــــــة حبه و ألمــه و تضحياته و غربـــته لأبنــتـه .. وســــر
صمـــــــــــــــــــــوده كل هذه الفترة ؟ و ماذا تعني لـــــه أســـــــــم جواهر ؟؟
يمكـــــــن بعضكم يعجبهم القصة و البعض الآخر لا ..
هذي اول تجربــة لي بكتابة قصة بالعربي الصحيح (الفسحة (
وكتذكرة بقصصي السابقة :
1- حكم الدنيا
2- حب مع الايام
3- بنت العم !!
قصتي الثاني حب مع الايام الحمدلله لقت مكانة كبيرة في نفوس كثيرة
فطالبوني وايد نـــــاس بمعرفــة هويتي المجهولة ..
الاسم : سوسن
اللقب : وردة أمل
العمــر : 15 سنــة
الاقامة : البحريـــن
الهواية : الكتابـــة و قراءة القصص
و يرجـــى عند نقل قصصي كتابة اسمي معـــه : وردة أمل
الجزء الأول
جواهر : السلام عليكـــم
ضاحي ( بو جواهر ) : و عليكم السلام و الرحمــة .. أهلا و سهلا بشيخه البنــات
جواهر بضحكة تهز الروح : أهلا فيك أبي .. كيف حالك ؟
ضاحي : بخيـــر ما دامكِ بخير يا ابنتي .. كيف كانت الجامعة اليوم ؟
جواهر: كالعادة لا شيء مميز فيهـــا..
ضاحي : الله يوفقكٍ انشاءالله .. اممممممم هل تتذكرين عزيزتي وعدي لكِ ..
بإخباركِ عن قصة حياتي و عمري و قصــة تسميتكِ باسم جواهر ؟؟ !!
جواهر: نعم نعم يا أبي كيف لي انسي ذلك.. فمنذ صغري و أنا متحمسة لسماع هذه القصة ..
ضاحي و هو يرمي بثقله على الكرسي : لا أعلم من أين أبدأ .. ! و لكنني أعلم جيدا انكٍ كبرتٍ و حان الوقت لتعلمي ما لم تعرفيه يوما .. و لكــن يا جواهر
أرجوكٍ لا تقطعيني حتى انتهي من سرد رواية آلامي و حياتي و حياتكٍ
جواهر : حسنا يا أبي .. تفضل كلي آذان صاغيــة ..
ضاحي: في يــوم مشمس... في عز الصيف... بدأت آلام وظواهر الولادة تظهر... كأنها تبشرها بولادة المولود... وصرخات أمي المدوية كانت تخترق الجدران... و أبي يركض في القرية حافي القدمين باحثا عن امرأة لتساعد زوجته في الولادة
ففي ذلــك الزمن لم تكن تتواجد المستشفيــات! و أخيرا جاء أبي راكضا مع ابنة الجيران وتمت ولادتي بصعوبة
و أبي يتغلغل خوفا و فرحا .. كان يتمنى ولادة ابنا له
ذخرا .. مساندا.. فارس عظيما .. و ابن يحمل اسمه بعـــد وفاته .. هكذا كان فكر رجال ذلك العصر .. فقد
كانت ولادة مولودة لهم شبها بالعار ! يا للعجب !!
حسنا .. فعندما جاءت ابنة الجيران تبشر أبي بولادة ابن
لم يصدق ! و ضن إنها تستهزئ بـــــــــــــــــــــــــه
لشغفه بالحصول على ولــد .. و لكن المفاجأة كانت سارة ..
فقد صدقت ابنة الجيران بولادة طفل و ليست طفلة ..
فهكذا قال أبي لامي و هو مبتسما يحملني بين يديــــــــه الخشنتيــــن : ستصبحين أم ضاحي و أنا سأصبح
بو ضــاحي .. فالحمد لله على ما رزقنا الله .. فقد عوضنا الله صبر السنيــــــــــــــن بابن نور حيـــــــــــــاتنا من جديد
الجزء الثاني:
بعد شهور طويلة و عظيمــة .. كنـــت اكبر وهم متابعين لمراحل نموي بسرور ..
فقد جد أبي أكثر في عملــه ليوفر لنا مصاريف أكثر .. فقد أصبح مالك متجر النجارة بعدما كان فقط مجرد عامل صغير فيها
فهكذا هتفت أمي : ألا ترى يا أبا ضاحي بان ابننا وجهه وجه خير علينا فمنذ أن رأى النور و نحن ننعم بحياة أفضل ..
بو ضاحي : صدقتي يا امرأة .. فلم يخب ضني هذا الابن و لد كما دعوت و ترجيت الله يوما بان يهبني إياه ..
أم ضاحي : الحمد لله .. فإنني أترقب له حياة سعيدة في المستقبل ..
