بعيد الدار
08-13-2007, 06:13 PM
إصلاح النفوس
فإذا قيل الاصلاح فإنما يقال إصلاح النفوس وتربيتها ورياضتها منذ الصغر علي الأخلاق الفاضلة والشمائل العالية وتوجيهها أحسن وجهه, وإيقاظ عواطف النبل والكرامة فيها , وغرس صفات الرجولة الحقة والانسانية الراقية .
وعندئذ تنطبع هذه الفضائل في النفس وتمتزج بالروح وتسري مسري الدم في العروق فلا تري صاحبها يحيد عنها قيد شعرة أو يتحلل منها مقدار لحظة .
وقال الشاعر :
إن من أدبته في الصبي * كالعود يسقي الماء في غرسه
حتي تراه مورقا ناضرا * بعد الذي أبصرت من يبسه
فإذا أهمل حتي شب عوده وقويت أعصابه , فقويت عاداته السيئة وصفاته المرذولة , كان من الصعب بتها , ومن العسير اقتلاعها
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت * ولا يلين إذا قومته الخشب
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل * وليس ينفع ذا الشيبة الأدب
وحيث لم يكن هناك سبيل إلي سمو الأخلاق ورفعتها الا غرسها في النفوس منذ الحداثة , فكيف إذن نصل إلي تلك الأمنية الغالية , والغاية السامية ؟
لا نستطيع الوصول إليها إلا إذا تعاون المنزل والمدرسة والمجتمع علي ذلك , ومتي برز هذا التعاون أصبحت الأمنية حقيقة والغاية واقعا .
فالمنزل هو الذي يضع البذرة الأولي في قلوب الأطفال , ولا تزال صفحة هذه القلوب نقية بيضاء خالية من كل شئ , إلا من الطهارة والبراءة . وتؤتي ثمرها , لأنها صادفت خلاء من الزرع وخصبا من الأرض , فلابد أن يتمكن أثرها أيما تمكن , فتلازم الطفل في أدوار حياته .
قال الشاعر :
عرفت هواه قبل أن أعرف الهوي * فصادف قلبا خليا فتمكنا
فيجب أن تكون الأخلاق هي هذه البذرة , وأن يكون عماده الأوحد حب الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم , وأن تجنب هذه البذرة عما يلوثها من العادات السيئة والصفات المرذولة .
(منقول)
تحياتي...بعيد الدار:cool:
فإذا قيل الاصلاح فإنما يقال إصلاح النفوس وتربيتها ورياضتها منذ الصغر علي الأخلاق الفاضلة والشمائل العالية وتوجيهها أحسن وجهه, وإيقاظ عواطف النبل والكرامة فيها , وغرس صفات الرجولة الحقة والانسانية الراقية .
وعندئذ تنطبع هذه الفضائل في النفس وتمتزج بالروح وتسري مسري الدم في العروق فلا تري صاحبها يحيد عنها قيد شعرة أو يتحلل منها مقدار لحظة .
وقال الشاعر :
إن من أدبته في الصبي * كالعود يسقي الماء في غرسه
حتي تراه مورقا ناضرا * بعد الذي أبصرت من يبسه
فإذا أهمل حتي شب عوده وقويت أعصابه , فقويت عاداته السيئة وصفاته المرذولة , كان من الصعب بتها , ومن العسير اقتلاعها
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت * ولا يلين إذا قومته الخشب
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل * وليس ينفع ذا الشيبة الأدب
وحيث لم يكن هناك سبيل إلي سمو الأخلاق ورفعتها الا غرسها في النفوس منذ الحداثة , فكيف إذن نصل إلي تلك الأمنية الغالية , والغاية السامية ؟
لا نستطيع الوصول إليها إلا إذا تعاون المنزل والمدرسة والمجتمع علي ذلك , ومتي برز هذا التعاون أصبحت الأمنية حقيقة والغاية واقعا .
فالمنزل هو الذي يضع البذرة الأولي في قلوب الأطفال , ولا تزال صفحة هذه القلوب نقية بيضاء خالية من كل شئ , إلا من الطهارة والبراءة . وتؤتي ثمرها , لأنها صادفت خلاء من الزرع وخصبا من الأرض , فلابد أن يتمكن أثرها أيما تمكن , فتلازم الطفل في أدوار حياته .
قال الشاعر :
عرفت هواه قبل أن أعرف الهوي * فصادف قلبا خليا فتمكنا
فيجب أن تكون الأخلاق هي هذه البذرة , وأن يكون عماده الأوحد حب الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم , وأن تجنب هذه البذرة عما يلوثها من العادات السيئة والصفات المرذولة .
(منقول)
تحياتي...بعيد الدار:cool: