ملكة الإحساس
08-14-2007, 10:51 AM
القطة
( 1 )
... أحد المساءات الربيعية .. في تلك اللحظة التي يكون فيها قرص الشمس في متناول كفَّيك ..! اللحظة التي تتوهَّجفيها التنانير .. وتنعقد حُزَم الدخان فوق الوادي .. كانت القِطَّة تتمدَّد فيتجويفٍ تحت الصخرة .. غائبة عن الوعي .. بلغ الألم مُنتهاه .. حتى تلاشى الإحساسبالألم ..!
أفاقت .. استدارت .. غمرها إحساس جارف بالأُمومة .. هذه أول مرَّةتعرف طعم هذا الإحساس ..!
تأمَّلت أُسرتها ..
خمس قُطيطات .. أربعٌ بِيض .. وواحدٌ أسود .
تشمَّمتْهم ..
ـ البياض لي .. والسواد له .. تُرى أين هو الآن ..؟ لا هَمَّ له سوى النزول من فوق قِطَّة .. واعتلاء أُخرى .. ثُمَّ يتلهَّىويصطاد .. وكأنه لا علاقة له بالأمر ..! إنه لا يعرف حتى مذاق الألم .. ولكن .. لابأس .. دعونا نتذوَّق اللحظة الراهنة .
لحستْهم .. واحداً واحداً .. ثُمَّاستلقت من جديد .. ومنحتْهم أثداءها الطافحة بالحليب .
( 2 )
في الصباح .. ألْقتْ نظرةً على صغارها العُميان ..
لقد ارتوتْ .. وهي الآن مستغرِقة في نومٍعميق .. وكل واحد يدسُّ رأسه في حضن الآخر .
خرجت لاصطياد ما يمكن اصطياده .. تطلَّعت حولها .. إنها في مأمنٍ من شقاوة الأولاد .. فقد اختارت هذا التجويف الصخريالبعيد .. حتى لا تكون هدفاً للمقاليع .
الْتفتت إلى بيتها ..
ـ ولكن ماذا لوتسلَّلت إحدى الأفاعي ..؟ارتعشت وهي تتصوّر ذلك .
أخذت تُضيِّق الفتحة .. كوَّمت التراب في المدخل .. ثُمَّ ...
ـ ماذا يفعل هذا الثعلب الملعون هنا ..؟إنه يتشمَّم كل شيء .. لا يجب أن يراني .
عادت .. حشرت صغارها في أعماق التجويف .. وأخذت موقف الدفاع ..
فكَّرت :
ـ إننا قريبون من المدخل .. في متناولالمخالب .
شرعت تحفر إلى الداخل .. تحفر .. حتى توغَّلت .. ولم تعُد ترى صغارها .
عادت .. أخذت تلتقطهم من أعناقهم .. يتأرجحون بين فكَّي الأُمومة ..!
ـوالآن أصبحتم في مأمن .
مكثتْ قليلاً .. تلتقط أنفاسها .. ثُمَّ أطلعت رأسها منالفتحة ..
ـ اختفى الثعلب .. لكنَّ رائحته لا تزال قوية .
رفعت أنفها في كلالاتجاهات ..
ـ آه .. المخادع يترصَّد من خلف الصخرة .. يظنُّ أنه يخدعني .. صغاري لن يكونوا لُقمة سهلةً لأحد .
... وبقيت تسدُّ المدخل ..
... في المساء .. حطَّت بُومة على الخَرُّوبة المجاورة .. ونعبت نعيباً فاجِعاً .
ـ لم يعُدينقصني سوى البومة ..! إنها أخطر من الثعلب .. لن تجد صعوبة في الدخول .. لكنني لنأترك صغاري الآن .. سأرى مَن منَّا ستصبر أكثر ..؟ هل ستبقَين فوق الغصن إلى الأبد ..؟!
( 3 )
... في آخر الليل أخذت القطيطات تموء .. وتتحسَّس الأثداء .
لميغمض للأُم جفن ..
ـ ماذا أفعل لحمايتهم ..؟ ماذا أفعل لدفع الخطر عن العائلة ..؟ إذا خرجتُ الْتهمهم المُترصِّدون .. وإذا بقيتُ قتلهم الجوع .. ذلك السافل .. يغرز أسنانه في عنقي .. يقذف في أحشائي عائلة كاملة .. ثُمَّ يختفي ..! كأنَّ الأمرلا يعنيه .. لو أنه يأتي الآن لتناوبنا الحراسة .. ولكن لا مناص من الخروج غداً .. لابُدَّ من الخروج في نهاية المطاف .. لن أسمح لهم بدفننا أحياء .