هكذا كانت البداية عندما كنت في الواحدة ..
مدللا لأقصى حد
احصل على ما أريد من دون الحاجة للبكاء ..
أشهى أطعمة الأطفال ..
و أرقى الملابس ..
و أفضل الألعاب ..
فقد كانوا جميع أبناء الحي يحسدونني..
و عندما أصبحت في الخامسة..
كانت أمي تمنعني من اللعب مع أطفال القرية
خوفا علي من الصدمات و الضربات ..
نشأت وحيدا بلا أخ و لا أخت و لا صديق ..
فأمي حملت بي بعد 4 سنوات من زواجها ..
و لم تحمل بعده .. فقد كانت تخاف علي لأقصى حد ..
و لكنهما لم يفهماني يوما !!
إذا رأوني حزينا أخذوني لمتجر الألعاب لاشتري ما أريد ..
كأن الألعاب هي التي تخلق السعادة
و هي التي ستخفف من وحدتي
فقد كانت أمي جاهلة لا تعلم بان الطفل يحتاج للاهتمام و الاستماع من قبل الآخرين أكثر من كل شيء ..
لا المال و لا الدلال ينفعان في الحياة..
و هكذا بينما كنت يوما وحيدا دخل أبي المنزل..
فكان لابد مني أن اتجه نحوه و اسلم عليــــــــــــه
بو ضاحي : أهلا حبيبي المدلل
ضاحي : أهلا بابا
بوضاحي : أين امك ؟
أم ضاحي : أنا هنا يا زوجي العزيز .. أنا هنا كيف كان حال العمل اليوم ؟
بو ضاحي : انه من أجمل و أفضل الأيام في حياتي .. ففي طوال هذه الخمس سنوات جمعت ما يكفي من المال لنعيش حياة فارهة كالتجـــار .. سأشتري منزلا في المدينة و سأبيع متجر النجارة و اشتري
بدله متجر نجارة اكبر في المدينة
أم ضاحي : لا اصدق .. فقط في خمس سنوات تفوقت هكذا و جمعت كل هذا المبلغ الكبير
بو ضاحي : انه من نور ابننا العزيز
كنت استمع لهم و أنا ابتسم فهذه الاسطوانة أصبحت قديمة فالجميع بدا يؤمن بأنني وجه خير و بركة عليـــه .. صحيح إنني مجرد طفل في الخامسة.. و لكنني أفكر بعقل اكبر .. هل صحيح إنني وجه خير عليهم كما تقول أمي ؟ و هل سننتقل ببساطة من منزلنا العزيز إلى منزل آخر في المدينة ؟؟ آآآآآآآآه المدينة هل سنترك قريتنا
الحبيبة و نتجه نحو عالم الصخب و الإزعاج .. !! ؟؟
قطع حبل أفكاري سؤال أبي: و ما رأي طفلنا الصغير ؟
أجبت بنصف ابتسامة : الصواب ما انتم تفعلون ( مع إنني لم أكن واثقا مما أقول (
بو ضاحي : أحسنت
الجزء الثالث:
بدأنا بنقل أغراضنا للمنزل الجديد ... فأبي توفق في شراء المنزل و بيع المتجر وفي المقابل أشترى متجر نجارة أكبــر في المدينة ...
و عندما حان موعد الرحيل...
بللت وسادتي الصغيرة بدموعي البريئة .. و بدأت أودع كل أركان غرفتي ثم توجهت إلى خارجها حيث الغرف الأخرى .. كنت أشعر بحرقة في صدري كأني أودع إنسان أحببته و شاركته أفراحه و أحزانه
و شاركني في الوقت نفسه أفراحي و أحزاني...
تبا لي !! فهذا المنزل الصغير يعني لي الكثير
كل زاوية من زواياه تخفي آلامي و ذكرياتي
كنت أتمنى العيش فيه للأبعد .. !! و لكن الظروف تحسنت
الحمد لله .. فغرور أمي و كبرياء أبي لم يكن يسمح لهما بالعيش في هذا القفص الصغير بعد ما جمعوه من مال !
صرخت أمي قائلة: هيا يا حبيبي لقد جمعنا كل شيء.. سننتظرك في السيارة لا تتأخـــــر ..
فقلت لها بألم : أنـــا قادم
أسرعت إلى السيارة و أنا أجفف دموعي و بعد ذلك خرجنا من قريتنا العزيزة على أمل اللقاء من جديد ..
و بعد عشرون دقيقة وقفت سيارة أبي عند منزل جميل.. مبني من الحجر و الطابوق
عكس منزلنا الطيني في القرية .. و عندما خرجنا من السيارة
رأيت أسفلي فالأرض كانت مستوية عكس شوارع قريتنا التي كانت مغمورة بالتراب.. كم هذه المنطقة متطورة !!
