حزن العمر
06-22-2007, 05:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
أول موضوع اكتبه بينكم
(( سأشكوهم للذي عينه لا تنام ))
أريد قبل أن أكتب حروفي هذه أن أشكر والدي لأنه أتاح لي سماع هذه القصة الحزينة
اسمه عبدالله شاب في مقتبل العمر لا يحمل من الحياة سوى فطرته التي تدله على الطريق الصحيح
قد لا يحمل النعمة التي نحن نحملها وهي العقل ولكنه يحمل القلب الطيب والإيمان الحقيقي لله سبحانه
وتعالى ،، أعلم تماماً بان البعض منا حين يرى مجنون << وأكره هذا المصطلح الذي نطلقه بحقهم
يضحك عليه أو يسخر منه او حتى تصل لديه الدرجة أن يأذيه والبعض منا يقلل من شأنه فيعاملونه
وكأنما هو ليس بإنسان مثلنا ،، لا أريد ان أطيل في مقدمتي
عبدالله رجل لم ينعم عليه الله بنعمة العقل الكامل ولكن فطرته جعلته يبحث عن رزقه فشاء القدر ان
يحصل عملاً وهو منظف في قسم للأطفال المعاقين ولأن والدي مسؤلاً في ذاك المبنى فكان يتابع أي
حركة تحدث فيه في أحد الأيام كان عبدالله ينظف وإذا برجلين اثنين حاولوا أن يأذوه فأخذا منه أدوات
التنظيف التي كان يحملها وضرباه فلم يستطع أن يدافع عن نفسه ويأخذ حقه فجلس في أحد
أركان المبنى وبكى ،، ناداه والدي من بعيد فلم يستجب له حتى أقترب منه
وأخذه من يده وذهب به إلى مكتبه
ليفهم منه سبب بكاءه ،، جلس عبدالله على الكرسي ولم يستطع أن يفهم والدي ماذا به تماما
فنادى أحد العمال الذين رأوا المشهد الذي حدث له واستفسر عن الرجال الذين ضربوه
بينما والدي يتحدث معهم إذا قال أحد الرجال لوالدي : وش لك ادخل مكتبك واحد مجنون ؟
قطع والدي حديثه وقال للرجل أليس هو إنسانا مثلك أليس يبحث عن لقمة عيشه ورزقه
كما تفعل انت الآن ،، حاول أبي أن يهدأ عبدالله ولكنه كان يكرر كلمته التي كانت تخرج من صميم قلبه
سأشكو عليهم !!! ظن والدي بأنه سيشكو عليهم عند مركز الشرطة ولكنه أعاد كلمته مرة
أخرى سأشكو عليهم عند الذي عينه لا تنام ،، لقد جعلت هذه الكلمة بقلب والدي شيء من الألم
فأصر أن يعاقب الرجلان فبعث بأحد العمال ليناديهم ولكن ياسبحان الله عاد العامل بعد ساعات وهو مذهول يشعر بالدهشة
وقال لوالدي : الأول أراد أن يغلق باب الشاحنة فأغلقها على يده والثاني أراد ان ينقد صديقه فحاول
أن يعبر به إلى الشارع الثاني لوجود صيدلية قريبة فأتت سيارة ودعمته وقذفت به على الشارع الثاني
فتوفاه الله ،، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هاهو عبدالله وهذا هو الذي نحن نسميه المجنون قد يكون عاجز عن نصرة نفسه ولكن الله سبحانه وتعالى أخذ حقه خلال ساعات قصيرة
يعرف عبدالله بين جميع الناس بإنه دوما مبتسما فلا يظلم أحد ولا يغضب بوجه أحدهم
وفي ذلك اليوم الحزين صعد الحافلة (( النقل عام )) ولأنه معروف لدى السائق فكان يلقي عليه التحيه
ويجلس وكله اطمئنان بإنه سيصل للمنزل وفي تلك السااعات الحزينة جلس عبدالله على الكرسي
ومسك بيديه الكرسي الذي أمامه وطبع على شفتيه ابتسامة الرضا ،، حين وصل السائق الى المحطة
الذي ينزل فيها عبدالله ناداه وقال له انزل لقد وصلنا ولكنه لم يرد جوابا فظن السائق بان عبدالله يمزح معه
لكونه كان مبستما فلم يطيل النظر في شكله فقال له سأريك تلعب علي ها سأدور بك كل المحطات
اليوم وسأرجعك آخر شخص وفعلا حينما انتهى السائق من جميع المحطات المطلوبة رجع ليوصل عبدالله إلى محطته وكانت
هول المفاجآة حين وقف السائق وذهب بجانب عبدالله ليرغمه على النزول وإذا هو ميتٌ لايرد جوابا ..
