المومياءة
08-02-2007, 10:58 PM
طالبات: إنهم يعيشون بيننا... وصلاح علي: الدولة لا تريد الاعتراف بوجودهم
عبدة الشيطان... القصة تبدأ من جديد
الحد - محرر نوافذ
من جديد تعود قصة عبدة الشيطان في البحرين لتطفو على السطح، وفيما انتقدت وزارة التربية والتعليم ما نشرته «الوسط» في مارس/آذار الماضي عن استشراء ظاهرة البويات (المسترجلات) وعبدة الشيطان في بعض مدارس الوزارة، تلقت «الوسط» خلال الفترة الماضية اتصالات من أولياء أمور وطالبات في المرحلة الثانوية خصوصاً يؤكدن استشراء هذه الظاهرة. إحدى المتصلات أصرت على أن تواصل «الوسط» في فتح هذا الملف، وخصوصاً أن الكثير من الطالبات في الثانوية يشكين من ظاهرة عبدة الشيطان في المدارس، بحسب نقلها. وذكرت متصلة أخرى أن شقيقتها التي تدرس في إحدى مدارس المحافظة الشمالية تنقل لهن قصصاً غريبة عن واقع عبرت عنه بـ «المر» لفتيات في عمر الزهور رحن ضحية لجماعة عبدة الشيطان الذين يمتلكون نفوذاً كبيراً في المدارس، مستفيدين من خشية الطالبات لهن وهو ما يساعدهم أي (عبدة الشيطان) على مزيد من التغلغل.
من يقف وراءهم؟، من نقل لهم هذه الأفكار؟، أين دور الأسرة في كل ذلك؟، أسئلة حارت في أذهان المتصلين والمتصلات، غير أنه سؤال يصعب على «الوسط» الإجابة عنه.
وسط ذلك، التقى شباب من الجنسين في مقتبل العمر في صالة دار يوكو لرعاية الوالدين في الحد نهاية الأسبوع الماضي بحضور رئيس الهيئة الاستشارية بجمعية المنبر الوطني الإسلامي، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب صلاح علي، وتم الحديث عن ظاهرة عبدة الشيطان في البحرين.
الشباب المشاركون لم يخفوا مخاوفهم من استشراء ظاهرة عبدة الشيطان في المدارس، في حين لا يوجد من رادع يردعهم عن ذلك، كما تساءلوا عما إذا يوجد قانون يعاقب مثل هذه الأفعال... أسئلة كثيرة حارت وسط مناقشات استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة من الزمن عن انتشار هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع البحريني.
الإطار التاريخي لظهور عبدة الشيطان كان المدخل الذي استهل به النائب صلاح علي حديثه في دار يوكو، إذ قال إن حركة الصابئة في منطقة حران بشمال العراق يشكلون أول ظهور لعبدة الشيطان وذلك في العام 170 هجرية، إذ امتازوا بإطالة لحاهم وشعورهم وأظافرهم وتركوا الإسلام.
وفي أوروبا - والحديث للنائب علي - ظهرت عبادة الشيطان فيها في مطلع القرن الثالث عشر، وقام أعضاؤها بممارسة السحر الأسود ووصلت ذروتها إلى أن دعت كنائس أوروبا إلى حرق عبدة الشيطان بهدف اقتلاع جذور الممارسات الشيطانية. وقد ظهرت الحركة من جديد في القرن التاسع عشر على يد ساحر إنجليزي يدعى أليستر كراولي وهو من عائلة عادية تخرج من جامعة كامبردج في بريطانيا، وكان مهتماً بالظواهر والعبادات الغريبة، وقد دافع عن الإثارة والشهوات الجنسية في كتابه «الشيطان الأبيض»، وفي أواخر القرن الماضي انضم كراولي إلى نظام «العهد الذهبي» وهي إحدى الجماعات السرية، وأصبح كراولي هو المعلم الأول لجماعة عبدة الشيطان، وأعلن أنه يتمنى أن يكون قديس الشيطان.