أطلعت رأسها .. تأملت القمر الحائم فوق الوادي .. وظِلال الأشجار الباهتة ..
أطلقت البومةثلاث نعبات متتالية مُؤكِّدةً وجودها .. ومسحت سحابةُ ضوءَ القمر .
( 4 )
فيالفجر .. رفعت نفسها بوهن من بين صغارها .. التي لم تَكُفّ عن المواء طوال الليل .. زحفت ناحية المَخْرَج .. جفَّت الأثداء .. كان الجوع ينهشها .. كانت تسمع تكسُّرالبَيض في الأعشاش الدافئة .. والزقزقات الأولى للعُصَيفيرات الوليدة .
أخرجترأسها .. استرابت ..
ـ كالعادة .. الأمور على أسوأ ما يُرام .. الثعلب فوقالصخرة .. والبومة في أعلى الشجرة .. ولا شك أنَّ الأفعى تكمن في الجِوار .. إنهميترصَّدون صغاري من فوق ومن تحت .
أغمضت عينيها .. ثُمَّ .. قررت أن تعود .. لايزال هناك خِيار .
سدَّت المدخل بكومة من التراب .. واختفت في ظلمة الصخرة .
( 5 )
... عند ارتفاع الضحى .. بدأت كومة التراب تتحرَّك ..
انتصبتأُذنا الثعلب .. أدارت البومة رأسها .. تكوَّرت الأفعى .
انزاح التراب .. برزالمخلبان .. الرأس .. الكتفان .. انضغط الجسد مقذوفاً إلى الخارج .
كانتمُنتفِخة .. تتمايل .. أثداؤها تنزُّ بالحليب .
انحدرت مع الوادي .. تمشي بهدوء .. لا يبدو عليها أثر للخوف .. أو القلق .
... تسابق المُترصِّدون ..
الأفعىأول الداخلين .. كانت أقربهم ..
توغَّلت .. أحسَّت بدفء التراب .. أخرجت لسانهاتلتقط الرائحة الشهية .. ولكن ... لم يكن هناك أَثرٌ لشيء .. لا شيء سوى نُتَفٍ منالوَبَر .. وبُقَعٍ من الدَّم ..!
:wink::wink::wink::wink::wink::wink:اكيد افهمتوا صح
( 1 )
... أحد المساءات الربيعية .. في تلك اللحظة التي يكون فيها قرص الشمس في متناول كفَّيك ..! اللحظة التي تتوهَّجفيها التنانير .. وتنعقد حُزَم الدخان فوق الوادي .. كانت القِطَّة تتمدَّد فيتجويفٍ تحت الصخرة .. غائبة عن الوعي .. بلغ الألم مُنتهاه .. حتى تلاشى الإحساسبالألم ..!
أفاقت .. استدارت .. غمرها إحساس جارف بالأُمومة .. هذه أول مرَّةتعرف طعم هذا الإحساس ..!
تأمَّلت أُسرتها ..
خمس قُطيطات .. أربعٌ بِيض .. وواحدٌ أسود .
تشمَّمتْهم ..
ـ البياض لي .. والسواد له .. تُرى أين هو الآن ..؟ لا هَمَّ له سوى النزول من فوق قِطَّة .. واعتلاء أُخرى .. ثُمَّ يتلهَّىويصطاد .. وكأنه لا علاقة له بالأمر ..! إنه لا يعرف حتى مذاق الألم .. ولكن .. لابأس .. دعونا نتذوَّق اللحظة الراهنة .
لحستْهم .. واحداً واحداً .. ثُمَّاستلقت من جديد .. ومنحتْهم أثداءها الطافحة بالحليب .
( 2 )
في الصباح .. ألْقتْ نظرةً على صغارها العُميان ..
لقد ارتوتْ .. وهي الآن مستغرِقة في نومٍعميق .. وكل واحد يدسُّ رأسه في حضن الآخر .
خرجت لاصطياد ما يمكن اصطياده .. تطلَّعت حولها .. إنها في مأمنٍ من شقاوة الأولاد .. فقد اختارت هذا التجويف الصخريالبعيد .. حتى لا تكون هدفاً للمقاليع .
الْتفتت إلى بيتها ..
ـ ولكن ماذا لوتسلَّلت إحدى الأفاعي ..؟ارتعشت وهي تتصوّر ذلك .
أخذت تُضيِّق الفتحة .. كوَّمت التراب في المدخل .. ثُمَّ ...
