المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعوديون ينعشون افلام السينما البحرينية



عاشق النجف
09-11-2007, 06:32 PM
عندما يتساءل البعض عما إذا كانت البحرين بسكانها الذين لا يتجاوزون 700 ألف نسمة إلا بقليل، تستوعب 90 دار عرض سينمائي، فإن الجواب الأقرب هو: نعم؛ إذ ليس من الصعب أن يلحظ الزائر لمجمع "السيف" وهو المجمع التجاري الأشهر في البحرين, ذلك التواجد الكثيف للسيارات السعودية الرابضة في مواقف السيارات المكشوفة والمغطاة.
يقصد الكثير من السعوديين هذا المجمع –وغيره من المجمعات التجارية– لا لأغراض التسوق؛ إذ من المعروف أن أسعار السلع في المملكة العربية السعودية تقل بنسب متفاوتة عن مثيلاتها في البحرين، ولكن كلمة السر هنا تأتي من: السينما.


الثورة رصدها "طاش ما طاش"

على الرغم من انتشار ما يسمى بـ"السينما المنزلية" في الأسواق، وإمكانية أن يحيل البعض غرفا من منازلهم إلى دور عرض جيدة التجهيز؛ يظل لحضور العرض السينمائي وهجه الخاص، وجوّه وقوانينه، ويمكن أن يؤرخ لهذا النمو القوي في أعمال دور السينما في البحرين بعرض فيلم "تايتنك" في العام 1997؛ الذي لم تشهد دور السينما في البحرين طيلة 85 عاما إقبالا بهذا الحجم، وهنا تبدّى "الدور السعودي" في إنعاش هذا النوع من الأعمال.

ربما نذكر "شذرة" من مسلسل "طاش ما طاش" في إحدى دوراته عندما احتارت الأسرة إلى أية جهة يمكن أن تسافر فاقترح عليها "ناصر السدحان" الذهاب إلى البحرين لمشاهدة "تايتنك" والعودة سريعا!


فم صغير وكعكة كبيرة

شركات دور العرض السينمائي في البحريني غير قلقة من أعداد البحرييين القليل نسبيا, فهناك الجار السعودي الذي سوف يزود شباك التذاكر بالكثير من الريالات. وقد أعلنت شركة البحرين للسينما (شركة مساهمة عامة تأسست العام 1967) عن قفزة في أرباحها الصافية العام الماضي 2006 إلى 2.2 مليون دينار (5.8 مليون دولار أميركي) بزيادة نسبتها 21% عن العام 2005.

إلى جانب شركة البحرين للسينما، افتتحت شركة سينما الدانة عددا من دور العرض مع افتتاح المجمع ودخلت في منافسة مع الشركة الأقدم، وإن ظلت الأولى مسيطرة بشكل أكبر على دور العرض، التي تنتظر أن تزيدها في منتصف العام المقبل مع افتتاح مجمع سيتي سنتر إلى 20 دار عرض أخرى تستوعب 4200 مقعد جديد، بعدما بدأت صناعة السينما في البحرين في العام 1922 بعرض أفلام سينمائية في كوخ من سعف النخيل، وكان روادها العاملون في البحر والقاطنون في "خانات" المنامة.


حديث مع سعوديين

تغري الأعمال المتنامية في مجال السينما في البحرين بالمزيد من النشاط في هذا القطاع، مع تحفظ الشركتين كثيرا على الإعلان عن أي نوع من الأرقام التي تعطي دلالات محددة لعدد المترددين وما تحتويه الصالات وتوجهات المشاهدين، إلا أن الأحاديث التي أدارتها "الأسواق.نت" مع عدد من المترددين على السينما من السعوديين خصوصا، تشير إلى تفضيل الأسر السعودية للأفلام العربية بالدرجة الأولى، والتي تتميز بالطابع الكوميدي، ثم الأفلام الرومانسية والدراما، وهذا ما يفضله الشباب إضافة إلى أفلام الحركة والرعب.

يقول محمد الشهري (سعودي من المنطقة الشرقية) إنه اعتاد المجيء إلى البحرين مع أهله أو أصدقائه أكثر من مرة في الشهر، ويقضي سحابة يومه في المجمعات التجارية المتكاملة.. "عندما أكون مع الأسرة، نقوم باستعراض كل الأفلام المقدمة في دور العرض ونخطط لمدة نصف ساعة تقريبا لما نود أن نراه، وما إذا كانت هناك أوقات متضاربة لبعض العروض التي لا تصلح للصغار، فنتوزع على أكثر من دار عرض".

