المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أورنينا للحب وفقط_



إليا
10-03-2004, 02:32 AM
السلام عليكم ..
هذه مشاركة لكاتب غير معروف اسمه محمد خليفة ..قصة صغيرة هي ..كبيرة في معانيها..وأخيلتها.... ....في حديث الكاتب الداخلي الذي لا ينتهي.. ..في النهاية هي..رائعة ..كروعتكم .. ..اقرأها ...عزيزي عزيزتي ..

أورنينا للحب وفقط



ممطرة هي ذاكرتي بأهازيج الحزن والصمت هذا المساء .. كم طال انتظاري .. للحظة خارج زمن صمت المكان .. الأمكنة هنا تفضل دائماً أن تصمت .. كل مرّة أجهز من تفكيك هذا الصمت .. أغلب الأحيان المحاولة يائسة .. غبية هي الجدران لا تقول شيئاً .. لونها واحد رغم تغير كل الألوان .. عطرها واحد .. لا تردّ .. لا تعي .. أعرف أني أطلب المستحيل .. أوف هي عاداتي السخيفة في قراءة الأشياء وحتى البشر .



أنزوي الى هذا المثلث ، وكهوفي تسأل ضوءاً ، الصور تتزاحم جميعها ، طابور وفوضى ، تداخل الأمكنة والأزمنة ، المعادلات كلها تنتهي الى برمودا الذات ، هناك مثلث كبير للموت بداخلي .. قصص الحب الخائبة ، نصوصي المكتوبة بحبر متجاوز لتاريخ صلاحيات استعماله .. حبيبتي المغصوبة الحب والقلب في مدينة ما .. لم تعد الذاكرة تحفظ منها سوى صور السبع سنوات المباركة .



أنفاسها واحدة .. تحتّم عليّ أن أصدّق .. وحدها تفهم أن هذا الجسد يحتاج الى دفء المساءات .. هي لم تقرأ يوماً .. هي أقدر البشر على قراءتي .. لا تقول حديثاً أحياناً اطلاقاً .. واذا تحدّثت .. ذكرت الله وكثير أدعية الخير والصلاح ..



قد تكون الآن حبيبتي نائمة .. خالدة الى هدوئها الظاهر .. أعرف جيداً أنها بلا قلب منذ رحيلي لذات صباح صائفي .



أذكره .. لم يختلف عن كل الصباحات التي افترقنا عندها .. لأغراض ما .. وما أكثرها بالمناسبة .. كان الزمن باكراً .. كانت وحيدة مستيقظة ..



عندما رحل الأصدقاء .. اسأل أمان السماء في أحضانها .. تقاسمنا الفضاء الواحد .. هي تعتقد دائماً أن أنفاسها موت لي .. أحضنها في تلك الليلة .. وأسأل صمتي .. هوية الآتي .. صورة تؤلمني .. تؤلمني جداً .. تحيلني الى أسئلة التيه .. من يحضن من بعدي هذا الوجه الآفل .. من يحرض هذه الدمعة المحتجزة على السيلان .. من يجرؤ على اقتحام هذا الصدر المهترى بوجع الأيام .. وحرقة انتظار نصراً من السماء أخاطرها صامتاً ..



كان الليل يحتوي المدينة .. وأنا أجدد تأملها .. هي تدركني حالة غائبة وأنا استثناء هذا المساء حالة حاضرة الى المكان .. لم تعد تصدّق الذي يحصل .. أي قدر هذا الذي يعجل بأسفاري دائماً .. علاقتي الى المكان لم تكن يوماً ثابتة .. طفلاً .. شاباً .. رجلاً .. كل دروبك يا ولدي ينتهي الى رحيل متجدد .. أما آن لك أن تحطّ الى أرض ما ..



سؤال أخافه .. أعرفه جيداً .. وأعرف دروب اسئلة أمي العنكبوتية .. أحاول أن أستعيد طفولتي المنهكة بأخبار الموت .. وذكرى الأصدقاء .. الذاهبون باتجاه الله .. أرتمي الى أحضانها .. أسأله الرضا .. تحضنني كما لم يحدث من قبل .. دعوات متجددة ..



أعرف أن طريقي غداً .. بعدي .. طويل .. لم أقطعه من قبل .. سأستعين عليه بهذه اللحظة الهادئة .. أذكر هذه الصورة هذا المساء .. أنتظرتها صوت لم يأت .. أعيد تذكير ذاتي .. إنها لا تسمعني .. قدّر العمر .. وأحكام الجسد .. هي تأبى هذ السماعة حتى تقول ما اختلج بداخلها وتنصرف ..



تعلّمت أن تقول أشياءها صوتاً .. من زمن الحب .. تعلّمت أن تقول حلمها عالياً .. وفي كبرياء ..

لم تأت هذا المساء .. وأنا طفل ضيّع كل لعبه التي يحبّ في لحظة حماقة وانفصالي عنها كسرها .. لا لعب جديدة .. ولا حتى حبّة حلوى يمكن أن تنقل حالة الفم المرّة الى الحالة المعاكسة ..

من يقرأ الانسان حالة صامتة ؟.. من يقرأ صمت الصمت .. اكتشف فظاعة وحجم السؤال .. أخاف مواجهة الأسئلة كعادتي .. وسؤال السؤال .. أعرف ليلتي ستكون أيضاً طويلة .. لكثيرات سبقنها .. الأمر لا يختلف عادة .. أفضل أن أصمت .. صمتي جراح أخرى لموعد لم يحدث .. رغم هذه التكنولوجيا الساخرة ..

سأحاول أن أنام ..

لن أفعل أكثر ..؟ وإن حاصرني حضورك يا روضة ؟..
..


تحياتي
إليا

abu noura
10-30-2004, 06:12 PM
يا لها من كلما جميله معبره بصدق واخلاص من نفس صادقة ومؤقنة بما هو حقيقة


تعلّمت أن تقول أشياءها صوتاً .. من زمن الحب .. تعلّمت أن تقول حلمها عالياً .. وفي كبرياء


لك الف شكر واحترام

إليا
10-31-2004, 09:14 PM
عزيزي أبو نورا ..
نعم ..تعلمتْ أن تبوحَ بأشواقِها ..أمانيها ..بتخيلاتها ..وبأسلوب عشقها ..
وبما يتختلجها من أحاسيس..
وبأعلى ما لديها من مقدرة ..ولكن بصمت ..
وبأقصى ما تستطيعُ من الذهول..
ولكن ..
من يقرأُ الإنسانَ حالةَ صامتة ..؟
من يقرأ صمتَ الصمت ..؟
شكرا لمرورك ..
أراك..
تحياتي ,,
نوار ,,

دمعه حزن
11-05-2004, 09:18 PM
شكراً للأخت إليا

سلمت يداك على ما خطته لنا من كلمات رائعة

فعلاً مشاركة جميلة جداً

الله يعطيك ألف صحة وعافية

تحياتي
دمعه حزن