نعم لقد رحل وعلى شفتيه ابتسامة رضا .. لقد بكى عليه الكثيرون وتأسفوا لأجل معاملتهم القاسية له
ولكن مالذي ينفع الآن !! لقد رحل عبدالله وهو تاركاً نار الضمير يشتعل بقلوبهم
لقد رحل وخلف وراءه ذكرى طيبه بقلوب من عاشروه وأحبوه واحترموه وعاملوه كبشر
ليرحمه الله وليرحمنا ..
هذه قصة واحدة من قصص الأشخاص الذين أسمع عنهم في حياتي وتركوا تأثيرا خاصاً
فهل ياترى اعتبرنا واعتدلنا في معاملتنا مع هؤلاء الفئة التي حرمت نعمة العقل الكاملة ؟؟؟؟
هل توقفنا قليلا عن الضحك عليهم وإشعارهم بالنقص والحرمان ؟؟؟ :sad2::sad2:
هل توقفنا لأن هناك إلهاً سيحاسبنا وسياخذ حقهم !!!
تحيتي العطرة
بقلم :
حزن العمر
اللهم صلي على محمد وآل محمد
أول موضوع اكتبه بينكم
(( سأشكوهم للذي عينه لا تنام ))
أريد قبل أن أكتب حروفي هذه أن أشكر والدي لأنه أتاح لي سماع هذه القصة الحزينة
اسمه عبدالله شاب في مقتبل العمر لا يحمل من الحياة سوى فطرته التي تدله على الطريق الصحيح
قد لا يحمل النعمة التي نحن نحملها وهي العقل ولكنه يحمل القلب الطيب والإيمان الحقيقي لله سبحانه
وتعالى ،، أعلم تماماً بان البعض منا حين يرى مجنون << وأكره هذا المصطلح الذي نطلقه بحقهم
يضحك عليه أو يسخر منه او حتى تصل لديه الدرجة أن يأذيه والبعض منا يقلل من شأنه فيعاملونه
وكأنما هو ليس بإنسان مثلنا ،، لا أريد ان أطيل في مقدمتي
عبدالله رجل لم ينعم عليه الله بنعمة العقل الكامل ولكن فطرته جعلته يبحث عن رزقه فشاء القدر ان
يحصل عملاً وهو منظف في قسم للأطفال المعاقين ولأن والدي مسؤلاً في ذاك المبنى فكان يتابع أي
حركة تحدث فيه في أحد الأيام كان عبدالله ينظف وإذا برجلين اثنين حاولوا أن يأذوه فأخذا منه أدوات
التنظيف التي كان يحملها وضرباه فلم يستطع أن يدافع عن نفسه ويأخذ حقه فجلس في أحد
أركان المبنى وبكى ،، ناداه والدي من بعيد فلم يستجب له حتى أقترب منه
وأخذه من يده وذهب به إلى مكتبه
ليفهم منه سبب بكاءه ،، جلس عبدالله على الكرسي ولم يستطع أن يفهم والدي ماذا به تماما
فنادى أحد العمال الذين رأوا المشهد الذي حدث له واستفسر عن الرجال الذين ضربوه
بينما والدي يتحدث معهم إذا قال أحد الرجال لوالدي : وش لك ادخل مكتبك واحد مجنون ؟
قطع والدي حديثه وقال للرجل أليس هو إنسانا مثلك أليس يبحث عن لقمة عيشه ورزقه
كما تفعل انت الآن ،، حاول أبي أن يهدأ عبدالله ولكنه كان يكرر كلمته التي كانت تخرج من صميم قلبه
