المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص ومعاجز الامام الهدي (عج)



@همس المشاعر@
09-16-2007, 09:40 AM
1-
تأثير رقعة الاستغاثة
وهي قصة العابد الصالح التقي المرحوم السيد محمد بن السيد عباس العاملي الساكن أيام حياته في قرية (جبشيت) من قرى جبل عامل وهو من بني أعمام السيد النبيل والعالم المتبحر الجليل السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني صهر شيخ فقهاء عصره الشيخ جعفر النجفي أعلى الله مقامهما.
وكان قصة السيد محمد المذكور أنه من كثرة تعدي أهل الجور عليه خرج من وطنه خائفاً هارباً من شدة فقره وقلة بضاعته فلم يمكن عنده يوم خروجه إلا ما يسد قوته يومه وأنه كان متعففاً لا يسأل أحداً.
وسارح في الأرض من دهره ورأى في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كبيرة، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الأشرف وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدس وكان في شدة الفقر ولم يكن يعرفه بتلك الصفة إلا قليل حتى توفي رحمة الله في النجف الأشرف بعد خمس سنوات من يوم خروجه من قريته.
قال الراوي: وكان أحياناً يراودني وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزية وربما استعار مني بعض كتب الأدعية وكان كثيراً ما لا يتمكن لقوته إلا على تمرات وكان يواظب على الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى أنه ما ترك شيئاً من الأذكار المروية والأدعية المأثورة.
واشتغل بعض أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (ع) أربعين يوماً فكان يكتب حاجته ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى البحر ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو يزيد بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقه من طين ويودعها أحد نوابه (ع) ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً.
قال يوماً بعد رجوعه: كنت في غاية الملالة وضيق الخلق أمشي مطرقاً رأسي، فإذا أنا برجل كأنه لحق بي من ورائي وكان في زي العرب فسلم علي فرددت عليه السلام بأقل ما يرد وما التفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقداراً وأنا على حالي، فقال بلهجة أهل قريتي: سيد محمد ما حاجتك؟ يمضي عليك ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني وترمي العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعاً على حاجتك.
قال: فتعجبت من ذلك لأني لم أطلع أحداً على شغلي ولا أحد رآني ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد لم أعرفه خصوصاً أنه لا بس الكفية والعقال وليس مرسوما في بلادنا فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى، وفوزي بالنعمة العظمى وأنه الحجة على البرايا إمام العصر روحي له الفداء.
وكنت سمعت قديماً أن يده المباركة من النعومة بحيث لا تبلغها يد أحد من الناس فقلت في نفسي أصافحة فإن كانت يده كما سمعت أصنع ما يحق بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته فمد يده المباركة فصافحته فإذا يده كما سمعت فتيقنت الفوز والفلاح فرفعت رأسي ووجهت له وجهي وأردت تقبيل يده المباركة فلم أر أحداً.
2-
حكاية الرمان والوزير الناصبي بالبحرين
وجاء في ذلك الكتاب الشريف أيضاً أن بعض الأفاضل الكرام والثقاة الأعلام قال: لما كانت بلدة البحرين تحت حكم الفرنجة جعلوا والياً عليها رجلاً من المسلمين ليكون ادعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها وكان هذا الوالي من النواصب وله وزير أشد نصباً منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبهم لأهل البيت عليهم السلام ويحتال في إهلاكهم والإضرار بهم بكل حيلة.
فلما كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمانه فأعطاها الوالي فإذا مكتوب عليها:
(لا إله إلا الله محمد رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله).
فتأمل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن تكون من صناعة البشر فتعجب من ذلك وقال للوزير هذه آية بينة وحجة قوية على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين؟ فقال له أصلحك الله إن هؤلاء جماعة متعصبون ينكرون البراهين وينبغي أن تحضرهم وتريهم هذه الرمانة فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك وإن أبو إلا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث: إما أن يؤدوا الجزية وهم صاغرون أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البينة التي لا محيص عنها أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم وتأخذ بالغنيمة أموالهم.
فاستحسن الوالي رأيه وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمانة وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار فتحيروا في أمرهم ولم يقدروا على جواب وتغيرت وجوههم وارتعدت فرائصهم.
فقال كبراؤهم أمهلنا أيها الأمير ثلاثة أيام لعنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلا فاحكم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحرين.
فاجتمعوا في مجلس وأجالو الرأي في ذلك فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشر ثلاثة فقالوا لأحدهم أخرج الليلة إلى الصحراء واعبد الله فيها واستغث بإمام زماننا وحجة الله علينا لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.
فخرج وبات طوال ليلته متعبداً خاشعاً داعياً باكياً يدعو ويستغيث بالإمام (ع) حتى أصبح ولم ير شيئاً فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبة ولم يأتيهم بخير فازداد قلقهم وجزعهم.
فأحضروا الثالث وكان تقياً فاضلاً اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافياً حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسل إلى
الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم واستغاث بصاحب الزمان.
فلما كان في آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه ويقول: يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة ولماذا خرجت إلى هذه البرية؟ فقال له: أيها الرجل دعني فإني خرجت لأمر عظيم وخطب لا أذكر إلا لإمامي ولا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني.
فقال: يا محمد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك فقال: إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ولا تحتاج إلى أن شرحها لك فقال له نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به.
قال محمد بن عيسى فلما سمعت ذلك توجهت إليه قلت له نعم يا مولاي لأنت تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا.
فقال (صلوات الله عليه) يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئاً من الطين على هيئة الرمانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة وشدهما عليها وهي صغيرة فأثر فيها وصارت هكذا فإذا مضيتم غداً إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكني لا أبدية لك إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك فترى غرفة فقل للوالي لا أجيبك إلا في تلك الغرفة وسيأبى الوزير ذلك فبالغ أنت في ذلك ولا ترض إلا بالصعود غليها فإذا صعد فاصعد معه ولا تتركه يتقدم عليك فإذا دخلت الغرفة رأيت فيها كوة فيها كيس أبيض فانهض إليه وخذ ترفيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال.
يا محمد بن عيسى قل للوالي أيضاً إن لدينا معجزة أخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان وإن أردت صحة ذلك فمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته.
فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام فرح فرحاً شديداً وقبل الأرض بين يدي الإمام (صلوات الله عليه) وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.
فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام وظهر كل ما أخبره فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له من أخبرك بهذا؟ فقال: إمام زماننا وحجة الله علينا فقال ومن إمامكم؟ فأخبره بالأئمة واحداً بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر (صلوات الله عليهم).
فقال الوالي: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن الخليفة من بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ثم أقر بالأئمة إلى آخرهم (عليهم السلام) وحسن إيمانه.
الحكاية الثالثة عشر
مناظرة رجل من الشيعة رجل من السنة
ذكر العالم الفاضل الخبير الميرزا عبدالله الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي (ره) في الفصل الثاني من خاتمة القسم الأول من كتاب (رياض العلماء) أن الشيخ أبا القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي هو الفاضل العالم الكامل المعروف بالحاسمي وهو من كبار مشايخ أصحابنا ويظهر أنه من قدماء الأصحاب.
وقال الأمير السيد الحسين العاملي المعروف بالمجتهد المعاصر للسلطان الشاه عباس الماضي الصفوي في أواخر رسالته التي ألفها في أحوال أهل الخلاف في الدنيا والآخرة في مقام الحديث عن بعض المناظرات الواقعة بين الشيعة وأهل السنة ما نصه:
الثانية منها حكاية غريبة وقعت في البلدة الطيبة همدان بين شيعي اثني عشر وبين شخص سني رأيتها في كتاب قديم يحتمل حسب العادة أن تاريخ كتابته يعود إلى ثلاثمائة سنة قبل الآن وجاء فيه:
قامت بين بعض علماء الشيعة ألاثني عشرية واسمه أبو القاسم محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين بعض علماء أهل السنة واسمه رفيع الدين الحسين صداقة وصحبة قديمتان وشراكة في الأموال ومخالطة في أكثر الأحوال وفي الأسفار ولم يكن أحدهما ليخفي مذهبه عن صاحبه وكان أبو القاسم يدعو رفيع الدين مازحاً بالنصب كما ينسب رفيع الدين أبا القاسم إلى الرفض ولم يقع بينهما خلال صحبتهما أي بحث في المذهب إلى أن اتفق لهما يوماً أن تبادلا الكلام في ذلك وكانا في مسجد بلدة همدان الذي يقال له المسجد العتيق وأثناء الكلام جعل رفيع الدين الحسين يفضل فلاناً وفلاناً على أمير المؤمنين (ع) ورد عليه أبو القاسم ففصل أمير المؤمنين (ع) على فلان وفلان واستدل أبو القاسم على صحة مذهبه بذكر الآيات والأحاديث الكثيرة وذكر المقامات والكرامات والمعجزات التي صدرت عنه (ع) بينما جعل رفيع الدين يعكس الأمر، ويستدل على فضل أبي بكر على علي (ع) بصحبة النبي (ص) له في الغار ودعوته إياه بالصديق الأكبر بين المهاجرين والأنصار وأنه خص من بينهم بالمصاهرة والخلافة والإمامة كما أورد عن النبي (ص) حديثين في شأن أبي بكر وأحدهما أنه منه بمنزل القميص... الخ والآخر أنه (ص) ينصر باثنين بعده أبي بكر وعمر فلما سمع أبو القاسم مقالته قال له: بأي وجه وسبب تفضل أبا بكر والإنس الأوصياء وسند الأولياء وحامل اللواء وعلى إمام الجن والإنس قسيم الجنة والنار في حين أنك تعلمت أن علياً (ع) هو الصديق الأكبر والفاروق الأزهر وهو أخو رسول الله (ص) وزوج البتول؟ وتعلم أيضا أنه عندما خرج رسول (ص) نحو الغار هارباً من الظلمة والفجرة الكفار نام في فراشة وشاركه في العسر والفقر وأن رسول الله (ص) سد أبواب الصحابة إلى المسجد إلا باب علي (ع) وأنه رفع علياً (ع) على كتفه فحطم الأصنام في فجر الإسلام وأن الله عز وجل زوجه من فاطمة (ع) في الملأ الأعلى وأنه قاتل عمرو بن عبد ود العامري وفاتح خبير وأنه لم يشرك بالله طرفة عين على نقيض أولئك الثلاثة وتعلم أن رسول الله (ص) شبهه بالأنبياء الأربعة حيث قال:
