المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رساله الى المرأة المسلمة.. ... رسالة جميلة



ساقي العطاشا
07-13-2007, 05:57 PM
رساله الى المرأة المسلمة..
السيد هادي المدرسي

http://www.aldaih.net/up/upload/showimg.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها المراة المؤمنة..
سلام من الله عليكِ ورحمة الله وبركاته..وبعد..

فيما يلي نقاطٌ أرى من الضروري الاهتمام بها، خاصة وأن امّتنا على وشك ولادة جديدة، فاذا جاءت هذه الولادة سليمة فسوف تنعم الأمّة بالصحة والسلامة لفترة طويلة من الزمن، وإلاّ فسوف تعاني من المشاكل والعوائق، لفترة طويلة من الزمن ايضاً.

- اولاً -

إعرفي قدرك، فإن المرأة روح هذا الوطن، وبركة هذا الشعب، وثروة هذه الارض.

ولكِ مكانةٌ عظمى عند الله الذي خلقك بارادة خاصة منه، وجعلك انثى ليستمر بك الحياة، وتشع منك انوار العاطفة، فأعرفي من انتِ لتؤدي دورك كاملاً غير منقوص، ولا تقبلي بدور هامشيٍ في الحياة، لان المرأة ليست جزءاً من الحياة، كما قد يقول البعض، وانما هي لبّ الحياة. ومن دون أن يكون دور فاعلٍ للمرأة في هذا الوطن، فلن يكون هنالك دورٌ للآخرين أيضاً.

- ثانياً -

انظري إلى الامور بعينين: عين العقل. وعين الذوق، فبالعقل تعرفين الحقائق، وبالذوق تكتشفين جمالها.

وإيّاكِ والأنخداعُ بالمظاهر الجذّابة وحدها، لان ذلك يرضي عين الذوق، ولكنه قد لا يرضي عين العقل.. فلربّ ملمسٍ جميل يخفي سماً زعافاً. وأعلمي ان المرأة التي لاتهتم الا بالجماليات تكون احدى عيني الروح فيها مصابة بالعمي.

- ثالثاً -

انطلقي في تقيمك للأشياء من منطلق الخير والشّر، والصلاح والفساد، والعدل والظلم. وليس من منطلق المصلحة، أو الربح والخسارة، أو اللذة والألم ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم ﴾.

- رابعاً -

إقرأي كثيراً، وفكّري اكثر. فالعلم بحر لا نهاية له، والفكر زورقٌ في هذا البحر، والكتاب هو المجداف، ومن لا يفكّر ولا يستخدم الكتاب فلربما يبقى دائماً على الساحل، ولا يستطيع ان يعبر المحيط. واعلمي، أن كثير العلم قليل، فكيف بقليله. فلتكن لك مطالعات يوميّه بحيث يصبح الكتاب رفيقاً دائماً لك، كما هي ادوات التجميل.

ولتكن مطالعاتكِ فيما تحتاجين اليه، كالقضايا التي ترتبط بالعلاقات، والسلامة، والتربيّة والدين، والمجالات الإختصاصية التي تعملين فيها.

- خامساً -

التزاماتك الدينية يجب ان تنقسم الى قسمين: قسمٌ لا تتركينهُ ابداً في مختلف الظروف والحالات. وقسمٌ تحاولين ان لا تتركينهُ الا في الحالات الإستثنائية، والقسم الأول هو الواجبات الدينيّة مثل الصلاة، و الصيام، والحج، وأداء الزكاة، والخمس، والأمر بالمعرف، والنهي عن المنكر، والتولى، والتبرّى.

اما القسم الثاني، فهي المستحبات، وحاولي الإلتزام بها ولكن ليس بكلها، فهذا خارجٌ عن طاقتك ﴿ ولا يكلف الله نفساً الا وسعها ﴾. فحاولي الالتزام بالحد الادنى من الاعمال المستحبة، الا في الحالات الطارئة، فتلاوة القرآن يومياً ولو بمقدار صفحتين، والاستمرار في قراءة دعاء كميل ابن زياد في ليالي الجمعة، وتلاوة ادعية الايام، وادعية المناسبات، ذلك هو الحد الادنى من المستحبات، فالالتزام بذلك فيه مزيد من الثواب لكِ، ومزيد من التقرّب الى الله.