الوصايا التسع
طقوس عدة بأشكال مختلفة، من بينها أغانٍ وعادات خارج المألوف، من بينها ضرورة أن يحفظ من يود الانضمام إلى هذه الجماعات تسع وصايا ويرددها، الأولى منها تقول إن «الشيطان يمثل الانغماس الذاتي وإطلاق المرء العنان لأهوائه ورغباته وشهواته بدلاً من الامتناع عنها». أما الثانية فهي «الشيطان يمثل الوجود الحيوي بدلاً من الأمل الكاذب الوهمي»، الثالثة «الشيطان يمثل الحكمة غير المشوهة وغير الملوثة بدلاً من خداع النفس بأفكار زائفة»، الرابعة «الشيطان يمثل الانتقامية»، الخامسة «الشيطان يمثل الشفقة لمن يستحقونها بدلاً من مضيعة الحب للحاقدين وجاحدي الجميل»، الوصية السادسة «الشيطان يمثل مجرد حيوان مختلف أحياناً وفي غالبية الأحيان أشرس الحيوانات التي تمشي على أربع»، الوصية السابعة «الشيطان يمثل المسئولية تجاه الشخص المسئول بدلاً من مصاصي الدماء المعتوهين»، الثامنة «الشيطان يمثل كل ما يطلق عليه خطايا أو آثام لأنها تؤدي إلى الإشباع العضوي والعقلي والعاطفي»، أما الوصية التاسعة «الشيطان يمثل أعز صديق للعبد وذلك لأنه الباقي».
قاعدة عبدة الشيطان
وذكر علي أن لعبدة الشيطان قاعدة أساسية هي التمتع بأقصى قدر من الملذات قبل الممات، كما يقول اليهودي لافي في كتابه (الشيطان يريدك): «الحياة هي الملذات والشهوات، والموت هو الذي سيحرمنا منها، لذلك اغتنم هذه الفرصة الآن للاستمتاع بهذه الحياة، فلا حياة بعدها ولا جنة ولا نار، فالعذاب والنعيم هنا».
وبحسب علي، فإن لعبدة الشيطان مراتب، فبعضهم أمير وبعضهم مجرد منتمٍ وبعضهم أمير مجموعة، وبعضهم له اسم الشر، وبعضهم يطلقون عليه اسم الشر الأعظم، على حد قوله.
رموز عبدة الشيطان
واستعرض النائب علي خلال اللقاء الرموز التي يستخدمها عبدة الشيطان، وتتمثل في رأس الكبش وهو يمثل الشيطان نفسه، وهو أشهر رموزهم ويمثل إلههم. العين الثالثة وهي رمز مشترك بينهم وبين الماسونية وهو مرسوم على الدولار الأميركي. النجمة الخماسية وهي على شكل الشيطان الأكبر، بالإضافة إلى حركات اليد التي تمثل قرون الشيطان ويفعلونها أثناء رقصهم وتقديس الشيطان.
طقوس غريبة
وتحدث علي عن أن لعبدة الشيطان طقوساً غريبة، وقال: «هناك أفعال وطقوس غريبة لعبدة الشيطان، من بينها التنكر للأديان، دوس الكتب السماوية بأقدامهم، ممارسة طقوس غريبة في المقابر ونبشها لاستخراج الجثث والتمثيل بها، شرب دماء الحيوانات وتلطيخ الأيدي والوجوه والأماكن التي يوجدون بها، استخدام نجمة داوود والصليب المعقوف ورسومات ترمز إلى الشيطان، ترديد الترانيم والأدعية بغرض استحضار الشيطان وأعوانه لعبادته، رسم وشم على الأيدي يطلق عليه اسمه الناتو، إباحة العلاقات الجنسية وعدم الاستحمام أو الاغتسال بدعوى طلب الشيطان».
