المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يمكن للفرد أن يستغني عن التقليد



كميل الفضلي
09-19-2007, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



هل يمكن للإنسان أن يستغني عن التقليد ويعمل بما يمليه عليه عقله
توجد مساحة واسعة من الأفعال والأنشطة الحياتية تسمى (المباحات) ترك فيها الشارع المقدس حرية اختيار القرار المناسب فيها للإنسان نفسه وتوجد مساحة أخرى وضع لها الشارع المقدس حوافز لفعلها وهي (المستحبات) وحوافز لتركها وهي (المكروهات) وتوجد مساحة ضيقة جدا بالنسبة لسابقاتها قد لا تشكل نسبة 1% مما تقدم هي دائرة الأحكام الإلزامية بالفعل وهي (الواجبات) أو الترك وهي (المحرمات)، فلا تستحق هذه النسبة الضئيلة أن يتضايق منها الإنسان.
.
ثم أن كل تلك التشريعات التي غطت كل تفاصيل حياة الإنسان والمجتمع ولم تقتصر على العبادات فقط بل أن العبادات تمثل الجانب الأقل من أحكام الشريعة إنما أريد بها هدفان: دنيوي وهي سعادته واطمئنانه وخلق حياة بين أفراد البشرية يسودها السلام والأمن والرفاهية والحب والتآلف (وأخروي) لضمان نجاته في الآخرة وفوزه برضوان الله تبارك وتعالى وجنات النعيم خالدين فيها لا يرون فيها ألماً ولا معاناة ولا ظلماً ولا نكدا.
فالنتائج تعود كلها بالخير عليه والله غني عنه لأنه لما خلقه لم يتركه سدى وإنما علّمه ما ينفعه في حياته ودلّه على ما يصلحه، فإذا اعرض الإنسان عن هذه الوصفة الإلهية فقد ظلم نفسه.
وإنما نأخذ هذا النظام الإلهي للحياة من الأنبياء والرسل الذين بعثهم ومن أوصيائهم (صلوات الله عليهم أجمعين) ثم من العلماء العارفين بهذه الأحكام والتشريعات.
ومن طبيعة البشر أن يعود في كل مجال إلى المختصين فيه فلو أصيب بمرض لا سامح الله فانه يراجع الطبيب ولا يسمح لنفسه أن يأخذ كتابا طبياً من المكتبة ويستخرج منه علاجه، لان التفاصيل والمداخلات والاستنتاجات لا يدركها إلا ذوو الاختصاص.
فالإنسان الحريص على حاضره ومستقبله وحياته الأخروية يرجع إلى علماء الدين ليأخذ منهم ما يضمن له النجاة حتى لو كان احتمال وجود عالم الآخرة والحساب والعقاب ضعيفاً فان خطورة المحتمل تدفعه إلى الأخذ به، لاحظ مثلاً الهوس الذي أصيب به العالم بسبب سماعه بأن شخصاً قد مات بأنفلونزا الطيور في بلدٍ ما فأتلفت ملايين الطيور وبيعت ملايين الأمصال وصرفت المبالغ الطائلة على الإجراءات الوقائية مع ان احتمال إصابة الشخص بالمرض تقل عن واحد من عشرات الملايين ومع ذلك فانه يجد هذه الإجراءات مبررة لخطورة المحتمل وهو الموت، وان الآخرة أهم من ذلك لأنها الحياة الباقية {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(العنكبوت64)، ونحن لسنا نحتمل بل نقطع ونجزم بوجودها بالتفاصيل التي نقلها لنا مئة وأربعة وعشرون ألف نبي صادق.
إضافة إلى الحياة المطمئنة التي يحياها المؤمن ويفتقدها غيره، نقل لي أحد الإخوة عن طالب يدرس في الصين أن الصينيين قالوا له أن من لا يتناول الخمر ويجتنب الزنا وكذا نسميه الإنسان النموذجي، فماذا يسمون يا ترى الإنسان المسلم الذي يجتنب كل الخبائث ويتحلى بالصفات الحميدة السامية.
واختصر الجواب بقولي أن الرجوع إلى ذوي الاختصاص في اختصاصهم طريقة عقلائية جارية في كل المجالات والحقل الديني من أهم ما يجب أن نراعيه لأنه يتعلق بسعادتنا في الدنيا وحياتنا الدائمة في الأخرى فلا نستغني عن الرجوع إلى علماء الدين للأخذ منهم لأنهم أهل الاختصاص، وان العقل يعجز عن فهم أسرار التشريع وإنما تؤخذ من أنبياء الله ورسله.

روح تائبهـ
09-20-2007, 11:50 AM
تسلم أخوي كميل الفضلي على الموضوع الراقي
لا عدمنا جديدك يارب
تقبل مروري ولك خالص تحياتي...

كميل الفضلي
09-20-2007, 12:47 PM
السلام عليكم
شكرا اختي العزيزة لهاذا المرور العطر
وقد انارت صفحتي بكم ولا عدمنا الله اياه
اتمنى لكي كل التوفيق والسداد تقبلي تحياتي

@همس المشاعر@
09-20-2007, 12:57 PM
اخوي كميل الفضي
اشكرك على هذا الموضوع الجميل
وان شاالله ما نعدمك ويعطيك العافيه
ننتظر جديدك

نور الهدى
09-20-2007, 01:54 PM
الله يعطيك العافية

وتسلم يمينك

وجزاك الله خير الجزاء على الطرح

كميل الفضلي
09-20-2007, 04:02 PM
السلام عليكم

شكرا لهذا المرور العطر استاذتي ام محمد

واتمنا لكي كل الخير والتوفيق تقبلي تحياتي

Sweet Magic
09-22-2007, 01:27 AM
مشكورررررررررررر

اخوي كميل الفاضلي موضوع راقي

Sweet Magic
09-22-2007, 01:31 AM
مشكور اخوي موضوع راقي

كميل الفضلي
09-22-2007, 04:20 PM
السلام عليكم

شكراً على المرور العطر

ودمتي بخير وسلامة مع تحياتي