سأشكو عليهم !!! ظن والدي بأنه سيشكو عليهم عند مركز الشرطة ولكنه أعاد كلمته مرة
أخرى سأشكو عليهم عند الذي عينه لا تنام ،، لقد جعلت هذه الكلمة بقلب والدي شيء من الألم
فأصر أن يعاقب الرجلان فبعث بأحد العمال ليناديهم ولكن ياسبحان الله عاد العامل بعد ساعات وهو مذهول يشعر بالدهشة
وقال لوالدي : الأول أراد أن يغلق باب الشاحنة فأغلقها على يده والثاني أراد ان ينقد صديقه فحاول
أن يعبر به إلى الشارع الثاني لوجود صيدلية قريبة فأتت سيارة ودعمته وقذفت به على الشارع الثاني
فتوفاه الله ،، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هاهو عبدالله وهذا هو الذي نحن نسميه المجنون قد يكون عاجز عن نصرة نفسه ولكن الله سبحانه وتعالى أخذ حقه خلال ساعات قصيرة
يعرف عبدالله بين جميع الناس بإنه دوما مبتسما فلا يظلم أحد ولا يغضب بوجه أحدهم
وفي ذلك اليوم الحزين صعد الحافلة (( النقل عام )) ولأنه معروف لدى السائق فكان يلقي عليه التحيه
ويجلس وكله اطمئنان بإنه سيصل للمنزل وفي تلك السااعات الحزينة جلس عبدالله على الكرسي
ومسك بيديه الكرسي الذي أمامه وطبع على شفتيه ابتسامة الرضا ،، حين وصل السائق الى المحطة
الذي ينزل فيها عبدالله ناداه وقال له انزل لقد وصلنا ولكنه لم يرد جوابا فظن السائق بان عبدالله يمزح معه
لكونه كان مبستما فلم يطيل النظر في شكله فقال له سأريك تلعب علي ها سأدور بك كل المحطات
اليوم وسأرجعك آخر شخص وفعلا حينما انتهى السائق من جميع المحطات المطلوبة رجع ليوصل عبدالله إلى محطته وكانت
هول المفاجآة حين وقف السائق وذهب بجانب عبدالله ليرغمه على النزول وإذا هو ميتٌ لايرد جوابا ..
نعم لقد رحل وعلى شفتيه ابتسامة رضا .. لقد بكى عليه الكثيرون وتأسفوا لأجل معاملتهم القاسية له
ولكن مالذي ينفع الآن !! لقد رحل عبدالله وهو تاركاً نار الضمير يشتعل بقلوبهم
لقد رحل وخلف وراءه ذكرى طيبه بقلوب من عاشروه وأحبوه واحترموه وعاملوه كبشر
ليرحمه الله وليرحمنا ..
هذه قصة واحدة من قصص الأشخاص الذين أسمع عنهم في حياتي وتركوا تأثيرا خاصاً
فهل ياترى اعتبرنا واعتدلنا في معاملتنا مع هؤلاء الفئة التي حرمت نعمة العقل الكاملة ؟؟؟؟
هل توقفنا قليلا عن الضحك عليهم وإشعارهم بالنقص والحرمان ؟؟؟ :sad2::sad2:
هل توقفنا لأن هناك إلهاً سيحاسبنا وسياخذ حقهم !!!
تحيتي العطرة
بقلم :
حزن العمر