وذكر علي أن عبدة الشيطان لديهم اجتماعات كل يوم 13 من كل شهر، وأقل عدد في الاجتماعات يكون بين 7 و8 أفراد، وتبدأ الطقوس عادة بعد الساعة 12 من منتصف الليل، ويفضل أن تكون في مكان مهجور أو في الصحراء وتستخدم الموسيقى الصاخبة والرقص طوال الليل حتى يقوم قائد الجماعة بإصدار التعليمات، كما أن صلواتهم قريبة من النصارى، ففي الديانة النصرانية صب الماء على الرأس والجسد أما عبدة الشيطان يقومون بصب الدماء والقاذورات على الرأس والجسد وصلواتهم تصاحبها موسيقى.
إناث عبدة الشيطان
وأوضح علي أن من علامات الإناث عابدات الشيطان طلاء الأظافر والشفاه باللون الأسود، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت، والتزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة التي تعبر عن أفكارهم، مثل الجماجم ورؤوس الكباش.
كم أعمارهم؟
وبحسب علي، فإن من تم القبض عليهم من أعضاء عبدة الشيطان في غالبية الدول العربية تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، وأنهم من خريجي المدارس الأجنبية، ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام على رغم أنهم مسلمون، كما أنهم لا يحفظون الفاتحة ولا أياً من سور القرآن، ولا يعرفون أركان الإسلام ولا معنى الشهادتين، ولا أياً من القيم الإسلامية، على حد قوله.
كيف يتعارفون؟
وأفاد علي بأن لعبدة الشيطان أسلوباً في التعارف يكون بصبغ الشعر باللون الأسود وحلق الشارب وقص اللحية بشكل غريب ووضع الكحل حول العين ولبس الملابس السوداء اللماعة وإطالة الشباب شعرهم وربطه من الخلف وارتداء بعضهم قرطاً فضياً في أذنيه ولبس السلاسل والقلادات التي ترمز لشعارهم وعقيدتهم، وتطيل الفتيات أظافرهن ويستعملن «روجاً أسود» مع ارتداء ملابس رسمت عليها أشكال غريبة مثل الجماجم وصور لأشخاص يقولون عنهم إنهم مساعدو الشيطان.
من حفلاتهم
ووصف علي خلال اللقاء مع الشباب طريقة حفلات عبدة الشيطان، وذكر أنهم يذهبون إلى مقابر ثم يستخرجون جثث الموتى كما يقومون بذبح قطة أو كلب صغير يلطخون بدمائه وجوههم وأيديهم ويشربون منه، ثم يقومون بالدوران في دائرة حتى يرضى عنهم الشيطان، وإذا لم تتوافر هذه الحيوانات يخدشون أيديهم حتى تسيل الدماء منهم بعدها يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة على أنغام موسيقي «الروك» الشهيرة.
عبدة الشيطان في البحرين
ولم يغفل اللقاء التطرق إلى عبدة الشيطان في البحرين، إذ قال النائب علي: «إن أحد الحاضرين للحفلات الشيطانية وهو طالب في المرحلة الإعدادية تلقى دعوة للحضور من جماعة مجهولة نظمت 3 لقاءات منذ العام الماضي في البحرين، في حين تجاوز عدد الحضور 100 شخص من عبدة الشيطان غالبيتهم من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و22 عاماً».
وكشف علي عن أن حفلات عبدة الشيطان في البحرين أقيمت في عدة أماكن، منها الشقق المفروشة المستأجرة، المزارع الخاصة، صحراء الصخير، فلل أحد الأعضاء، حجز قاعة بالفنادق، وصالات الأندية الأجنبية.
وتحدث علي عن واقع عبدة الشيطان في البحرين، إذ بين أن «الجهات الرسمية تنكر وجود جماعات من عبدة الشيطان، في حين أن الأهالي يدافعون عن تصرفات أبنائهم الغريبة ويقولون غنهم ليسوا هم عبدة شيطان بل شباب طائش، وفي المقابل الشباب الذين حضروا حفلات عبدة الشيطان يؤكدون ويُصرون على وجودها في البحرين، وأكثر الفئات انخراطاً في مصيدة عبدة الشيطان هم من المدارس الخاصة والعوائل الغنية، والذين يعانون من فراغ روحي ونفسي».
