الفاقدات
06-13-2007, 09:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة : قبل ان تقرأ الموضوع عليك ان تعرف ان فكرة المحاورة بين إبليس والكاتب فكرة خيالية ولكن استخدمت لتشويق القارىء للقراءة واسم الكاتب سميح صالح
وسأقوم بكتابة كل يوم او يومين حلقة او جزء .. وهذه الأجزاء سأقوم بنقلها من كتاب يحمل نفس العنوان .. وهو يفضح مكائد إبليس>>(وعن نفسي سأنقله عن الأخت التي تفضلت بكتابته ولها جزيل الشكر وجزاها الله خير الجزاء)
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم ..
إبليس : لحظة ! قبل ان تكمل ! كيف تدعوني للحوار ثم تتعوذ مني ؟! ألا ترى تناقضا ؟! فإن لم ترحب بي وهو الأولى لأنني في الحد الأدنى ضيفك الآن فلا أقل من لا تتعوذ مني !! هذا مايحث عليه دينك من احترام الضيف وحسن استقباله ؟!
الشيخ : أعوذ بالله ! إبليس الرجيم بنفسه يتكلم عن الدين ويحث عليه ؟! إن هذا لعجب !
إبليس : وتكرر تعوذك ؟! كيف سيكون هذا الحوار وأنت تثير اعصابي وتجعلني ابدو مشوشاً ومضطربا ؟!
الشيخ : ولمَ كل هذا ؟! لأني تعوذت منك ؟! سبحان الله ! صدقني إني لأتعجب لأمرك ! كل هذه الأنفعال للإستعاذة لا بد ان هناك سر !
إبليس : ألا تعلم من استعاذ مني كل يوم عشر مرات وكَل الله عليه ملكاً يدفعني عنه كما يدفع الإبل الغريب عن الحوض .. ثم ألا تعلم ان من قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم صادقاً بحق خرج من قبضتي ودخل عصمة الله .. فما افعل انا لمن دخل في عصمة الله ؟!
لا أريد ان استرسل رغم علمي انني قد اغريك بهذا الأسلوب بالتعوذ مني .. ولكني اقول لك إن كنت تريد ان يكون حوارك معي هادئا فلابد ان لاتوتر اعصابي او تزعجني وليكن الحديث مجديا ..
الشيخ : الهدوء وحده لايكفي فلكي يكون الحديث مجديا ومفيدا لابد ان تعدني أن تجيب على اسئلتي أياً كانت ومهما كانت بصدق وصراحة
إبليس : أحس انك اوقعتني او تكاد توقعني في فخ بهذا اللقاء ففي حياتي كلها لم اجري حواراً مع احد من ابناء آدم كما معك الآن .. لكني اعدك بشرفي اجيبك على جميع اسئلتك بصدق وصراحة وشفافية .
الشيخ : بشرفك ؟! ما اظن إلا هذا اول كذبة ..
إبليس : دع عنك مثل هذه الأساليب وابدأ بطرح اسئلتك وإلا قمت عنك
الشيخ : حسناً في الحقيقة انا محتار فيم ابدأ الحديث واي سؤال اطرحه عليك من بين اسئلتي الكثيرة .. ولكني ارجح ان أسألك عن سر عدائيتك وكراهيتك المفرطة للإنسان
إبليس : وإذن تريد ان احدثك عن قصتي مع آدم اولاً
الشيخ : أجد ذلك مدخلاً منطقيا للحديث ..
إبليس : ولتكن الصورة كاملة فإني سأرجع في حديثي معك إلى ماقبل خلق آدم .. حيث كان في السماء من العابدين المشتغلين بالعبادة عن كل شيء وقد عبدت الله سنة من سنيَ السماء فإذا كان اليوم الواحد في السماء مقداره خمسين ألف سنة من الدنيا فإن عبادتي تعادل مائة وتسعة مليار وخمسمائة مليون سنة من سنيَ الأرض .
الشيخ : حقاً
إبليس : وقد كانت الملائكة تراني كذلك حتى لقبتني بطاووس الملائكة ومازلت كذلك حتى شاء الله ان يخلق آدم فقال :" إني جاعل في الأرض خليفة " فقالت الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فأجابها " إني اعلم ما لاتعلمون " فظنت الملائكة ان الله قد غضب عليها فقامت تسبحه وتقدسه وتطوف بالبيت المعمور في السماء والذي هو اقرب ماتكون عليه الكعبة في الأرض بل إنها توازيه تماماً فلو سقط منه حجر مستقيما لسقط على الكعبة وهكذا فقد ظلت الملائكة تطوف حول البيت المعمور وتستغفر وأما انا فقد نزلت الى الأرض وصرخت : ايتها الأرض ! اتيتك ناصحاً ! إن الله شاء ان يخلق منك افضل الخلائق واخشى ان يعصي الله فيدخل النار !! وحينها ستدخلين النار ايضا بسببه ,. فإن جاء الملائكة يأخذون من ترابك اقسمي عليهم بالرب العظيم ان لايأخذوا من ترابك ..