من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في شدته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
فمع هذه الفضائل والكمالات الظاهرة الباهرة إلى قرابته من رسول الله (ص) إلى رد الشمس له كيف يعقل أو يجوز تفضيل أبي بكر على علي (ع)؟! فلما سمع رفيع الدين مقالة صاحبة وظهور فضل علي (ع) على أبي بكر تزعزع ما كان يربطه بأبي القاسم من علاقة خاصة وتبادلاً كلاماً قال رفيع الدين بعده:
أترضى بحكم أول داخل إلى هذا المسجد فإلى أينا حكم رضينا حكمه؟
تردد أبو القاسم هنيئة فهو يعرف تماما مذهب أهل الحمدان وأنهم من أهل السنة فخاف من هذا الشرط لكنه أمام إلحاح صاحبه قبل بالشرط على مضض ولم يمض إلا قليل حتى ظهر شاب تبدو عليه مخايل النجابه والجلالة وكان يبدو من حالته أنه قادم من سفر ودخل الشاب المسجد وطاف فيه وبعد الطواف دنا منهما فسارع رفيع الدين إليه وهو يضطرب وبعد السلام على الشاب عرض عليه ما كان بينه وبين صاحبه وبالغ في إظهار مذهبه إلى الشاب مشفعاً أقواله بالإيمان المؤكده وأقسم عليه أن يقول ما يعتقد واقعاً فبادر الشاب دون توقف فأنشد هذين البيتين:
ومتى أقل مولاي أفضل منهما أكن للذي فضلته متـنقــــصاً.
ألم تر أن السيف يزري بحده مقالك هذا السيف أحدى من العصا
وبعد أن فرغ الشاب من قراءة البيتين وأبو القاسم ورفيع الدين في ذهول مما رأياه من فصاحته وبلاغته أراد معرفة المزيد عن حاله لكنه غاب عن ناظريهما ولم يجد له أثراً فما كان من رفيع الدين بعد أن رأى ما رأى إلا أن تخلى عن مذهبه وقال بالإمامة الأثني عشرية.
3-
شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركته (ع)
قال المحدث الجليل الحر العاملي في (إثبات الهداة) كنت في عصر الصبا وسني عشر سنين أو نحوها حين أصابتي مرض شديد جداً حتى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيأوا للتعزية وأيقنوا أني أموت تلك الليلة فرأيت النبي والأئمة الأثني عشر (صلوات الله عليهم) وأنا فيما بين النائم واليقظان فسلمت عليهم وصافحتهم واحداً واحداً وجاء بيني وبين الصادق (ع) كلام ولم يبق في خاطري إلا أنه دعا لي.
فلما سلمت على صاحب الأمر (ع) وصافحته بكيت وقلتك يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقض وطري من العلم والعمل فقال (ع) لا تخف فإنك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك الله وتعمر عمراً طويلاً ثم ناولني قدحاً كان في يده فشربت منه وأفقت في الحال وزال عني المرض بالكلية وجلست وتعجب أهلي وأقاربي ولم أحدثهم بما رأيت بعد أيام.
4-
لقاء العلامة بحر العلوم به (ع) في مكة
ذكر العالم الجليل الملا زين العابدين السلماسي عن ناظر أمور العلامة بحر العلوم أيام مجاورته بمكة أنذه قال:
كان رحمه الله- مع كونه في بلد الغربه منقطعا عن الأهل والأخوة- قوي القلب في البذل والعطاءً غير مكترث بكثرة المصارف فاتفق في بعض الأيام أننا لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرفته الحال وكثرة المؤونة وانعدام المال فلم يقل شيئاً وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار فيجلس في القبة المختصة به فنأتي إليه بالغليان فيشربه ثم يخرج إلى قبة أخرى يجتمع فيها تلامذته من كل المذاهب فيدرس كلاً على مذهبه.
فلما رجع من الطواف في اليوم الذي شكوت إليه في أمسه نفاد النفقة وأحضرت الغليان على العادة إذا بالباب يدقه أحدهم فاضطرب أشد الاضطراب وقال لي خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان وقام مسرعاً ففتح الباب ودخل شخص في هيئة الأعراب وجلس في تلك القبة وقعد السيد عند بابها في غاية الذلة والمسكنة والأدب وأشار إلي أن لا أقرب إليه الغليان.
فقعدا ساعة يتحدثان ثم قام فقام السيد مسرعاً وفتح الباب وأركبه على جمله الذي أناخه عنده ومضى لشأنه.
ورجع السيد مغير اللون وناولني براءة وقال: هذه حوالة على رجل صراف قاعد في جبل الصفا فاذهب إليه وخذ منه ما أحيل عليه فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف فلما نظر إليها قبلها وقال علي بالحماميل (أي الحمالين) فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: (ريال فرانسة) ويساوي الواحد منها خمسة قرانات عجمية ويزيد فحملوها على أكتافهم وأتينا بها إلى الدار.
ولما كان في بعض الأيام ذهبت إلى الصراف لأسأله عن حاله وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافاً ولا دكاناً فسألت بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف فقل ما عهدنا في هذا المكان صرافاً أبداً وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان وألطاف ولي الرحمن.
5-
في تأكيده (ع) على خدمة الأب المسن
ذكر العالم العامل والفاضل الكامل قدوة الصلحاء السيد محمد الموسوي الرضوي النجفي المعروف بالهندي وكان من العلماء المتقين يؤم الجماعة في حرم أمير المؤمنين (ع) عن العالم الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي المجاور بالنجف الأشرف عن رجل صادق اللهجة كان حلاقاً وله أب كبير مسن وهو لا يقصر في خدمته حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فإنه يمض إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال:
خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى أن قرب المغرب فمشيت وحدي صار الليل وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة فرأيت أعرابياً على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب وسألني عن مقصدي فقلت مسجد السهلة فقال معك شئ من المأكول؟ فقلت: لا فقال أدخل يدك في جيبك فقلت ليس فيه شئ فكرر على القول بزجر حتى أدخلت يدي في جيبي فوجدت فيه زبيباً كنت اشتريته لطفل عندي ونسيته فبقي في جيبي.
ثم قال لي الأعرابي: (أوصيك بالعود) ثلاث مرات والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (ع) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد.
6-
قصة مسجد حمكران والإمام (ع)
نقل الشيخ الفاضل حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في (تاريخ قم) عن كتاب (مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين) من مصنفات الشيخ أبي جعفر محمد بن بابوية القمي ما لفظه بالعربية.
باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي (ع) سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (ع) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائماً في بيتي فلما مضى نصف الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان (ع) فإنه يدعوك.
قال: فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت دعوني حتى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب (هو ما كان قميصك) فتركته وأخذت سراويلي فنودي: (ليس ذلك منك فخذ سراويلك) فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: (الباب مفتوح).
فلما جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكأ عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر.
وكان ذلك الشيخ هو الخضر (ع) فأجلسني ذلك الشيخ (ع) ودعاني الإمام (ع) باسمي وقال اذهب إلى حسن بن مسلم وقل له أنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونخن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيها مسجد وقل لحسن بن مسلم أن هذه الأرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرفها وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر قال حسن بن مثلة قلت يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه، ولا يصدقون قولي: قال أنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلى السيد أبي الحسن وقول له يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته.
وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات ركعتان للإمام صاحب الزمان (ع) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة يهلل ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم قال (ع) ما هذه حكاية لفظه: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق.
قال حسن بن مثلة قلت في نفسي كأن هذا موضع أنت تزعم إنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلى أن أذهب فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية وقال إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك وتجئ به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جمعيهم وذلك المغر أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم.
فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال (ع) تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك.
قال حسن بن مثلة فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكراً حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها إن هذه السلاسل والأوتاد ههنا.
فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون أن السيد أبا الحسين الرضا ينتظرك من السحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدثه وقال يا حسن بن مثلة إني كنت نائماً فرأيت شخصاُ يقول لي إن رجلاً من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإن قوله قولنا فلا تردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت انتظرك الآن.
فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً فأمر بالخيول لتسرج وتخرجوا فركبوا فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط، ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته وكلما أريده أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه.
وجاء السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاؤوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والإعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحون.
قال أبو الحسن محمد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يجدها.
يتبع.................