وأرجع علي أسباب سقوط الشباب البحريني في مصيدة الشيطان إلى «غياب المشروع الوطني الذي يستثير حماس الشباب ويحتضنهم، الفراغ الشديد الذي يعانون منه، وانعدام النشاط الطلابي والتربية في المدارس، تراجع الثقافة الدينية والالتزام بالأخلاق الإسلامية، تغيير منظومة القيم في المجتمع، وصدارة قيم الوجاهة والثراء والكسب السريع، اشتداد حملة التغريب، والإصرار على هتك الهوية واقتلاع الجذور والانقطاع عن الأصول، تخبط الخطاب الإعلامي، اجتراء البعض على المقدس من الدين، التركيز على الأمن السياسي دون الأمن الاجتماعي وتأثيرات الوجه السلبي لثورة الاتصال».
وطرح علي عدة اقتراحات للخلاص من ظاهرة عبدة الشيطان، تتمثل في «التأصيل الاجتماعي وروح الانتماء، على اعتبار أن الانتماء حاجة نفسية مهمة، والشباب الذي يسقط فريسة هذه الانحرافات هو شباب ضائع، لا يشعر بانتمائه إلى الدوائر المختلفة التي تتسع شيئاً فشيئاً، وأهمها دائرة الأسرة التي يؤدي تفككها إلى فقدان إمكان تربية وقيادة أبنائها، سواء بالمشكلات العائلية بين الزوجين، أو بسفر أحدهما أو كليهما للخارج، تاركين الأبناء نهباً للشيطان وأعوانه. دائرة الأصدقاء إذ يجب أن يتم انتقاؤهم بطريقة جيدة ومعايير سليمة. دائرة الدراسة من خلال اختيار أصدقاء صالحين. دائرة الدين بالتعرف أن الدين سياج وليس قيوداً. ودائرة الوطن بتعزيز إحساس الشباب بانتمائه لهذا الوطن، والمساهمة في بناء بلده، والتواصل مع كل من حوله في حب ووئام».
منقول
عبدة الشيطان... القصة تبدأ من جديد
الحد - محرر نوافذ
من جديد تعود قصة عبدة الشيطان في البحرين لتطفو على السطح، وفيما انتقدت وزارة التربية والتعليم ما نشرته «الوسط» في مارس/آذار الماضي عن استشراء ظاهرة البويات (المسترجلات) وعبدة الشيطان في بعض مدارس الوزارة، تلقت «الوسط» خلال الفترة الماضية اتصالات من أولياء أمور وطالبات في المرحلة الثانوية خصوصاً يؤكدن استشراء هذه الظاهرة. إحدى المتصلات أصرت على أن تواصل «الوسط» في فتح هذا الملف، وخصوصاً أن الكثير من الطالبات في الثانوية يشكين من ظاهرة عبدة الشيطان في المدارس، بحسب نقلها. وذكرت متصلة أخرى أن شقيقتها التي تدرس في إحدى مدارس المحافظة الشمالية تنقل لهن قصصاً غريبة عن واقع عبرت عنه بـ «المر» لفتيات في عمر الزهور رحن ضحية لجماعة عبدة الشيطان الذين يمتلكون نفوذاً كبيراً في المدارس، مستفيدين من خشية الطالبات لهن وهو ما يساعدهم أي (عبدة الشيطان) على مزيد من التغلغل.
من يقف وراءهم؟، من نقل لهم هذه الأفكار؟، أين دور الأسرة في كل ذلك؟، أسئلة حارت في أذهان المتصلين والمتصلات، غير أنه سؤال يصعب على «الوسط» الإجابة عنه.
وسط ذلك، التقى شباب من الجنسين في مقتبل العمر في صالة دار يوكو لرعاية الوالدين في الحد نهاية الأسبوع الماضي بحضور رئيس الهيئة الاستشارية بجمعية المنبر الوطني الإسلامي، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب صلاح علي، وتم الحديث عن ظاهرة عبدة الشيطان في البحرين.
