ابو طارق
06-20-2007, 12:19 PM
"ما أوذي نبي مثلما أوذيت". هذا القول لخاتم الأنبياء محمد (ص) يشير ضمناً الى أن الأنبياء (ع) قد تعرضوا للأذى خلال دعواتهم الى دين الله عز وجل، على يد أقوامهم، وأنه (ص) قد نال النصيب الأكبر من الأذى على يد قومه، الذين راحوا يتفننون في أذية رسول الله (ص)، الذي كان يردد دائماً: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون". وإذا كان تكذيب الأنبياء وإنكار نبوتهم والاستهزاء بهم، والتطاول على مقامهم، واتهامهم بالجنون، قواسم مشتركة شكلت عنواناً عاماً في أذية أقوام لأنبيائهم، فإن عدداً من الأنبياء انفرد كل واحد منهم بنوع محدد من الأذى، الذي مارسه عليه قومه، ليكون علامة فارقة في مسيرة دعوته الى دين الله عز وجل، ومن هؤلاء الأنبياء، فضلاً عن النبي محمد (ص)، نأتي على ذكر نبيين تعرضا للأذى الشديد من قومهما، وهما نبي الله إبراهيم (ع)، ونبي الله لوط (ع) اللذين وردت قصتهما مع قومهما في القرآن الكريم.
أذية النبي إبراهيم (ع)
كان قوم النبي إبراهيم (ع) عاكفين على عبادة الأصنام، فنهاهم عن ذلك، فلم يرتدعوا، فعمد الى أصنامهم فحطمها جميعاً، ما عدا الصنم الكبير "فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم"، ليلقي عليهم حجة مفحمة باتهامه لهذا الصنم بأنه هو من حطم الأصنام طالباً منهم أن يسألوهم عن ذلك "قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون"، ولكن قومه الذين أقروا في أنفسهم بأنهم ظالمون قرروا الانتصار لآلهتهم والانتقام من النبي إبراهيم (ع) بحرقه "قالوا حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين"، فأوقدوا ناراً عظيمة وألقوه فيها، وهنا أيضاً تدخل باعث الأنبياء والمرسلين وحافظهم من شر أعدائهم، وأنقذ النبي إبراهيم من كيدهم "قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين".
أذية النبي لوط (ع)
كان قوم النبي لوط (ع) يعملون الخبائث من الأفعال، ولا يستمعون الى نصيحة نبيهم ولا يرتدعون عن فعل السوء، ووصل بهم الأمر من خلال تسلطهم وتعنتهم الى حد محاولتهم أن يفعلوا الفحشاء التي كانوا دائبين عليها، مع ضيوفه، الذين كانوا رسل الله عز وجل اليه، وهو لا يدري بذلك، فاغتم من قومه غماً شديداً، وعرض عليهم أعز ما عنده ليُعرضوا عما ينوون فعله، فقال لهم: "يا قومي هؤلاء بناتي أطهر لكم فاتقوا الله ولا تُخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد". فأجابوه بتعنت: "قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد".
وفي هذه اللحظات العصيبة التي كانت تمر عليه ارتفع عنه الهم بإخبار الملائكة له بأنهم رسل الله: "قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب". وحل العذاب على قومه وتحقق وعد الله تعالى: "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود". لينتهي بهذا العذاب المبير نوع من أنواع الأذى الذي كان قوم لوط يحاولون فعله مع ضيوف نبيهم.
أذيات النبي محمد (ص)
أما رسول الرحمة محمد (ص) فقد اجتمع عليه إضافة الى الأذيات العامة التي تعرض لها الأنبياء، من الاستهزاء والتكذيب والاتهام بالجنون، عدد من الأذيات الكبيرة التي كانت تتوالى عليه، واحدة تلو الأخرى، ومنها قتل المؤمنين بدعوته، كما حصل مع آل ياسر، أو تعذيبهم للرجوع عن الإيمان به، كما حصل مع بلال الحبشي، والحصار الذي فُرض عليه مع من آمن بدعوته في شُعب أبي طالب لثلاث سنوات، حيث عانى مع أصحابه من الجوع، ومحاولة قتله في بيته، ثم إخراجه من موطنه وبلدته التي كان يقيم فيها، هرباً من القوم الظالمين الذين كانوا ينوون قتله، الى ما هنالك من أذيات تعرض لها في سبيل إحقاق دين الله عز وجل في حياته الشريفة التي عاش أذياتها من قومه صابراً محتسباً، ورافعاً يديه بالدعاء لهم بدلاً من الدعاء عليهم: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"، فصدق فيه قول المولى تعالى في كتابه الكريم: "وإنك لعلى خُلُق عظيم".
منقول
للكاتب عدنان حمود
أذية النبي إبراهيم (ع)
كان قوم النبي إبراهيم (ع) عاكفين على عبادة الأصنام، فنهاهم عن ذلك، فلم يرتدعوا، فعمد الى أصنامهم فحطمها جميعاً، ما عدا الصنم الكبير "فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم"، ليلقي عليهم حجة مفحمة باتهامه لهذا الصنم بأنه هو من حطم الأصنام طالباً منهم أن يسألوهم عن ذلك "قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون"، ولكن قومه الذين أقروا في أنفسهم بأنهم ظالمون قرروا الانتصار لآلهتهم والانتقام من النبي إبراهيم (ع) بحرقه "قالوا حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين"، فأوقدوا ناراً عظيمة وألقوه فيها، وهنا أيضاً تدخل باعث الأنبياء والمرسلين وحافظهم من شر أعدائهم، وأنقذ النبي إبراهيم من كيدهم "قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين".
أذية النبي لوط (ع)
كان قوم النبي لوط (ع) يعملون الخبائث من الأفعال، ولا يستمعون الى نصيحة نبيهم ولا يرتدعون عن فعل السوء، ووصل بهم الأمر من خلال تسلطهم وتعنتهم الى حد محاولتهم أن يفعلوا الفحشاء التي كانوا دائبين عليها، مع ضيوفه، الذين كانوا رسل الله عز وجل اليه، وهو لا يدري بذلك، فاغتم من قومه غماً شديداً، وعرض عليهم أعز ما عنده ليُعرضوا عما ينوون فعله، فقال لهم: "يا قومي هؤلاء بناتي أطهر لكم فاتقوا الله ولا تُخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد". فأجابوه بتعنت: "قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد".
وفي هذه اللحظات العصيبة التي كانت تمر عليه ارتفع عنه الهم بإخبار الملائكة له بأنهم رسل الله: "قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب". وحل العذاب على قومه وتحقق وعد الله تعالى: "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود". لينتهي بهذا العذاب المبير نوع من أنواع الأذى الذي كان قوم لوط يحاولون فعله مع ضيوف نبيهم.
أذيات النبي محمد (ص)
أما رسول الرحمة محمد (ص) فقد اجتمع عليه إضافة الى الأذيات العامة التي تعرض لها الأنبياء، من الاستهزاء والتكذيب والاتهام بالجنون، عدد من الأذيات الكبيرة التي كانت تتوالى عليه، واحدة تلو الأخرى، ومنها قتل المؤمنين بدعوته، كما حصل مع آل ياسر، أو تعذيبهم للرجوع عن الإيمان به، كما حصل مع بلال الحبشي، والحصار الذي فُرض عليه مع من آمن بدعوته في شُعب أبي طالب لثلاث سنوات، حيث عانى مع أصحابه من الجوع، ومحاولة قتله في بيته، ثم إخراجه من موطنه وبلدته التي كان يقيم فيها، هرباً من القوم الظالمين الذين كانوا ينوون قتله، الى ما هنالك من أذيات تعرض لها في سبيل إحقاق دين الله عز وجل في حياته الشريفة التي عاش أذياتها من قومه صابراً محتسباً، ورافعاً يديه بالدعاء لهم بدلاً من الدعاء عليهم: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"، فصدق فيه قول المولى تعالى في كتابه الكريم: "وإنك لعلى خُلُق عظيم".
منقول
للكاتب عدنان حمود