- سادساً -

اقتحمي كل ميادين العمل الصالح، وساهمي في إقامة المؤسسات المطلوبة سواءً في مجال الثقافة والفكر، او الاعمال الخيريّه، او الأنشطة الإجتماعيّة، او المشاريع السياسيّة.

ذلك أن للسياسة تأثيراتها على مصائرنا، كما لها تأثيراتها على حياتنا اليومية، لأن السياسة ترتبط بالعدل، وبالدين، وبالمصالح، وبالأوطان. وكلها مجالات لافرق في وجوب اداء المسؤلية فيها ما بين الرجال والنساء.
صحيحٌ ان الإسلام اعفى المرأة من بعض المسؤليّات، مثل الجهاد وتولي القضاء وماشابه ذلك، الا أن الإسلام لم يعفي المرأة من مسؤلياتها في العمل السياسي، كما لم يعفها من مسؤولياتها في العمل الإجتماعي والثقافي.

فمطلوب منك المشارك الكاملة في كل ما يرتبط بالدين والوطن. فالقضايا العامة مسؤلية الجميع، والدفاع عن حرّية الناس وإقامة العدالة الإجتماعية، والمحافظة عن القيم الدينية، ليست واجبات رجالية بحتة، بل هي مسئوليات إنسانية لابدّ من المشاركه في إدائها من قبل الرجال والنساء معاً.

- سابعاً -

تسلّقي سلالم المجد، وتدرّجي في المعالي، وانتقلي من ضمير (الأنا) المحصورة الى ضمير (نحن) الواسعة، وانتقلي من ضمير (نحن) الى ضمير (هم) ومن ضمير (هم) الى ضمير (هو).. وأخرجي من قوقعة الذات (الأنا) الى فسحة الجماعة (نحن) ومن فسحة الجماعة الىافاق الأمة (هم) ومن أفاق الأمة الى ملكوت الله ومعراج الروح.

وإعلمي انه لا يبقى في النهاية الا وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فطوبى لمن آمن به، وعمل في سبيله، واكتسب رضاه.


- ثامناً -

تعرّفي على آخر ما توصلت اليه العلوم، وتدرّبي على آخر مستجدات الوسائل الحديثة، فأمورٌ مثل اجهزة الكمبيوتر، ووسائل الإتصالات، وما يرتبط بأجهزة الخدمات من وسائل البيت وما شابه ذلك، يجب أن تكون في خدمة أعمالك، وجزءاً من وسائلك.. فهذه الوسائل تنفعك في مجالين؛ الأول تسهيل الحياة عليك، والثاني تطوير حياتك.

- تاسعاً -

ان شعبنا الذي ضربه زلزال الطغيان المتواصل، ويعاني من التخلّف في كثيرٍ من مجالات الحياة، بحاجة شديدة الى تظافر جهود ابنائه جميعا من رجال ونساء، فكل سعي يتم لتطوير الحياة في الوطن، وبناء قدراته، وإعمار بنيته التحتيّة وانصاف المواطنين فيه فهو سعيٌ مشكور وجهدٌ مطلوب.

- عاشراً -

حلّلي لنفسك الحلال وحرّمي عليها الحرام، ولا تكوني ممن يَفرُط او يُفرِّط، فلا افراط ولا تفريط في الاسلام.
وإعلمي ان تحريم الحلال، كتحليل الحرام، كلا هما مبغوض ومرفوض. وقد جاء في الحديث: ﴿ انّ الله يحب ان يُؤخذ برخصه، كما يحب ان يأخذ بعزائمه ﴾.

ومثال ذلك سياقة السيارة، فمن حق المرأة ان تتعلم السياقة وان تكون لها سيارتها، فهذه مسألة أحلّها الباري عزوجل للنساء، كما احلّ لهن من قبل ركوب الجمال للتنقّل. فلا تحرّمي على نفسك ما احلّه الله تعالى، ولا تحلّلي لها ما حرّم.

