المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ? الصحيح هو الاهتمام بالشروط لا بالعلامات



كميل الفضلي
08-19-2007, 04:33 PM
?الصحيح هو الاهتمام بالشروط لا بالعلامات


ولكن الذي أريد أن أنبه عليه هو إنّ الصحيح الاهتمام بشروط الظهور الميمون لا علاماته, فحصول العكس من قبل شيعة الإمام ((عليه السلام)) هي الشكوى الأخرى التي أريد أن أرفعها بالنيابة عنه ((عليه السلام)) ويتّضح هذا التنبيه من خلال معرفة معنى الشرط والعلامة والفرق بينهما ، وتوجد في كتاب الغيبة الكبرى لسيدنا الصدر الثاني ((قدس سره)) أفكار نافعة في هذا المجال سيتضمن الكلام بعضها بإذن الله تعالى.

?الفرق بين الشرط والعلامة

وأول وأهم فرق يستفاد من تعريفهما, فإنّ الشرط ما كان له مدخلية في تحقيق المشروط على نحو العلّية. فانّ وجود النار وحده غير كافٍ لإحراق الأشياء من دون شرط الإحراق, وهي المماسة والمحاذاة ويستحيل وجود المشروط وهو الظهور من دون شرطه, وإذا تحقّق الظهور من دونه فانه يستلزم فشله، أمّا العلامة فليس لها دخل عِلّي وسببي في تحقّق الشيء, ولكنها تفيد الكشف والدلالة على حصوله, كوجود الدخان الدال على النار, فإنّه يمكن أن توجد النار بلا دخان, ولكن وجود الدخان كاشف عن وجود النار فلا ضرورة لحصول العلامات من هذه الجهة, وإنّما يجب تحققها قبل الظهور من جهة أخرى هي لكيلا يستلزم كذب إخبار الإمام ((عليه السلام)) والنتيجة إنّ ارتباط الظهور بالشرائط ارتباط واقعي لأنهّا تدخل ضمن العلّة والسبب له, أمّا ارتباطه بالعلامات فهو ارتباط ظاهري بمعنى الكشف والإعلام.
وقد ذُكِرت فروق أخرى ليست ذات قيمة ، ومما يقلل أهمية العلامات
1 ـــ ضعف الروايات الدالّة عليها وإن أمكن قبول بعضها باعتبار تأييد بعضها لبعض
2 ـــ اختلافها في التفاصيل.
3 ـــ قابليتها للانطباق على أمور كثيرة كمقتل السيد الحسني, فإنّ العشرات من ذرية الإمام الحسن ((عليه السلام)) ثاروا في أيام الدولة الأموية والعباسية وانتهوا إلى الشهادة, وقتل كثير غيرهم من بني الحسن ((عليه السلام)) , أو علامة نزول الترك الجزيرة, وقد نزلوها كثيراً خصوصاً أيام الاحتلال العثماني, وكذا خروج الرايات السود من الشرق التي طبقت على أحداث كثيرة عبر التاريخ.
4 ـــ إنّ العلامات غير اختيارية لنا إمّا الشروط ونقصد بالذات الشرط الرئيسي وهو إعداد النفس لتتأهل لنصرة الإمام ((عليه السلام)) فهي اختيارية، فالأولى غير واقعة ضمن التكليف عكس الثانية, ونحن يهمّنا معرفة تكليفنا وما يجب علينا فعله.
5 ـــ إنّ تحقيق العلامات بل الظهور نفسه لا ينفعنا إن لم نكن من أهل التقى والإيمان والإخلاص والعمل الصالح لنحظى بنصرة الإمام ((عليه السلام)) فعلينا أن نفكر في كيفية وصولنا إلى هذه المرتبة ولنساهم في تحقيق شرط الظهور, وإلا سيكون ظهور الإمام ((عليه السلام)) قاصماً لظهورنا, فاستمعوا بتدبر لقوله تعالى : ]وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ, وقال تعالى : ]يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ[فأحد مصاديق الفتح هو يوم الظهور المبارك وحينئذ لا ينتفع به إلا من هذّب نفسه وآمن وعمل صالحاً وهو المعنى الحقيقي للانتظار.

نور الهدى
08-21-2007, 02:40 PM
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم والعن ظالميهم لقيام يوم الدين



الله يعطيك العافية


وعساك على القوة