...
الحديقة كانت واسعة .. و المنزل كان كبير.. و لكني كنت كثير الاشتياق و الحنين لمنزلنا القديم.. حاولت التأقلم مع الوضع كثيرا حتى استطعت تخطي ذلك .. فالمدينة لها مزايا كثيرة و لكــن هيهات ذلك ! .. لا أحد يسمعني أو يقدر ما أقول فقط لأني مجرد طفل !!!!!!!!!!!!!
الجزء الرابع:
الأيام تجــــري ..
و السنين تتقدم..
و أنا أكبر و أكبر ..
و حينما وصلت سن السابعة ..
فاجأتني أمي يوما قائلة : ستذهب اليوم إلى مكان سيعجبك حتما
فقلت لها : و أين هذا المكان الذي سيعجبني ؟
أم ضاحي : أنه المدرسة
ضاحي : المدرسة !! حيث نتلقى العلم ؟؟
أم ضاحي : هذا هــو فما رأيك ؟
ضاحي : حتما سأذهب فانا أحب العلم
أم ضاحي : هيا يا شاطر ألبس هذا المر يول الذي اشتريته لك حتى نذهب ..
ضاحي : دقائق يا أمي فقط أمهليني دقائق
أم ضاحي : إليك ذلك
كدت أطير من الفرح فانا أنتظر هذا اليوم من سنين
أسرعت مع أمي إلى المدرسة
و هنـــاك دخلت الصف بلا خوف بل بأمل يوم جميل
رأيت الأطفال و هم يبكون و آخرون يصرخون
هل هذا خوف ؟؟
توجهت المدرسة نحوي و هي مبتسمة: أهلا يا صغيري هنــــا ستتعلم الكثير و ستقضي أوقات مرحــة معنا
فقلت لها بثقة: حتما سأتعلم
لم أبكي .. لم أصرخ .. لم أطلب أمي !
فقد كنت فرحا فهنا سأتعلم و سأكون الصداقات
و سأقرأ القصص و الروايات ..
...
كنت متفوقا في دراستي ..
نشيطا في صفي ..
خجلا نوعا ما ..
انطوائيا مع زملائي ..
و لكني كنت سعيدا مع مدرستي
و مدرستي الحنــــــونة..
ما أجمله من مكان !
و ما أروعها من مدرسة !
الجزء الخامس:
و عندما بلغت سن الخامسة عشر..
كنـــت دوما متفوقا في دراستي ..
اقضي أوقاتي بين القراءة و الكتابة ..
شفافا.. رومانسيا .. مولعا بقصص الحب
مؤمننـــــا بأن الحب من أعظم الكلمات
أما عن أمي و أبي لم يقدروا يوما تفوقي كباقي الآباء !
لم يكن يهمهم نجاحي أو رسوبي !
فكل ما بدأ يهم أبي هو المال.. لأنه قد أصبح من كبار التجار في المدينة
أما أمي فقد أصبحـــت اجتماعية.. تقضي أوقاتها متنقلة من منزل جار إلى آخر ..
و من كوافيره إلى أخرى ..
بينما كنت يوما في صالة المنزل أمسك دفتري الخاص و قلمي الذهبي
لأخط بعض العبارات .. ::
( زورق النجاة )
ها هو يتجه نحوي ..
لقد تخطى مسافات طويلة ما بين البحر و السماء ..
و النور و الظلام ليصل إلي ..
فقد طلبته كثيرا و لكنـــه وصل أخيرا !!
مختلطا بألوان عديدة أهمها: النجاة
ما أجملها من لون و ما أحلاها من زهرة تطل علي في يوم جديد..
مشرق بالنور و أخيرا.. تمسكت بحبل النجاة بعيدا
عن أسئلتي و أفكاري المخيفة ..
بمجرد أن كررت جملة عش يومك و أترك خلفك هموم الدنيا..
نعم فبهذه الجملة حولت عالمي من الكئيب إلى المفرح فلماذا التفكير في أشياء تافهة
؟؟؟؟؟؟؟
لماذا الاستفسار عن أسئلة ليست لها واقع
؟ لماذا و لماذا ؟
فأنا ما زلت في شبابي و أمامي العمر للتفكير بوقائع الحياة..
ها أنا أترك عالمي الأسود و أتجه لزورق النجاة
ليأخذني إلى عالم أخر..
فهذا العالم قد أصبح مخيفا .. اسودا .. فيه الكثير
من الحروب و القليل من السلام ..
أصبح الظلم مكان العدل ..
و لكن ما نفعنا الآن في التفكير في وضعنا.. فان ما بدايته سكوت فمن الأفضل
أن ينتهي بالسكـــــــــــوت !!
