نوارا
09-24-2007, 07:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله أيها الموالين الخلص لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..
لن أكتب مقدمة لهذا الموضوع بنفسي ولكن أنقل لكم كلام للشيخ الغزي (حفظه الله) ليكون خير مقدمة لهذا الموضوع:
عاصفة من الحيرة والذهول المعنوي تتخبط فيها الأفكار حينما ترتطم العقول بعجزها اللامتناهي إذا ما حاولت الإقتراب من فِناء معرفة النقطة المستحيلة التأويل (1). وأنّى للعقول ان تدنو وقد حال بينها وبين بُغيتها ألفُ حجاب وحجاب, (فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام, أو يمكنه إختياره, هيهات هيهات, ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وخسئت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألّباء وكلَّت الشعراء وعجزت الأدباء وعييت البلغاء, عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله, وأقرت بالعجز والتقصير, وكيف يوصف بكُلِّه أو ينعت بكنهه, أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه, لا كيف وأنى وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين, فأين الاختيارُ من هذا؟ وأين العقول من هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!) (2).
فمن تعجزُ كلٌّ هذه القدرات الحسية والعقلية والقلبية والجدانية والعلمية والأدبية والنفسية والاجتماعية على مختلف أصنافها ومراتبها وإختصاصاتها وبراعتها ونبوغها وذكائها ووقادة ذهنها عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله كما يقول إمامنا الثامن وولينا الضامن أبو الحسن صلوات الله عليه, فأنى لعقولنا الفاترة وأقلامنا البائرة أن تحاول الإقتراب من تلكم (الشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار) (3). ولكن جب يعتلج في الفؤاد وتتوهج قناديله في وسط القلب في بحبوحة عشقٍ وهيامٍ يأخذ بمجامع النفس وجوامع العقل لشاطئ الهداية الآمن .. هناك حيث السلام, وحيث الرحمة وحيث آيات القرآن الناطق المحكمات, وحيث الذات التي تنورت بنور الأحدية الأبلج, هناك تطوف القلوب عند عليّ صلوات الله عليه:
إذا طاف قوم بالمشاعر والصفا *** فقبرك ركني طائفا ومشاعري
وإن ذخر الأقوام نسك عبادة *** فحبك أوفي عدتي وذخائري
وإن صام الناس في الهواجر حَسبة *** فمدحك أسنى من صيام الهواجر
وأعلم أني إن أطعت غوايتي *** فحبك أنسي في بطون الحفائر
وإن أك فيما جئته شر مذنب *** فربٌّك يا خير الورى خير غافر
فوالله لا أقلعت عن لهو صبوتي *** ولا سمع اللاحون يوماً معاذري
إذا كنت للنيران في الحشر قاسماً *** أطعت الهوى والغي غير محاذر
نصرتك في الدنيا بما أستطيعه *** فكن شافعي يوم المعاد وناصري (4)
وليس خفياً على ذوي البصائر المستنيرة أن حبا لا يمس الشغاف ما لم تكن هناك معرفة بجمال المحبوب تتطلع إليها أبصار القلوب, فإن خسئت العيون فآذانها واعية يشنّفها حديث سلسبيلي فيه معنى الحياة عن المحبوب وآثار حُسنِه ((والأذن تعشِق قبل العين أحيانا)) ولذا يقول صادق العترة (االأطهر (ص):
(فمن عرف من أمة محمد (ص) واجب حق إمامه, وجد طعم حلاوة إيمانه, ةعلم فضل طلاوة إسلامه, لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه وجعله حجة على أهل مواده وعالمه, وألبسه تاج الوقار وغشّاه من نور الجبار, يمُدُّ بسبب إلى السماء, لا ينقطع عنه موادُّه, ولا يُنال ما عند الله إلا بجهة أسبابه, ولا يقبل الله اعمال العباد الا بمعرفته) (5).
وكيف لا يكون كذلك؟!!
وهو الذي تخاطبه الزيارات الشريفة: (السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع الذي بعين الله مواثيقه وبيد الله عهوده وبقدرة الله سلطانه ... السلام عليك يا محفوظاً بالله, الله نور أمامه, وورائه ويمينه وشماله ووقه وتحته, السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه وبصره) (6).
