تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إرهاب من نوع خاص



¢σffєє 7αℓєє
08-19-2007, 03:14 PM
إرهاب من نوع خاص



أخرج الأب نظارته من جيبه، ارتداها بكل سكينة وتؤدة وبدأ يقلب صفحات تلك الجريدة الصغيرة، وبدأ بقراءتها من الجلد إلى الجلد، ثم أردف: يا دافع البلاء، الحروب على أمتنا مستمرة من ذات العدو الغاشم المستكبر، اقتحامات مستمرة وتشريد لنا لا يتوقف، قتل وتهجير منقطع النظير، وكل جرمنا أن أردنا حياة مستقرة بعيدا عن المشاكل.
السلام أصبح كلمة حلوة غير قابلة للتحقق، لماذا خلقنا الله إذا كان الجميع يزدرينا ولا يرى لنا أدنى قيمة؟! "لم خلقنا الله" سؤال يتردد على ألسنة أجيالنا كابرًا عن كابر دون أن يجدوا له أي جواب فيبقى حائرًا في دياجير الظلام السرمدي، حياتنا ظلام، نأكل في الظلام، نشرب في الغلس، نتزاوج في العتمة، ننام في الغياهب، لا فجر لليلنا الطويل ولا صباح، لا مستقبل واضح لأجيالنا، الخوف صاحبنا والقلق سميرنا وسوء الطالع جليسنا والتستر خليلنا والحندس حليفنا، فلا نعلم متى يقتحم ذلك المستكبر الغادر علينا هدأتنا فيقتل شيوخنا ويشرد أطفالنا؟!
كل ذلك دار في خلده بمجرد أن أغلق الجريدة، وبينما هو مشغول بالعبث بشواربه الطويلة والضحكة لا تعرف سبيلاً لوجهه المتجهم الصارم وإذا بصوت شريكته في النضال جاء مُبدِّدًا سكون الظلام: الغداء جاهز يا حبيبي.
قال دون تردد: أنا قادم يا عزيزتي.
توجَّه لغرفة والده العجوز، دعاه للطعام وغادر، لتجتمع العائلة الكبيرة على مائدة واحدة، الجد العجوز الذي لا يكاد يحرك جناحيه من شدة الكبر، والأب الكهل الذي حمل مسؤولية هذه العائلة بعد والده، وزوجته الفاتنة الجميلة، وأطفال لا يحصي تعدادهم غير خالقهم، بسمل الجد وافتتح المائدة وتبعه الجميع، وبينما هم منشغلون بتناول الغداء، وإذا بالضوء يتسرب إلى الداخل، أتدرون أعزائي القراء ماذا يعني لهم تسرب الضوء فجأة وبكمية هائلة؟! ذلك يعني أن العدو بعدته وعتاده قد هجم واقتحم سلامهم.
فزع الكبير قبل الصغير فسقف المنزل بكامله قد قلِع، أي قوة تلك التي بمقدورها قلع السقف دفعة واحدة؟! تشرَّد الأولاد، هربت الأم بينما الجد لم يقوَ على الحراك، أما الأب فقد وقف يذود عن مملكته مستميتا، إلا أن العدو لم يمهله إذ وقع ذلك الشيء الكبير على رأس الأب والجد فأرداهما صريعان، وها قد تكررت مأساتهم مجدَّدًا فكيف الخلاص؟!
أعزائي القراء لا تحزنوا لموت الجد والأب وتشرد الأطفال وقلع سقفهم واحتلال وطنهم إذ أن الأب والجد والأطفال ليسوا إلا صراصير والسقف ليس إلا باب بيارة والوطن ليس إلا بيارة والمحتل هو الإنسان والذي وقع على الأب والجد ليس سوى الشبشب.

منقول
بقلم / ابن الشهيد
آخر جمادى أول 1427هـ

موفقين

اللؤلؤ المكنون
08-20-2007, 06:23 AM
هههههههههههه حلوووووووووة
وأنا مصدقه وقاعده أقرا شوي شوي لا وبعد زوجته تناديه على الغدا وفاتنه بعد ويييييييع