فلأهاجر عالمي المليء بالمغامرات و لأفكر بيومي
و غدي فهذا أفضل للجميع
و لكــن سأغادر يوما هذا الزورق لأرجع
لعشي القديم و لتفكيري العريق
و لأصرخ بصوت الحق من جديد
فأنا هكذا بلا تغير ..
فليبحر زورق نجاتي الآن .. !!
( كتب بقلم : وردة أمل )
عندما انتهيت من كتابة الموضوع .. أغلقت دفتري على أثر سماعي صوت الباب فأبي قد وصل ..
سلمــــت عليه ثم جلسنا مع أمي نتكلم..
فقال أبي بمرح : سيزورنا أخي الأسبوع القادم بأذن الله
قاطعته قائلا : و هل لدي عــــــــــم ؟
بوضاحي : نعم يا بني لديك عم واحد يعيش بالغربة منذ أكبر من عشرون عاما
ضاحي : و لماذا لم تخبروني ؟
بو ضاحي : ضننت أن الأمر عادي
ضاحي : لا أصدق هذا لدي عم ! و أبناء عم يا لسعادتي .. فلم أعد وحيدا بعد الآن
بوضاحي : ستتعرف عليهم الأسبوع المقبل و يسرني أنك فرحت بهذا الخبر
ضاحي : و كيف لا أفرح و أنا أتحرق شوقا لرأيتهم .. و هل زوجة عمي ستأتي ؟
أم ضاحي : لا يا بني فقد وصلتنا رسالة قبل عشر سنوات من عمك يخبرنا بوفاة زوجته بسبب مرض البدو ( السرطان (
ضاحي : لا حول و لا قوة إلا بالله هذا المرض بدأ يفتك أجسام الجميع ..لا يحرم الصغير و لا الكبير
أم ضاحي : بعيد عنك انشاءالله
الجزء السادس:
هذا الأسبوع كان مميزا .. حافلا بالتجهيزات و الاستعدادات لاستقبال العـــــم ( بو فؤاد )
و عندما دقت الساعة.. رن الجرس مخبرا قدوم الضيوف..
فازدادت سرعة دقات قلبي .. فكــم أنا خائف من هذا اللقاء
!!!!
أم ضاحي و هي تصرخ كعادتها : لقد وصلوا يا جماعة
هرعنا أنا و أبي نحو الباب.. و مشاعر المحبة تختلط في قلوبنا
و ما أن فتحنا الباب حتى بدئوا أبي و عمي يحضنون بعظهم البعض
فغربة الأيام و مرها كانت مؤلمة..
و السنين كانت طويلة كفاية لبعد الأخويين
فقد كان المشهد مؤثر جدا..
فكل ما استطعت فعله هو أن مسحت دمعي
و التفتت لأبناء عمي
ضاحي : السلام عليكم
فؤاد و جواهر: و عليكم السلام و الرحمة
فؤاد : هذا أنت ضاحي أليس كذالك ؟
ضاحي : نعم هذا أنا يا فؤاد !
فقالت جواهر بمرح : و أنا جواهر يا ولد العم
فأجبتها ضاحكا: نورتِ الوطن يا بنت العم !
فقالت خجلتا : شكرا ..
فالتفت ناحية عمي .. فرأيته يبتسم لي و يقول:تعال يا بني لأكحل عيني برؤيتك فقد كبرت كثيرا
ضاحي : الكل يكبر يا عمي فلا شيء يبقى على حاله
بو فؤاد : بارك الله فيك .. فقد أصبحت عاقلا .. كبيرا.. تميز بين الصح و الخطأ !
ضاحي : البركة في المدارس يا عمي
أم ضاحي : هل ستظلون واقفين هنا للأبد ..هيا لنجلس ..
و ما أن جلسنـــا حتــى بدأنا نتبادل أطراف الحديث
فأردف عمي قائلا: كما تعلمون لقد تزوجت أم فؤاد في الغربة و هي امرأة إماراتية .. كانت طيبة كفاية .. و ما أن أنجبت فؤاد و جواهر حتــى غادرت الحياة بسبب المرض اللعين ..ثم كرست حياتي لتربيت أبنائي و توفير احتياجاتهم.. بالعمل الشاق و الاجتهاد .. و كما تروون الآن ففؤاد يبلغ من السن السادسة عشر أما جواهر فهي تبلغ من السن الرابعة عشر..
ضاحي : و أنا أبلغ من السن الخامسة عشــر
بو فؤاد : فأعماركم متقاربة يا بني
لقد انصدمـــت بمظهر بنت العم جواهر !
فهي رائعـــــــة في كل شيء
فقد كنـــت أراقب حركاتها منذ مجيئهم !
للكاتبة: وردة أمل
قصتي الجديدة (( بنت العـــــــــم)) !!
