حمد حسن
06-18-2007, 09:40 AM
http://rasid.us/media/lib/pics/thumbs/1056436796.jpg
صحيفة الشرق الأوسط - « الأحساء: سامي العلي » - 13 / 6 / 2007م - 12:38 ص
http://rasid.us/media/lib/pics/1181684217.jpg
لم يكن «مقهى السيد» الشعبي في الأحساء، أحد أبرز المقاهي في المنطقة، سوى حكاية شعبية من تراث الأحساء، حوّلها مواطن سعودي في العقد الرابع من عمره إلى مقهى تراثي وسط غابات النخيل، ليعود برواده إلى ذاكرة المقاهي الشعبية القديمة التي كانت تنتشر في الأحساء قبل عقود.
وانطلقت فكرة بناء المقهى، الذي لا تتجاوز مساحته 2000 متر مربع، عند حسن آل حسين، 43 سنة، قبل سبع سنوات، حين كان كبار السن يرددون على مسامعه بعض حكاياتهم الشعبية، ويتحدثون فيها عن مجالسهم القديمة الموجودة في الأحياء، التي اندثرت بفعل التقدم العمراني الذي اجتاح المنطقة بزحف بناياته الحديثة.
ويحتوي «مقهى السيد» الشعبي، الذي بني من الجص والطين، وصمم بوسائل يدوية قديمة على أكثر من 1500 قطعة أثرية وأشغال يدوية مصنوعة بحرفية عالية، من نحاسيات وفخاريات كانت تستخدم في الحياة اليومية قديما، مثل الجرار والمساخن والحافظات والحصير والسفرة والمنسف، الذي كان يستخدم سابقاً لتنظيف الحبوب من الشوائب. كما يحتوي المقهى على أنواع كثيرة من الدلال والمرشات والسقا، والأواني النحاسية والفخارية، والميزان المعدني الذي كان يستخدم لوزن الثلج، وميزان آخر كان يعرف بميزان الأرزاق الذي كان يستخدم لوزن الحبوب.
كما يوجد به صندوق السيسم الذي يستخدم لحفظ ملابس العروس، والمباخر المتنوعة ومحماس القهوة، والفوانيس وبعض الأدوات الكهربائية القديمة مثل التلفاز والراديو التي يعود صنعها إلى عشرات السنين، كذلك يوجد مجسم كبير لرواق القيصرية يحاكي واقع القيصرية قبل احتراقها.
كما يوجد في المقهى بنادق قديمة كانت تستخدم في الحروب والصيد، و300 من الصور الفوتوغرافية التي علقت على جدران المقهى، تظهر فيها مواقع قديمة منها سوق الخميس في الهفوف، وبعض العيون المشهورة في الأحساء، كذلك صور عديدة للملك عبد الله بن عبد العزيز، وزعت في أركان المقهى.
ويقول آل حسين، عن المقهى الذي اقتطع من جيبه أكثر من 800 ألف ريال، واستغرق مدة سنة لتشييده، بأنه صمم على الطراز المعماري القديم الذي يتكون من مواد بناء من الجص والطين والتبن، الذي زين جدرانه بخطوط ونقوشات وزخارف فنية قديمة من داخل المقهى وخارجه، التي كان معمولاً بها في البيوت الأحسائية قبل عقود، وقد استخدم في تشييده أيضا خشب الكندل والباسكيل والبواري والخصر، إضافة إلى النوافذ والأبواب القديمة. وأضاف أن المقهى يتكون من ساحة واسعة مكشوفة في الوسط، تحيطه برواق وأروقة جانبية إضافة إلى البرستي المعمولة بحرفية عالية والأسقف المكونة من جذوع النخل، والكراسي والطاولات التي حيكت من سعف النخيل والقصب، كما يوجد وسط الساحة بئر يتدلى منها حبل، ونخيل تظلل المكان من أشعة الشمس. وخصصت غرفة في المقهى للتعرف على بعض المقتنيات الأثرية في الأحساء لزائريه، وألبومات من الصور لبعض الحرف اليدوية، والزخارف والنقوشات الأحسائية المعمول بها سابقا، حيث تم فرشها بالحصير المصنوع من سعف النخيل، كما يوجد بها موقد للنار، لصناعة القهوة والشاي.
ويستقطب المقهى عددا كبيرا من الزوار من دول عربية وأجنبية، يستمتعون فيه بأكلاته الشعبية ومقتنياته الأثرية، ويلتقطون عددا من الصور التذكارية بين معالمه الأثرية، ويسعى آل حسين إلى استقطاب الشباب والناشئين للتعرف على تراثهم الأحسائي القديم.