@همس المشاعر@
09-16-2007, 09:43 AM
7-
هو يقص عليك الحكاية
قال السيد الجليل صاحب المقامات الباهرة والكرامات الظاهرة رضي الدين علي بن طاووس في رسالة المواسعة والمضايقة: يقول على بن موسى بن جعفر بن طاووس: كنت قد توجهت أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بم محمد بن القاضي الأوي ضاعف الله سعادته، وشرف خاتمته من الحلة إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه ) في يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الأخرى سنة إحدى وأربعين وستمائة فاختار الله لنا المبيت بالقرية وتوجهنا منها أوائل نهار يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر المذكور.
فوصلنا إلى مشهد مولانا علي (صلوات الله وسلامه عليه) قبل ظهر يوم الأربعاء المذكور فزرنا وجاء الليل في ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الأخرى المذكور فوجدت من نفسي إقبالاً على الله وحضوراً وخيراً كثيراً فشاهدت ما بدل على القبول والعناية والرأفة وبلوغ المأمول والضيافة فحدثني أخي الصالح محمد بن محمد الأوي (ضاعف الله سعادت) أنه رأى في تلك الليلة في منامه كأن في يدي لقمة وأنا أقول له هذه من فم مولانا المهدي (ع) وقد أعطيته بعضها.
فلما كان سحر تلك الليلة كنت على ما تفضل الله به من نافلة الليل فلما أصبحنا به من نهار الخميس المذكور دخلت الحضرة حضرة مولانا علي (ع) على عاداتي فورد علي من فضل الله وإقباله والمكاشفة ما كدت أسقط على الأرض ورجفت أعضائي وأقدامي وارتعدت رعدة هائلة على عوائد فضله عندي وعنايته لي وما أراني من بره لي ورفدي وأشرفت على الفناء ومفارقة دار الفناء والانتقال إلى دار البقاء حتى حضر الجمال محمد بن كنيلة وأنا في تلك الحال فسلم علي فعجزت عن مشاهدته وعن النظر إليه وإلى غيره وما تحققته بل سألت عنه بعد ذلك فعرفوني به تحقيقاً وتجددت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة وبشارات جميلة.
وحدثني أخي الصالح محمد بن محمد بن الأوي ضاعف الله سعادته بعدة بشارات رواها لي منها أنه رأي كأن شخصاً يقص عليه في المنام مناماً ويقول له قد رأيت كأن فلاناً- يعنى عني- وكأنني- كنت حاضراً لما كان المنام يقص عليه- راكب فرساً وأنت- يعنى الأخر الصالح الأوي- وفارسان آخران قد صعدتم جمعياً إلى السماء قال فقلت له: أنت تدري أحد الفارسين من هو؟ فقال صاحب المنام في حال النوم لا أدري فقلت: أنت- يعنى عني- ذلك مولانا (صلوات الله وسلامه عليه).
وتوجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة بحسب الاستخارة فعرفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المذكورة ان شخصاً فيه صلاح يقال له: عبد المحسن من أهل السواد (يعنى قرى العراق) قد حضر بالحلة وذكر انه قد لقيه مولانا المهدي (ع) ظاهراً في اليقظة وقد أرسله إلى عندي برسالة فنفذت قاصداً وهو محفوظ بن قرا فحضرا ليلة السبت ثامن عشر من جمادى الأخرى المقدم ذكرها.
فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن فعرفته هو رجل صالح لا يشك النفس في حديثه ومستغن عنا وسألته فذكر أن أصله من حصن بشر وأنه انتقل إلى الدولاب الذي بإزاء المحولة المعروفة بالمجاهدية ويعرف الدولاب بابن أبي الحسن وأنه مقيم هنام وليس له عمل بالدولاب ولا زرع ولكنه تاجر في شراء غليلات وغيرها وأنه كان قد ابتاع غلة من ديوان السرائر وجاء ليقبضها وبات عند المعيدية في المواضع المعروفة بالمحبر.
فلما كان وقت السحر كره استعمال ماء المعيدية فخرج فقصد النهر والنهر في الجهة المشرقة فما أحسن بنفسه إلا هو في تل السلام في طريق مشهد الحسين (ع) في جهة المغرب وكان ذلك ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الآخرة من سنة إحدى وأربعين وستمائة التي تقم شرح بعض ما تفضل الله علي فيها وفي نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين (ع).
فجلست أريق ماءً وإذا فارس عندي ما سمعت له حساً ولا وجدت لفرسه حركة ولا صوتاً وكان القمر طالعاً ولكن كان الضباب كثيراً فسألته عن الفارس وفرسه فقال: كان لون فرسه صدءاً (أحمر غامق مائل للسواد) وعليه ثياب بيض وهو متحنك بعمامة ومتقلد بسيف فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن: كيف وقت الناس؟ قال عبد المحسن: فظننت أنه يسأل عن ذلك الوقت قال فقلت الدنيا عليه ضباب وغبرة فقال ما سألتك عن هذا أنا سألتك عن حال الناس قال، فقلت: الناس طيبين مرخصين أمنين في أوطانهم وعلى أموالهم.
فقال: تمضي إلى ابن طاووس وتقول له كذا وكذا وذكر لي ما قال (صلوات الله عليه) ثم قال عنه (ع) فالوقت قد دنا فالوقت قد دنا قال عبد المحسن فوقع في قلبي وعرفت نفسيه أنه مولانا صاحب الزمان (ع) فوقعت على وجهي وبقيت كذلك مغشياً علي إلى أن طلع الصبح قلت : له فمن أين عرفت أنه قصد ابن طاووس عني؟ قال ما أعرف من بني طاووس إلا أنت وما في قلبي إلا أن قصد بالرسالة إليك قلت: أي شيء فهمت بقوله (ع): (فالوقت قد دنا فالقوت قد دنا) هل قصد وفاتي قد دنا أم وقت ظهور (صلوات الله عليه)؟ فقال: بل قد دنا وقت ظهوره (صلوات الله عليه).
قال: فتوجهت ذلك الوقت إلى مشهد الحسين (ع) وعزمت أنني ألزم بيتي مدة حياتي أعبد الله تعالى وندمت كيف ما سألته (صلوات الله عليه) عن أشياء كنت أشتهي أساله فيها.
قلت له: هل عرفت بذلك أحداً؟ قال: نعم عرفت بعض من كان عرف بخروجي من المعيدية وتوهموا أني قد ضللت وهلكت بتأخيري عنهم واشتغالي بالغشية التي وجدتها ولأنهم كانوا يروني طول ذلك النهار يوم الخميس في أثر الغشية التي لقيتها من خوفي منه (ع) فوصيته أن لا يقول ذلك لأحد أبداً وعرضت عليه شيئاً فقال: أنا مستغن عن الناس وبخير كثير.
فقمت أنا وهو فلما قام عني نفذت له غطاءً وبات عندنا في المجلس على باب الدار التي هي مسكني الآن بالحلة فقمت وكنت أنا وهو في الروشن (الكوة) في خلوة فنزلت لأنام فسألت الله زيادة في كشف المنام في تلك الليلة أراه أنا.
فرأيت كأن مولانا الصادق (ع) قد جاءني بهدية عظيمة وهي عندي وكأنني ما أعرف قدرها فاستيقظت وحمدت الله وصعدت الروشن لصلاة نافلة الليل وهي ليلة ثامن عشر جمادى الآخر فأصعد الغلام فتح الإبريق إلى عندي فمددت يدي فلزمت عروته لأفرغ على كفي فأمسك ماسك فم الإبريق وأدراه عني ومنعني من استعمال الماء في طهارة الصلاة فقلت: لعل الماء نجس فأراد الله أن يصونني عنه فإن الله عز وجل علي عوائد كثيرة أحدها مثل هذا وأعرفها.
فناديت إلى فتح وقلت: من أين ملأت الإبريق؟ فقال من المصبة فقلت: هذا لعله نجس فاقلبه وطهره واملأه من الشط فمضى وقلبه وأنا أسمع صوت الإبريق وشفطه ملأه من الشط وجاء به فلزمت عروته وشرعت أقلب منه على كفي فأمسك ماسكك فم الإبريق وأداره عني ومنعني منه. فعدت وصبرت ودعوت بدعوات وعاودت الإبريق وجرى مثل ذلك فعرمت أن هذا منع لي من صلاة الليل تلك الليلة وقلت في خاطري لعل الله يريد أن يجري علي حكماً ابتلاء غداً ولا يريد أن أدعو الليل في السلامة من ذلك، وجلست لا يخطر بقلبي غير ذلك.
فنمت وأنا جالس وإذا برجل يقول لي- يعنى عبد المحسن الذي جاء بالرسالة-: كان ينبغي أن تمشي بين يديه فاستيقظت ووقع في خاطري أنني قد قصرت في احترامه وإكرامه فتبت إلى الله جل جلاله واعتمدت ما يعتمد التائب من مثل ذلك وشعرت في الطهارة فلم يمسك أبداً فم الإبريق وتركت على عادتي فتطهرت وصليت ركعتين فطلع الفجر فقضيت نافلة الليل وفهمت أنني ما قمت بحق هذه الرسالة: فنزلت إلى الشيخ عبد المحسن وتلقيته وأكرمته وأخذت له من خاصتي ستة دنانير ومن غير خاصتي خمسة عشر ديناراً مما كنت أحكم فيه كما لي وخلوت به في الروشن وعرضت ذلك عليه واعتذرت إليه فامتنع من قبول شيء أصلاً وقال: أن معي نحو مائة دينار وما أخذ شيئاً أعطه لمن هو فقير وامتنع غاية الامتناع.
فقلت: أن رسول مثله عليه الصلاة والسلام يعطي لأجل الإكرام لمن أرسله لا لأجل فقره وغناه فامتنع فقلت له مبارك اما الخمسة عشر فهي من غير خاصتي فلا أكرهك على قبولها وأما هذه الستة دنانير من خاصتي فلا بد أن تقبلها مني فكاد أن يؤيسني من قبولها فألزمته فأخذه وعاد تركها فألزمته فأخذها وتغديت أنا وهو ومشيت بين يديه كما أمرت في المنام إلى ظاهر الدار وأوصيته بالكتمان والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.
ومن عجيب زيادة بيان هذا الحال: أني توجهت في ذلك الأسبوع يوم الاثنين من جمادى الآخر سنة إحدى وأربعين وستمائة إلى مشهد الحسين (ع) لزيارة أول رجب أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد ضاعف الله سعادته، فحضر عندي سحر ليلة الثالث أول رجب المبارك سنة إحدى وأربعين وستمائة المقرئ محمد بن سويد فيس بغداد وذكر ابتداءاً من نفسه أنه رأى ليلة السبت ثامن من عشر من جمادى الآخرة المتقدم ذكرها كأنني في داري وقد جاءني رسول إليك وقالوا هو من عند الصاحب.
قال محمد بن سويد: فظن بعض الجماعة أنه من استاد الدار قد جاء إليك برسالة.
قال محمد بن سويد: وأنا عرفت أنه من عند صاحب الزمان (ع) ، قال: فغسل محمد بن سويد وطهرهما وقام إلى رسول مولانا المهدي (ع) فوجده قد أحضر معه كتاباً من مولانا المهدي (ع) إلى عندي وعلى الكتاب المذكور ثلاثة ختوم.
قال المقرئ محمد بن سويد فتسلمت الكتاب من رسول مولانا المهدي (ع) بيدي المشطوفة قال: وسلمه إليك يعني عني.
قال: وكان أخي الصالح محمد بن محمد بن الأوي ضاعف الله سعادته، حاضراً فقال: ما هذا؟ فقلت: هو يقول لك قال علي بن موسى بن طاووس: فتعجبت من أن هذا محمد بن سويد قد رأى المنام في الليلة التي حضر عندي فيها الرسول المذكور وما كان عنده خبر من هذه الأمور والحمد لله.
9-
لم يكلم الإمام لوجوب التأدب
قال السيد المعظم في كتاب (فرج المهموم في معرفة نهج الحلال والحرام من النجوم).
إني أدركت في زماني جماعة ذكروا أنهم شاهدوا المهدي (صلوات الله عليه) وبينهم من كان يحمل وقعاً وعرايض قد عرضت عليه (ع) ومنها ما عملت صدقة وهو أنه أخبرني من لم يأذن بتسميته، لك ذكر أنه سأل الله تعالى أن يتفضل عليه بمشاهدة المهدي (ع) فرأى في المنام أنه سوف يراه في وقت أشار إليه.
قال: فعندما جاء ذلك الوقت كان هو في المشهد المطهر لمولانا موسى بن جعفر (عليهما السلام) فسمع صوتاً عرفه قبل ذلك الوقت وهو كان مشغولاً بزيارة مولانا الإمام الجواد (ع) فحبس السائل المذكور نفسه من مزاحمته (ع) ودخل الحرم المنور ووقف عند رجلي الضريح المقدس لمولانا الإمام الكاظم (ع) ثم خرج الذي كان يعتقد أنه المهدي (ع) وكان معه صاحب وقد شاهد هذا الشخص الإمام (ع) ولم يكلمه لوجوب التأدب في حضرة المقدس (ع).

10-
سمع دعاء الإمام (ع) في السحر
قال السيد الجليل في كتاب نهج الدعوات: وكنت أنا بـ ( سر من رأى) فسمعت سحراً دعاءه (ع) فحفظت منه (ع) من الدعاء لمن ذكره من الأحياء والأموات (وابقهم) أو قال: (وأحيهم في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا) وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة (683هـ) وذكر في ملحقات كتاب أنيس العابدين أنه نقل عن ابن طاووس (رحمه الله) أنه سمع سحراً في السرداب عن صاحب الأمر (ع) أنه يقول: (اللهم أن شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا وبقية طينتنا وقد فعلوا ذنوباً كثيرة اتكالاً على حبنا وولايتنا فإن كانت ذنوبهم بينك وبينهم فاصفح عنهم فقد رضينا وما كان منها فيما بينهم فأصلح بينهم وقاص بها عن خمسنا وأدخلهم الجنة وزحزهم عن النار ولا تجمع بينهم وبين أعدائهم في سخطك).
11-
بحق الذي جننت من أجله..
نقل سماحة العلامة آية الله الحاج السيد أحمد المددي (حفظة الله) عن المرحوم آية الله الحاج السيد أحمد الأردبيلي (جد زوجته المكرمة) نقلاً عن أبية بأن المرجع الورع الحاج السيد محمد الفشاركي الأصفهاني ذكر له: رأيت في بعض الأيام شيرازياً مجنوناً يطارده الصبيان ويضحكون عليه. وبعد أيام دخلت مسجداً للعبادة في غير وقت الفريضة، فلم يكن فيه أحد سواي وبينما أخذت أتهيأ للعبادة شعرت بدخول شخص إلى المسجد فالتفت وإذا به ذلك المجنون فاستترت خلف عمود هناك كي أراقبه ماذا يريد أن يفعل.
فرأيته أخذ ينظر إلى جوانب المسجد وبعد أن اطمأن بعدم وجود أحد شرع في صلاة الخشوع وقراءة متأنية في أجزائها وأذكارها وأدعيتها كواحد من أفضل العقلاء فكنت متحيراً مما رأيته منه كلما أمنعت النظر فيه لم أجد عليه أقل علامة للجنون راقبته في مزيد من الدقة حتى ملكتني الدهشة ولما انتهى وأراد أن يمشي أسرعت إليه فأخذ يموه علي شخصيته الحقيقة بتصرفات جنونية! قلت له يا هذا إني رأيتك منذ أن دخلت المسجد فقد دلتني صلاتك الخاشعة على أنك إنسان عاقل ولست كما تظهر به نفسك في الطريق قل لي لم تتصرف كالمجانين؟ فلم يجبني إلا بحركات جنونية أصر بها أن يغطي علي شخصيته فكلما رجوته أبى إلا إصرار على التمويه وهو يسعى إلى التهرب مني وهنا قلت له : أقسم عليك بحق الذي جننت من أجله قل لي الحقيق!.
بهذا القسم انهمرت دموعه وبكي... فعلمت أني وضعت إصبعي على جرحه! نظر إلي هنيئة ثم قال: ما دمت قد أقسمت علي بمن جننت من أجله فإني أخبرك بحقيقة أمري فلقد كنت كثير اللقاء والنظر إلى الإمام الحجة صاحب العصر والزمان (روحي فداه) ولكن بسبب معصية صدرت مني ولت عني هذه السعادة ومثلي ليس له إلا الجنون تعبيراً عن شقائه وخسارته فلقد أصبحت الدنيا عندي بلا أهمية.
قلت: هل يمكنك الإفصاح لي عن تلك المعصية ليعتبر الناس ويرتدعون؟ قال: إني قد نظرت إلى امرأة أجنبية نظرة ريبة وبشهوة. أفهل تستحق هذه العين الخائنة أن تنظر إلى جمال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن (ع) مرة أخرى والآن فهل تعلم خاسراً أشقى مني!.



يتبع.......................

@همس المشاعر@
09-16-2007, 09:45 AM
12-
فرس بلا راكب..
قال الشيخ العظيم الشأن زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي في كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم:
خرجت مع جماعة تزيد على أربعين رجلاً إلى زيارة القاسم بن موسى الكاظم- والقاسم مدفون في ثمانية فراسخ عن الحلة وعلى الدوام بذهب العلماء والأخيار لزيارته- فكنا عن حضرته نحو ميل من الأرض فارساً معترضاً فظنناه يريد أخذ ما معنا فخبينا ما خفنا عليه فلما وصلنا رأينا آثار فرسه ولم نره فنظرنا ما حول القبة فلم نر أحداً فتعجبنا مع ذلك مع استواء الأرض وحضور الشمس وعدم المانع.
فلا يمتنع أن يكون هو الإمام أو أحد الأبدال.
13-
ضيفنا في الغرفة
قال العالم الفاضل المتقي الميرزا محمد تقي بن الميرزا كاظم الميزرا عزيز الله بن المولى محمد تقي المجلسي رحمهم الله سبط العلامة المجلسي الملقب بالألماسي في رسالة بهجة الأولياء كما نقله عنه تلميذه المرحوم الفاضل البصير الألمعي السيد محمد باقر بن السيد محمد شريف الحسيني الأصفهاني في كتاب نور العيون: حدثني بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغدا، قال: إني كنت قد سافرت في بعض السنين مع جماعة فركبنا السفينة وسرنا في البحر بعد مدة إلى جزيرة فسرت في أطراف الجزيرة فوصلت بعد اليأس من الحياة إلى صحراء فيها جبل عظيم.
فلما وصلت إليه رأيته محيطاً بالبحر إلا طرفاً منه يتصل بالصحراء واشتممت منه رائحة الفواكه ففرحت وزاد شوقي وصعد قدراً من الجبل حتى إذا بلغت إلى وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعاً لا يمكن الاجتياز منه أبداً فتحيرت في أمري فصرت أتفكر في أمري فإذا أنا بحية عظيمة كالأشجار العظيمة تستقبلني في غاية السرعة ففرت منها منهزماً مستغيثاً بالله تبارك وتعالى في النجاة من شرها كما نجاني من الغرق.
فإذا أنا بحيوان شبه الأرنب قصد الحية مسرعاً من أعلى الجبل حتى وصل إلى ذنبها فصعد منه حتى إذا وصل رأس الحية إلى ذلك الحجر الأملس وبقي ذنبه فوق الحجر وصل الحيوان إلى رأسها وأخرج من فمه حمة مقدار أصبع فأدخلها في رأسها ثم نزعها وأدخلها في موضع أخرى منها وولى مدبراً فماتت الحية في مكانها من وقتها وحدث فيها عفونة كادت نفسي أن تطلع من رائحتها الكريهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها وسال في البحر وبقي عظامها كسلم ثابت في الأرض يمكن الصعود منها.
فتفكرت في نفسي: وقلت إن بقيت هنا أموت من الجوع فتوكلت على الله في ذلك وصعدت منها حتى علوت الجبل وسرت من طرف قبلة الجبل فإذا أنا بحديقة بالغة حد الغاية في الغضارة والنضارة والطراوة فسرت حتى دخلتها وإذا فيها أشجار مثمر كثيرة وبناء عال مشتمل على بيوتات وغرف كثيرة في وسطها.
فأكلت من تلك الفواكه واختفيت في بعض الغرف وأنا أتفرج الحديقة وأطرافها فإذا أنا بفوارس قد ظهروا من جانب البر قاصدي الحديقة يقدمهم رجل ذو بهاء وجمال وجلال وغاية من المهابة يعلم من ذلك أنه سيدهم فدخلوا الحديقة ونزلوا من خيولهم وخلو سبيلها وتوسطوا القبر فتصدر السيد وجلس الباقون متأدبين حوله.
ثم أحضروا الطعام فقال لهم ذلك السيد: أن لنا في هذا اليوم ضيفاً في الغرفة الفلانية ولا بد من دعوته إلى الطعام فجاء بعضهم في طلبي فخفت وقلت: أعفني من ذلك فأخبر السيد بذلك فقال: اذهبوا بطعامه إليه في مكانه ليأكله فلما فرغنا من الطعام أمر بإحضاري وسألني عن قصتي فحكيت له القصة فقال: أتحب أن ترجع إلى أهلك؟ قلت: نعم فأقبل على واحد منهم، وأمره بإيصالي إلى أهلي فخرجت وأنا وذلك الرجل من عنده.
فلما سرنا قليلاً قال لي الرجل: انظر فهذا سور بغداد! فنظرت إذا أنا بسوره وغاب عنب الرجل فتفطنت من ساعتي هذه، وعلمت أني لقيت سيدي ومولاي (ع) ومن سوء حظي حرمت من هذا الفيض العظيم فدخلت بلدي وبيتي في غاية من الحسرة والندامة.
14-
الذي أمر أن أعطيك فقد أمرني بالتوقف
نقل سماحة العلامة السيد عباس المدرسي (دام ظله):
ذهبت برفقة والدي المرحوم إلى لقاء العالم الرباني آية الله السيد حجت قدس سره في منزله الكائن خلف مدرسة الحجية بقم المقدسة سنة (1202هـ) فحكى لنا السيد حجت قصة وقعت له في أيا م دراسته قائلاً: (كنت في فقر مدقع وضيق مالي شديد إلى درجة لم أحصل أنا وزوجتي وأطفالي ما نأكله قدر الحاجة الطبيعية). ذات يوم جينما عزمت على الخروج إلى الدرس قالت لي زوجتي: يا سيد ليس لدينا اليوم أي شيء من الطعام على الإطلاق أنزلت رأسي خجلاً وودعتها إلى الدرس ولما عدت إلى المنزل ودت الوضع مؤلماً للغاية فدخلت غرفتي وصليت ركعتين هدية إلى سيدي ومولاي الإمام الحجة (ع) ثم قلت مخاطباً إياه سيدي.. لمن نحن ندرس ونتعلم وندرس ونعلم ألسنا طلاب مدرستك ألسنا جنود نهضتك إذا كنا كذلك فاعنا على لقمة العيش كي نواصل طريقك.
ساعة وإذا بطرقة على باب المنزل ذهبت وفتحت الباب وسلم علي الطارق وسلمني ظرفاً وقال: كل شهر مثل هذا اليوم آيتك بمثله ولا تخبر أحداً وفي آمان الله!.
مشى ولم أستطع أن أكلمه بسبب التعجب والسرور والبهجة الغالبة دخلت المنزل وفتحت الظرف أمام زوجتي وكان فيه من المال ما يسد حاجة العوائل المرفهة في شمال طهران!.
صرنا بذلك المال نشتري جميع حوائجنا المنزلية ويبقى منه فائضا على الحاجة! وكما أخذ مني العهد لم أصرح بهذا الأمر الغريب لأحد حتى جاء على وعده بعد شهر فقدم لي ظرفاً آخر واستمر هذا الكرم شهران آخران حتى سألته هل من الممكن أن أعرف اسمكم الشريف؟ قال: اسمي الحاج (...) وعنواني الطابق(...) الغرفة رقم (...) من العمارة التجارية رقم (...) من العمارة التجارية رقم (...) في سوق طهران ذات يوم كنت جالساً مع شيقي زوجتي وهو العالم الكبير آية الله الشيخ مرتضى الحائري (رحمة الله ) ابن المرجع الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة قم فبحت له بالسر.
ثم راحت الأيام حتى اليوم الموعود حيث كنت أنتظر الرجل فلم يأت... وانتهى الشهر ولم أره وبدأ المال ينفذ وينفذ حتى نهاية الشهر الآخر فعادت أيام الضيق وصعوبات الجوع.
تذكر أنه أعطاني عنوانه فلماذا لا أذهب إليه وأستفسر عن سبب الانقطاع؟! وهكذا جئته على العنوان فدخلت عليه الغرفة سلمت وجلست حتى انتهى الحاضرون من مهامهم وخرجوا.
فدنوت منه وسألته عن حاله وكنت أود أن يفاتحني الموضوع بنفسه ولكنه لم يفعل ففاتحته به خجلاً وقلت: يا حاج... كنت قد عودتنا على عطاء سخي وقد انتظرتك حسب الاتفاق في ثلاثة أشهر الأخيرة فلم أتشرف باللقاء؟! خيراً إن شاء الله.
أطرق الرجل رأسه قليلاً ثم نظر إلي نظرة الآسفين وقال: إن الذي أمرني أن أعطيك أمرني بالتوقف!
سكت الرجل ولم يتكلم أكثر من هذا. هنا عرفت كم قد خسرت من لطف الإمام وكرمه عندما خالفت الشرط( بأن لا أبوح بالسر لأحد ولو كان آية الله الشيخ مرتضى الحائري).
15-
الإمام (ع) يشفيه من الفالج
ومن ذلك بتاريخ صفر سنة (759هـ) حكى لي المولى الأجل الأمجد العالم الفاضل القدوة الكامل المحقق المدقق مجمع الفضائل ومرجع الأفاضل افتخار العلماء كمال الملة والدين عبد الرحمان ابن العماني وكتب بخطه الكريم عندي ما صورته:
قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمان بن إبراهيم القبائقي: إني كنت أسمع في الحلة السيفية حماها الله تعالى أن المولى الكبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الأجل الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج جدته لأبيه بعد موت أبيه بكل علاج للفالج فلم يبرأ.
فأشار عليها بعض الأطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زماناً طويلاً فلم يبرأ وقيل لها: ألا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان (ع) لعل الله تعالى يعافيه ويبرئه ففعلت وبيتته تحتها وإن صاحب الزمان (ع) أقامه وأزال عنه ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتى كنا لم نكد نفترق وكان له دار المعشرة يجتمع فيها وجوه أهل الحلة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم فاستحكيته عن هذه الحكاية فقال لي: إني كنت مفلوجاً وعجز الأطباء عني وحكى لي ما كنت أسمعه مستفاضاً في الحلة من قضيته وإن الحجة صاحب الزمان (ع) قال لي: وقد أباتتني جدتي تحت القبة: قم! فقلت: يا سيدي لا أقدر على القيام منذ سنتي فقال قم بإذن الله تعالى وأعانني على القيام فقمت وزال عني الفالج وانطبق علي الناس حتى كادوا يقتلونني وأخذوا ما كان علي من الثياب تقطيعاً وتنتيفاً يتبركون فيها وكساني الناس من ثيابهم ورحت إلى البيت وليس بي أثر الفالج وبعثت إلى الناس ثيابهم وكنت أسمعه يحكي ذلك الناس (ولمن يستحكيه مراراً حتى مات رحمه الله)...
16-
إنه من فضلنا أهل البيت (عليهم السلام)
قبل خمسين عاماً تقريباً سافر العالم التقي الشيخ النمازي إلى حج بيت الله الحرام في حملة في إيران ولم تكن في ذلك الزمان وسيلة من الوسائل الحديث للنقل إلا حافلات الباص.
يقول سماحة الشيخ غفاريان (حفظة الله) تحركت الحافلة بركابها الأربعين شخصاً تقريباً ففي الطريق بين مكة والمدينة ضيع السائق طريق مكة فزج بالحافلة في طريق صحراوي وعر حتى نفد وقودها وغرست إطاراتها في التراب فلم يروا من جهاتهم الأربع أثراً يدلهم إلى مكة المكرمة تحيروا في أمرهم وراحوا يندبون إلى الله تعالى واستمرت هذه الحالة بهم إلى حدود أسبوع حتى نفد زادهم (الماء والطعام) وأوشكوا على الموت الذي كانوا يرونه بالقرب منهم فأخذوا يحفرون قبوراً لأنفسهم لكي يناموا فيها عند الإحساس بالنهاية.
وفي هذه اللحظات المأساوية تذكر الشيخ النمازي لماذا لم تتوسل بالمنقذ الموعود الحجة بن الحسن المهدي (ع) فقام باستنهاض الإمام وأخذ في حضور الجمع اليائس يدعو ويتضرعون ويقسم على الله تعالى بحق القائم من آل محمد، ثم استولى عليهم الضعف فافترشوا الأرض ساعة بعد ذلك وإذا الشيخ يرى بعيراً عليه ورجالاً ومن بينهم رجل وسيم متميز بنورانيته عن الباقين فجاؤوا حتى بلغوا عندنا فتقدم الشيخ النمازي إلى ذلك الرجل وسأله! هل أنتم من هذه المناطق؟.
فأجابه الرجل: نعم أيها الشيخ النمازي- هكذا سماه باسمه ولكن الشيخ لم يدرك! فسأله الشيخ: إن كنت تعرف الطريق أرشدنا أيها العربي فقد تهنا في الصحراء تيهاً أو شكنا على الموت كما ترى حالنا.
فقال الرجل: لا بأس عليكم ولكن أولاً كلوا واشربوا مما عندنا.
يقول الشيخ النمازي: فأكلنا من التمر وشربنا الماء حتى استعدنا قوانا البدنية ثم أمرنا أن نركب حافلتنا المعطلة فركبنا جمعياً ونادى الرجل (العربي) سائقنا باسمه: تعالى وقد سيارتك لأدلك الطريق. فجلس الرجل بيني وبين السائق وقال له: شغل فشغلها وتحركت السيارة دون أن نتذكر أن السيارة خالية من الوقود وغارسة في التراب!
فما تحركنا من ذلك المكان حتى ارتفعت أصوات الركاب بالصلاة على محمد وآل محمد. ولم يكن أحد منا يعرف عمق الحالة هذه وشخصية الرجل هذا، أخذنا إلى طريق مكة ورأينا سيارات أخرى في الطريق ولكن طلب أن نعيده إلى بعيره وأصحابه فرجعنا وكنت أشكره على إحسانه وإنقاذه لنا. وهو أخذ يسألني كيف حال الخراسانين وأوضاع الزراعة والزراع؟ فأجيبه: جيده ولله الحمد فكلما كنت أقول هذا في جوابه كان يعلق قائلاً: إنه من فضلنا أهل البيت إلى أن سأل كيف حال الشيخ حسين. وهو المرجع الديني اليوم المعروف بالوحيد الخرساني فقد كان في الزمان شاباً يرتقي المنبر الحسيني في مناطق خراسان...
فقلت له: تقصد الشيخ وحيد؟
قال: نعم ذلك الخطيب الحسيني.
قلت: صحته جيده ولله الحمد.
قال: إنه موضع تأييدنا.
وإلى هنا يقول الشيخ لم أدرك شخصية الرجل العربي هذا رغم أسئلته العجيبة الدالة على معرفته بنا واهتمامه بأوضاعنا.
فلما وصلنا إلى أصحابه ودعنا وقال: لقد عرفتم الطريق فارجعوا إليه رجعنا بعض المسافة وفجأة تذكرت من يمكن أن يكون هذا الرجل؟ أين عرف هذا الصحاري من قضايانا وأسمائنا؟
فرجعنا لأسأله عن اسمه فلم نجد له أثراً في امتداد أنظارنا هناك أدركت أنه لم يكن سوى الإمام المهدي (ع) وقد كان معنا وإلى جنبنا ويحدثنا ونحن نجهله رغم كل القرائن والعلامات والإشارات خاصة كلمته التي كان يكررها (هذا من فضلنا أهل البيت).
وهكذا لما عرفنا حقيقة الأمر جلسنا مكاننا وبكينا نادبين الإمام وشاكرين ربنا سبحانه على تلك النعمة العظيمة.
17-
بعد ستة وعشرين سنة تموت
في كتاب إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ المحدث الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي (رحمه الله ) قال: قد أخبرني جماعة من ثقات الأصحاب أنهم رأوا صاحب الأمر (ع) في اليقظة وشاهدوا منه معجزات متعددات واخبرهم بعدة مغيبات ودعا لهم بدعوات مستجابات وأنجاهم من أخطار مهلكات.
قال رحمه الله: كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرا في يوم عيد ونحن جماعة من أهل العلم والصلحاء فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء حياً ومن يكون قد مات؟ فقال لي رجل كان اسمه (الشيخ محمد) وكان شريكنا في الدرس: أنا أعلم ني أكون في عيد آخر حياً وفي عيد آخر حياً وعيد آخر إلى ستة وعشرين سنة، وظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح فقلت له: أنت تعلم الغيب؟ قال: لا ولكني رأيت المهدي (ع) في النوم وأنا مريض شديد المرض فقلت له: أنا مريض وأخاف أن أموت وليس لي عمل صالح ألقى الله به فقال (ع): لا تخف فإن الله تعالى يشفك من هذا المرض ولا تموت فيه بل تعيش ستاً وعشرين سنة ثم ناولني كأساً كان في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء وأنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان.
فلما سمعت كلام الرجل كتبت التاريخ: وكان سنة ألف وتسعة وأربعين (1049هـ) ومضت لذلك مدة (طويلة) وانتقلت إلى المشهد المقدس سنة ألف واثنين وسبعين فلما كان السنة الأخيرة وقع في قلبي أن المدة قد انقضت فرجعت إلى ذلك التاريخ وحسبته فرأيته قد مضى منه ست وعشرون سنة فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات.
فما مضت إلا مدة نحو شهر أو شهرين حتى جاءتني كتابة من أخي- وكان في البلاد- يخبرني أن الرجل المذكور مات.
18-
المهدي (ع) يقرأ القرآن
قال العالم الصالح جناب الميرزا حسين اللاهجي الرشتي المجاور بالنجف الأشرف حدثني العالم الرباني العابدين السلماسي: أن السيد الجليل بحر العلوم طاب ثراه ورد يوماً في حرم أمير المؤمنين (عليه الآف التحية والسلام) فجعل يترنم بهذا المصرع:
جه خوشى صوت قرآن زتو دل ربا شنيدن
فسئل (رحمه الله) سبب قراءته هذا المصرع فقال: لما وردت في الحرم المطهر رأيت الحجة (ع) جالساً عند الرأس يقرأ القرآن بصوت عال فلما سمعت صوته قرأت المصرع المزبور ولما وردت الحرم ترك قراءة القرآن وخرج من الحرم الشريف . الحكاية الثانية والسبعون
أضاعوا البيت فأرشدهم الإمام
حكى لي المرحوم حسين عبد الزبيدي (جد مؤلف الكتاب لأبيه) قال في سنين السبعينات عزمت أنا وبعض أصحابي بالسفر إلى إيران لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) لطلب الشفاعة منه في يوم القيامة وبعد دخولنا إلى إيران قمنا باستئجار بيت في المنطقة التي يكون فيها الضريح المقدس وكنا مشتاقين أشد الاشتياق لزيارته (ع) فوضعنا متاعنا وجميع ما نملك في الغرفة خوفاً من ضياعهما لأن إيران كانت في تلك الفترة تضج بالمظاهرات لقيام الثورة الإسلامية وبعد أن قمنا بزيارة الإمام الرضا (ع) أردنا الرجوع إلى البيت الذي استأجرناه فلم نتمكن من ذلك فأضعنا الطريق ولا نعرف ماذا نفعل لأن جميع ما نملك بقي في البيت حتى ورمت أقدامنا من كثرة السير.
وبعد ذلك جلسنا قرب حائط وأخذت عيوننا بالبكاء وإذا بشاب جميل ذو هيبة سلم علينا وصافحنا يد بيد وقال: لماذا هذا البكاء؟ فأجبناه: بأننا كنا قد استأجرنا بيت ووضعنا كل ما نملك من نقود وأمتعة فيه ولا نعرف ماذا نفعل الآن قال: تعالوا معي فأنا أدلكم على البيت.
فسرنا معه وهو يدخلنا في طريق ويخرجنا من آخر إلى أن وصلنا إلى مكان فأشار بيده وقال: هذا هو البيت واعلموا أننا لا نترك أصحابنا.
ففرحنا بمشاهدتنا البيت ولم نلتفت إليه وبعد قليل نظرنا للشاب فلم نجده، فعلمنا أن هذا هو الإمام المهدي (ع) فندمنا أشد ندامه، والحمد لله
شوفوا القصة