- حادي عشر -

كوني إبنة الآخرة، لا إبنة الدنيا. وإعملي للباقيات الصالحات، وإهتمي بتزكية النفس، فان ذلك من اولى الواجبات، وابتعدي عن كل عملٍ يبعدك عن الله، وقومي بكل عملٍ يقرّبك اليه، فان الدنيا مهما كانت فهي ﴿ تغرّ، وتضرّ، وتمرّ ﴾ فلا خيرها يدوم، ولا شرّها يبقى.

- ثاني عشر -

إلتزمي في حياتك العامة والخاصة بتاءات ثلاث: تاء التنازل، وتاء التفاهم، وتاء التعاون.

واجعلي التفاهم مكان التقاطع، وكوني في حياتك العامّة والخاصّة متعاونة ومتفاهمة ومتحابّة، ففي ذلك راحة لك في الدنيا، وثواب لك في الآخرة.

- ثالث عشر -

اجعلي لسانك سفيراً لعواطفك النبيلة، لا ناطقاً عن الغرائز المشوبة بالحساسيّات.

وإعلمي ان لسان المرأة اما هو حبلٌ متين يشدُّ الناس بعضهم ببعض، او هو خنجرٌ مسموم يقطع ما امر الله به أن يوصل.

- رابع عشر -

تعاملي مع الحياة على حقيقتها، فهي مزيجٌ من الليل والنهار، والربيع والخريف، والظلمة والنور، والشباب والهرم، ومسؤليات وحقوق، فلا تنتظري دائماً ان تكون الحياة نهاراً بلا ليل، وربيعاً بلا خريف، ونوراً بلا ظلمة، وشباباً بلا هرم، وحقوقاً بلا واجبات.

وإعلمي ان المرأة التي لاترى الحياة الا سهرات ماجنات، وضحكات ساخرات، وخموراً معتقات، فهي إمراةٌ من الجحيم.

اما المرأة التي تعرف متى تضحك ومتى تبكي، ومتى تصادق ومتى تقاطع، ومع من تروح ومع من تجيئ، فهي وحدها التي تنتفع بالنور، لانها وحدها التي تعرف متى يأتي الخريف، ومتى يكون الربيع وتؤدي ما عليها وتأخذ من الحياة مالها.

- خامس عشر -

حاولي ان تكون لك شخصيّة قائمة بذاتها: شخصيّة لا تحاول ان تتقمص شخصيّة الاُخريات.

شخصيّة تحترم غيرها بإحترامها لنفسها، وتنسجم مع الاخريات بإنسجامها مع ذاتها، شخصيّة تعرف ان الإستقلال يعني التعاون، وإن التعاون يعني الاستقلال. وإن الحضارة تقوم على مزيج من التنافس في بطن التعاون، والتعاون في بطن التنافس.

ساقي العطاشا
07-13-2007, 06:05 PM
-سادس عشر -

إعلمي ان الحق انما يكون حقاً اذا كان مع العدل، فالمرأة التي تطالب بحقها، لابدّ ان تكون جاهزة لإعطاء الآخرين حقوقهم ايضاً. فالحق -كما يقول الامام علي - لا يجري لأحد، إلا جرى عليه، ولا يجري عليه إلا إذا جرى له.
فكوني ممن تقوم بالدفاع عن حقها، ولا تعتدي على حقوق غيرها.

- سابع عشر -

إجعلى من البيت مملكةً نموذجيةً لك ولأسرتك، حتى يجد فيها الزوج والأولاد الدفء والحنان وراحة النفس، بحيث لا يجد أحد من العائلة فرصةً إلا ويلتجئ الى البيت بدل أن يهرب منه، فإن الإنسان إذا وجد في بيته إمرأةً تحبه، وراحة ينشدها، وصفاءاً يحتاج إليه، وحناناً يبحث عنه، فسوف يرى البيت ملجاً لا بديل عنه.

- ثامن عشر -

ابتعدي عن التوافه الثلاث؛ المهاترات غير المعقولة، والثرثرات غير النافعة، والصراعات غير الضرورية.

وأعلمي أن العمر أغلى من أن تصرفيه على صراعات لا داعي لها، وثرثرات لا معنى فيها، ومهاترات لا فائدة منها.