هي عبـــــــــــــــارة عن رجل يحكي قصــــــــــــة حبه و ألمــه و تضحياته و غربـــته لأبنــتـه .. وســــر
صمـــــــــــــــــــــوده كل هذه الفترة ؟ و ماذا تعني لـــــه أســـــــــم جواهر ؟؟
يمكـــــــن بعضكم يعجبهم القصة و البعض الآخر لا ..
هذي اول تجربــة لي بكتابة قصة بالعربي الصحيح (الفسحة (
وكتذكرة بقصصي السابقة :
1- حكم الدنيا
2- حب مع الايام
3- بنت العم !!
قصتي الثاني حب مع الايام الحمدلله لقت مكانة كبيرة في نفوس كثيرة
فطالبوني وايد نـــــاس بمعرفــة هويتي المجهولة ..
الاسم : سوسن
اللقب : وردة أمل
العمــر : 15 سنــة
الاقامة : البحريـــن
الهواية : الكتابـــة و قراءة القصص
و يرجـــى عند نقل قصصي كتابة اسمي معـــه : وردة أمل
الجزء الأول
جواهر : السلام عليكـــم
ضاحي ( بو جواهر ) : و عليكم السلام و الرحمــة .. أهلا و سهلا بشيخه البنــات
جواهر بضحكة تهز الروح : أهلا فيك أبي .. كيف حالك ؟
ضاحي : بخيـــر ما دامكِ بخير يا ابنتي .. كيف كانت الجامعة اليوم ؟
جواهر: كالعادة لا شيء مميز فيهـــا..
ضاحي : الله يوفقكٍ انشاءالله .. اممممممم هل تتذكرين عزيزتي وعدي لكِ ..
بإخباركِ عن قصة حياتي و عمري و قصــة تسميتكِ باسم جواهر ؟؟ !!
جواهر: نعم نعم يا أبي كيف لي انسي ذلك.. فمنذ صغري و أنا متحمسة لسماع هذه القصة ..
ضاحي و هو يرمي بثقله على الكرسي : لا أعلم من أين أبدأ .. ! و لكنني أعلم جيدا انكٍ كبرتٍ و حان الوقت لتعلمي ما لم تعرفيه يوما .. و لكــن يا جواهر
أرجوكٍ لا تقطعيني حتى انتهي من سرد رواية آلامي و حياتي و حياتكٍ
جواهر : حسنا يا أبي .. تفضل كلي آذان صاغيــة ..
ضاحي: في يــوم مشمس... في عز الصيف... بدأت آلام وظواهر الولادة تظهر... كأنها تبشرها بولادة المولود... وصرخات أمي المدوية كانت تخترق الجدران... و أبي يركض في القرية حافي القدمين باحثا عن امرأة لتساعد زوجته في الولادة
ففي ذلــك الزمن لم تكن تتواجد المستشفيــات! و أخيرا جاء أبي راكضا مع ابنة الجيران وتمت ولادتي بصعوبة
و أبي يتغلغل خوفا و فرحا .. كان يتمنى ولادة ابنا له
ذخرا .. مساندا.. فارس عظيما .. و ابن يحمل اسمه بعـــد وفاته .. هكذا كان فكر رجال ذلك العصر .. فقد
كانت ولادة مولودة لهم شبها بالعار ! يا للعجب !!
حسنا .. فعندما جاءت ابنة الجيران تبشر أبي بولادة ابن
لم يصدق ! و ضن إنها تستهزئ بـــــــــــــــــــــــــه
لشغفه بالحصول على ولــد .. و لكن المفاجأة كانت سارة ..
فقد صدقت ابنة الجيران بولادة طفل و ليست طفلة ..
فهكذا قال أبي لامي و هو مبتسما يحملني بين يديــــــــه الخشنتيــــن : ستصبحين أم ضاحي و أنا سأصبح
بو ضــاحي .. فالحمد لله على ما رزقنا الله .. فقد عوضنا الله صبر السنيــــــــــــــن بابن نور حيـــــــــــــاتنا من جديد
الجزء الثاني:
بعد شهور طويلة و عظيمــة .. كنـــت اكبر وهم متابعين لمراحل نموي بسرور ..
فقد جد أبي أكثر في عملــه ليوفر لنا مصاريف أكثر .. فقد أصبح مالك متجر النجارة بعدما كان فقط مجرد عامل صغير فيها
فهكذا هتفت أمي : ألا ترى يا أبا ضاحي بان ابننا وجهه وجه خير علينا فمنذ أن رأى النور و نحن ننعم بحياة أفضل ..
بو ضاحي : صدقتي يا امرأة .. فلم يخب ضني هذا الابن و لد كما دعوت و ترجيت الله يوما بان يهبني إياه ..