روح تائبهـ
09-16-2007, 04:04 PM
تسلم أخوي فضوووووووول على القصه جعلك ربي من خدام
اهل البيت عليهم والسلام
تقبل مروري ولك خالص تحياتي...

@همس المشاعر@
09-16-2007, 04:20 PM
اختى حسرة الروح اشكر
مرورك الكريم
والله لا يحرمنا من جديدكم

Princess
09-17-2007, 12:45 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم

خيي فضول جهد جدا رائع وفي ميزان اعمالك..
بس بصراحه ما قدرت اقرى الا مكرمتين..
وصلت الى هنا

الحكاية الثالثة عشر
مناظرة رجل من الشيعة رجل من السنة
ذكر العالم الفاضل الخبير الميرزا عبدالله الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي (ره) في الفصل الثاني من خاتمة القسم الأول من كتاب (رياض العلماء) أن الشيخ أبا القاسم بنالسبب صغر

وضعت. :wacko:. شلون الثالثة عشرة.. وبعدين حاط 3 بعنوان...

شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركته (ع
فقريتها سلام الله على حجته..
وبعدها خلاص..ما قدرت اكمل.. :wacko:
الخط وتقارب السطور السبب .. لو مكبر الخط شويه ومبعد بين السطور.. ولو مخلي كل كرامتين على الأقل في موضوع يكون ارتب واسلك.. واحسن للقارئ على شان يتابع.. ويستفيد..
لي رجعه للبقيه بإذن الله..
تنقل للقسم المناسب
ولاعدمنا جهودك
دمت بحفظ الرحمن

ســحرالقوافي
09-17-2007, 02:51 AM
يسلمووو على القصص الي اكيد رووعه

الصراحه ما قريتها لاني نعسانه حدي

بس حفظتهم عندي اكيد راح اقراهم



يسمووو

وجزاك الله خير


دمتـ بود

@همس المشاعر@
09-17-2007, 12:26 PM
اشكركم ع المرور الكريم
لو في مجال لتعديل
ان جان ذخلت وكبرت الخظ لكم
المهم اتمنى للجميع دوام الموفقيه
وتحياتي لكل الاعضاء الاعزاء
الى مالنا غنا عنكم