الشباب المشاركون لم يخفوا مخاوفهم من استشراء ظاهرة عبدة الشيطان في المدارس، في حين لا يوجد من رادع يردعهم عن ذلك، كما تساءلوا عما إذا يوجد قانون يعاقب مثل هذه الأفعال... أسئلة كثيرة حارت وسط مناقشات استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة من الزمن عن انتشار هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع البحريني.
الإطار التاريخي لظهور عبدة الشيطان كان المدخل الذي استهل به النائب صلاح علي حديثه في دار يوكو، إذ قال إن حركة الصابئة في منطقة حران بشمال العراق يشكلون أول ظهور لعبدة الشيطان وذلك في العام 170 هجرية، إذ امتازوا بإطالة لحاهم وشعورهم وأظافرهم وتركوا الإسلام.
وفي أوروبا - والحديث للنائب علي - ظهرت عبادة الشيطان فيها في مطلع القرن الثالث عشر، وقام أعضاؤها بممارسة السحر الأسود ووصلت ذروتها إلى أن دعت كنائس أوروبا إلى حرق عبدة الشيطان بهدف اقتلاع جذور الممارسات الشيطانية. وقد ظهرت الحركة من جديد في القرن التاسع عشر على يد ساحر إنجليزي يدعى أليستر كراولي وهو من عائلة عادية تخرج من جامعة كامبردج في بريطانيا، وكان مهتماً بالظواهر والعبادات الغريبة، وقد دافع عن الإثارة والشهوات الجنسية في كتابه «الشيطان الأبيض»، وفي أواخر القرن الماضي انضم كراولي إلى نظام «العهد الذهبي» وهي إحدى الجماعات السرية، وأصبح كراولي هو المعلم الأول لجماعة عبدة الشيطان، وأعلن أنه يتمنى أن يكون قديس الشيطان.
الوصايا التسع
طقوس عدة بأشكال مختلفة، من بينها أغانٍ وعادات خارج المألوف، من بينها ضرورة أن يحفظ من يود الانضمام إلى هذه الجماعات تسع وصايا ويرددها، الأولى منها تقول إن «الشيطان يمثل الانغماس الذاتي وإطلاق المرء العنان لأهوائه ورغباته وشهواته بدلاً من الامتناع عنها». أما الثانية فهي «الشيطان يمثل الوجود الحيوي بدلاً من الأمل الكاذب الوهمي»، الثالثة «الشيطان يمثل الحكمة غير المشوهة وغير الملوثة بدلاً من خداع النفس بأفكار زائفة»، الرابعة «الشيطان يمثل الانتقامية»، الخامسة «الشيطان يمثل الشفقة لمن يستحقونها بدلاً من مضيعة الحب للحاقدين وجاحدي الجميل»، الوصية السادسة «الشيطان يمثل مجرد حيوان مختلف أحياناً وفي غالبية الأحيان أشرس الحيوانات التي تمشي على أربع»، الوصية السابعة «الشيطان يمثل المسئولية تجاه الشخص المسئول بدلاً من مصاصي الدماء المعتوهين»، الثامنة «الشيطان يمثل كل ما يطلق عليه خطايا أو آثام لأنها تؤدي إلى الإشباع العضوي والعقلي والعاطفي»، أما الوصية التاسعة «الشيطان يمثل أعز صديق للعبد وذلك لأنه الباقي».
قاعدة عبدة الشيطان
وذكر علي أن لعبدة الشيطان قاعدة أساسية هي التمتع بأقصى قدر من الملذات قبل الممات، كما يقول اليهودي لافي في كتابه (الشيطان يريدك): «الحياة هي الملذات والشهوات، والموت هو الذي سيحرمنا منها، لذلك اغتنم هذه الفرصة الآن للاستمتاع بهذه الحياة، فلا حياة بعدها ولا جنة ولا نار، فالعذاب والنعيم هنا».
وبحسب علي، فإن لعبدة الشيطان مراتب، فبعضهم أمير وبعضهم مجرد منتمٍ وبعضهم أمير مجموعة، وبعضهم له اسم الشر، وبعضهم يطلقون عليه اسم الشر الأعظم، على حد قوله.
رموز عبدة الشيطان
واستعرض النائب علي خلال اللقاء الرموز التي يستخدمها عبدة الشيطان، وتتمثل في رأس الكبش وهو يمثل الشيطان نفسه، وهو أشهر رموزهم ويمثل إلههم. العين الثالثة وهي رمز مشترك بينهم وبين الماسونية وهو مرسوم على الدولار الأميركي. النجمة الخماسية وهي على شكل الشيطان الأكبر، بالإضافة إلى حركات اليد التي تمثل قرون الشيطان ويفعلونها أثناء رقصهم وتقديس الشيطان.
طقوس غريبة
وتحدث علي عن أن لعبدة الشيطان طقوساً غريبة، وقال: «هناك أفعال وطقوس غريبة لعبدة الشيطان، من بينها التنكر للأديان، دوس الكتب السماوية بأقدامهم، ممارسة طقوس غريبة في المقابر ونبشها لاستخراج الجثث والتمثيل بها، شرب دماء الحيوانات وتلطيخ الأيدي والوجوه والأماكن التي يوجدون بها، استخدام نجمة داوود والصليب المعقوف ورسومات ترمز إلى الشيطان، ترديد الترانيم والأدعية بغرض استحضار الشيطان وأعوانه لعبادته، رسم وشم على الأيدي يطلق عليه اسمه الناتو، إباحة العلاقات الجنسية وعدم الاستحمام أو الاغتسال بدعوى طلب الشيطان».
وذكر علي أن عبدة الشيطان لديهم اجتماعات كل يوم 13 من كل شهر، وأقل عدد في الاجتماعات يكون بين 7 و8 أفراد، وتبدأ الطقوس عادة بعد الساعة 12 من منتصف الليل، ويفضل أن تكون في مكان مهجور أو في الصحراء وتستخدم الموسيقى الصاخبة والرقص طوال الليل حتى يقوم قائد الجماعة بإصدار التعليمات، كما أن صلواتهم قريبة من النصارى، ففي الديانة النصرانية صب الماء على الرأس والجسد أما عبدة الشيطان يقومون بصب الدماء والقاذورات على الرأس والجسد وصلواتهم تصاحبها موسيقى.
إناث عبدة الشيطان
وأوضح علي أن من علامات الإناث عابدات الشيطان طلاء الأظافر والشفاه باللون الأسود، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت، والتزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة التي تعبر عن أفكارهم، مثل الجماجم ورؤوس الكباش.
كم أعمارهم؟
وبحسب علي، فإن من تم القبض عليهم من أعضاء عبدة الشيطان في غالبية الدول العربية تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، وأنهم من خريجي المدارس الأجنبية، ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام على رغم أنهم مسلمون، كما أنهم لا يحفظون الفاتحة ولا أياً من سور القرآن، ولا يعرفون أركان الإسلام ولا معنى الشهادتين، ولا أياً من القيم الإسلامية، على حد قوله.
كيف يتعارفون؟
وأفاد علي بأن لعبدة الشيطان أسلوباً في التعارف يكون بصبغ الشعر باللون الأسود وحلق الشارب وقص اللحية بشكل غريب ووضع الكحل حول العين ولبس الملابس السوداء اللماعة وإطالة الشباب شعرهم وربطه من الخلف وارتداء بعضهم قرطاً فضياً في أذنيه ولبس السلاسل والقلادات التي ترمز لشعارهم وعقيدتهم، وتطيل الفتيات أظافرهن ويستعملن «روجاً أسود» مع ارتداء ملابس رسمت عليها أشكال غريبة مثل الجماجم وصور لأشخاص يقولون عنهم إنهم مساعدو الشيطان.