فلأجل هذا وذاك نقف قليلا نتذوق بالعقول والقلوب قبل العيون ومضة من حب أبي تربا (ص) نستنشق منها عطر الرسالة البيضاء, ونفحة زهرائية معبقة بغالية محمدية جنانية, ونشيد في القلوب ترتله كل دقة من دقات الفؤاد وهي تتناغم مع كل دفقة دموية في شراييننا التي تشهد دماؤها أنها تعرف عليا ولا تعرف غيره, ومع كل نفس هناك في عالم أرواحنا ترتسم حقيقة نورية محمدية نورها عليٌّ وغيره ظلمة ..
يا صاح هذا المشهد الأقدس *** قرت به الأعين والأنفُسُ
والنجف الأشرف باتت لنا *** أعلامه والمعهد الأنفَسُ
والقبة البيضاء قد أشرقت *** ينجاب عن لألائها الحندسُ
خضرة قدس لم ينل فضلها *** لا المسجد الأقصى ولا المقدس
حلت بمن حل بها رتبة *** يقصر عنها الفلك الأطلس
تودٌّ لو كانت حصى أرضها *** شهب الدجى والكنسُ الخٌّنسُ
وتحسد الأقدام منا على *** السعي الى أعتابها الأرؤسُ
فقف بها وإلثم ثرى ترابها *** ففي المقام الأطهر الأقدسُ
هو ذا علي صلوات الله عليه وذا مشهده ونوره وفيضه وعزه في القلوب والأرواح التي تطوف مع الملائكة الكروبيين في فناء الشجرة المقدسة التي كان منها المصطفى وأخوه صلى الله عليهما وآلهما وسائر الناس من شجر شتى.
شجرة قدسها من قدس الله تعالى شأنه العزيز, نبع منها زيت الوجود وأشرق منها وفيها نور المعبود, شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية ذكرها الباري سبحانه وتعالى في قرآنه في سورة النور الشريفة:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ولقد جاء في معنى هذه الآية العزيزة رواية شريفة:
(عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت الى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين (ع) يكتب بإصبعه ويتبسم.
فقلت له: يا أمير المؤنين ما الذي يضحكك؟
فقال: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها.
فقلت: أي آية يا أمير المؤمنين؟!
فقال: قوله تعالى تلله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكوة المشكوة محمد صلى الله عليه وآله, فيها مصباح أنا المصباح, في زجاجة, الزجاجة الحسن (ع) والحسين (ع), كأنها كوكب دري هو علي بن الحسين, يوقد من شجرة مباركة محمد بن علي, زيتونة جعفر بن محمد, لا شرقية موسى بن جعفر, ولا غربية علي بن موسى الرضا, يكاد زيتها يضيء محمد بن علي, ولو لم تمسسه نار علي بن محمد نور على نور الحسن بن علي, يهدي الله لنوره من يشاء القائم الهدي (ص) ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم. (7)
ولذا أدعوك أيها المحب -يا من أحب علياً- يابن الحرة العفيفة ويحق لك أن تفخر بأمك فقد صانتك وصانت نفسها عن الدنس والسفاح, ودليل طهارتها برهان ساطع هو حب للوصي في حليبها غذتك إياه فاحفظ حقها وإعرف فضلها ...
ولقد روينا في حديث مسند *** عما رواه حذيفة بن يمان
إني سألت المرتضى لِمَ لم يكنْ *** عقد الولاءِ يصيب كل جَنانِ
فأجابني بإجابة طابت لها *** نفسي وأطربني لها استحساني
الله فضّلتني وميز شيعتي *** من نسل أرجاس البعول زوانِ
ورواية أخرى إذا حُشرِ الورى *** يوم المعادِ رويت عن سلمان
للناصبين يقال يا بن فلانةِ *** ويقال للشيعيّ يا بن فلانِ
كتموا أبا هذا لخبث ولادة *** ولطيب ذا يدعى بلا كتمانِ (8)
فتعال يا من أهواك من كُلّ قلبي يا محب عليّ وعاشقه كي نتفيّأ في طلال هذه الشجرة الزيتونية, ونتنعم بشيء من ثمارها القدسية اليانعة. ولم تصفنا الروايات الشريفة بأنا -شيعتهم - ورق هذه الشجرة؟
اللهم إجعلنا من ورقها ووفقنا لحراستها وأكتبنا من عبيد عبيدها:
وإني له عبدٌ وعبدٌ لعبدِهِ *** وحاشاه أن ينسى غداً عبده الحرّا (9)
---------
(1) في ديوان عبد الباقي العمري (ره) جاء في وصف قبة سيد الأوصياء (ع):
هي باءٌ مقلوبةٌ فوق تلك الـــ *** نقطة المستحيلة التأويل
وفي ذلك إشارة واضحة لقوله (ع): (( وأنا النقطة)).
(2) عن إمامنا الرضا (ع), الكافي الشريف ج1 ص 201 ح1
(3) الحديث الشريف المتقد الذكر
(4) أبيات مقتطفة من القصيدة العلوية الخامسة لابن أبي الحديد المعتزلي
(5) الكافي الشريف ج1 ص203 من ح2
(6) عن البحار الشريف ج 102 ص 93 من الزيارة المعروفة بزيارة الندبة
(7) عن كتاب روضة الأمثال للعالم الخبير الشيخ أحمد الكوزة كناني (ره) وجاء في الكافي الشريف ج1 ص 195 ح5 مقارباً له في المعنى.
(8) الأبيات للشاعر الشيعي ابن المدلل (ره) عن غدير العلامة الأميني (ره) ج4 ص 325
(9) البيت للشيخ الأجل المحدث الأكمل الحر العاملي (ره) متوسلا بسيد الأوصياء (ع)
انتهى
--------------------------------------------
فلنبدأ بنشر فضائل الأمير صلوات الله وسلامه تعالى عليه حتى تتنور قلوبنا بولايته ومحبته ويتنور هذا المنتدى بذكره الأقدس الشريف .. فما لنا كلام أعذب من الكلام عنه ولا حب أصدق من حبنا له ! هو جمال الحب وبلاغة الكلام !! هو كل شيء !! هو علي هو عليّ (ع) !!
------------------------------------------
أول رواية:
قال النبي صلى الله عليه وآله: ليلة أسري بي إلى السماء لم أجد باباً ولا حجاباً ولا شجرة ولا ورقة ولا غرفة إلا ومكتوب عليها: عليٌّ عليه السلام. وإن إسم عليٍّ عليه السلام مكتوب على كل شيء, حتى على وجه الشمس والقمر والماء والحجر
****** السلام عليكم يا أمير المؤنين ... يا نور الله يا وجه الله ! ******
__________________
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووول
لن أكتب مقدمة لهذا الموضوع بنفسي ولكن أنقل لكم كلام للشيخ الغزي (حفظه الله) ليكون خير مقدمة لهذا الموضوع:
عاصفة من الحيرة والذهول المعنوي تتخبط فيها الأفكار حينما ترتطم العقول بعجزها اللامتناهي إذا ما حاولت الإقتراب من فِناء معرفة النقطة المستحيلة التأويل (1). وأنّى للعقول ان تدنو وقد حال بينها وبين بُغيتها ألفُ حجاب وحجاب, (فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام, أو يمكنه إختياره, هيهات هيهات, ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وخسئت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألّباء وكلَّت الشعراء وعجزت الأدباء وعييت البلغاء, عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله, وأقرت بالعجز والتقصير, وكيف يوصف بكُلِّه أو ينعت بكنهه, أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه, لا كيف وأنى وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين, فأين الاختيارُ من هذا؟ وأين العقول من هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!) (2).