الشيخ : ومن هنا بدأت مخالفتك ؟!
إبليس : فلما أراد الله ان يخلق آدم أمر جبرائيل ليأتي بقبضة من أديم الأرض ليخلق منها خلقا جديدا فأتاها جبرائيل فأقشعرت الأرض وسألته بعزة الله ان لايأخذ منها شيئا فأمره الله بالإنصراف وجاء بعده ميكائيل فكان من الأرض ما كان فانصرف ايضا , فجاء إسرافيل فجرى معه مثلما جرى مع سابقيه فبعث الله عزرائيل واقشعرت الأرض مرة اخرى وسألته بعزة الله ان لا يأخذ منها شيئا فقال عزرائيل : قد امرني ربي بأمر انا ماضٍ سركِ ام ساءكِ . فقبض منها قبضة كما امره الله ثم صعد بها الى موقفه فقال له الله " كما وليت بقبضها من الأرض كذلك تلي قبض ارواح كل من عليها وكل من قضيت عليه الموت حتى يوم القيامة ..
الشيخ : فما كان من شأن القبضة ؟
إبليس : عُجنت بالماء العذب والملح ورُكبت فيها الطبائع وقبل ان ينفخ فيها الله الروح خلق آدم من أديم الأرض وطرحه كالجبل العظيم , وكان جسده طيباً تمر به الملائكة فتقول : لأمر ما خُلقت !
الشيخ : وأنت ماكان شأنك معه ؟
إبليس : كنت يومئذ خازنا على السماء الخامسة وكنت ادخل من فمه واخرج من دبره ثم اضرب بيدي على بطنه فأقول : لأي امرٍ خلقت ؟ لئن جُعلت فوقي لا اطعتك وإن جُعلت اسفل مني لأعينك , فلذلك اصبح مافي جوف آدم منتناً غير طيب وذلك علة الغائط .
الشيخ : فإذن مسألة عدائك لآدم لم تكن إلا لكونه اعلى منك شأنا ليس إلا !!
إبليس : ومكث آدم ملقىً ألف سنة ثم نفخ الله فيه الروح فلما بلغت روحه الى دماغه تحرك آدم وجلس ثم عطس فألهمه الله ان يقول " الحمدلله " فقال الله له " يرحمك الله " ولذلك مامن شيء اشد عليَ من تشميت العطاس
الشيخ : أتذكر حتى هذا الموقف
إبليس : وكيف انسى ؟! وقد نظرت الى آدم حينها نظرة لم أدخر منها شيئا من جسدي وحقدي عليه ..
نلتقي مع الجزء الثاني
ملاحظة : قبل ان تقرأ الموضوع عليك ان تعرف ان فكرة المحاورة بين إبليس والكاتب فكرة خيالية ولكن استخدمت لتشويق القارىء للقراءة واسم الكاتب سميح صالح
وسأقوم بكتابة كل يوم او يومين حلقة او جزء .. وهذه الأجزاء سأقوم بنقلها من كتاب يحمل نفس العنوان .. وهو يفضح مكائد إبليس>>(وعن نفسي سأنقله عن الأخت التي تفضلت بكتابته ولها جزيل الشكر وجزاها الله خير الجزاء)
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم ..
إبليس : لحظة ! قبل ان تكمل ! كيف تدعوني للحوار ثم تتعوذ مني ؟! ألا ترى تناقضا ؟! فإن لم ترحب بي وهو الأولى لأنني في الحد الأدنى ضيفك الآن فلا أقل من لا تتعوذ مني !! هذا مايحث عليه دينك من احترام الضيف وحسن استقباله ؟!
الشيخ : أعوذ بالله ! إبليس الرجيم بنفسه يتكلم عن الدين ويحث عليه ؟! إن هذا لعجب !
إبليس : وتكرر تعوذك ؟! كيف سيكون هذا الحوار وأنت تثير اعصابي وتجعلني ابدو مشوشاً ومضطربا ؟!
الشيخ : ولمَ كل هذا ؟! لأني تعوذت منك ؟! سبحان الله ! صدقني إني لأتعجب لأمرك ! كل هذه الأنفعال للإستعاذة لا بد ان هناك سر !
إبليس : ألا تعلم من استعاذ مني كل يوم عشر مرات وكَل الله عليه ملكاً يدفعني عنه كما يدفع الإبل الغريب عن الحوض .. ثم ألا تعلم ان من قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم صادقاً بحق خرج من قبضتي ودخل عصمة الله .. فما افعل انا لمن دخل في عصمة الله ؟!
لا أريد ان استرسل رغم علمي انني قد اغريك بهذا الأسلوب بالتعوذ مني .. ولكني اقول لك إن كنت تريد ان يكون حوارك معي هادئا فلابد ان لاتوتر اعصابي او تزعجني وليكن الحديث مجديا ..
الشيخ : الهدوء وحده لايكفي فلكي يكون الحديث مجديا ومفيدا لابد ان تعدني أن تجيب على اسئلتي أياً كانت ومهما كانت بصدق وصراحة
إبليس : أحس انك اوقعتني او تكاد توقعني في فخ بهذا اللقاء ففي حياتي كلها لم اجري حواراً مع احد من ابناء آدم كما معك الآن .. لكني اعدك بشرفي اجيبك على جميع اسئلتك بصدق وصراحة وشفافية .