- تاسع عشر -

إن الرجال كما يتشابهون مع النساء في امور، فإنهم يختلفون عنهن في امور اخرى، والعكس بالعكس. ولابدّ من تفهم نقاط التشابه فيما بينهما، كما لابد من تفهم نقاط الاختلاف.

وكما لا يجوز للرجال أن يبحثوا عن نساءٍ متشابهات لهم تماماً، فإنه لا يجوز للنساء أن يبحثن في الرجال عن نسخ مكررة عنهن، فإعرفي إختلاف الطبائع وطريقة التفكير، ولا تحاولي أن تفرضي على شريك الحياة طريقتك، وطبيعتك، واسلوبك، فإن الاختلاف البسيط ما بين الرجل والمرأة يؤدي بالضرورة الى فروقاتٍ كبيرة، والمرأة التي لا تعرف وجود الاختلاف مع الرجل سوف تقع في مشاكل عديدة لا داعي لها. فمثلا طلباتك من زوجك تختلف عن طلبات زوجك منكِ. فحاولي أن تعرفي ماذا يريد منك، وأفهميه ماذا تريدين منه.

وإعلمي إن النساء تريد من الرجال الأمور التالية:
1 - تريد من الرجال أن يتكلموا معهن وأن يحاوروهن.
2 - تريد من الرجال أن تكون لهم عواطف أكثر مما يبدون تجاههن.
3 - تريد من الرجال أن يكونوا أقل ميلا للتناسل.
4 - تريد أن يكون الرجال أقل استعجالاً لهن.
5 - تريد أن يكونوا رومانسيين في حياتهم.
6 - أن يهتموا بالنظافة اكثر مما يفعلون.
7 - أن يحاولوا الحصول على أموال أكثر، ويشتروا عقارات أكثر.
8 - أن يهتموا بالعائلة أكثر مما يهتمون بالعمل.
9 - أن يعطوا للنساء أموال أكثر.
10 - أن يخرجوا مع نسائهم الى الزيارات والمنتزهات.
11 - أن يظهروا المحبة، ولا يكتفوا بوجودها في قلوبهم.

أما طلبات الرجال من النساء فهي كالتالي:
1- يطلب الرجال من النساء أن يكنَّ أكثر عقلانية وأقل عاطفة.
2- أن يكنَّ أقل اهتماماً بالآخرين، وأقل مقارنة مع الأغيار.
3 - أن يكنَّ أقل رومانسية.
4 - أن يكنَّ أقل حساسية تجاه الأشياء، والأشخاص، والأقوال.
5 - أن يكنَّ جاهزات في امورهن أكثر مما هنّ عليه.
6 - أن يبقين في البيت أكثر، ولا يخرجن منه كثيرا.
7 - أن يمكّنّ من أنفسهن حسب طلبات الأزواج.
8 - أن يكنَّ أقل انفعالاً في حياتهن.
9 - أن يقلّلن من كلامهن.
10 - أن يؤدين ما عليهن من الواجبات.
11 - أن لا يتدخلن في شؤون رجالهن.

- عشرون -

إيّاكِ، والعلاقات العابرة المحرمة، فإن فيها خسارة الدنيا وعذاب الآخرة.

وإعلمي إنه ما من حرام إلا وجعل الله الى جانبه الكثير من بدائل من الحلال، فما أغلى تلك الفتاة التي تزفّ إلى زوجها في العلن، وما أرخص تلك المرأة التي يتلاقفها الصبيان في ظلام الليل، فيصيدونها كعصفورة صغيرة يتلاعبون بها إرضاءاً لشهواتهم، ثم سرعان ما يتركونها مكسورة الجناحين، ويتنكّرون لها بعد ذلك.

وإذا لم يتوفر لك الحلال من حاجاتك، فاطلبي من الله تعالى أن يوفرها لك، ولا تصبحي وسيلة من وسائل ابليس، يخدع بك الرجال، ويخدعك بالرجال.

- واحد وعشرون -

لا يجوز أن تتردد العازبات منكنّ في قبول الزواج ممن يتمتع بخصلتين: الاخلاق، والايمان. فالأخلاق الحسنة ضرورية لسعادتك في الدنيا والايمان ضروري لسعادتك في الآخرة. وقد قال رسول الله : ﴿ اذا جاءكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ﴾.

ولا يغرنّك مال بلا دين، ولا دين بلا أخلاق، لأن ذلك يشقيك في الدنيا ولا يسعدك في الآخرة.
وليكن لك رأي في مسألة زواجك، وإيّاك أن تقبلي بزوج انت مكرهة عليه، لأن "رضى المرأة" شرط لصحة زواجها.

- ثاني وعشرون -

شرفك هو شرف الوطن كلّه، وسمعتك هي سمعة الشعب جميعاً، وكرامتك هي كرامة الأمة بأكملها.

فحافظي على شرفك من الدنس، ودافعي عن سمعتك من العدوان، واحرسي كرامتك من التعدي.

- ثالث وعشرون -

إذا كان الله عزّوجل خلق المرأة أضعف من الرجل في جسمها، فقد جعلها أقوى منه في روحها. فهي قادرة على أن تتحمل الصعاب أكثر من الرجال. وأن تؤدي واجباتها الدينية أكثر منهم، وأن تتحمل المسؤولية أفضل منهم.

وهذا يجعل لها موقعاً متقدماً في حراسة القيم التي جاء بها الأنبياء والرسل، ونادى بها الصالحون من عباد الله.

- رابع وعشرون -

دافعي عن حقوق المرأة، ولا تنتظري أن يقدمها لك الرجال على طبق من السكّر، فإن الحق لن يُعطى إلا لمن يطالب به، وقد قال الإمام علي : ﴿ ضاع حق ليس وراءه مطالب ﴾.

ومن حقوقك الاساسية حقُّ مطالبتك بحقوقك، وحق الاحترام المتبادل بينك وبين الآخرين، وحق الدفاع عن الاموال والأعراض. وحق أن يكون للمرأة دور في الحياة.

- خامس وعشرون -

انتِ ابنة الاسلام، ففي أحضانه جئت الى هذه الدنيا، وفي أحضانه سترحلين عن الحياة. فكوني من المتمسكين به، وكوني سوراً منيعا للدفاع عنه، واجتهدي أن تزداد تقواك بمرور الزمن، وان تزداد أخلاقك حُسناً. فإن الفضيلة بحر لا غور له، والأخلاق الحسنة سلَّمٌ لا نهاية لدرجاته.

- سادس وعشرون -

من حق المرأة أن تتزيّن، بل من الستحب لها أن تفعل ذلك. ولكن لا تتزيني الا لمن يستحق، كالزوج والمحارم والنساء. وإيّاك والزينة للأجانب، فإن ذلك يجعلك صيدا سميناً لهم، ولا تنسي ان في المجتمع ذئاباً جائعة لا يريدون من المرأة إلا لحمها، وذلك لقضاء شهواتهم وإشباع رغباتهم.

أما مصير المرأة ومستقبلها، فذلك آخر ما يفكر هؤلاء فيه.

- سابع وعشرون -

ان المرأة. والمحبة. والمودة: اسماءٌ ثلاثة لمعنى واحد، ولهذا ارتبط اسم المرأة بالحبّ، إلا أن البعض يفسر ذلك بحبّ الجسد، وكأنّ المرأة ليست إلا عينين جميلتين، وشفتين ناعمتين، ووجنتين متوردتين. وكأنها لا تملك عقلا ولا نفساً ولا روحاً. وكأنّ دورها هو دور قارورة العطر، تُستخدم لفترة محدودة. ثم إذا فرغت يرمى بها في عرض الطريق.

في حين إن الحبّ الحقيقي هو نتاج عقل رصين، وقلب سليم، وروح صافية، فالمرأة التي تمتلك هذه الأمور تستحق كل محبة، ومن واجبها أن تشيع المحبة في كل مكان تتواجد فيه، سواء في محيط الأسرة أو المجتمع أو العمل، لأن منابع الحب تكون مجتمعة فيها دون الرجال.