ـ ماذا يفعل هذا الثعلب الملعون هنا ..؟إنه يتشمَّم كل شيء .. لا يجب أن يراني .
عادت .. حشرت صغارها في أعماق التجويف .. وأخذت موقف الدفاع ..
فكَّرت :
ـ إننا قريبون من المدخل .. في متناولالمخالب .
شرعت تحفر إلى الداخل .. تحفر .. حتى توغَّلت .. ولم تعُد ترى صغارها .
عادت .. أخذت تلتقطهم من أعناقهم .. يتأرجحون بين فكَّي الأُمومة ..!
ـوالآن أصبحتم في مأمن .
مكثتْ قليلاً .. تلتقط أنفاسها .. ثُمَّ أطلعت رأسها منالفتحة ..
ـ اختفى الثعلب .. لكنَّ رائحته لا تزال قوية .
رفعت أنفها في كلالاتجاهات ..
ـ آه .. المخادع يترصَّد من خلف الصخرة .. يظنُّ أنه يخدعني .. صغاري لن يكونوا لُقمة سهلةً لأحد .
... وبقيت تسدُّ المدخل ..
... في المساء .. حطَّت بُومة على الخَرُّوبة المجاورة .. ونعبت نعيباً فاجِعاً .
ـ لم يعُدينقصني سوى البومة ..! إنها أخطر من الثعلب .. لن تجد صعوبة في الدخول .. لكنني لنأترك صغاري الآن .. سأرى مَن منَّا ستصبر أكثر ..؟ هل ستبقَين فوق الغصن إلى الأبد ..؟!
( 3 )
... في آخر الليل أخذت القطيطات تموء .. وتتحسَّس الأثداء .
لميغمض للأُم جفن ..
ـ ماذا أفعل لحمايتهم ..؟ ماذا أفعل لدفع الخطر عن العائلة ..؟ إذا خرجتُ الْتهمهم المُترصِّدون .. وإذا بقيتُ قتلهم الجوع .. ذلك السافل .. يغرز أسنانه في عنقي .. يقذف في أحشائي عائلة كاملة .. ثُمَّ يختفي ..! كأنَّ الأمرلا يعنيه .. لو أنه يأتي الآن لتناوبنا الحراسة .. ولكن لا مناص من الخروج غداً .. لابُدَّ من الخروج في نهاية المطاف .. لن أسمح لهم بدفننا أحياء .
أطلعت رأسها .. تأملت القمر الحائم فوق الوادي .. وظِلال الأشجار الباهتة ..
أطلقت البومةثلاث نعبات متتالية مُؤكِّدةً وجودها .. ومسحت سحابةُ ضوءَ القمر .
( 4 )
فيالفجر .. رفعت نفسها بوهن من بين صغارها .. التي لم تَكُفّ عن المواء طوال الليل .. زحفت ناحية المَخْرَج .. جفَّت الأثداء .. كان الجوع ينهشها .. كانت تسمع تكسُّرالبَيض في الأعشاش الدافئة .. والزقزقات الأولى للعُصَيفيرات الوليدة .
أخرجترأسها .. استرابت ..
ـ كالعادة .. الأمور على أسوأ ما يُرام .. الثعلب فوقالصخرة .. والبومة في أعلى الشجرة .. ولا شك أنَّ الأفعى تكمن في الجِوار .. إنهميترصَّدون صغاري من فوق ومن تحت .
أغمضت عينيها .. ثُمَّ .. قررت أن تعود .. لايزال هناك خِيار .
سدَّت المدخل بكومة من التراب .. واختفت في ظلمة الصخرة .
( 5 )
... عند ارتفاع الضحى .. بدأت كومة التراب تتحرَّك ..
انتصبتأُذنا الثعلب .. أدارت البومة رأسها .. تكوَّرت الأفعى .
انزاح التراب .. برزالمخلبان .. الرأس .. الكتفان .. انضغط الجسد مقذوفاً إلى الخارج .
كانتمُنتفِخة .. تتمايل .. أثداؤها تنزُّ بالحليب .
انحدرت مع الوادي .. تمشي بهدوء .. لا يبدو عليها أثر للخوف .. أو القلق .
... تسابق المُترصِّدون ..
الأفعىأول الداخلين .. كانت أقربهم ..
توغَّلت .. أحسَّت بدفء التراب .. أخرجت لسانهاتلتقط الرائحة الشهية .. ولكن ... لم يكن هناك أَثرٌ لشيء .. لا شيء سوى نُتَفٍ منالوَبَر .. وبُقَعٍ من الدَّم ..!
:wink::wink::wink::wink::wink::wink:اكيد افهمتوا صح