أم ضاحي : الحمد لله .. فإنني أترقب له حياة سعيدة في المستقبل ..
هكذا كانت البداية عندما كنت في الواحدة ..
مدللا لأقصى حد
احصل على ما أريد من دون الحاجة للبكاء ..
أشهى أطعمة الأطفال ..
و أرقى الملابس ..
و أفضل الألعاب ..
فقد كانوا جميع أبناء الحي يحسدونني..
و عندما أصبحت في الخامسة..
كانت أمي تمنعني من اللعب مع أطفال القرية
خوفا علي من الصدمات و الضربات ..
نشأت وحيدا بلا أخ و لا أخت و لا صديق ..
فأمي حملت بي بعد 4 سنوات من زواجها ..
و لم تحمل بعده .. فقد كانت تخاف علي لأقصى حد ..
و لكنهما لم يفهماني يوما !!
إذا رأوني حزينا أخذوني لمتجر الألعاب لاشتري ما أريد ..
كأن الألعاب هي التي تخلق السعادة
و هي التي ستخفف من وحدتي
فقد كانت أمي جاهلة لا تعلم بان الطفل يحتاج للاهتمام و الاستماع من قبل الآخرين أكثر من كل شيء ..
لا المال و لا الدلال ينفعان في الحياة..
و هكذا بينما كنت يوما وحيدا دخل أبي المنزل..
فكان لابد مني أن اتجه نحوه و اسلم عليــــــــــــه
بو ضاحي : أهلا حبيبي المدلل
ضاحي : أهلا بابا
بوضاحي : أين امك ؟
أم ضاحي : أنا هنا يا زوجي العزيز .. أنا هنا كيف كان حال العمل اليوم ؟
بو ضاحي : انه من أجمل و أفضل الأيام في حياتي .. ففي طوال هذه الخمس سنوات جمعت ما يكفي من المال لنعيش حياة فارهة كالتجـــار .. سأشتري منزلا في المدينة و سأبيع متجر النجارة و اشتري
بدله متجر نجارة اكبر في المدينة
أم ضاحي : لا اصدق .. فقط في خمس سنوات تفوقت هكذا و جمعت كل هذا المبلغ الكبير
بو ضاحي : انه من نور ابننا العزيز
كنت استمع لهم و أنا ابتسم فهذه الاسطوانة أصبحت قديمة فالجميع بدا يؤمن بأنني وجه خير و بركة عليـــه .. صحيح إنني مجرد طفل في الخامسة.. و لكنني أفكر بعقل اكبر .. هل صحيح إنني وجه خير عليهم كما تقول أمي ؟ و هل سننتقل ببساطة من منزلنا العزيز إلى منزل آخر في المدينة ؟؟ آآآآآآآآه المدينة هل سنترك قريتنا
الحبيبة و نتجه نحو عالم الصخب و الإزعاج .. !! ؟؟
قطع حبل أفكاري سؤال أبي: و ما رأي طفلنا الصغير ؟
أجبت بنصف ابتسامة : الصواب ما انتم تفعلون ( مع إنني لم أكن واثقا مما أقول (
بو ضاحي : أحسنت
الجزء الثالث:
بدأنا بنقل أغراضنا للمنزل الجديد ... فأبي توفق في شراء المنزل و بيع المتجر وفي المقابل أشترى متجر نجارة أكبــر في المدينة ...
و عندما حان موعد الرحيل...
بللت وسادتي الصغيرة بدموعي البريئة .. و بدأت أودع كل أركان غرفتي ثم توجهت إلى خارجها حيث الغرف الأخرى .. كنت أشعر بحرقة في صدري كأني أودع إنسان أحببته و شاركته أفراحه و أحزانه
و شاركني في الوقت نفسه أفراحي و أحزاني...
تبا لي !! فهذا المنزل الصغير يعني لي الكثير
كل زاوية من زواياه تخفي آلامي و ذكرياتي
كنت أتمنى العيش فيه للأبعد .. !! و لكن الظروف تحسنت
الحمد لله .. فغرور أمي و كبرياء أبي لم يكن يسمح لهما بالعيش في هذا القفص الصغير بعد ما جمعوه من مال !
صرخت أمي قائلة: هيا يا حبيبي لقد جمعنا كل شيء.. سننتظرك في السيارة لا تتأخـــــر ..
فقلت لها بألم : أنـــا قادم
أسرعت إلى السيارة و أنا أجفف دموعي و بعد ذلك خرجنا من قريتنا العزيزة على أمل اللقاء من جديد ..
و بعد عشرون دقيقة وقفت سيارة أبي عند منزل جميل.. مبني من الحجر و الطابوق
عكس منزلنا الطيني في القرية .. و عندما خرجنا من السيارة
رأيت أسفلي فالأرض كانت مستوية عكس شوارع قريتنا التي كانت مغمورة بالتراب.. كم هذه المنطقة متطورة !!