الشيخ : بشرفك ؟! ما اظن إلا هذا اول كذبة ..
إبليس : دع عنك مثل هذه الأساليب وابدأ بطرح اسئلتك وإلا قمت عنك
الشيخ : حسناً في الحقيقة انا محتار فيم ابدأ الحديث واي سؤال اطرحه عليك من بين اسئلتي الكثيرة .. ولكني ارجح ان أسألك عن سر عدائيتك وكراهيتك المفرطة للإنسان
إبليس : وإذن تريد ان احدثك عن قصتي مع آدم اولاً
الشيخ : أجد ذلك مدخلاً منطقيا للحديث ..
إبليس : ولتكن الصورة كاملة فإني سأرجع في حديثي معك إلى ماقبل خلق آدم .. حيث كان في السماء من العابدين المشتغلين بالعبادة عن كل شيء وقد عبدت الله سنة من سنيَ السماء فإذا كان اليوم الواحد في السماء مقداره خمسين ألف سنة من الدنيا فإن عبادتي تعادل مائة وتسعة مليار وخمسمائة مليون سنة من سنيَ الأرض .
الشيخ : حقاً
إبليس : وقد كانت الملائكة تراني كذلك حتى لقبتني بطاووس الملائكة ومازلت كذلك حتى شاء الله ان يخلق آدم فقال :" إني جاعل في الأرض خليفة " فقالت الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فأجابها " إني اعلم ما لاتعلمون " فظنت الملائكة ان الله قد غضب عليها فقامت تسبحه وتقدسه وتطوف بالبيت المعمور في السماء والذي هو اقرب ماتكون عليه الكعبة في الأرض بل إنها توازيه تماماً فلو سقط منه حجر مستقيما لسقط على الكعبة وهكذا فقد ظلت الملائكة تطوف حول البيت المعمور وتستغفر وأما انا فقد نزلت الى الأرض وصرخت : ايتها الأرض ! اتيتك ناصحاً ! إن الله شاء ان يخلق منك افضل الخلائق واخشى ان يعصي الله فيدخل النار !! وحينها ستدخلين النار ايضا بسببه ,. فإن جاء الملائكة يأخذون من ترابك اقسمي عليهم بالرب العظيم ان لايأخذوا من ترابك ..
الشيخ : ومن هنا بدأت مخالفتك ؟!
إبليس : فلما أراد الله ان يخلق آدم أمر جبرائيل ليأتي بقبضة من أديم الأرض ليخلق منها خلقا جديدا فأتاها جبرائيل فأقشعرت الأرض وسألته بعزة الله ان لايأخذ منها شيئا فأمره الله بالإنصراف وجاء بعده ميكائيل فكان من الأرض ما كان فانصرف ايضا , فجاء إسرافيل فجرى معه مثلما جرى مع سابقيه فبعث الله عزرائيل واقشعرت الأرض مرة اخرى وسألته بعزة الله ان لا يأخذ منها شيئا فقال عزرائيل : قد امرني ربي بأمر انا ماضٍ سركِ ام ساءكِ . فقبض منها قبضة كما امره الله ثم صعد بها الى موقفه فقال له الله " كما وليت بقبضها من الأرض كذلك تلي قبض ارواح كل من عليها وكل من قضيت عليه الموت حتى يوم القيامة ..
الشيخ : فما كان من شأن القبضة ؟
إبليس : عُجنت بالماء العذب والملح ورُكبت فيها الطبائع وقبل ان ينفخ فيها الله الروح خلق آدم من أديم الأرض وطرحه كالجبل العظيم , وكان جسده طيباً تمر به الملائكة فتقول : لأمر ما خُلقت !
الشيخ : وأنت ماكان شأنك معه ؟
إبليس : كنت يومئذ خازنا على السماء الخامسة وكنت ادخل من فمه واخرج من دبره ثم اضرب بيدي على بطنه فأقول : لأي امرٍ خلقت ؟ لئن جُعلت فوقي لا اطعتك وإن جُعلت اسفل مني لأعينك , فلذلك اصبح مافي جوف آدم منتناً غير طيب وذلك علة الغائط .
الشيخ : فإذن مسألة عدائك لآدم لم تكن إلا لكونه اعلى منك شأنا ليس إلا !!
إبليس : ومكث آدم ملقىً ألف سنة ثم نفخ الله فيه الروح فلما بلغت روحه الى دماغه تحرك آدم وجلس ثم عطس فألهمه الله ان يقول " الحمدلله " فقال الله له " يرحمك الله " ولذلك مامن شيء اشد عليَ من تشميت العطاس
الشيخ : أتذكر حتى هذا الموقف
إبليس : وكيف انسى ؟! وقد نظرت الى آدم حينها نظرة لم أدخر منها شيئا من جسدي وحقدي عليه ..
نلتقي مع الجزء الثاني