صحيفة الشرق الأوسط - « الأحساء: سامي العلي » - 13 / 6 / 2007م - 12:38 ص
http://rasid.us/media/lib/pics/1181684217.jpg
لم يكن «مقهى السيد» الشعبي في الأحساء، أحد أبرز المقاهي في المنطقة، سوى حكاية شعبية من تراث الأحساء، حوّلها مواطن سعودي في العقد الرابع من عمره إلى مقهى تراثي وسط غابات النخيل، ليعود برواده إلى ذاكرة المقاهي الشعبية القديمة التي كانت تنتشر في الأحساء قبل عقود.
وانطلقت فكرة بناء المقهى، الذي لا تتجاوز مساحته 2000 متر مربع، عند حسن آل حسين، 43 سنة، قبل سبع سنوات، حين كان كبار السن يرددون على مسامعه بعض حكاياتهم الشعبية، ويتحدثون فيها عن مجالسهم القديمة الموجودة في الأحياء، التي اندثرت بفعل التقدم العمراني الذي اجتاح المنطقة بزحف بناياته الحديثة.
ويحتوي «مقهى السيد» الشعبي، الذي بني من الجص والطين، وصمم بوسائل يدوية قديمة على أكثر من 1500 قطعة أثرية وأشغال يدوية مصنوعة بحرفية عالية، من نحاسيات وفخاريات كانت تستخدم في الحياة اليومية قديما، مثل الجرار والمساخن والحافظات والحصير والسفرة والمنسف، الذي كان يستخدم سابقاً لتنظيف الحبوب من الشوائب. كما يحتوي المقهى على أنواع كثيرة من الدلال والمرشات والسقا، والأواني النحاسية والفخارية، والميزان المعدني الذي كان يستخدم لوزن الثلج، وميزان آخر كان يعرف بميزان الأرزاق الذي كان يستخدم لوزن الحبوب.
كما يوجد به صندوق السيسم الذي يستخدم لحفظ ملابس العروس، والمباخر المتنوعة ومحماس القهوة، والفوانيس وبعض الأدوات الكهربائية القديمة مثل التلفاز والراديو التي يعود صنعها إلى عشرات السنين، كذلك يوجد مجسم كبير لرواق القيصرية يحاكي واقع القيصرية قبل احتراقها.
كما يوجد في المقهى بنادق قديمة كانت تستخدم في الحروب والصيد، و300 من الصور الفوتوغرافية التي علقت على جدران المقهى، تظهر فيها مواقع قديمة منها سوق الخميس في الهفوف، وبعض العيون المشهورة في الأحساء، كذلك صور عديدة للملك عبد الله بن عبد العزيز، وزعت في أركان المقهى.
ويقول آل حسين، عن المقهى الذي اقتطع من جيبه أكثر من 800 ألف ريال، واستغرق مدة سنة لتشييده، بأنه صمم على الطراز المعماري القديم الذي يتكون من مواد بناء من الجص والطين والتبن، الذي زين جدرانه بخطوط ونقوشات وزخارف فنية قديمة من داخل المقهى وخارجه، التي كان معمولاً بها في البيوت الأحسائية قبل عقود، وقد استخدم في تشييده أيضا خشب الكندل والباسكيل والبواري والخصر، إضافة إلى النوافذ والأبواب القديمة. وأضاف أن المقهى يتكون من ساحة واسعة مكشوفة في الوسط، تحيطه برواق وأروقة جانبية إضافة إلى البرستي المعمولة بحرفية عالية والأسقف المكونة من جذوع النخل، والكراسي والطاولات التي حيكت من سعف النخيل والقصب، كما يوجد وسط الساحة بئر يتدلى منها حبل، ونخيل تظلل المكان من أشعة الشمس. وخصصت غرفة في المقهى للتعرف على بعض المقتنيات الأثرية في الأحساء لزائريه، وألبومات من الصور لبعض الحرف اليدوية، والزخارف والنقوشات الأحسائية المعمول بها سابقا، حيث تم فرشها بالحصير المصنوع من سعف النخيل، كما يوجد بها موقد للنار، لصناعة القهوة والشاي.
ويستقطب المقهى عددا كبيرا من الزوار من دول عربية وأجنبية، يستمتعون فيه بأكلاته الشعبية ومقتنياته الأثرية، ويلتقطون عددا من الصور التذكارية بين معالمه الأثرية، ويسعى آل حسين إلى استقطاب الشباب والناشئين للتعرف على تراثهم الأحسائي القديم.