...
الحديقة كانت واسعة .. و المنزل كان كبير.. و لكني كنت كثير الاشتياق و الحنين لمنزلنا القديم.. حاولت التأقلم مع الوضع كثيرا حتى استطعت تخطي ذلك .. فالمدينة لها مزايا كثيرة و لكــن هيهات ذلك ! .. لا أحد يسمعني أو يقدر ما أقول فقط لأني مجرد طفل !!!!!!!!!!!!!
الجزء الرابع:
الأيام تجــــري ..
و السنين تتقدم..
و أنا أكبر و أكبر ..
و حينما وصلت سن السابعة ..
فاجأتني أمي يوما قائلة : ستذهب اليوم إلى مكان سيعجبك حتما
فقلت لها : و أين هذا المكان الذي سيعجبني ؟
أم ضاحي : أنه المدرسة
ضاحي : المدرسة !! حيث نتلقى العلم ؟؟
أم ضاحي : هذا هــو فما رأيك ؟
ضاحي : حتما سأذهب فانا أحب العلم
أم ضاحي : هيا يا شاطر ألبس هذا المر يول الذي اشتريته لك حتى نذهب ..
ضاحي : دقائق يا أمي فقط أمهليني دقائق
أم ضاحي : إليك ذلك
كدت أطير من الفرح فانا أنتظر هذا اليوم من سنين
أسرعت مع أمي إلى المدرسة
و هنـــاك دخلت الصف بلا خوف بل بأمل يوم جميل
رأيت الأطفال و هم يبكون و آخرون يصرخون
هل هذا خوف ؟؟
توجهت المدرسة نحوي و هي مبتسمة: أهلا يا صغيري هنــــا ستتعلم الكثير و ستقضي أوقات مرحــة معنا
فقلت لها بثقة: حتما سأتعلم
لم أبكي .. لم أصرخ .. لم أطلب أمي !
فقد كنت فرحا فهنا سأتعلم و سأكون الصداقات
و سأقرأ القصص و الروايات ..
...
كنت متفوقا في دراستي ..
نشيطا في صفي ..
خجلا نوعا ما ..
انطوائيا مع زملائي ..
و لكني كنت سعيدا مع مدرستي
و مدرستي الحنــــــونة..
ما أجمله من مكان !
و ما أروعها من مدرسة !
الجزء الخامس:
و عندما بلغت سن الخامسة عشر..
كنـــت دوما متفوقا في دراستي ..
اقضي أوقاتي بين القراءة و الكتابة ..
شفافا.. رومانسيا .. مولعا بقصص الحب
مؤمننـــــا بأن الحب من أعظم الكلمات
أما عن أمي و أبي لم يقدروا يوما تفوقي كباقي الآباء !
لم يكن يهمهم نجاحي أو رسوبي !
فكل ما بدأ يهم أبي هو المال.. لأنه قد أصبح من كبار التجار في المدينة
أما أمي فقد أصبحـــت اجتماعية.. تقضي أوقاتها متنقلة من منزل جار إلى آخر ..
و من كوافيره إلى أخرى ..
بينما كنت يوما في صالة المنزل أمسك دفتري الخاص و قلمي الذهبي
لأخط بعض العبارات .. ::
( زورق النجاة )
ها هو يتجه نحوي ..
لقد تخطى مسافات طويلة ما بين البحر و السماء ..
و النور و الظلام ليصل إلي ..
فقد طلبته كثيرا و لكنـــه وصل أخيرا !!
مختلطا بألوان عديدة أهمها: النجاة
ما أجملها من لون و ما أحلاها من زهرة تطل علي في يوم جديد..
مشرق بالنور و أخيرا.. تمسكت بحبل النجاة بعيدا
عن أسئلتي و أفكاري المخيفة ..
بمجرد أن كررت جملة عش يومك و أترك خلفك هموم الدنيا..
نعم فبهذه الجملة حولت عالمي من الكئيب إلى المفرح فلماذا التفكير في أشياء تافهة
؟؟؟؟؟؟؟
لماذا الاستفسار عن أسئلة ليست لها واقع
؟ لماذا و لماذا ؟
فأنا ما زلت في شبابي و أمامي العمر للتفكير بوقائع الحياة..
ها أنا أترك عالمي الأسود و أتجه لزورق النجاة
ليأخذني إلى عالم أخر..
فهذا العالم قد أصبح مخيفا .. اسودا .. فيه الكثير
من الحروب و القليل من السلام ..
أصبح الظلم مكان العدل ..
و لكن ما نفعنا الآن في التفكير في وضعنا.. فان ما بدايته سكوت فمن الأفضل
أن ينتهي بالسكـــــــــــوت !!
فلأهاجر عالمي المليء بالمغامرات و لأفكر بيومي
و غدي فهذا أفضل للجميع
و لكــن سأغادر يوما هذا الزورق لأرجع
لعشي القديم و لتفكيري العريق
و لأصرخ بصوت الحق من جديد
فأنا هكذا بلا تغير ..
فليبحر زورق نجاتي الآن .. !!
( كتب بقلم : وردة أمل )
عندما انتهيت من كتابة الموضوع .. أغلقت دفتري على أثر سماعي صوت الباب فأبي قد وصل ..
سلمــــت عليه ثم جلسنا مع أمي نتكلم..
فقال أبي بمرح : سيزورنا أخي الأسبوع القادم بأذن الله
قاطعته قائلا : و هل لدي عــــــــــم ؟
بوضاحي : نعم يا بني لديك عم واحد يعيش بالغربة منذ أكبر من عشرون عاما
ضاحي : و لماذا لم تخبروني ؟
بو ضاحي : ضننت أن الأمر عادي
ضاحي : لا أصدق هذا لدي عم ! و أبناء عم يا لسعادتي .. فلم أعد وحيدا بعد الآن
بوضاحي : ستتعرف عليهم الأسبوع المقبل و يسرني أنك فرحت بهذا الخبر
ضاحي : و كيف لا أفرح و أنا أتحرق شوقا لرأيتهم .. و هل زوجة عمي ستأتي ؟
أم ضاحي : لا يا بني فقد وصلتنا رسالة قبل عشر سنوات من عمك يخبرنا بوفاة زوجته بسبب مرض البدو ( السرطان (
ضاحي : لا حول و لا قوة إلا بالله هذا المرض بدأ يفتك أجسام الجميع ..لا يحرم الصغير و لا الكبير
أم ضاحي : بعيد عنك انشاءالله
الجزء السادس:
هذا الأسبوع كان مميزا .. حافلا بالتجهيزات و الاستعدادات لاستقبال العـــــم ( بو فؤاد )
و عندما دقت الساعة.. رن الجرس مخبرا قدوم الضيوف..
فازدادت سرعة دقات قلبي .. فكــم أنا خائف من هذا اللقاء
!!!!
أم ضاحي و هي تصرخ كعادتها : لقد وصلوا يا جماعة
هرعنا أنا و أبي نحو الباب.. و مشاعر المحبة تختلط في قلوبنا
و ما أن فتحنا الباب حتى بدئوا أبي و عمي يحضنون بعظهم البعض
فغربة الأيام و مرها كانت مؤلمة..
و السنين كانت طويلة كفاية لبعد الأخويين
فقد كان المشهد مؤثر جدا..
فكل ما استطعت فعله هو أن مسحت دمعي
و التفتت لأبناء عمي
ضاحي : السلام عليكم
فؤاد و جواهر: و عليكم السلام و الرحمة
فؤاد : هذا أنت ضاحي أليس كذالك ؟
ضاحي : نعم هذا أنا يا فؤاد !
فقالت جواهر بمرح : و أنا جواهر يا ولد العم
فأجبتها ضاحكا: نورتِ الوطن يا بنت العم !
فقالت خجلتا : شكرا ..
فالتفت ناحية عمي .. فرأيته يبتسم لي و يقول:تعال يا بني لأكحل عيني برؤيتك فقد كبرت كثيرا
ضاحي : الكل يكبر يا عمي فلا شيء يبقى على حاله
بو فؤاد : بارك الله فيك .. فقد أصبحت عاقلا .. كبيرا.. تميز بين الصح و الخطأ !
ضاحي : البركة في المدارس يا عمي
أم ضاحي : هل ستظلون واقفين هنا للأبد ..هيا لنجلس ..
و ما أن جلسنـــا حتــى بدأنا نتبادل أطراف الحديث
فأردف عمي قائلا: كما تعلمون لقد تزوجت أم فؤاد في الغربة و هي امرأة إماراتية .. كانت طيبة كفاية .. و ما أن أنجبت فؤاد و جواهر حتــى غادرت الحياة بسبب المرض اللعين ..ثم كرست حياتي لتربيت أبنائي و توفير احتياجاتهم.. بالعمل الشاق و الاجتهاد .. و كما تروون الآن ففؤاد يبلغ من السن السادسة عشر أما جواهر فهي تبلغ من السن الرابعة عشر..
ضاحي : و أنا أبلغ من السن الخامسة عشــر
بو فؤاد : فأعماركم متقاربة يا بني
لقد انصدمـــت بمظهر بنت العم جواهر !
فهي رائعـــــــة في كل شيء
فقد كنـــت أراقب حركاتها منذ مجيئهم !