- ثامن وعشرون -

لقد أودع الله فيك طاقات هائلة، تستطيعين من خلال استخراجها أن تغيّري مجرى التاريخ، فالناس كما يقول الحديث الشريف ﴿ معادن كمعادن الذهب والفضة ﴾، والمعدن بحاجة الى خطوات ثلاث، لكي يتم الاستفادة منه:
الاول: أن يُكتشف. فمن دون أن نعرف أن في الأرض معادن ثمينة كيف يمكننا أن نستخرجها؟

وأنتِ ايضاً، من دون أن تثقي بنفسك وتعرفي بأن لك طاقات هائلة في ذاتك لن تحاولي استخراجها.

الثاني: المعدن بحاجة الى الاستخراج، فما فائدة أن يعرف المرء أن هنالك كنزاً في مكان معين، إذا لم يتم استخراجه منه؟

كذلك بالنسبة إليكِ، فمن دون أن تستخرجي طاقاتك لا يمكن أن تستفيدي من الحياة شيئاً.

الثالث: أن يتم صقل المعدن وتعدينه. وهكذا بالنسبة الى المرأة فهي بعد أن تفهم طاقاتها وتستخرجها، لابد أن تصقلها أيضا، ويتم لها ذلك من خلال القيام بالأعمال الاجتماعية كتأسيس الجمعيات، وإقامة المشاريع والمشاركة في المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية وماشابه ذلك.

- تاسع وعشرون -

في علاقاتك بشكل عام، وفي مواقفك بشكل خاص، لابدّ أن تكوني معتدلة. فلا تشدّي الحبال حتى تنقطع، ولا ترخّيها حتى تنفلت.

وإعلمي أنّ الإعتدال قرين العدل. فلا عدل بلا اعتدال، ولا اعتدال بلا عدل.

- ثلاثون -

اذا كان جمال الرجال في عقولهم، فلأنّهم لا يملكون إلا منبعاً واحداً للجمال، وهو جمال العقل.

أما المرأة فهي تملك منبعين له: منبع جمال الجسد، ومنبع جمال الروح. غير أنّ جمال الجسد عند المرأة مرتبط تماماً بجمال الروح فيها.

فإذا إمتلكت جمال الصورة مع جمال السيرة كانت مزيجا من الملائكة والحوريّة.

وإلا فلا قيمة لحسن الصورة من دون حسن السيرة، ولا لجمال البصر من دون جمال البصيرة، فأنتِ ولله الحمد تمتلكين جمال الانوثة. وعليك أن تضيفي الى ذلك جمال الانسانية، فحينما يكون لك قلب شاكر، ولسان ذاكر، وقلب خاشع، ونفسية طيبة، وعفة وحنان فإن روحك ستكون جميلة بجسمك، وجسمك يكون جميلاً بروحك. ولا تنسي أن جمال الأخلاق والدين مرتبط بالأرواح، بينما جمال الاعضاء مرتبط بالأجساد. والجسد فاني وزائل، والروح باقية ما بقي الدهر.

وإعلمي، ان المرأة التي تهتم بجمال جسدها وتقضي الساعات أمام المرايا تستخدم المكياج، بينما لا تصرف وقتاً على زيادة معرفتها، ولا تهتم بتحسين أخلاقها وتزكية نفسها، قد تكون جميلة في المظهر ولكن الآخرين لن يتعاملوا معها إلا كدُمية جميلة وليس كإنسانة متميزة، وواضح إن المرأة التي تهمل اخلاقها هي مثل تفاحة فاسدة. قد يكون لها شكل جميل إلا أن الدود ينخر فيها.

وفي الختام أرجو لكِ التوفيق من الله تعالى، في أن يجعلك ممن علمتْ فعملتْ. وعملتْ فأحسنتْ، وأدت ماعليها فأفلحتْ، فأثابها الله في الدارين، وجعلها ممّن ينتصر لدينه.

انه ولي سميع.

هادي المدرّسي
مدينة الحسين ؛ كربلاء المقدسة

1/1/1425 هـ
22/2/2004 م

ملكة سبأ
07-16-2007, 03:58 PM
كلمة الشكر قليله في حقك أخي الكريم ساقي العطاشا لما بذلت من جهد وعلى حُسن إختيارك .بارك الله فيك وننتظرك في كل جديد

ساقي العطاشا
07-22-2007, 11:24 PM
مشكوره على مروركى على الموضوع

والتعليق عليه