فمن تعجزُ كلٌّ هذه القدرات الحسية والعقلية والقلبية والجدانية والعلمية والأدبية والنفسية والاجتماعية على مختلف أصنافها ومراتبها وإختصاصاتها وبراعتها ونبوغها وذكائها ووقادة ذهنها عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله كما يقول إمامنا الثامن وولينا الضامن أبو الحسن صلوات الله عليه, فأنى لعقولنا الفاترة وأقلامنا البائرة أن تحاول الإقتراب من تلكم (الشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار) (3). ولكن جب يعتلج في الفؤاد وتتوهج قناديله في وسط القلب في بحبوحة عشقٍ وهيامٍ يأخذ بمجامع النفس وجوامع العقل لشاطئ الهداية الآمن .. هناك حيث السلام, وحيث الرحمة وحيث آيات القرآن الناطق المحكمات, وحيث الذات التي تنورت بنور الأحدية الأبلج, هناك تطوف القلوب عند عليّ صلوات الله عليه:
إذا طاف قوم بالمشاعر والصفا *** فقبرك ركني طائفا ومشاعري
وإن ذخر الأقوام نسك عبادة *** فحبك أوفي عدتي وذخائري
وإن صام الناس في الهواجر حَسبة *** فمدحك أسنى من صيام الهواجر
وأعلم أني إن أطعت غوايتي *** فحبك أنسي في بطون الحفائر
وإن أك فيما جئته شر مذنب *** فربٌّك يا خير الورى خير غافر
فوالله لا أقلعت عن لهو صبوتي *** ولا سمع اللاحون يوماً معاذري
إذا كنت للنيران في الحشر قاسماً *** أطعت الهوى والغي غير محاذر
نصرتك في الدنيا بما أستطيعه *** فكن شافعي يوم المعاد وناصري (4)
وليس خفياً على ذوي البصائر المستنيرة أن حبا لا يمس الشغاف ما لم تكن هناك معرفة بجمال المحبوب تتطلع إليها أبصار القلوب, فإن خسئت العيون فآذانها واعية يشنّفها حديث سلسبيلي فيه معنى الحياة عن المحبوب وآثار حُسنِه ((والأذن تعشِق قبل العين أحيانا)) ولذا يقول صادق العترة (االأطهر (ص):
(فمن عرف من أمة محمد (ص) واجب حق إمامه, وجد طعم حلاوة إيمانه, ةعلم فضل طلاوة إسلامه, لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه وجعله حجة على أهل مواده وعالمه, وألبسه تاج الوقار وغشّاه من نور الجبار, يمُدُّ بسبب إلى السماء, لا ينقطع عنه موادُّه, ولا يُنال ما عند الله إلا بجهة أسبابه, ولا يقبل الله اعمال العباد الا بمعرفته) (5).
وكيف لا يكون كذلك؟!!
وهو الذي تخاطبه الزيارات الشريفة: (السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع الذي بعين الله مواثيقه وبيد الله عهوده وبقدرة الله سلطانه ... السلام عليك يا محفوظاً بالله, الله نور أمامه, وورائه ويمينه وشماله ووقه وتحته, السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه وبصره) (6).
فلأجل هذا وذاك نقف قليلا نتذوق بالعقول والقلوب قبل العيون ومضة من حب أبي تربا (ص) نستنشق منها عطر الرسالة البيضاء, ونفحة زهرائية معبقة بغالية محمدية جنانية, ونشيد في القلوب ترتله كل دقة من دقات الفؤاد وهي تتناغم مع كل دفقة دموية في شراييننا التي تشهد دماؤها أنها تعرف عليا ولا تعرف غيره, ومع كل نفس هناك في عالم أرواحنا ترتسم حقيقة نورية محمدية نورها عليٌّ وغيره ظلمة ..
يا صاح هذا المشهد الأقدس *** قرت به الأعين والأنفُسُ
والنجف الأشرف باتت لنا *** أعلامه والمعهد الأنفَسُ
والقبة البيضاء قد أشرقت *** ينجاب عن لألائها الحندسُ
خضرة قدس لم ينل فضلها *** لا المسجد الأقصى ولا المقدس
حلت بمن حل بها رتبة *** يقصر عنها الفلك الأطلس
تودٌّ لو كانت حصى أرضها *** شهب الدجى والكنسُ الخٌّنسُ
وتحسد الأقدام منا على *** السعي الى أعتابها الأرؤسُ
فقف بها وإلثم ثرى ترابها *** ففي المقام الأطهر الأقدسُ
هو ذا علي صلوات الله عليه وذا مشهده ونوره وفيضه وعزه في القلوب والأرواح التي تطوف مع الملائكة الكروبيين في فناء الشجرة المقدسة التي كان منها المصطفى وأخوه صلى الله عليهما وآلهما وسائر الناس من شجر شتى.
شجرة قدسها من قدس الله تعالى شأنه العزيز, نبع منها زيت الوجود وأشرق منها وفيها نور المعبود, شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية ذكرها الباري سبحانه وتعالى في قرآنه في سورة النور الشريفة:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ولقد جاء في معنى هذه الآية العزيزة رواية شريفة:
(عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت الى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين (ع) يكتب بإصبعه ويتبسم.
فقلت له: يا أمير المؤنين ما الذي يضحكك؟
فقال: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها.
فقلت: أي آية يا أمير المؤمنين؟!
