تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ? علامة الكسوف والخسوف في شهر رمضان



كميل الفضلي
08-23-2007, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



أخبرت الحسابات الفلكية أنّ خسوفاً يحصل في وسط شهر رمضان ، وكسوفاً في آخره وقد أهتم الناس بهذه الظاهرة الفلكية لما ورد في علامات الظهور مما يشبه ذلك فعن الإمام أبي جعفر الباقر ((عليه السلام)) قال : ((آيتان تكونان قبل القائم لم تكونا منذ هبط آدم ((عليه السلام)) إلى الأرض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره))وأنتَ ترى أنّ الظاهرة الفلكية التي أُعلن عنها لا تطابق العلامة التي ذكرتها الروايات من حيث توقيت الخسوف والكسوف, ومع ذلك تشبث بها الناس كعلامة لقرب الظهور باعتبار اشتراك الخبر والظاهرة بحصول الكسوف والخسوف في شهر رمضان وإن اختلفا في موعديهما مهملين هذا الاختلاف لعدم أهميته في نظرهم, وإنّ المهم اجتماع الخسوف والكسوف في شهر رمضان, وما علموا إنّ الآية ليست في اجتماعهما في شهر رمضان, وإنما في تاريخ حصولها لأن المعروف أن الخسوف يحصل في منتصف الشهر والكسوف في آخره, وبذلك استشكل رجل على الإمام في الرواية السابقة فقال الإمام أبو جعفر ((عليه السلام)) ((إني لأعلم بما تقول, ولكنهّما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم ((عليه السلام))))، والإشكال الرئيسي الذي أريد أن أوجهّه ليس عدم التطابق هذا بين الحالة الواقعة هذه وما أخبرت عنه الروايات, بل إنّ الحالة لم تقع في بلادنا أصلاً فقد مرّ علينا منتصف شهر رمضان ولم يحصل فيه خسوف ولا كسوف في آخره.

نور الهدى
08-24-2007, 08:18 AM
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم والعن ظالميهم لقيام يوم الدين



الله يعطيك العافية

خالد الرياض
08-25-2007, 02:04 PM
لم يجئ في القرآن الكريم ذكر لصلاة الكسوف والخسوف. وإنما وردت بها السنة المطهرة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله. وذلك في السنة العاشرة للهجرة حين كسفت الشمس فصلى بأصحابه وأطال الصلاة حتى انجلت الشمس.
ولم يرد فيما اتفقت عليه الروايات الصحيحة أن هذا الكسوف كان نتيجة لغضب من الله على الناس. كيف وقد حدث ذلك بعد أن جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشر نور الإسلام في كل ناحية من جزيرة العرب، فلو كان الكسوف يحدث من غضب الله لحدث ذلك في العهد المكي، حين كان الرسول وأصحابه يقاسون أشد ألوان العنت والاضطهاد والإيذاء، وحين أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.
ولقد كان الناس في عصر النبوة يعتقدون أن كسوف الشمس والقمر إنما هو مشاركة من الطبيعة لموت عظيم من عظماء أهل الأرض. وكان من غرائب المصادفات أن كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم وفاة إبراهيم ابنه من مارية القبطية، وقال الناس يومئذ:
إن الشمس قد انكسفت لموته أي حزنا عليه، وإكراما للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هذا القول الزائف والاعتقاد الباطل، وإن كان فيه إضافة آية أو معجزة جديدة إلى آياته ومعجزاته الكثيرة، لأن الله أغناه بالحق عن الانتصار بالباطل.
روى الإمام أحمد والطبراني من حديث سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فيهم يوم الكسوف فقال:(أما بعد: فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم من مطالعها، لموت رجال عظماء من أهل الأرض، إنهم قد كذبوا. ولكنها آيات من آيات الله عز وجل يعتبر بها عبادة…)(مجمع الزوائد ج2 ص210) رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما(ووافقه الذهبي كما في المستدرك وتلخيصه ج1 ص 329،231).
وروى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).
وفي بعض الروايات عند البخاري عن أبي بكرة مرفوعا بعد قوله: لا ينكسفان لموت أحد قال: (ولكن الله يخوف بهما عباده)، وفي ثبوت هذه الزيادة كلام أشار إليه الإمام البخاري نفسه(الزيادة المذكورة من رواية حماد بن زيد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة، ولكن عددًا من الرواة الثقات رووا الحديث عن يونس، فلم يذكروها، منهم عبد الوارث وشعبة، وخالد بن عبد الله، وحماد بن سلمة، كما ذكر ذلك البخاري. وكثير من أئمة الحديث يرفض مثل هذه الرواية التي يخالف فيها الراوي من هم أوثق منه أو أكثر عددًا، وتوصف هذه الزيادة حينئد بالشذوذ، فتخرج عن حد الحديث الصحيح).
وهنا يلتقط المشككون هذه الكلمة وأمثالها "يخوف الله بهما عبادة" أو "ادعوا الله وصلوا حتى ينجلي" ليقولوا: مم التخويف؟ ولماذا الدعاء؟ ولماذا الصلاة؟ والكسوف أمر طبيعي؟
نعم هو أمر طبيعي لا يتقدم ولا يتأخر عن موعده ومكانه وزمانه، وفقا لسنة الله تعالى، ولكن الأمور الطبيعية ليست خارجة عن دائرة الإرادة الإلهية. والقدرة الإلهية، فكل ما في الكون يحدث، بمشيئته تعالى وقدرته، ومثل هذا الذي يحدث لهذه الأجرام العظيمة جدير أن ينبه القلوب على عظمة سلطان الله تعالى وشمول إرادته ونفوذ قدرته، وبالغ حكمته، وجميل تدبيره، فتتجه إليه القلوب بالتعظيم، والألسنة بالدعاء، والأكف بالضراعة، والجباه بالسجود.