الشهري يحضر مع أسرته في الزيارة الواحدة ثلاثة أفلام تقريبا، ويقول "كثيرون غيري يقومون بالشيء نفسه، إنها تجربة مختلفة عن مشاهدة الأفلام في المنزل.. بل أنا أعتبر مقلا بعض الشيء بالنسبة لأسر أخرى أسمع أنها تأتي منذ افتتاح دور العرض السينمائي صباحا وتبقى متنقلة من فيلم إلى آخر حتى نهاية اليوم عند منتصف الليل". وتعرض في دور السينما في كلتا الشركتين حوالي 25 فيلما في اليوم، تسيطر السينما الأمريكية على الحصة الأكبر منها، إضافة إلى دور عرض أخرى أقل شأنا متخصصة في أفلام البوليوود وهي تقع خارج مباني المجمعات التجارية الحديثة.


كم ريالا تدفع لـ 3 أفلام ؟

يضحك الشهري من سؤال عن كلفة زيارة أسرته للسينما، ويقول "لم أحسبها قط"، ولكن الحسبة الأولية تقول إنه ينفق على زيارة أفراد أسرته الستة (الزوجان وأربعة أبناء) إضافة إلى الخادمة، 17.5 دينارا قيمة التذاكر، يضاف إليها مبلغ 10 دنانير تقريبا قيمة المشروبات والفشار، ليصل إلى حوالي 28 دينارا لحضور عرض سينمائي واحد (74 دولارا)، أي أن الأسرة إذا حضرت ثلاثة عروض في اليوم الواحد فإن الكلفة الكلية لهذه الزيارة ستكون 84 دينارا (222.5 دولارا)؛ اي (834 ريالا سعوديا)، وهي كلفة معقولة جدا إذا ما قيست بالانتقال من بلد إلى آخر، وقضاء جانب من العطلة هناك.

أسرة الشهري واحدة من الكثير من الأسر والمسافرين السعوديين الذين ينتقلون إلى البحرين طوال العام؛ إذ أعلن وكيل وزارة الداخلية البحريني لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة، الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، أن 1.51 مليون شخصا عبروا جسر الملك فهد إلى البحرين في شهر يوليو/تموز الماضي، ويشكل السعوديون الجانب الأكبر منهم، ويأتي بعدهم القطريون والكويتيون والإماراتيون، من دون إحصاءات رسمية محددة، ولكن دلالات حضور السينما بالنسبة للسعوديين في البحرين واضحة.


دراسة مزاج السعوديين

مصدر في شركة البحرين للسينما فضل عدم نشر اسمه يقول لـ"الأسواق.نت" إن الشركة تحرص على تجديد أفلامها مرة في الأسبوع قبيل نهايته، اعتمادا على العدد الكبير من المترددين السعوديين عليها، والذين تقصدهم الشركة بالكثير من التنويعات، وخصوصا الأفلام العربية التي تلقى رواجا كبيرا لديهم، والتي فاقت في مدد عرضها الكثير من الأفلام العالمية ذات الجوائز، ولا ترفع الشركة أي فيلم من قائمة العرض إلا إذا رأت أن الإقبال عليه قد تدنى إلى درجة غير مربحة، وهذا ما يجعل بعض الأفلام تبقى تدور في الصالات لعدد من الأشهر، الأمر الذي لا يتحقق عادة للأفلام الأجنبية الأخرى.


تجربة سينما الرياض.. الكارثة البحرينية

كثيرا ما يقال "إن جرى نفض ثوب في السعودية فإن غباره يصل البحرين"، دلالة على القرب الجغرافي والارتباط الوثيق بين البلدين, والاقتصادين، إلا أن الطامة الكبرى بالنسبة لدور العرض السينمائية البحرينية ستأتي لو اتسعت تجربة الرياض التي بدأتها قبل أشهر عندما فتحت دار عرض عامة لعرض أفلام الرسوم المتحركة فقط، وانسحبت هذه التجربة على الكثير من الأفلام الأخرى، وتم السماح لافتتاح دور عرض شاملة في المناطق السعودية الرئيسة، فإن كسادا لا شك سيلحق شركات السينما في البحرين. ستكون حينها كارثة.

ضوى
09-13-2007, 02:33 PM
تشكر أخي عاشق النجف على موضوعك المثير
وأنا أتوقع أن كل من في العالم ممكن أن يأتي الى ديرتنا ويسعد فيها
بل ويقضي أوقات ممتعة
فحياكم الله ترى في البحرين هناك ما هو أفضل من المجمعات والسينمات
هناك قلوب أهلها الطيبة