من حفلاتهم
ووصف علي خلال اللقاء مع الشباب طريقة حفلات عبدة الشيطان، وذكر أنهم يذهبون إلى مقابر ثم يستخرجون جثث الموتى كما يقومون بذبح قطة أو كلب صغير يلطخون بدمائه وجوههم وأيديهم ويشربون منه، ثم يقومون بالدوران في دائرة حتى يرضى عنهم الشيطان، وإذا لم تتوافر هذه الحيوانات يخدشون أيديهم حتى تسيل الدماء منهم بعدها يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة على أنغام موسيقي «الروك» الشهيرة.
عبدة الشيطان في البحرين
ولم يغفل اللقاء التطرق إلى عبدة الشيطان في البحرين، إذ قال النائب علي: «إن أحد الحاضرين للحفلات الشيطانية وهو طالب في المرحلة الإعدادية تلقى دعوة للحضور من جماعة مجهولة نظمت 3 لقاءات منذ العام الماضي في البحرين، في حين تجاوز عدد الحضور 100 شخص من عبدة الشيطان غالبيتهم من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و22 عاماً».
وكشف علي عن أن حفلات عبدة الشيطان في البحرين أقيمت في عدة أماكن، منها الشقق المفروشة المستأجرة، المزارع الخاصة، صحراء الصخير، فلل أحد الأعضاء، حجز قاعة بالفنادق، وصالات الأندية الأجنبية.
وتحدث علي عن واقع عبدة الشيطان في البحرين، إذ بين أن «الجهات الرسمية تنكر وجود جماعات من عبدة الشيطان، في حين أن الأهالي يدافعون عن تصرفات أبنائهم الغريبة ويقولون غنهم ليسوا هم عبدة شيطان بل شباب طائش، وفي المقابل الشباب الذين حضروا حفلات عبدة الشيطان يؤكدون ويُصرون على وجودها في البحرين، وأكثر الفئات انخراطاً في مصيدة عبدة الشيطان هم من المدارس الخاصة والعوائل الغنية، والذين يعانون من فراغ روحي ونفسي».
وأرجع علي أسباب سقوط الشباب البحريني في مصيدة الشيطان إلى «غياب المشروع الوطني الذي يستثير حماس الشباب ويحتضنهم، الفراغ الشديد الذي يعانون منه، وانعدام النشاط الطلابي والتربية في المدارس، تراجع الثقافة الدينية والالتزام بالأخلاق الإسلامية، تغيير منظومة القيم في المجتمع، وصدارة قيم الوجاهة والثراء والكسب السريع، اشتداد حملة التغريب، والإصرار على هتك الهوية واقتلاع الجذور والانقطاع عن الأصول، تخبط الخطاب الإعلامي، اجتراء البعض على المقدس من الدين، التركيز على الأمن السياسي دون الأمن الاجتماعي وتأثيرات الوجه السلبي لثورة الاتصال».
وطرح علي عدة اقتراحات للخلاص من ظاهرة عبدة الشيطان، تتمثل في «التأصيل الاجتماعي وروح الانتماء، على اعتبار أن الانتماء حاجة نفسية مهمة، والشباب الذي يسقط فريسة هذه الانحرافات هو شباب ضائع، لا يشعر بانتمائه إلى الدوائر المختلفة التي تتسع شيئاً فشيئاً، وأهمها دائرة الأسرة التي يؤدي تفككها إلى فقدان إمكان تربية وقيادة أبنائها، سواء بالمشكلات العائلية بين الزوجين، أو بسفر أحدهما أو كليهما للخارج، تاركين الأبناء نهباً للشيطان وأعوانه. دائرة الأصدقاء إذ يجب أن يتم انتقاؤهم بطريقة جيدة ومعايير سليمة. دائرة الدراسة من خلال اختيار أصدقاء صالحين. دائرة الدين بالتعرف أن الدين سياج وليس قيوداً. ودائرة الوطن بتعزيز إحساس الشباب بانتمائه لهذا الوطن، والمساهمة في بناء بلده، والتواصل مع كل من حوله في حب ووئام».
منقول