فقال: قوله تعالى تلله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكوة المشكوة محمد صلى الله عليه وآله, فيها مصباح أنا المصباح, في زجاجة, الزجاجة الحسن (ع) والحسين (ع), كأنها كوكب دري هو علي بن الحسين, يوقد من شجرة مباركة محمد بن علي, زيتونة جعفر بن محمد, لا شرقية موسى بن جعفر, ولا غربية علي بن موسى الرضا, يكاد زيتها يضيء محمد بن علي, ولو لم تمسسه نار علي بن محمد نور على نور الحسن بن علي, يهدي الله لنوره من يشاء القائم الهدي (ص) ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم. (7)
ولذا أدعوك أيها المحب -يا من أحب علياً- يابن الحرة العفيفة ويحق لك أن تفخر بأمك فقد صانتك وصانت نفسها عن الدنس والسفاح, ودليل طهارتها برهان ساطع هو حب للوصي في حليبها غذتك إياه فاحفظ حقها وإعرف فضلها ...
ولقد روينا في حديث مسند *** عما رواه حذيفة بن يمان
إني سألت المرتضى لِمَ لم يكنْ *** عقد الولاءِ يصيب كل جَنانِ
فأجابني بإجابة طابت لها *** نفسي وأطربني لها استحساني
الله فضّلتني وميز شيعتي *** من نسل أرجاس البعول زوانِ
ورواية أخرى إذا حُشرِ الورى *** يوم المعادِ رويت عن سلمان
للناصبين يقال يا بن فلانةِ *** ويقال للشيعيّ يا بن فلانِ
كتموا أبا هذا لخبث ولادة *** ولطيب ذا يدعى بلا كتمانِ (8)
فتعال يا من أهواك من كُلّ قلبي يا محب عليّ وعاشقه كي نتفيّأ في طلال هذه الشجرة الزيتونية, ونتنعم بشيء من ثمارها القدسية اليانعة. ولم تصفنا الروايات الشريفة بأنا -شيعتهم - ورق هذه الشجرة؟
اللهم إجعلنا من ورقها ووفقنا لحراستها وأكتبنا من عبيد عبيدها:
وإني له عبدٌ وعبدٌ لعبدِهِ *** وحاشاه أن ينسى غداً عبده الحرّا (9)
---------
(1) في ديوان عبد الباقي العمري (ره) جاء في وصف قبة سيد الأوصياء (ع):
هي باءٌ مقلوبةٌ فوق تلك الـــ *** نقطة المستحيلة التأويل
وفي ذلك إشارة واضحة لقوله (ع): (( وأنا النقطة)).
(2) عن إمامنا الرضا (ع), الكافي الشريف ج1 ص 201 ح1
(3) الحديث الشريف المتقد الذكر
(4) أبيات مقتطفة من القصيدة العلوية الخامسة لابن أبي الحديد المعتزلي
(5) الكافي الشريف ج1 ص203 من ح2
(6) عن البحار الشريف ج 102 ص 93 من الزيارة المعروفة بزيارة الندبة
(7) عن كتاب روضة الأمثال للعالم الخبير الشيخ أحمد الكوزة كناني (ره) وجاء في الكافي الشريف ج1 ص 195 ح5 مقارباً له في المعنى.
(8) الأبيات للشاعر الشيعي ابن المدلل (ره) عن غدير العلامة الأميني (ره) ج4 ص 325
(9) البيت للشيخ الأجل المحدث الأكمل الحر العاملي (ره) متوسلا بسيد الأوصياء (ع)
انتهى
--------------------------------------------
فلنبدأ بنشر فضائل الأمير صلوات الله وسلامه تعالى عليه حتى تتنور قلوبنا بولايته ومحبته ويتنور هذا المنتدى بذكره الأقدس الشريف .. فما لنا كلام أعذب من الكلام عنه ولا حب أصدق من حبنا له ! هو جمال الحب وبلاغة الكلام !! هو كل شيء !! هو علي هو عليّ (ع) !!
------------------------------------------
أول رواية:
قال النبي صلى الله عليه وآله: ليلة أسري بي إلى السماء لم أجد باباً ولا حجاباً ولا شجرة ولا ورقة ولا غرفة إلا ومكتوب عليها: عليٌّ عليه السلام. وإن إسم عليٍّ عليه السلام مكتوب على كل شيء, حتى على وجه الشمس والقمر والماء والحجر
****** السلام عليكم يا أمير المؤنين ... يا نور الله يا وجه الله ! ******
__________________
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووول