النور الزينبي
09-07-2004, 11:54 PM
السلام عليكم
http://14masom.com/astetlaa/33/images/01.jpg
لقد صنع الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف الكرامة الإنسانية ووضع ركائز الثورة الشاملة ضد الظلم والطغيان أينما وجد. ولعله أيضا وحده في تاريخ هذه الدنيا قدم أقدس التضحيات في سبيل إشاعة الحق والعدل بين الناس، وأن صور الفداء التي جسدها الإمام لإقامة الحياة الكريمة في الإسلام كانت مذهلة وعظيمة فقد اهتز من حولها الضمير الإنساني وتركت أثرا عميقا للحزن في قلوب المؤمنين.
والشيء المهم الذي تميزت به قضية الإمام الحسين (عليه السلام) هو الصمود الرائع أمام الأحداث المفزعة فلقد تسلح الإمام بصبر لا حد لأبعاده وتسلمه المحن الشاقة التي تواكبت عليه بالرضا والتسليم لأمر الله وكان كلما رزي بكارثة تسلح بالصبر ويزداد وجهه إشراقا ونورا وكانت شفتاه تنفرج بكلمة الإيمان العميق قائلا: (هون ما نزل بي إنه بعين الله..).
لقد كان هذا الإيمان هو سر الإعجاز والخلود في قضية الإمام (عليه السلام) وستبقى مدرسة تضيء للأجيال طريقها وتوفر لها العطاء وهي جرح ينفجر منه الخير والإصلاح حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ويوم الطف هو مثال للقيم الكريمة ألحقه التي تميزت بالوفاء والإخلاص ونكران الذات وهو ليس مما يخص المسلمين أو طائفة منهم وإنما هو لجميع أمم العالم وشعوب الأرض يمدها بالوعي الكامل للتحرر من العبودية والاستغلال.
وللإمام الحسين (عليه السلام) مواقف عديدة في طف كر بلاء ونذكر منها وقفته مع عمر بن سعد حين طلبه الإمام ليلقي عليه حجته ويعرفه بأنه ابن بنت النبي (صلى الله عليه وآله) وأنه لم يخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرج على اثر الكتب التي أرسلت إليه طلبا للمجيء ويبين لابن سعد عواقب قتاله لآل البيت وعرض عليه أن يكف عن قتاله ويتركه في حاله لا خوفا منه بل خوفا عليه من أن يدخل النار بسبب قتله حيث لم يكن الإمام يود أن يدخل أحدا النار بسببه ولقد دار بينهما حوارا (كما ذكر في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي): أرسل الحسين (عليه السلام) إلى ابن سعد: إني أريد أن أكلمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك فخرج إليه عمر بن سعد بعشرين فارسا والحسين (عليه السلام) في مثل ذلك ولما التقيا أمر الحسين أصحابه فتنحوا عنه وبقي معه أخوه العباس وابنه علي الأكبر وأمر ابن سعد أصحابه فتنحوا عنه وبقي معه ابنه حفص وغلام له يقال له لاحق فقال الحسين لابن سعد: ويحك أ ما تتقي الله الذي إليه معادك؟! أ تقاتلني وأنا ابن من علمت؟!
يا هذا ذر هؤلاء القوم وكن معي فإنه اقرب لك من الله.
فقال له عمر: أخاف أن تهدم داري.
فقال الحسين (عليه السلام): (أنا ابنيها لك).
فقال عمر: أخاف أن تؤخذ ضيعتي.
فقال (عليه السلام): (أنا اخلف عليك خيرا منها من مالي بالحجاز).
فقال: لي عيال أخاف عليهم.
فقال (عليه السلام): (أنا اضمن سلامتك).
ثم سكت فلم يجبه عن ذلك، وانصرف عنه الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يقول: (مالك, ذبحك الله على فراشك سريعا عاجلا, ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك, فو الله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا).
وموضع هذا اللقاء اليوم مشخص في مدينة كربلاء المقدسة ويسمى وقفت الإمام الحسين (عليه السلام) يقع في منطقة باب السلالمة وسوقها الذي يبعد سيراً عدة أمتار عن الحرم المبارك للإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث يقع المكان في شارع مزدحم يعج بالناس والمحال.
أهل المحلة أناس شعبين وطيبين وبعد مسير قصير في سوق باب السلالمة إلى جهة اليسار يقع الموقع الذي هو عبارة عن شباك مثبت على الحائط مكتوب عليه جدد بناء هذا الموقع عام 1957 م، والمقام عبارة عن شباك مربع يتوسط عمودين، والشباك فيه مقاطع من الزجاج تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الأضرحة الشريفة ويعلو ذلك الشباك قطعة متوسطة الحجم مكتوب عليها عبارة وبضعت أبيات: (هنا وقف الإمام الحسين (عليه السلام) مع عمر ابن سعد لعنه الله يوم عاشورا).
أن الحسيـــن هاهنا مـــع ابن سعـد أعلنـا***فـي قولـــه مستفســـراً لــــم القتـــال بيننا
ما جئت من تلقاء نفسي مذ تركت الوطنـا***لقـد أتتنـــا كتـــب من هــــــؤلاء اللعنـــــا
يا ابن النبي المصطفى أن الفضا ضاق بنا*** غيـرك لا نهـــوى ولا ســـــواك مأمنــــا
لمــــا أتيـــت نقضـــوا العهد وراموا الفتنا*** وضيعــوا ديـن النبـي المصطفى والسننا
والآن إنـــي يا ابـــن سعــد قد أتيت معلنا***فــإن كــرهتم موطني ذروني حتى أضعنا
إلى الحجـــاز أو إلى يثــــرب أمـــا اليمنـــا***أو أيــن ما شـــاء الإلـــه اتخـذه موطنــا
فكلمـــا أرشـــدهم ما زاودوا إلا ضغنــــــــا***وبقيـت أنــواره دومــــــاً تنيـــر إلا زمنا
وبعد السؤال من أهل المحلة تعرفنا إلى الكم الكبير من الزائرين الذين يقصدون هذا الموقع عندما يأتون لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) لان في هذا المكان أقام الإمام (عليه السلام) فيه الحجة على أبن سعد وبين له حقيقة ما يقدم عليه من الظلال.
أن هذا المقام تم ترميمه مرات عديدة كبقية المراقد الأخرى في مدينة كر بلاء المقدسة لأنها مدينة قد تعرضت لهجمات كثيرة من قبل الحكومات الجائرة والتي كان آخر هذه الحكومات حكومة البعث الكافر المتمثلة بطاغيتها المقبور صدام.
http://14masom.com/astetlaa/33/images/03.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/02.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/06.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/04.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/05.jpg
الى اللقاء
النور الزينبي
http://14masom.com/astetlaa/33/images/01.jpg
لقد صنع الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف الكرامة الإنسانية ووضع ركائز الثورة الشاملة ضد الظلم والطغيان أينما وجد. ولعله أيضا وحده في تاريخ هذه الدنيا قدم أقدس التضحيات في سبيل إشاعة الحق والعدل بين الناس، وأن صور الفداء التي جسدها الإمام لإقامة الحياة الكريمة في الإسلام كانت مذهلة وعظيمة فقد اهتز من حولها الضمير الإنساني وتركت أثرا عميقا للحزن في قلوب المؤمنين.
والشيء المهم الذي تميزت به قضية الإمام الحسين (عليه السلام) هو الصمود الرائع أمام الأحداث المفزعة فلقد تسلح الإمام بصبر لا حد لأبعاده وتسلمه المحن الشاقة التي تواكبت عليه بالرضا والتسليم لأمر الله وكان كلما رزي بكارثة تسلح بالصبر ويزداد وجهه إشراقا ونورا وكانت شفتاه تنفرج بكلمة الإيمان العميق قائلا: (هون ما نزل بي إنه بعين الله..).
لقد كان هذا الإيمان هو سر الإعجاز والخلود في قضية الإمام (عليه السلام) وستبقى مدرسة تضيء للأجيال طريقها وتوفر لها العطاء وهي جرح ينفجر منه الخير والإصلاح حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ويوم الطف هو مثال للقيم الكريمة ألحقه التي تميزت بالوفاء والإخلاص ونكران الذات وهو ليس مما يخص المسلمين أو طائفة منهم وإنما هو لجميع أمم العالم وشعوب الأرض يمدها بالوعي الكامل للتحرر من العبودية والاستغلال.
وللإمام الحسين (عليه السلام) مواقف عديدة في طف كر بلاء ونذكر منها وقفته مع عمر بن سعد حين طلبه الإمام ليلقي عليه حجته ويعرفه بأنه ابن بنت النبي (صلى الله عليه وآله) وأنه لم يخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرج على اثر الكتب التي أرسلت إليه طلبا للمجيء ويبين لابن سعد عواقب قتاله لآل البيت وعرض عليه أن يكف عن قتاله ويتركه في حاله لا خوفا منه بل خوفا عليه من أن يدخل النار بسبب قتله حيث لم يكن الإمام يود أن يدخل أحدا النار بسببه ولقد دار بينهما حوارا (كما ذكر في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي): أرسل الحسين (عليه السلام) إلى ابن سعد: إني أريد أن أكلمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك فخرج إليه عمر بن سعد بعشرين فارسا والحسين (عليه السلام) في مثل ذلك ولما التقيا أمر الحسين أصحابه فتنحوا عنه وبقي معه أخوه العباس وابنه علي الأكبر وأمر ابن سعد أصحابه فتنحوا عنه وبقي معه ابنه حفص وغلام له يقال له لاحق فقال الحسين لابن سعد: ويحك أ ما تتقي الله الذي إليه معادك؟! أ تقاتلني وأنا ابن من علمت؟!
يا هذا ذر هؤلاء القوم وكن معي فإنه اقرب لك من الله.
فقال له عمر: أخاف أن تهدم داري.
فقال الحسين (عليه السلام): (أنا ابنيها لك).
فقال عمر: أخاف أن تؤخذ ضيعتي.
فقال (عليه السلام): (أنا اخلف عليك خيرا منها من مالي بالحجاز).
فقال: لي عيال أخاف عليهم.
فقال (عليه السلام): (أنا اضمن سلامتك).
ثم سكت فلم يجبه عن ذلك، وانصرف عنه الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يقول: (مالك, ذبحك الله على فراشك سريعا عاجلا, ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك, فو الله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا).
وموضع هذا اللقاء اليوم مشخص في مدينة كربلاء المقدسة ويسمى وقفت الإمام الحسين (عليه السلام) يقع في منطقة باب السلالمة وسوقها الذي يبعد سيراً عدة أمتار عن الحرم المبارك للإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث يقع المكان في شارع مزدحم يعج بالناس والمحال.
أهل المحلة أناس شعبين وطيبين وبعد مسير قصير في سوق باب السلالمة إلى جهة اليسار يقع الموقع الذي هو عبارة عن شباك مثبت على الحائط مكتوب عليه جدد بناء هذا الموقع عام 1957 م، والمقام عبارة عن شباك مربع يتوسط عمودين، والشباك فيه مقاطع من الزجاج تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الأضرحة الشريفة ويعلو ذلك الشباك قطعة متوسطة الحجم مكتوب عليها عبارة وبضعت أبيات: (هنا وقف الإمام الحسين (عليه السلام) مع عمر ابن سعد لعنه الله يوم عاشورا).
أن الحسيـــن هاهنا مـــع ابن سعـد أعلنـا***فـي قولـــه مستفســـراً لــــم القتـــال بيننا
ما جئت من تلقاء نفسي مذ تركت الوطنـا***لقـد أتتنـــا كتـــب من هــــــؤلاء اللعنـــــا
يا ابن النبي المصطفى أن الفضا ضاق بنا*** غيـرك لا نهـــوى ولا ســـــواك مأمنــــا
لمــــا أتيـــت نقضـــوا العهد وراموا الفتنا*** وضيعــوا ديـن النبـي المصطفى والسننا
والآن إنـــي يا ابـــن سعــد قد أتيت معلنا***فــإن كــرهتم موطني ذروني حتى أضعنا
إلى الحجـــاز أو إلى يثــــرب أمـــا اليمنـــا***أو أيــن ما شـــاء الإلـــه اتخـذه موطنــا
فكلمـــا أرشـــدهم ما زاودوا إلا ضغنــــــــا***وبقيـت أنــواره دومــــــاً تنيـــر إلا زمنا
وبعد السؤال من أهل المحلة تعرفنا إلى الكم الكبير من الزائرين الذين يقصدون هذا الموقع عندما يأتون لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) لان في هذا المكان أقام الإمام (عليه السلام) فيه الحجة على أبن سعد وبين له حقيقة ما يقدم عليه من الظلال.
أن هذا المقام تم ترميمه مرات عديدة كبقية المراقد الأخرى في مدينة كر بلاء المقدسة لأنها مدينة قد تعرضت لهجمات كثيرة من قبل الحكومات الجائرة والتي كان آخر هذه الحكومات حكومة البعث الكافر المتمثلة بطاغيتها المقبور صدام.
http://14masom.com/astetlaa/33/images/03.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/02.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/06.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/04.jpg
http://14masom.com/astetlaa/33/images/05.jpg
الى اللقاء
النور الزينبي