المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين ترتعش القوافي .... جديد الأستاذ محمد أبوعبدالله



تراب الحجة
08-12-2007, 06:53 AM
حين ترتعشُ القوافي
في غياهبِ الوقتِ أراني أراكا . .، ترافقُ سكري . . تصاحبُ وعيي . . تقلَّبني بين هذا وذاكا، يجدّفُ قلبي ببحركَ حباً . . وروحي ترفرفُ نحوَ سماكا . . .فأبقى أفتّش حيناً هنا، وحيناً أفتشُ عنكَ هناكا

أتيتُ أحملُ أنفاسَ الحياةِ لكا *** وكل تنهيدةٍ منكَ ابتدتْ وبكا
تنمو مع الوقتِ في أفياءِ قافيتي *** لحناً يسافرُ عن أبياتهِ معكا
وأنت تملؤ بالدنيا مخيّلتي *** حتى تحيّر فيكَ الحرفُ وارتبكا
واهتـزَّ في رحم الإلهامِ معتذراً *** من لهفةِ الحبِّ حيثُ الحبُّ خبأكا:
إني أنا العبدُ والأوزانُ معجزتي *** لكنني لستُ في هذا وذاكَ لكا
قد جئتَ تسألني الإبداعَ في ملِكٍ *** والعبد أنّى لهُ أن يبدعَ الملِكا !
أتيتُ أحملُ أنفاسَ الحياةِ معي *** وجئتُ أكتبُ ما في الصمتِ صوركا
أغفو فتحملني الأبعادُ فاتحةً *** بابَ القريحةِ في شطآنها ضحكا
والبحرُ يعبدُ في الآفاقِ أشرعتي *** يُطَوِّفُ الموجَ والمرجانَ والسمكا
تعدو ملامحهُ حولي ملبيةً *** كأنَّهُ بفمي قد أبدعَ الفلكا
كأنهُ الأمسُ مشتاقاً إلى غدهِ *** والشوقُ حِملٌ على أيامهِ بركا
ما زالَ يعبرني حتى استفاقَ بهِ *** فيض الجنونِ يشقُّ الليلَ والحلكا
وحين أسرجتُ بالأسرارِ حنجرتي *** كنتَ الحنينَ الذي في صوتها حُبِكا
وكنتَ بين المعاني فارساً عَشِقتْ *** معناهُ أحداقُ تيه (ي) كيفما سُبكا
والقافياتُ أتت زحفاً, أنوثتُها *** سغبى، ومنيتها لو أصبحتْ فدكا
تضجُّ غيرتُها ملءَ الهوى علناً *** إذا رأت أن بيتَ الشعر قبّلكا
تساومُ الأرضَ لو وافتكَ تربتُها *** وتغبطُ الكونَ حينَ الكونُ ظللكا
ومنذُ أن وطأتْ رجلاكَ مهجتَها *** تنفّسَ الصمتُ في أوتارها وحكى:
تاهَ العبورُ وتاهت فيكَ محبرتي *** والبدءُ حيّرهُ المعنى وما انحبكا
يحبو، فتسألك الأقلامُ عاجزةً: *** هل جئتني بشراً أم جئتني ملَكا ؟!
يا ألفَ أحجيةٍ يا ألفَ معجزةٍ *** سبحانَ من ببديعِ الخلقِ أبدعكا
يا سورةَ التينِ، في أعلى مراتبها *** ما أقسمَ اللهُ إلا حين كونكا
يا همزة الوصلِ فوق الأرضِ قد عُرجت *** إلى السماءِ وفيها اللهُ كلمكا
ماذا عساي أقول الآن حين أرى *** أن الزمان على أيامكَ اشتبكا ؟!
وكيفَ أتلوكَ في محرابِ عاطفتي *** ومئذناتُ الهوى تختالُ في يدكا ؟!
وللأذانِ حنينٌ، من فرائضهِ *** يسقي الخشوعَ الذي منكَ انتشى وزكا
ما غادر اسمكَ عن أسبابِ وحشتهِ *** إلا مع الوقت للآذانِ أرجعكا
يا من سموتَ مع الآياتِ تخبرها: *** أن الإله على القرآنِ فضلكا
ومن مسافاتهِ الأملاكُ ما اقتربت *** أنتَ الوحيدُ، ومنهُ اللهُ قرّبكا
صيرتَ في ليلةِ الإسراءِ ما عجزتْ *** عن حملهِ قسماتُ الدهرِ لو تُركا
ما كنتَ يا سيد الأكوانِ مرتحلاً *** لكنما الكون فيك استعذبَ السُكَكا
ولم تكن تسلك المعراجَ في ولهٍ *** لكنّهُ هو من في المحتوى سلكا
ولم تكن في فم التاريخِ زغردةً *** وإنما زغردَ التاريخُ في فمكا
فطافَ حولكَ محموماً برعشتهِ *** يطوي الزمانَ عسى أن ينتهي معكا




27 رجب 1428هـ
محمد أبو عبدالله

نور الولاية
08-19-2007, 01:01 PM
أشكركم على الخاطرة الرائعة ....
ممتن للطف كلماتكم ....
ممتن لدفء تعابيركم .....
سلمكم الله و رعاكم ....

دمتم بكل ود