المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تتعجبوا.. سور الحريم قادم (منقول)



reportage
09-28-2007, 04:19 AM
لا تتعجبوا.. سور الحريم قادم
كان ماسكا بالجريدة يقرؤها كعادته لكن بدا أنه يمر بفترة التأمل التي تنتابه حينما يقرأ خبرا خارج عن نطاق المعقول،، فجأة التفت نحوي قائلا: يقال بأن الفن يقلد الحياة.. وللحياة أن تقلد الفن.. فالعالم الغربي أسس الكثير من منجزاته العلمية من خلال تقليده للفن، فعادة الشعوب تقليد الفن فيما يفيد البشرية لكننا هنا كسرنا القاعدة، فنحن نقوم بتقليد الفن الساخر في صورة تعيدنا إلى الوراء بمئات السنين..
قاطعته قائلة: أنا دائما أثق فيما تقوله لكنك في هذا القول خرجت عن جادة الصواب إلى المبالغة المفرطة وجلد الذات.
تبسم قبل أن يناولني الجريدة التي كان يقرأها وأردف قائلا: اقرئي هذا الخبر في جريدة المدينة لتعرفي كم أني لا أبالغ.
تناولت الجريدة وشرعت في قراءة الخبر الذي يقول:
(خالد الجابري - المدينة المنورة-: أوضح المهندس محمد العلي أمين أمانة المدينة المنورة بالنيابة ان الامانة تدرس مقترح هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بفصل النساء عن الرجال في طريق المشاة الذي وضعته الامانة في خدمة الاهالي والنساء الحوامل لممارسة رياضة المشي واشار الى ان الطريق يعد الاول من نوعه في المدينة المنورة. الجدير بالذكر ان الطريق الذي يبلغ طوله أكثر من 7 كيلو مترات خلف مستشفى النساء والولادة والاطفال بالمدينة اصبح وجهة الاهالي والمقيمين خاصة في المساء حيث يمارسون فيه رياضة المشي.)
ألجم الخبر أي قدرة عندي على التعليق.. ولقد لاحظ ما بي، وحاول كسر الصمت قائلا: هل تذكرين حلقة سور الحريم العظيم في طاش ما طاش، إنه يتم تطبيقها الآن في المدينة.. حينما أذيعت الحلقة قامت الدنيا ولم تقعد، وانقسم الناس قسمين؛ فريق قال أنهم يبالغون، والآخر هاج وماج متهما إياهم بأنهم يتهكمون علينا وعلى عاداتنا بل وعلى الإسلام والشريعة، وصدرت فتاوى بإهدار دمهم.. مما اضطر ناصر القصبي العيش خارج الوطن طلبا للأمان له ولعياله.. لم تمر سنة وإذا بنا نفاجئ بأنهم لم يبالغوا ولم يتهكموا، أنهم فقط كانوا يستشرفون المستقبل، واستشرافهم لم يكن من باب التنجيم أو الرجم بالغيب بل هو استقراء علمي.. فمعطيات الواقع تنبؤنا بما هو قادم.. إن الأشياء تتوالد من جنسها، فالتطرف لا يولد عنه إلا تطرفا أعنف منه، والتفسير المتشدد يؤسس لتفسيرات أشد وأقسى ,,

(2/2)
في المقال السابق وصلنا إلى أن التفسير المتشدد يؤسس لتفسيرات أشد وأقسى، وهكذا تتصاعد الوتيرة لتغدو الريبة والشك والتوجس هي معايير للحكم، وتغدو المحرمات أكثر من المحللات، فتسود ثقافة الموت على بديهيات الحياة، وتتحول القاعدة إلى استثناء، والاستثناء إلى قاعدة، ليغدو الإسلام مجرد منظومة من الحلال والحرام، بل وحرامه أكثر من حلاله..
وهكذا يقترحون الفصل بين الرجال والنساء في الطرقات العامة، وذلك نتاج ذهنية تشكلت على أن المرأة "حرمة " ناقصة عقل ودين و"عورة" ينبغي سترها، لتتحول المرأة إلى دلالة سلبية في التفكير، وبالتالي في التعاطي معها، وعند سن النظم التي تتصل بها، معتقدين بضعف الوازع الديني وانعدام الحاجز النفسي بين المرأة والرجل؛ مما يتطلب دائما وجود حاجز مادي واقعي يفصل بينهما.. ويحاولون إضفاء الشرعية على ما يقولونه بإطلاق حرمة الاختلاط.. وهذا يناقض المجتمع الرسالي الذي هو قدوتنا فقد كان فيه اختلاطا في جميع مناحي الحياة ولا يوجد فيه ذلك الفصل بين المرأة والرجل..
ففي (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس) من صحيح البخاري جاء بالنص ما يلي: (لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فما صنع لهم إلا طعاماً ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد، بلت تمرات في تور (إناء) من حجارة في الليل، فلما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الطعام أماءته له (هرسته بيدها) فسقته تتحفه بذلك.. أعتقد بأن هذا اختلاطا بمرتبة أعلى من الاختلاط في الطرقات..
وعودة إلى الممشى الذي قامت أمانة المدينة المنور بإنشائه (خدمة للأهالي والنساء الحوامل لممارسة رياضة المشي..).. كما يتضح فإن الممشى هو نموذج للاختلاط المشروع على مقاييس المتشددين، كالاختلاط الذي نراه في الأسواق والمجمعات والطرقات وهو اختلاط بعيد عن أي محاذير شرعية هذا من الناحية الدينية، أما من الناحية الاجتماعية فان المرأة الحامل حينما تذهب إلى الممشى ستصطحب زوجها لأنها في وضع لا يمكنها الاستغناء عنه، فإذا تم الفصل فستحرم الكثير من الحوامل من ممارسة رياضة المشي التي اجمع الأطباء على أهميتها للحامل.. مما يعني أن هذا الفصل يتنافى مع القاعدة الإسلامية التي تقول (لا ضرر ولا ضرار)، فضلا على أن الحاجز سيغدو رمزا من رموز الفصل التعسفي بين أفراد المجتمع والعائلة الواحدة..
إلى متى سنظل المجتمع الوحيد الذي رجاله ذئاب ونساؤه حملان..؟
مع تحياتي الحاره
reportage

واحد فاضي
09-28-2007, 03:35 PM
اللهم ثبتنا على القول والفعل الصائب

هؤلاء يوم يفوا على هواهم واليوم الثاني ينسوا فتواهم

اللهم يا مجير

سلام