المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ? علـــــــــــــــــــة استثناء مكـــــــــــــــــــــــــة والمدينة



كميل الفضلي
08-23-2007, 07:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

((ولا يبقى شيء من الأرض إلا وطأه وظهر عليه إلا مكة والمدينة)) وهو ما حدث فعلاً بالنسبة إلى انتشار الفكر الغربي والتأثر والانبهار به والتقليد الأعمى له في كلّ البسيطة, فليس هناك دولة في العالم اليوم لا تعترف بالاتجاهات العامة للفكر والقانون الغربي
وأمّا استثناء مكة والمدينة فهو يعني إنّ الفكرة الإلهية المتمثلة بمكة والفكرة الإسلامية المتمثلة بالمدينة المنورة لا تنحرف بتأثير المد الغربي, بل تبقى صامدة محفوظة في أذهان أهلها وإيمانهم, وهذا يدلّ على انحفاظ الحقّ في الجملة بين البشر وإن الانحراف لا يشمل البشر أجمعين وإن كانت نسبة أهل الحق إلى غيرهم كنسبة مكة والمدينة إلى سائر مدن العالم كله : ]يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[([وهذا مطابق لما يقتضيه التخطيط الإلهي لليوم الموعود من بقاء قلّة من المخلصين الممحصين المندفعين في طريق الحق, وأكثرية من المنحرفين والكافرين ويكون لأولئك القلّة المناعة الكافية ضد التأثير بالأفكار المادية والشبهات المنحرفة, بل إنّ هذه الشبهات لتزيدهم وعياً وإيماناً وإخلاصاً، ولا يزال الغربيون حريصين على انتهاء رموز الإسلام هذه، قال المبشر وليم جيفورد : ((متى توارى القرآن ومدينة مكة من بلاد العرب يمكننا حينئذٍ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه)), فهدفهم إخراج المسلمين من قيمهم ودينهم وتفتيت الوحدة الإسلامية وتمزيقها وهذا هو معنى ما ورد في بعض أخبار الدجال من منعه عن مكة والمدينة بواسطة ملك بيده سيف مصلت يصده عنها وان على كل نقب ملائكة يحرسونها فإن تشبيه العقيدة الإسلامية بالملك ومناعتها بالسيف ما لا يخفى لطفه واما كون الملائكة على كل نقب فهو يعني الإدراك الواعي للمؤمن بأن في الإسلام حلاً لكل مشكلة وجواباً على كل شبهة فلا يمكن لشبهات الآخرين أن تغزو فكره او تؤثر على ذهنه ومن هنا تبرز المسؤولية العظيمة الملقاة على العلماء والفضلاء من أبناء الحوزة العلمية الشريفة في الوقوف بوجه الشبهات وردّها والدفاع عن الإسلام العظيم وسد الثغرات الفكرية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية وحتى الاقتصادية التي يمكن أن ينفذ العدو من خلالها، أليسوا هم (حصون الإسلام) كما تصفهم الأحاديث؟. فما هو دور الحصن غير حفظ الكيان ومنع هجمات العدو, و أليسوا هم ((أمناء الرسل)) فإذن قد ائتمنهم الرسل على كلّ المسؤوليات التي تحملها أولئك الكرام, وبالمقابل على الأمة أن تلتف حول علمائها وتلجأ إليهم في كلّ صغيرة وكبيرة, وإلا ضاعوا وضلّوا ووقعوا في فتنة الدجال من حيث لا يشعرون.